ثلما كانت أخبار أعمالهم الفنية حديث الساعة، شكلت نهاية بعض النجوم هزة في مجتمعاتهم، نتيجة موتهم في ظل ظروف غامضة لم تكتشف خيوطها حتى الآن، لتسجل سطور حياتهم الأخيرة بمأساة أشبه بلغز.
النجمة المصرية الراحلة سعاد حسني كان رحيلها بمثابة الصدمة لمحبيها حول العالم العربي، ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه للعودة من لندن ولحياتها الفنية بعد فترة غياب طويلة، استيقظت مصر على خبر رحيلها يوم 21 يونيو 2001على إثر سقوطها من شرفة منزلها.
وعلى الرغم من أن الشرطة البريطانية أعلنت بحسب التحقيقات التي أجرتها هناك بأنها ماتت منتحرة، إلا أن أسرتها والكثير من محبيها يشككون في الأمر، ويعتقدون أن هناك جريمة قتل مدبرة كانت وراء رحيلها، حتى أن أسرتها أعادت فتح ملف القضية، ويتم التحقيق فيها حتى الآن.
وفي الوقت الذي يُعرض له بدور السينما فيلمي «العرافة» الذي يموت فيه شخصية ضابط الشرطة الذي يجسده ضمن أحداث الفيلم في نهايته، و «دموع في ليلة الزفاف» الذي تلاحقه فيه الحوادث، مات عازف الجيتار المصري عمر خورشيد في ظروف مأسوية، وكأن مؤلفي الفيلمين كانا يتنبأن بنهاية حزينة للفنان الشاب.
خورشيد توفى في 26 مايو 1981، على إثر تعرضه لحادث سيارة مروع في نهاية شارع الهرم بجانب ميناهاوس وأمام مطعم خريستو بعد انتهائه من عمله في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وكانت برفقته زوجته اللبنانية دينا، والنجمة مديحه كامل اللتان أكدتا في تحقيقات الحادث أن سيارة غامضة كانت تطاردهم، ولم تتركهم إلا بعد أن تأكدت أن خورشيد دخل في عمود إنارة.
القصص التي حاولت تفسير لغز رحيل عمر الذي ملأ العالم العربي شهرة ونجاح، ذهبت لأكثر من اتجاه، حيث قال البعض إن الحادثة كانت مدبرة من قبل مسئول سياسي كبير في هذا الوقت لوقوع ابنته الصغرى في حب عازف الجيتار الشهير، وقيل إن أحد المنظمات الفلسطينية قتلته لأنها قررت قتل كل من ذهب مع السادات لواشنطن لتوقيع مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية، وقد قام عمر خورشيد بالعزف على الجيتار في البيت الأبيض، وقد اغتيل بالفعل كلاً من عمر خورشيد ويوسف السباعي والسادات نفسه، إلا أن أحداً لم يستطع إثبات روايته حتى الآن بالأدلة، وبالتالي ظلت وفاة عمر خورشيد لغزاً.
وفي 20 أكتوبر عام 1986 رحل المخرج المصري نيازي مصطفى في ظروف مأسوية غامضة بعد حياة حافلة مليئة بالنجاحات، حيث عُثر على جثته مقتولاً في شقته في واحدة من الحوادث التي هزت الرأي العام المصري دون الوصول لمرتكبها أو أسبابها حتى الآن.
حياة سحرية صاخبة عاشتها نجمة الإغراء الأمريكية الراحلة مارلين مونرو أنهتها بمأساة يوم رحيلها في 5 أغسطس عام 1962 عن عمر لم يتجاوز الـ 36 عاماً، حيث عُثر عليها عارية في سريرها بمنزلها في لوس أنجلوس.
التحقيقات التي أجريت حول وفاة ملكة الإغراء سجلت وفاتها على أنها جاءت انتحاراً بالحبوب المنومة والكحوليات، ولكن شك محبيها حول العالم في انتحارها، وفسر الكثيرون من الكتاب والمؤلفين حادث وفاتها بأنها كانت مدبرة من قبل المخابرات الأمريكية للحصول على يومياتها ووثائق مهمة هددت بفضحها على إثر علاقتها بالرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي.
سلم طويل صعدته النجمة المصرية الراحلة داليدا من كومبارس بسيط في أفلام الأبيض والأسود إلى مطربة عالمية في استوديوهات فرنسا، وبعيداً عن الأضواء والشهرة التي رسمتها داليدا بطريق غربتها الملئ بالمتاعب، عاشت حياة شخصية مأسوية انتهت بحادثة غامضة.
داليدا عُثر عليها جثة هامدة في 3 مايو عام 1987، حيث أثبتت التحقيقات أنها ماتت منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، بعد أن تركت رسالة تحمل «سامحوني الحياة لم تعد تحتمل»، ولم يستطع أحد معرفة الأسباب التي دفعت النجمة العالمية للإقبال على الانتحار.
حباً في الفن تخلت المطربة السورية أسمهان عن حياة الأمراء مع زوجها الأمير حسن الأطرش، ومع انطلاقتها السينمائية في فيلم «غرام وانتقام»، كانت نهاية حياتها القصيرة عن عمر يناهز 31 عاماً.
ففي 14 يوليو من عام 1944 تعرضت أسمهان لحادث سيارة مروع، سقطت على إثره السيارة في ترعة الساحل الموجودة حالياً في مدينة طلخا، حيث لقيت مصرعها على الفور هي وصديقتها التي كانت ترافقها، بينما السائق لم يصب بأذى، واختفى ولم يتم العثور عليه.
الحادثة لم تكن طبيعية بحسب رأي الكثيرين الذين وجهوا أصابع الاتهام للمخابرات البريطانية، حيث ربطوا حادث أسمهان برغبة المخابرات في التخلص منها بسبب تجسسها لصالح فرنسا الديجولية، بعد أن كانت جاسوسة لصالح بريطانيا، بينما قال البعض الآخر إن الحادثة كانت مدبرة من قبل زوجها الثالث الفنان أحمد سالم، ولكن لم يستطع أحد إثبات صدق روايته.