آخر السلع التعليمية.. ماجستير في إدارة العلامات التجارية الفاخرة
إحدى القواعد الاصلية عند بيع السلع الفاخرة سواء كانت عبارة عن حلي رخيصة من بولغاري او سيارات بوغاتي هو ان تمتلك علامة تجارية حصرية، وقد ينطبق هذا المبدأ تماماً على التعليم في قطاع دراسة الاعمال، وهو سوق تعد شهادة ماجستير ادارة الاعمال المنتج الرئيسي فيه، هذه الدرجة قد تكلف سعر سيارة رياضية، لكن الوقوف كمتفرج صعب الآن في وقت باتت دراسة ادارة الاعمال كما يعتقد البعض، سلعة، بالنسبة لمدارس معينة في اوروبا على وجه الخصوص، اخذت تواجه هذا التحدي في خلق خطوط اعمال حصرية في قطاع السلع الفاخرة نفسها.
تقول مجلة ايكونوميست ان مفهوم درجة ماجستير ادارة الاعمال المتخصصة راسخ جداً، والبرامج المكرسة لصناعة السلع الفاخرة مثال معروف عن هذا النوع.
وتبدأ مناهج ماجستير ادارة الاعمال النموذجية بمواد اساسية مثل التمويل والتسويق والاستراتيجية، وتقدم لاحقا دروسا اختيارية متخصصة.
تضيف «إيكونوميست» انه يمكن وضع دروس اختيارية مشابهة كافية للحصول على برنامج صالح للعرض في السوق على انه منتج جديد مميز عن الاخرين.
من جانب اخر، تلفت المجلة الى ان الكليات اصبحت تعلن عن درجات في ماجستير ادارة الاعمال تتخصص في مجالات متنوعة كالرعاية الصحية والطيران والطاقة والعقار والتمويل الاسلامي.
ويتأثر التخصص في اغلب الاحيان بالعامل الجغرافي، على سبيل المثال، في مدينة تولوز الفرنسية موطن طائرات ايرباص، يمكن الحصول على شهادة ماجستير ادارة اعمال في الفضاء، بينما يعلم عدد من الكليات في ماليزيا التمويل الاسلامي، كما تفعل دبي في كلية كاس لادارة الاعمال.
في مجال السلع الفاخرة، يبدو الامر مفاجئاً قليلاً ان تصبح بعض المدن الاوروبية المعروفة بارزة في هذا الحقل، على سبيل المثال، كلية ايسيك الفرنسية اطلقت شهادة ماجستير ادارة العلاقات التجارية الفاخرة عام 1995 في العاصمة الفرنسية، كما تقدم كليات اخرى في روما وموناكو ونيويورك شهادات متنوعة تتعلق بهذه الفكرة. اخر من انضم الى هذا المجال، معهد التسويق الفرنسي «صاب دي لو» الذي اسسته شركة كارتيير، واعلنت قبل فترة وجيزة عن
اطلاق شهادة ماجستير في إدارة العلامات التجارية العالمية الفاخرة، لمدة عام ودوام كامل، في باريس أيضاً.
وكما تحضر شهادات ماجستير إدارة الأعمال العادية الطلاب للعمل في مهن كالاستشارات والتمويل والتصنيع، كذلك فصول إدارة السلع الفاخرة، تخرج طلاباً جاهزين للعمل في مجموعات مثل «إل في إم إتش»، وسلسلة فنادق عالمية، وشركات مجوهرات راقية، ودور ازياء، أو شركات تجميل عالمية، وتغطي الفصول النموذجية في ماجستير ادارة السلع الفاخرة مواضيع مثل سلوك الزبائن الأغنياء، وإدارة سلسلة العروض والتجزئة الراقية، وتقديم القطاعات الفرعية المختلفة للصناعة، مثل المجوهرات والأزياء والضيافة.
يقول البروفيسور في كلية ايسيك سيمون نايك حول التحديات التي تواجه الطلاب انه عندما بدأت الفصول في الكلية، كان الطلاب يميلون الى الابداع مع حاجتهم الى تعلم إدارة الأعمال. أما اليوم فهناك الكثير من المهووسين الذين يسعون وراء الحصول على دور تجاري في الصناعة.
وفي ظل الحاجة إلى إحداث تغيير داخل دراسة الأعمال، تقول المجلة ان هناك أمورا متشابهة في التحديات التي تواجه أنشطة الأعمال العادية وصناعة السلع الفاخرة. ففي الصناعة الأخيرة، هناك توتر ثابت بين النمو والشح، بأن تبيع الكثير من حقائب لويس فويتون وبين ان تخاطر بإفساد ذوق العلامة التجارية هذه.
من جهة اخرى، ترى ايكونوميست ان ماجستير ادارة السلع الفاخرة تتمتع بمزايا مهمة، أولاها ان روابطها مع الشركات المتخصصة لا يمكن مضاهاتها بسهولة من قبل الدخيلين على الصناعة أو مواقع الانترنت المنتشرة بكثرة. على سبيل المثال، ظلت كلية إس دي إيه بكونوني في ميلان لسنوات عديدة تزود شركة بلغاري بمديرين لإلقاء محاضرات، وتقوم هذه الكلية بالعمل ذاته مع مسؤولين كبار من شركة إل في إم إتش.
ثانيا، من المرجح ان تبقى فصول السلع الفاخرة مطلوبة، لا سيما مع ازدياد جرأة طلاب شهادة ماجستير إدارة الأعمال في خياراتهم المهنية.
ثالثا، موقع الكلية يلعب دوراً كبيراً، على سبيل المثال تقول ماريكا تايشوف من جامعة موناكو الدولية ان المقاطعة بحد ذاتها مختبر حقيقي للسلع الفاخرة، فهي مليئة بالتجار والمستهلكين، بدءاً من المنتجعات الراقية وصولا الى الطائرات الخاصة.
أخيراً، القطاع جاهز للتوسع في الاسواق الناشئة، نظرا الى زيادة الطلب على السلع الفاخرة، وقلة الخبرات في بلدان مثل الصين.
علاوة على ذلك، تبلغ مبيعات صناعة السلع الفاخرة في أنحاء العالم حوالي 300 مليار دولار سنوياً.
وأظهرت من جهتها دراسة صادرة عن مجلس قبول ادارة الخريجيين انه بين عامي 2009 و2012 انخفض تذبذب نسبة الطلاب المرتقبين بين درجة ماجستير إدارة الأعمال وماجستير فصول اخرى، في حين ارتفعت نسبة الذين يفكرون في دراسة ماجستير بإدارة الأعمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق