السبت، 1 نوفمبر 2014

ديوان (صباح الخير يا وطن) للشاعر الكبير محمد كُليب



صدر ديوان (صباح الخير يا وطن) للشاعر الكبير محمد كُليب عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة، وجاء الديوان في 124 صفحة من المقاس المتوسط والغلاف من تصميم الفنان أحمد طه، وقدم الناشر الديوان بكلمة نقدية قائلا: في ديوان (صباح الخير يا وطن) يهتف الشاعر محمد كُليب للمحروسة.. للمصري الذي نهض ونفض التراب وكسر الطوق، ورفع راية الوطن عالية فوق السما، للمصريين الشجعان الذين قاموا بثورتين عظيمتين: ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيه فأبهروا العالم كله، هذا الشعب العظيم أحفاد ملوك الفراعنة القدماء العظماء: رمسيس وأحمس ومينا موحد القطرين، وحديثًا: الزعيم جمال عبد الناصر .. ناصر العمال والفلاحين، والسادات الذي أعاد العزة والكرامة لمصر والمصريين والأمة العربية كلها بنصر أكتوبر المجيد.
في هذا الديوان نرى الشاعر الكبير محمد كُليب يُغني نشيد الصباح والمساء، يغني لراية الوطن العالية التي ترفرف فوق فـ السما قائلا:
صباح الخير يا وطن
صباح رايتك
ترفرف فوق فـ السما
مع غصن زتون
بمنقار حمامه بيضا مسلمه
فوق جندي بسلاحه للحما!
دي أبهج صوره لنفسي المؤمنه
إنما ..... !!
لا كهنوت ولا أسلمه!

الفصل الأول من رواية الباب الأخضر




(1)السنارة غمزت
كانت عائلة الست محروسة ( أم شلبى ) تسكن في حارة الشيخ علي شلبي  المتفرعة من شارع السبع بنات وهو الشارع الأشهر بحي المنشية غرب الثغر المتجه من الجنوب الغربى لمدينة الأسكندرية حيث حي القباري ومينا البصل وكفر عشري عبورا علي كوبرى التاريخ الى الشمال الغربي  حيث ميدان التحرير (السكندري) الذي يطل عليه مبني الحقانية الأثري وصولا إلي شارع عرابي المؤدي إلي ميدان القناصل أشهر ميادين الإسكندرية الخديوية (المنشية  حاليا) والذي خطب فيه الزعيم خالد الذكرجمال عبد الناصر خطبته الشهيرة سنة 1954 وشهد أحد محاولات اغتياله التي اتهم فيها الإخوان المسلمين
وتدعي أسرة شلبي أن أصلها يرجع إلي الشيخ علي شلبي صاحب المقام المبارك الكائن بالحارة المسماة علي اسمه
وتذكر روايتهم أن الشيخ علي شلبي رضي الله عنه وأرضاه قد نزح من قرية أشليمة بريف البحيرة والمطلة علي الضفة الغربية لفرع رشيد بحري مدينة كفر الزيات بحوالي خمسة كليومترات وتجول في الأسكندرية من شرقها إلي غربها حتي حط رحاله في الخرابة خلف شارع السبع بنات وتزوج من سيدة سكندرية من أصل مغربي وأنجب دستة أولاد نصفها من البنين والنصف الآخر من البنات توفوا جميعا في حياة أبيهم ماعدا أصغرهم ياقوت وكبر ياقوت وأنجب سلامة الذي هو زوج الست محروسة (أم شلبي )
ومحمود حنفي المدرس الثلاثيني (مواليد 1984) الذي يعمل بالسعودية منذ خمس سنوات  وهو العريس المتقدم  للآنسة سلوى الابنة الوحيدة لأم شلبي  وتسكن عائلته في حارة الست نعيمة والتي تتفرع من شارع الباب الأخضر وهو شارع عمومي مواز لشارع السبع بنات لكنه عكس اتجاهه
  محمود ربنا أكرمه واشتري شقة من فلوس الغربة في منطقة شدس قريبا من محل عمله حيث يعمل مدرس لغة انجليزية بمدرسة شدس الإعدادية للبنات والعروس ذات الخمسة والعشرين ربيعا تعمل معه في نفس المدرسة الراقية مدرسة لغة فرنسية
وكأن القدر قد قرر أن تجتمع اللغات الأجنبية في هذا الدويتو الجميل
وفي المدرسة تعرف محمود علي سلوي سلامة ياقوت بالصدفة البحتة أثناء حضوره للمدرسة في صيف العام الماضي لإنجاز بعض المعاملات الخاصة بسفره
ومنذ الوهلة الأولي التي رأي فيها قوامها ومن النظرة الأولي في وجهها وقع حبها في نفسه وتذكر مقولة صديقه حسين رمزي ( أذكر مرة كنت في نقاش بجامعة الأسكندرية  حول الموضة التي تشدد على أن يكون الجسم نحيلا وممشوقا فقلت لهم ''إن والدتي قالت لي مرة إن المرأة التي لا تهز السرير ليست بامرأة'') وكانت سلوي من النوع الذي يهز السرير
و قرر أن تكون شريكة حياته القادمة
وربما قرأ ذلك في عيونها التي لمعت حبا عندما التقت بعينيه المشعة بالهيام والشوق

وكعادة الأنثي منذ خلق الله حواء من ضلع آدم ،تمنعت سلوي وهي راغبة وطلبت من نفسها مهلة للتفكير فيه وهي في قرارة نفسها
ترحب به قلبا وقالبا خصوصا أنه شاب وسيم ومتدين ومقرش يعني معه فلوس كثيرة نتيجة لسفره إلي السعودية وهذا هو الانطباع العام عند الناس عن المسافرين إلي الخليج وكأن الفلوس هناك جبال والمسافر ما عليه إلا أن يحمل معه شوال ويملأه وعلي كل حال
وكما تقول الجدة تفيدة في أمثالها القديمة (الصيت ولا الغني )
قالت سلوي في نفسها :إذن هو فرصة لا تفوت في ظل وقف حال الزواج وزيادة نسبة العنوسة في البلد
لكن مهلة التفكير التي طلبتها حتي لا يظن أنها سهلة المنال وهذه ثقافة تعلمتها من أمها ومن القراءة وخصوصا
 تعاليم فيكتور فرانكل التي تقول:
هناك مسافة بين المثير والاستجابة
فيها تكمن حريتنا وسلطتنا لاختيار استجابتنا
وفي استجابتنا يكمن نضجنا وسعادتنا
وفوق ذلك لم يكن قلبها مشغولا بأحد لأنها قررت منذ أن كانت في ثانوي وعقب صدمتها المروعة في حبها الأول مع ابن الجيران ألا تفتح قلبها إلا لابن الحلال المحترم والملتزم الذي يدخل البيت من بابه ويطلبها للزواج علي سنة الله ورسوله وهو ما تعتقد أن محمود حنفي سيحققه لها،  فكيف لا تتمسك به بكل ما أوتيت من قوة الجمال والدلال
لكنها من ناحية أخري فكرت في الفارق الاجتماعي بينهما فهي وإن كانت تبدوا جميلة وترتدي ملابس مهندمة إلا أنها ما زالت تسكن حارة الشيخ شلبي وهو من ساكني شدس وإن كانت شدس ليست جليم ولا كفر عبده
ولكن المفاجأة التي لم تكن تتوقعها سلوي –وصلت إليها المعلومة بالصدفة البحتة في جلسة نميمة بين المدرسات وكانت الجلسة منعقدة حول الزميل المسافر محمود حنفي – وكانت سلوي تجلس قريبة من مجلس النميمة وتظهر أنها منشغلة بقراءة كتاب لكن أذنها مع المدرسات فنمي إلي علمها أن أسرة محمود تسكن هي الأخري في حارة الست نعيمة وهي الحارة القريبة من حارتها
يعني البساط أحمدي والروس تكاد تكون متساوية وهي لم تكن تنوي الكذب عليه أو حتي التجمل كانت تبيت في ضميرها أن تبادله الصراحة والصدق
لكنها كانت تتوقع أن يكون أغني مما هو عليه
علي كل حال السنارة غمزت ولم يبقي إلا أن تسحبها لتري الصيد الثمين

لكن كيف تتواصل معه ؟
هل تلفت نظره مباشرة أم ترسل له رسول ؟
هل تفاتح أمها في الموضوع أم تتمهل قليلا حتي يتقدم نحوها خطوة ؟
خصوصا أنها استشفت من نظراته المختلسة إليها أنه في مرحلة الإعجاب علي أقل تقدير
ويظل السؤال الذي يحتاج إلي تفكير :كيف تتواصل معه وتوصل له أنها هي الأخري تريده لكن علي شروطها ؟
الخطوة الأولي هي أن تخبر أمها عنه وتنظر ماذا تري
وأفرغت سلوي كل مالديها من مشاعر ومعلومات في حجر أمها
قالت الأم لها (وهي تبتسم وعينها تلمع من الفرح ) أنا مبسوطة يا سلوي لسببين الأول ربنا هيكرمك وتتجوزي والسبب التاني أنك قصدتيني علي طول وجيتي تاخدي مشورتي في هذا الموضوع  الحساس
-يا ماما إنت عرفاني من صغري صريحة ومش بحب اللف والدوران
-خلاص سيبي لي الموضوع ده وفي خلال يوم ولا اتنين هيكون عندك الخبر اليقين
-معتمدة علي الله ثم عليك يا ماما
-يا بنتي أنا مليش حد غيرك أنت وأخوك شلبي
في الصباح التالي ذهبت سلوي إلي مدرستها
بينما دلفت الأم إلي شارع الباب الأخضر تسأل وتستفسر عن محمود حنفي وأسرته
 ونعرف أن أسئلة النساء تختلف تماما عن أسئلة الرجال

ووسائل النساء في البحث عن أجوبة لأسئلتهن تختلف تماما عن وسائل الرجال الرسمية والمستقيمة في العادة 

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

10 تعليقات علي روايتي الجديدة



10 تعليقات علي روايتي الجديدة
بعد الانتهاء من روايتي الجديدة وإرسالها إلي بعض القراء المقربين
أرسل لي بعضهم مجموعة نقاط النقد للرواية
بعض هذه النقاط فيها إطراء وبعضها فيه نقد بعضه لاذع وهذه النوع من النقاط هو الأكثر فائدة 
وهذه بعض نقاط النقد للرواية
1-الرواية مضمونها مكرر ...!!!!؟؟؟ لم تاتى بجديد.......
2-عامل الاثارة العاطفية و الدرامية يحتاج لعمق اكبر
3-يحتاج هذا النوع من الروايات اللتى تحكى حياة البسطاء لتفاصيل كثر ( مقارنة باسلوب كاتبيك المفضلين المذكورين خيري شلبي وأسامة أنور عكاشة
4-النهاية باهتة وغير واضحة
5-الاهتمام بالسياسة علي حساب الحبكة الدرامية
6-جرعات التاريخ زائدة وغير موظفة
7-الحديث بشكل رومانسي عن سكان شارع الفراعنة
8- عنوان الرواية غير صادم أو غير جذاب
9- الحوار في الرواية مبتور ويحتاج إلي توسع أكثر
10-وصف المكان غير متناسب مع طبيعة الرواية

علي هامش الرواية نقد لروايتي الجديدة



علي هامش الرواية 
بعد الانتهاء من روايتي الجديدة وإرسالها إلي بعض القراء المقربين
أرسل لي بعضهم مجموعة نقاط النقد للرواية 
بعض هذه النقاط فيها إطراء وبعضها فيه نقد بعضه لاذع وهذه النوع من النقاط هو الأكثر فائدة 
وهذه بعض نقاط النقد للرواية
1-الرواية مضمونها مكرر ...!!!!؟؟؟ لم تاتى بجديد.......
2-عامل الاثارة العاطفية و الدرامية يحتاج لعمق اكبر
3-يحتاج هذا النوع من الروايات اللتى تحكى حياة البسطاء لتفاصيل كثر ( مقارنة باسلوب كاتبيك المفضلين المذكورين خيري شلبي وأسامة أنور عكاشة
4-النهاية باهتة وغير واضحة
5-الاهتمام بالسياسة علي حساب الحبكة الدرامية
6-جرعات التاريخ زائدة وغير موظفة
7-الحديث بشكل رومانسي عن سكان شارع الفراعنة
8- عنوان الرواية غير صادم أو غير جذاب

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

ريحانة جباري - الرسالة الأخيرة نص مسموع

رسالة الإيرانية ريحانة جباري قبل إعدامها



أُعدمت ريحانة في يوم السبت 25 أكتوبر 2014، بعد إدانتها بقتل موظف سابق في الاستخبارات الإيرانية؛ وتقول ريحانة إنه قد حاول اغتصابها فطعنته بسكينٍ دفاعًا عن النفس في عام 2007.
التالي نص رسالة الإيرانية "ريحانة جباري" إلى أمها «شعلة» بعد علمها بالحُكم عليها بالإعدام. 

سجَّلت ريحانة الرسالة بصوتها في 1 أبريل 2014؛ ونشر نشطاء إيرانيون النص مُفرغًّا بعد تنفيذ حكم الإعدام.

عزيزتي شعلة،

علمت اليوم أنه قد جاء دوري لمواجهة القصاص. أشعر بالأسى لأنكِ لم تخبريني بنفسكِ أني قد وصلت إلى نهاية رحلتي في الحياة. ألا تعتقدين أنه من حقي أن أعرف؟ أتعلمين؟ أشعر بالخزي لأنكِ حزينة. لماذا لم تعطيني الفرصة لأُقبِّل يدكِ ويد أبي؟

لقد عشتُ 19 سنةً في هذا العالم. في تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة. كان جسدي ليُلقى في إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعي لتتعرَّفي على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أني قد اغتُصبت. لم يكُن أحدٌ ليتوصَّل إلى هوية القاتل؛ لأننا لا نملك أموالهم ولا نفوذهم. عندئذٍ كنتِ ستُكملين بقية حياتكِ في معاناة وعار؛ وكنت ستموتين كمدًا بعد بضع سنين؛ وكانت القصة ستنتهي.

لكن قصتي تغيَّرت بضربة ملعونة. لم يُلقَ جسدي جانبًا، بل أُودع في قبر سجن «أوين» بعنابره الانفرادية، والآن في سجن «شهر ري» الذي يشبه القبر. استسلمي للقدر ولا تشتكي. أنتِ تعلمين أكثر مني أن الموت ليس نهاية الحياة.

تعلَّمت منكِ أن المرء يولد في هذا العالم ليكتسب خبرات، ويتعلَّم دروسًا؛ وأن كل امرئ بما كسب رهينة منذ لحظة مولده. تعلَّمت أنه يجب على المرء أحيانًا أن يقاتل. أذكرُ حين أخبرتِني أن سائق العربة قد احتج على الرجل الذي كان يجلدني، لكن الجلَّاد ضرب رأسه ووجهه بالسوط؛ ليموت في النهاية بأثر ضرباته. لقد أخبرتِني أن المرء يجب أن يثابر حتى يُعلي قيمة، حتى لو كان جزاؤه الموت.

تعلَّمت منكِ وأنا أخطو إلى المدرسة أن أتحلَّى بالأخلاق الرفيعة في مواجهة الشجار والشكوى. هل تذكرين إلى أي حدٍ كنتِ تشددين على الطريقة التي يجب أن نتصرف بها؟ لقد كانت تجربتكِ خاطئة. حين وقعت الواقعة، لم تساعدني مبادئي. حين قُدمت إلى المحاكمة بدوت امرأةً تقتل بدمٍ باردٍ، مجرمةً لا تملك ذرة من رحمة. لم تسقط مني ولو دمعة واحدة. لم أتوسل إلى أحد. لم يغمرني البكاء لأني وثقت في القانون.

لكني اتُهمت باللامبالاة أمام الجريمة. أترين؟ لم أكُن أقتل حتى الحشرات؛ وكنت أرمي الصراصير بعيدًا ممسكةً بقرون استشعارها. أصبحت بين ليلة وضحاها قاتلة مع سبق الإصرار. لقد فسَّروا معاملتي للحيوانات على أنه نزوعٌ لأن أصبح ذكرًا؛ ولم يتكبَّد القاضي عناء النظر إلى حقيقة أني كنت أملك حينها أظافر طويلة مصقولة.

كم كان متفائلاً من انتظر العدالة من القضاة! لم يلتفت القاضي إلى نعومة يدي بشكلٍ لا يليق بامرأة رياضية، أو مُلاكِمة بالتحديد. البلد التي زرعتِ فيَّ حبها لم تكن تبادلني الحب؛ ولم يساعدني أحدٌ وأنا تحت ضربات المُحقق وأسمع أحط ألفاظ السباب. وحين تخلَّصت من آخر علامات الجمال الباقية في جسدي بحلاقة شعري أعطوني مكافأة: أحد عشر يومًا في الحبس الانفرادي.

عزيزتي شعلة،

لا تبكِ مما تسمعين. في أول يوم لي في مركز الشرطة آذاني ضابط كبير السن وغير متزوجٍ بسبب أظافري. عرفت حينها أن الجمال ليس من سمات هذا العصر: جمال المظهر، وجمال الأفكار والأمنيات، وجمال الخط، وجمال العيون والنظر، وحتى جمال الصوت العذب.

أمي العزيزة،

تغيَّرت فلسفتي وأنتِ لستِ مسؤولة عن هذا. لن تنتهِ كلماتي فقد أعطيتها إلى شخصٍ تعهَّد بتسليمها إليكِ بعد أن أُعدم دون حضوركِ، ودون علمكِ. لقد تركت لكِ الكثير من الكتابات ميراثًا.

لكن، وقبل أن أموت، أريد أن أطلب منكِ أمرًا يجب عليكِ تلبيته بكل ما تستطيعين من قوة، وبأي طريقة في مقدورك. هذا، في الحقيقة، الأمر الوحيد الذي أريده من هذا العالم، ومن هذا البلد، ومنكِ. أعلم أنكِ تريدين وقتًا لإعداده؛ لذا أخبركِ جزءًا من وصيتي قبل الموت. لا تبكي واسمعيني جيدًا. أريدك أن تذهبي إلى قاعة المحكمة وتعلني رغبتي. لا يمكنني كتابة هذه الرغبة من داخل السجن لأن مدير السجن لن يسمح بمروره؛ لذا سيتوجَّب عليكِ أن تعاني من أجلي مرة أخرى. إنه الأمر الوحيد الذي لن أغضب إذا اضطررتِ إلى أن تتوسلي من أجله، رغم أني طلبت منكِ عدة مراتٍ ألَّا تتوسلي إلى أحد لينقذني من الإعدام.

أمي الطيبة، العزيزة شعلة، الأعز عليَّ من حياتي،

لا أريد أن أتعفَّن تحت الثرى. لا أريد لعينيَّ أو لقلبي الشاب أن يتحوَّل إلى تراب. توسَّلي لهم ليعطوا قلبي، وكليتي، وعيني، وعظمي، وكل ما يمكن زرعه في جسدٍ آخر، هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليهم بمجرد إعدامي. لا أريدُ لهذا الشخص أن يعرف اسمي، أو يشتري لي باقة من الزهور، ولا حتى أن يدعو لي. أقول لكِ من أعماق قلبي أني لا أريد أن أوضع في قبر تزورينه، وتبكين عنده، وتعانين. لا أريدكِ أن تلبسي ثوب الحداد الأسود. ابذلي ما في وسعكِ لتنسي أيامي الصعبة. اتركيني لتبعثرني الريح.

لم يحبنا العالم؛ ولم يتركني لقدري. أنا أستسلم الآن وأقابل الموت بصدرٍ رحب؛ أمام محكمة الله سأوجه الاتهام إلى المفتشين؛ سأوجه الاتهام إلى المفتش «شاملو»؛ سأوجه الاتهام إلى القاضي، وإلى قضاة المحكمة العليا الذين ضربوني وأنا مستيقظة، ولم يتورَّعوا عن التحرش بي. أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى الطبيب «فروندي»؛ سأوجه الاتهام إلى «قاسم شعباني» وكُل من ظلمني أو انتهك حقوقي، سواءً عن جهلٍ أو كذب، ولم يفطنوا إلى أن الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو.

عزيزتي شعلة ذات القلب الطيب،

في الآخرة سنوجِّه نحن الاتهام؛ وسيكونون هم مُتهمين. دعينا ننتظر إرادة الله. أردتُ أن أضمكِ حتى أموت. أحبكِ.

ريحانة،

1 أبريل، 2014

السبت، 25 أكتوبر 2014

إشراقة الحبيب.. شعر ورسوم: د.سوسن أمين



د.سوسن أمين

ليس غيرك في الحياة..
بوحي يخطو من الآله
 يهدي للحسن نداه ..
يشع بالنور ثراه
أنقذني من هول رهيب..
ألقى لي طوق النجاة
قال لي عود قريب ..
خير من ملك وجاة
أوصاني بهدي الطريق ..
نجاني من جمع العصاة
يوم لا مال ولا صديق ..
 ويتبرأ الجناة من الجناة
هو الحبيب لا سواه ..
يا سعد كل من رأه
نال من الحسن صفاه ..
 ونال من الفضل مبتغاه
هو المصيب من عداه ..
 ضاع في التيه وتاه
هو الحبيب من والاه ..
 نال من الدنيا هناه
هو الطبيب  لكل آه ..
 إن تغنى القلب بهواه                              
هو النبي لا سواه ..
يهدي القلوب لمنتهاه   
يا نبي قد صفاه ..
 ربه بحسن  وجاة 
رب كريم قد حباه ..
 تنحني لنوره الجباة 

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

الباب الأخضر رواية بقلم د.صديق الحكيم



وهكذا يجني محمود ثمرة تحوله الذهني  ثم تحوله الواقعي من صراحة الهروب إلي صراحة المواجهة والمسؤولية
وهو درس العمر بالنسبة له فقد أعاد هندسة العلاقات الإنسانية بينه وبين المحيطين به
فما عاد ينظر إليهم علي أنهم عوائق أو موانع أو مكبلات تمنعه من بلوغ هدفه الشخصي بل أصبحت نظرته للأخرين علي أنهم  بشر مثله لديهم نفس المشاعر والأحاسيس
يحتاجون لدعمه ومساندته وهو في نفس يحتاج دعمهم ومساندتهم
وأهل زمان قالوا (الجنة من غير ناس ما تنداس)
كانت جملة تحية أخت حسين القصيرة (عقبال بابا وماما) هي شعاع الضوء الذي أنار عقله وقلبه
وكانت المفتاح الذي فتح له الباب الأخضر الذي ولج منه إلي عالم أرحب وأوسع من عالم الذاتية والأنانية الذي كان يحبس نفسه فيه طول عمره
لقد ولج من خلال الباب الأخضر عالم الناس
عالم يعيش فيه مع الآخرين يساعدهم ويساندهم ويعيش معهم أفراحهم وأتراحهم

وهذه دعوة  لكل منا لكي يبحث عن الباب الأخضر في حياته ويعمل علي فتحه والولوج إلي العالم الأخضر حيث يعيش الناس معا متعاونين حتي وإن ظهر من بعضهم أذي فهو أفضل من العزلة وحب الذات والأنانية 

رواية الباب الأخضر بقلم د.صديق الحكيم