المعركة والأزمة
الخلاصة الأخيرة هى أكثر ما يهمنا فى مصر لأن العسكر يديرون معركة فى حين أن السياسيين يديرون أزمة. والفرق كبير بين المسارين. فالمعركة تفترض فى الآخر أنه عدو وينبغى هزيمته وسحقه. فى حين أن الأزمة تتعامل مع الآخر باعتباره معارضا أو منافسا أو حتى خصما سياسيا، لكنه فى كل أحواله ليس عدوا. والفوز فى المعركة يتحقق بالقضاء على ذلك العدو وكسر إرادته، الأمر الذى يفترض أن وجود الآخر هو المشكلة. أما الإدارة المدنية والسياسية للأزمة فإن الفوز فيها يتحقق بإزاحة الآخر من موقعه انطلاقا من ان النفوذ هو المشكلة وليس الوجود. وعقل إدارة المعركة يستهدف تركيع الآخر وإخراجه تماما من الساحة لأن الشعار المرفوع هو: نحن أو هم. أما عقل إدارة الأزمة فإنه يستهدف الحفاظ على اليد العليا ولا يمانع فى الاتكاء على الآخر فى تحقيق المصالح العليا للوطن تحت شعار كلنا معا. ولأن الأمر كذلك فإن السلاح والمؤسسة الأمنية يصبحان عُدَّة المعركة فى ذلك الوقت، فى حين يظل الحوار والتنافس السلمى هما الركيزتان الأساسيتان فى السعى لإدارة الأزمة.
فهمي هويدي
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق