الاثنين، 10 يونيو 2013

عشرة دروس من قانون التأمين الصحي القطري

عشرة دروس من قانون التأمين الصحي القطري
بقلم د/صديق الحكيم

أصدر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر يوم 3 يونيو 2013 القانون رقم(7) لسنة 2013 بشأن نظام التأمين الصحي الاجتماعي وهو حدث كبير ومهمبالنسبة للعاملين في مجالي الصحة والتأمين ليس في قطر وحدها وإنما عليمستوي منطقة الخليج العربي بل والشرق الأوسط كلهوذلك لأمور عدة أهمها فتح سوق جديد لصناعة التأمين الطبي ومايرتبط بها منتوظيف واستثمار وكذلك فتح سوق واعد لمقدمي الخدمات الطبية من جميع أنحاءالعالم وفي رأيي يكتسب إصدار هذا القانون أهمية لنا في مصر لأننا عليأعتاب إصدار قانون جديد للضمان الصحي مع الفارق في التعداد وشبكة مقدميالخدمات الطبية وجودة الخدمة ومصادر التمويل ورغم ذلك تبقي بعض الدروسالتي يمكن أن يفيد منها القائمون علي تفصيل مشروع قانون الضمان الصحيالمصريالدرس الأول : لأغراض هذا القانون تُعامل الفئات الآتية معاملة المواطنينالقطريين: المرأة غير القطرية المتزوجة من قطري. وأبناء المرأة القطريةالمتزوجة من غير قطري. وهذا أمر يجب نحتذي فيه حذو قطر ويجب ألانغفلهبحجة أن التعداد كبير لأن في ضم هذه الفئات منافع كثيرة اجتماعيا وسياسياوأمنياالدرس الثاني : تُحدد أقساط التأمين الصحي وفقا للقواعد الاكتواريةالمتعارف عليها وتكون الحكومة مسؤولة عن سداد أقساط التأمين الصحي عن كلمواطن قطري. يتولى المجلس الأعلي للصحة مراجعة قيمة أقساط التأمين الصحيواجراء ما يراه بشأنها من تعديلات وتحديد مقدار الدعم الحكومي اللازملذلك. وفي هذا الدرس يمكن أن نتعلم عدة أمور تحديد قيمة القسط بطريقةعلمية وعملية مع فارق أسعار وجودة الخدمة الطبية بين البلدين وكذلك وجودجهة مراقبة لا تتبع وزير الصحة وهي المجلس الأعلي للصحة الذي يراقبالأسعار والجودة وأخيرا مسؤولية الحكومة عن التأمين الصحي للمواطنينوتحديد مقدار الدعم وهي مشكلة مستعصية في مصر خصوصا عند الحديث عن مصادرتمويل المشروع الذي ربما يتجاور مائة مليار جنيه مصري لنحقق الحد الأدنيمن إتاحة وجودة الخدمات الطبية المقدمة وهذا لايأتي بوجود 3 جهات منفصلةمقدمي الخدمة ومراقب تقديم الخدمة والممول الذي هو الدولةالدرس الثالث : تشمل خدمات التأمين الصحي الإلزامي الخدمات الوقائيةوالعلاجية والتأهيلية والفحوص الطبية ويجوز بموافقة المجلس الأعلي للصحةتقديم الخدمات الصحية الاضافية للمستفيدين بأحكام هذا القانون، بواسطةمقدمي الرعاية الصحية. وهذا توضيح يجب أن نقدمه للشعب قبل أن يصنعالسياسيون من البحر طحينة فيجب أن يعلم الناس أن الخدمات الأساسية بسعروالخدمات الإضافية بسعر أخر وأن هناك استثناءات عدة لايغطيها التأمين مثلعمليات التجميل وأطفال الأنابيب وبعض الأمراض الجلديةالدرس الرابع: كنظرة عامة للقانون فهو السهل الممتنع من حيث عدد  الموادوالصياغة والشمولية لجميع النقاط المهمة وذات الصلة بالموضوع وأيضاالإحالة للقوانين أخري فالقانون عبارة عن 30 مادة موزعة علي  ستة فصولوينبغي أن نذكر أن هذا القانون قد استوي علي نار هادئة علي يد محترفينوهو مانرجو أن يحدث مع قانون الضمان الصحي المصريالدرس الخامس : تُنشئ الحكومة شركة مساهمة قطرية بموجب أحكام هذا القانونوالقانون المنظم للشركات التجارية، وعقد تأسيسها ونظامها الأساسي تُسمى"الشركة الوطنية للتأمين الصحي". ربما يكون المفهوم في مصر مختلف لكنمافعلته قطر ومن قبلها دول عربية أخري هو الأساس الصحيح لتقديم خدمةطبية ذات جودة وبأسعار تنافسية وغير ذلك هو من قبيل المزايدة السياسيةوبالنسبة للشركة الوطنية للتأمين فلدينا خبرات طويلة في هذا المجال مثلشركة مصر للتأمين وغيرهاالدرس السادس : وضع  مبلغ حد أقصي لوثيقة التأمين  وهو 250 ألف ريال فيالسعودية  كمثال ومدة للتجديد وهي سنوية  كما جرت العادة ويحدد الحدالأقصي وقيمة قسط التأمين الهيئة الحكومية المراقبةالدرس السابع : وضع آليات مناسبة لضمان استشارة الجمهور والجهات الأخرىفي بعض الأمور المتعلقة بنظام التأمين الصحي وهذا أمر مهم وهو استشارةالشعب في أمر يهمه ولا أعتقد أن هناك أمر يهم الناس أكثر من صحتهمالدرس الثامن : تعد موازنة التأمين الصحي بناء على اقتراح المجلس، وتدرجضمن الموازنة العامة للدولة وهو اختلاف جوهري بين القانون في قطر ومشروعالقانون في مصر لكن إدراج  موازنة التأمين في الموازنة العامة هو الزامللحكومة بأداء واجب من واجباتها الأساسية ورعاية صحة المصريينالدرس التاسع : التأمين الطبي للأجانب والزائريين وهو معمول به في مصر معبعض الجنسيات لكنه غير معمم وهذه فرصة لتعميمه ليكون الزائر أو الأجنبيلديه تغطية تأمينية والأمر ينطبق علي السائحين أيضاالدرس العاشر: وهو بيت القصيد أومربط الفرس ومسك الختام  أتحدث هنا عنالتمويل ومصادره  فحسب القانون القطري ( تعتمد الشركة الوطنية للتأمين فيتمويلها بشكل اساسي على اقساط التأمين الصحي وعلى التمويل الحكوميالمباشر واية مصادر اخرى يقررها المجلس.) وهو عكس الفكرة التي يقوم عليهاالتمويل في مشروع قانون الضمان المصري مع أخذنا في الاعتبار عدد السكانومستوي الدخل بين مصر وقطر ولكن عدد السكان في مصر الذي يقترب من مائةمليون هو فرصة لا عائق حيث يمكن تحصيل أقساط في المتوسط مايقرب من مائةمليار جنيه مصري أي حوالي 15 مليار دولار وهو مايمثل سوق واعد يجب أننتعامل معه كصناعة ضخمة  توفر فرص استثمار هائلة تدر أرباح وتوفر وظائفلعشرات الآلاف من المصريين من كل التخصصات الطبية والإدارية هذا كله بشرطأن يكون الأساس صحيحا ومتخذ القرار جريئا وعلي دراية ولديه رؤية مستقبليةلمصر وصحة المصريين وهو ما أرجو أن يكون متوفروفي الختام لايسعني إلا أن أشكر القارئ العزيز الغير متخصص وأرجو أن تصلهذه الدروس لمن يهمه الأمر فهي محل نقاش يثري مواد مشروع قانون الضمانالصحي المصري حتي وإن اختلفت الوسائل لكن تبقي فكرة وأساس التأمين الطبيواحدة مهما اختلفت وجهات النظر ومصر علمت العالم العربي التأمين وشركاتالتأمين بالخليج قائمة بخبرات وكفاءات مصرية وهم في خدمة وطنهم  .حفظالله مصر

writer
بقلم د/صديق الحكيم
Dr.Sedeek Sedeek, MBBS,TQM
Cert.CII -IFCE, ICD10AM-ACHI
 insurance doctor
As-Salama Hospital Co.
Prince Mansoor Street, Cross #1
P.O.Box 296, Al-Khobar 31952
Saudi Arabia
Tel.+966-3-8641011 ext 523
Fax.+966-3-89 610 60
Mob.+966-582128676
sedeeks@ymail.com
sedeeks@as-salama.com

رابطة الأطباء المصريين بالمنطقة الشرقية حفل وداع د محمد يوسف

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012


د. صديق الحكيم : إنها الكويت وليست أوكرانيا

 


 

 

 

اللون البرتقالي منتشر بكثرة هذه الأيام علي موقع التواصل الاجتماعي (توتير) بفضل الإخوة مغردي الكويت قد يتحفظ أحدهم علي كلامي لما فيه من التعميم ويقول ليس كل مغردي الكويت يصاحبهم اللون البرتقالي ، البرتقاليون في الكويت هم أصحاب مسيرة كرامة وطن وأصحاب ساحة الإرادة وهم بشكل أوبأخر ضد قرارات الحكومة فيما يخص الانتخابات البرلمانية هذا فيما أعلم والله أعلم ومن حسن حظي أن حسابي علي توتير يجمع بين البرتقاليين والزرقاويين وإن كانت الأغلبية برتقالية ،عفوا يوجد أصدقاء علي الحياد ولقد تابعت باهتمام كما تابع غيري ماحدث في الكويت وتحديدا عند أبراج الكويت الشهيرة والتي يشبهها بعض البرتقاليين بميدان التحرير المصري الشهير ومن قراءاتي لمقالات وتعليقات المتابعين وجدت اختلافا كبير في توصيف ماحدث مساء الاثنين الماضي فمنهم من يصفه بالتجمهر السلمي ومنهم من يصفه بالتجمهر الغير سلمي ومنهم من يصفه بالخروج علي الدولة ولابد من تطبيق القانون بحزم حتي لا يتكرر هذا الخروج ومنهم من يوصف المشهد علي أنه ثورة برتقالية مثلما حدث في أوكرانيا عام 2004 من كل ماسبق خرجت بالسؤالين التاليين :هل هي فعلا ثورة برتقالية ؟ وحتي إذا كانت ثورة برتقالية فهل هذا تشبه بمثل يحتذي به ؟ إذن يحتاج الأمر للقراءة قليلا عن ثورة أوكرانيا البرتقالية وبعدها نجيب علي السؤالين السابقين
**إليكم ماتيسر لي جمعه عن ثورة أوكرانيا البرتقالية:
حصلت في أوكرانيا منذ حوالي خمس سنوات ،نهاية العام 2004، نتيجة لانتخابات رئاسية ، ثورة سميت بالبرتقالية. بدأت هذه الثورة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية عندما اعلن عن فوز رئيس الوزراء آنذاك و زعيم المعارضة حاليا فيكتور يانوكوفيتش ، الا أن منافسه الرئيسي ،زعيم المعارضة آنذاك فيكتور يوشينكو لم يعترف بهذا الفوز ، وهنا تحول "ميدان" الاستقلال في العاصمة كييف الى حاضنة لعشرات الآلاف من المواطنين الذين خرجوا لتأييد يوشنكو ليتحول احتجاجهم الى عصيان مدني شل مؤسسات الدولة .
آنذاك كانت مشاعر الناس متعطشة الى التحولات و التجديد و لكل ما هو افضل . فقد توقع الناس أن ينتج عن الانتخابات تغيير في النظام القضائي وان يتم القضاء على الفساد وان تقوم الشرطة بتحسين معاملتها للناس ، ويجري انحسار للبيروقراطية و وتزول العقبات أمام ممارسة الأعمال الحرة .
وجرت أثناء الاحتجاجات محاولة تسميم فيكتور يوشينكو التي لم تثبت قضائيا ، ولكنه استطاع استغلال ذلك الحدث لتجنيد الناخبين فاشتعلت الثورة البرتقالية و طغى في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف اللون البرتقالي .
هزت المشاركة الواسعة للجماهير و المواطنين ليس فقط اوكرانيا، بل في العالم كله . وانتشر في وسائل الاعلام العالمية مصطلح "الثورة البرتقالية" التي تمسك بها المواطنون الاوكرانيون تعبيرا عن مثلهم السامية .
الا أن الكثير من المحللين و السياسيين الذين تابعوا تطور تلك الأحداث ، اعتبروا أن ما حدث هو تزوير للانتخابات و أن الثورة البرتقالية استغلت الناس – الذين كانوا يسعون للحصول على حقوق اوسع – كأدوات في لعبة الوصول الى السلطة.
ولنرى ماذا حققت الثورة من انجازات و تغييرات ؟ اولا يجب الاعتراف أن اوكرانيا أصبحت بفضلها أمة واعية سياسيا ، وأن الشعب الاوكراني أصبح يشعر بأنه يعيش في دولة مستقلة ذات سلطة مستقلة و أصبح هناك المزيد من حرية التعبير .. كذلك فهم العالم ان اوكرانيا مستقلة عن روسيا و أنها ليست روسيا . والانتخابات المتعددة التي جرت بعد ذلك أثبتت بوضوح ترسخ الممارسة الديمقراطية في البلاد وأصبحت حرية التعبير أمرا اعتياديا و ليس استثنائيا .
ومع ذلك، فإن حرية التعبير عن الرأي هي ليست اتاحة المجال للحديث من دون اعارة أهمية للرأي العام ، بل هي عندما يؤخذ بآراء المواطنين و الصحفيين ، وعندما تجسد هذه الآراء في عمل الرئيس و الحكومة و البرلمان .
ومن نتائج الثورة البرتقالية أيضا ، وحسب آخر استطلاعات للرأي العام جرت ، أن روسيا و اوكرانيا تحولتا من صديقين حميمين الى خصمين محتملين .وكما يقول أندريه باروي ،عضو المجلس التنفيذي في تكتل "اوكرانيا لنا" : من أكبر الهفوات في أداء السلطة في اوكرانيا هو فشل سياسة الكادر ، فقد واجه الرئيس الاوكراني يوشينكو معضلة تحقيق التوازن بين فروع السلطة واضطر قبل انتخابات الاعادة، و تحت الضغط ،الى الموافقة على اجراء تعديلات دستورية نقل بموجبها بعض صلاحيات الرئيس الى البرلمان ، خاصة ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة فأصبحت اوكرانيا جراء ذلك دولة برلمانية-رئاسية أنتجت أرضية لمواجهات مستمرة بين الرئيس و البرلمان و الحكومة.
وخلال طيلة السنوات الخمس الماضية، التي أعقبت الثورة البرتقالية كانت اوكرانيا رهينة لمواجهات سياسية مستمرة .
وخلال فترة حكم "البرتقاليين" انخفض اجمالي الناتج القومي الداخلي بنسبة خمسة عشر بالمئة و تضاعف عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر ، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية مرات عديدة . و من حيث الفساد تأتي اوكرانيا في مقدمة دول العالم بعد الصومال..
لقد أثبتت الثورة البرتقالية اليوم أنها كابوس مؤرق قد زال ، وخيبة أمل ممن وعدوا و لم يفوا بالوعد ، ومبعث أسف على آمال لم تتحقق
والآن وبعد عرض هذه النبذة المختصرة عن ثورة أوكرانيا البرتقالية نرجع للسؤالين للإجابة عنهما
هل هي فعلا ثورة برتقالية ؟ وحتي إذا كانت ثورة برتقالية فهل هذا تشبه بمثل يحتذي به ؟
لا أعتقد أنها وصلت لمرحلة الثورة بأي لون من الألوان لأن الكويت أولا بلد رفاة وثانيا بلد به حرية تعبير أضف إلي ذلك كم الإشعاع الثقافي الذي يصدر الكويت علي مدي عقود من الزمان
وحتي لوافترضنا أنها ثورة ولونها برتقالي مثل ثورة أوكرانيا فأعتقد أنه فال شؤم عليها للتشبه بثورة أوكرانيا لأنهاثورة تألقت ثم سقطت سريعا وجرت معها أوكرانيا للخلف وهو ملا يتمناه أحد للكويت الحبيب
وتبقي كلمة إذاكان لي أن أقولها ( ليلتف الجميع بشتي ألوانهم حول العقل الحكيم بالكويت سمو الأمير فهو وحده القادر علي نزع فتيل الأزمة )
حفظ الله وطن النهار من كل مكروه وسوء وكل عام والجميع بخير بمناسبة عيد الأضحي المبارك

د. صديق الحكيم