#كشكول_الحكيم 2
بقلم د/صديق الحكيم
(1)
أخصص صفحة اليوم من كشكولي للحديث عن يوسيفيان أول وزير
خارجية لمصر في العصر الحديث وأعترف أنني دفعت للكتابة عن يوسيفيان بدافع من اسمه
حيث أن يوسف هو اسم ابني وأخي وعمي ويوسفيان الأرميني يذكرني بأشهر راقصة في مصر
الآن الأرمينية صافيناز
(2)
نعود إلي يوسيفيان كبير مترجمي محمد علي
باشا، أجاد اللغات العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية،
وأول وزير خارجية مصري تحت مسمى "مدير ديوان التجارة المصرية والأمور
الإفرنجية".. إنه الأرمني الأمين "بوغوص بيك يوسفيان"، والذي فاجأ
محمد علي عند وفاته بعدم امتلاك ثروة سوى تسعة عشر شلنًا وسبعة عشر قيراطًا من
الماس كانت ملكًا لمحمد علي باشا، بالإضافة إلى ست أوراق بيضاء مختومة أعطاها محمد
علي إياه أثناء سفره إلى السودان، ولكن "يوسفيان" لم يستخدمها ولم يستغلها،
هذا إلى جانب أن محمد علي لم يحدد راتباً منتظماً لـ"يوسفيان" على الرغم
من أن محمد علي باشا ترك له حرية التصرف.
(3)
ويعد
"يوسفيان" أنزه من تولى مناصب في عصره -وربما في كل العصور التالية حتي
يوم الناس هذا- ، ما جعل محمد علي غاضبًا وقت وفاته ليرسل لـ"نوبار
باشا" يؤنبه على عدم إقامة جنازة عسكرية له، وأمره بأن يُخرج جثمانه ويعاد
دفنه في جنازة عسكرية، وعلى الرغم من عدم إخراج جثمانه إلا أن أُقيمت له جنازة
عسكرية كبيرة.
وكان
بوغوص باشا من المقربين جدًا لمحمد علي من حاشيته، حيث استخدمه الوالي لمعرفة
معلومات كثيرة عن الأسواق الأوروبية وما يجري فيها، والأحداث السياسية العالمية
ليطلق عليه "مستشار محمد علي وفيلسوفه".
(4)
وولد
يوسفيان في أزمير عام 1768، وتعلّم في منزل خاله أركيل الذي كان يعمل مترجمًا في
القنصلية البريطانية في أزمير على يد معلمين خصوصيين، حيث تعلّم الكثير من اللغات،
ووصل إلى مصر عام 1791 حيث عمل بالتجارة واستأجر جمرك رشيد، ليترك مصر ويعود إلى
أزمير عام 1798، لكي يعمل مترجمًا بالقنصلية البريطانية بها.
(5)
وعاد يوسفيان إلى الإسكندرية عام 1800
وعمل كمترجم لضابط بريطاني يُدعى سيدني سميث، وفي عام 1802 عيّن مترجمًا لخسرو
باشا ثم خورشيد باشا بعد ذلك، وعيّنه محمد علي باشا في وظيفة ترجمان واستطاع تأجير
جمرك الإسكندرية من محمد علي مقابل 2500 كيسة لمدة خمس سنوات، وبعد ذلك منحه محمد
علي رتبة البكوية عام 1818 ليعيّنه ناظرًا لديوان التجارة والأمور الإفرنجية في
1826.
وتوفي
يوسفيان، في يوم 11 يناير عام 1844 عن عمر يناهز 74 عامًا.
(6)
وخلاصة القول :أن يوسيفيان خدم مصر أثناء حكم محمد علي بإخلاص وتجرد
وهو أرميني الأصل وهكذا نجد أن أرمينيا التي كانت تصدر لنا فلاسفة ووزراء أصبحنا
نستورد منها صافيناز وغيرها لا أنسي بمناسبة يوسيفيان الأرميني أن أرشح للقارئ
رواية علاء الأسواني (عمارة يعقوبيان ) التي تحكي الواقع المصري في عمارة الأرميني
يعقوبيان
وغدا صفحة جديدة من كشكول
الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق