مـقـدمـة :-
إن المؤرخ لا يعود في بحثه إلى الوقائع التاريخية في صورتها المادية ، لأن هذه الوقائع قد مضت وانقضت وليس هناك من سبيل توصل إليها ، ومن هنا يتحتم على المؤرخ أن يتصور الوقائع التاريخية تصوراً عقلياً من خلال الدلائل التي تدل عليها .
وهذه الدلائل قد تأتي في هيئة نقوش أو تماثيل أو قطع من الفخار أو عملات مسكوكة أو مخطوط أو كتاب مطبوع ...... إلخ .
ولا يخفى على أحد أن هذه الأشياء لا تمثل الحوادث أو الوقائع التاريخية نفسها ،ولكنها آثار قليلة لهذه الحوادث ، وهي على قلتها عظيمة الفائدة لأن المؤرخ يستطيع أن يستخلص منها كماً كبيراً من الحقائق التاريخية المتنوعة ، والتي يمكن أن تغطي كماً يمكن أن تفسر معظم جوانب التاريخ البشري وحضاراته
* - وانطلاقاَ مما سبق فإنه يجب على كل دارس للتاريخ أو قارئ له ، أن يبدأ بالتعرف على المصادر التاريخية والمراجع التاريخية وما الفرق بينهما ، حيث أن الأمر في البداية قد يختلط على البعض ولذا دعونا نتعرف على كلٍ منهما .
الـمـصادر والـمـراجـع :-
1- المصدر : هو كل كتاب تناول موضوعاً وعالجه معالجة شاملة عميقة ، أو كل كتاب يبحث في علم من العلوم
على وجه الشمول والتعمق ، بحيث يصبح أصلاً لا يمكن لباحث في ذلك العلم الاستغناء عنه كالجامع الصحيح للبخاري ،
وصحيح مسلم ، وهما أصلان ومصدران في الحديث النبوي ، وكتاب تاريخ الأمم والملوك للطبري وسيرة ابن هشام فهي كلها أصول ومصادر .
2- المرجع : هو كل كتاب أخذ مادته أو اقتبسها أو استمدها من المصدر الأصلي لها .
- والمراجع متعددة الأشكال والأغراض وتظهر أهميتها في أنها تفيد في التعرف على المصادر والوثائق الأصلية فهي همزة وصل بين الباحث وبين هذه المصادر الأصلية .
ومن أصناف المراجع ما يلي :-
أ- الكتب التي ألفت حول كتب قديمة مثل :
كتاب أحمد أمين ( ضحى الإسلام ) وكتاب جرجي زيدان ( تاريخ آداب اللغة العربية ) وكتاب بروكلمان (تاريخ الأدب العربي ) .
ب- الرسائل العلمية كرسائل الماجستير والدكتوراة
ج- الموسوعات مثل موسوعة مصطفى مراد الدباغ ( بلادنا فلسطين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق