مقال قديم :كان
الله في عون السيسي
بقلم د/صديق
الحكيم
هترشح
مش هترشح
هيرشحوني
مش هيرشحوني
أعتقد أن هذا هو
حال الفريق السيسي بعد تصريحات حاكم دبي
علي بي بي سي
وبعد المقالات
التي ظهرت لكبار كتاب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية
حيث كتب أمس عبد
الرحمن الراشد في مقال له بعنوان (السيسي ومغامرة الترشح)
نزول الفريق السيسي من رعاية الرئاسة إلى
الرئاسة نفسها ستضعه في مرمى المشكلات المتوقعة للسنوات الأربع الصعبة المقبلة. لن
يكون خصوم الرئيس المقبل الإخوان وحدهم، بل ستخرج إلى الشارع وتنضم إلى صفوف
المعارضة جماعات مختلفة لها مطالب اقتصادية واجتماعية، ستفرزها الظروف الصعبة التي
تمر بها مصر.
على الفريق السيسي أن يقبل بحقيقة أنه قد يضطر
إلى الاستقالة قبل نهاية السنوات الأربع المقبلة إن بلغت الاعتراضات درجة الغليان،
وسيسلم الحكم مضطرا، لأن الشارع المصري، الذي أصر على إسقاط الرئيس حسني مبارك
رافضا الانتظار نهاية موعد الرئاسة، لن يحترم عقد الأربع سنوات التي ينتخب لها
الرئيس الجديد إن انحدرت الأمور الاقتصادية أو السياسية.
وأعتقد أن الراشد يكتب ناقلا أو معبرا عن وجهة نظر جهة معينة لا ترغب
في ترشح السيسي والتي كتب عنها صراحة جمال سلطان في المصريون
ووصلت الرسائل واضحة للقاهرة أن "الفريق أحمد شفيق" هو
الوحيد القادر على إدارة المرحلة الحالية وإنقاذ الاقتصاد المصري المنهار ،
الإمارات تعتبر أن شفيق هو حليفها وهو امتداد مبارك الذي كان يرتبط بها عضويا وهو
الرئيس الذي يتم تنصيبه بقرار إماراتي بالأساس ، مهما كانت طريقة إخراجه ، وهو ما
يضمن وضع القرار المصري في القبضة الإماراتية لسنوات طويلة مقبلة ، وهو استثمار
أكثر من مهم ، بينما السيسي يأتي بقرار شعبي مصري داخلي ـ مهما كان التحفظ أو
الخلاف في التفاصيل ـ وارتهانه للإمارات يبقى محدودا ، كما أن السيسي سيصفي كل ميراث
مبارك ورجاله تدريجيا لأنهم عبء أخلاقي وسياسي عليه ، وتزايدت حدة الأمور بعد بروز
القابلية الشعبية الملحوظة للفريق السيسي وما بدا من تمهيده لتولي رئاسة الجمهورية
بعد الاستفتاء ، ولوحت الإمارات بقطع المساعدات عن مصر ، وهي الشريان الوحيد الذي
يبقي الاقتصاد المصري متماسكا في حده الأدنى حتى الآن ، ترك الإماراتيون شخصية من
الصف الثاني تطلق هذا التصريح : لن نستطيع تمويل الاقتصاد المصري المتعثر بلا
نهاية ، قبل أن يخرج مسؤول أعلى يخفف من وقع الكلمات ، ولكن الرسالة كانت واضحة ،
ووصلت للسيسي والمؤسسة العسكرية ، أرسلوا محمد حسنين هيكل إلى دبي لكي يبحث عن
تفاهمات مع الإماراتيين وإقناعهم بنسيان أحمد شفيق ، لكن هيكل فشل فشلا ذريعا في
إقناع الإماراتيين بقبول ترشح عبد الفتاح السيسي ، فعاد هيكل غاضبا وتحدث في
الفضائيات مهاجما الإمارات ومبديا انحيازه للإيرانيين في صراعهم مع الإمارات حول
الجزر الثلاث المحتلة حيث أعلن بغرابة أنها جزر إيرانية وأن حكام الإمارات باعوها
وقبضوا ثمنها من قديم ، وبالمقابل حركت الإمارات بيادقها في القاهرة : إعلاميين
وصحفيين وفضائيات وصحف ومراكز أمنية تحت ستار مراكز دراسات ، تنصح الفريق السيسي
من طرف خفي بأن يبتعد عن رئاسة الجمهورية ، وأن الأفضل له أن يبقى
"رمزا" بعيدا عن "الشيلة التقيلة"
أما اليوم فقد خرج علينا طارق الحميد في
صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أيضا وأعتقد أن الحميد يكتب ناقلا أو معبرا عن وجهة نظر جهة معينة ترغب في
ترشح السيسي فيقول في مقال بعنوان هل يترشح السيسي؟
مصر اليوم، بل المنطقة
برمتها، بحاجة إلى رئيس مصري بصفات عبد الفتاح السيسي، وبالحس الوطني الذي أظهره
في الأزمة المصرية اليوم كرجل دولة، فوجود رجل بحجم ومكانة الفريق عبد الفتاح
السيسي، وبمواصفاته السياسية المميزة، يعد أمرا إيجابيا ليس لمصر وحدها وإنما
للمنطقة ككل، فالفريق السيسي ليس رجلا عسكريا وحسب، بل هو قبطان، وما تحتاج إليه
مصر اليوم ليس ساحرا، ولا فرعونا، بل رجل عقلاني، وواضح الرؤية، ومؤمن - وهذا أهم
شيء - بقيمة الدولة، ومفهوم الدولة، وهذا ما تحتاج إليه منطقتنا، وتحديدا الجمهوريات
العربية.
في وسط هذه الرسائل التي
يلقاها السيسي من الخارج والداخل لا أجد غير أن أقول كان الله في عونك أمامك
خياران كلاهما مر ناهيك عن استحقاقات الشعب المصري واستحقاقات رد الجميل للداخل
والخارج
حفظ الله مصر من شرور
الداخل والخارج