الحمد لله القائل ( ومن يهن الله فماله من مكرم ) , والصلاة والسلام على رسوله الله القائل ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)..
قضى الله في الكون بالعدل , فمن نحى غيره , قصمه , ولقد شاهدنا جميعنا ما تناولته وسائل الإعلام بالأمس الخميس 22/11/1432هـ , عن مقتل طاغية ليبيا , وفرعونها ..
لقد شاهدنا نهاية الظالمين عبر هذا العام , فكان الأول هارباً مشرداً حين تألبوا الشعب عليه , وهو من تسبب على شعبه بالتشريد في البلدان , فيا سبحان الله .
والثاني بات عقب الغطرسة , و محاكمة الصالحين , والتضييق على شعبه , أقول بات مجرجراً بين الزنازين , وغرف التفتيش والمحاكمات يشاهده العالم عبر البث المباشر .
وشاهدنا كيف اختار الله للثالث النهاية التي تليق به , ورأينا ما قاله عن شعبه ..قال ثورة ثورة فثاروا عليه، و قال لهم أيها الجرذان فوُجد مختبئُُ في سرداب يليق به ليبقى أكبر جرذ في التاريخ ، و قال سنطاردكم في كل دار وبيت فما دار ولا حي إلا وطورد فيها ، وقال سنقتلكم ثم قتله شاب لا يتجاوز عمره الثامنة عشره , فما أعظم الله .
هكذا جرى حكم الله في الظالمين , فما حال الطغاة قديماً إلا كهؤلاء , ففرعون أغرقه الله في البحر , وبعد أن أغرق شعبه في الذل والهوان والعبودية , وأنكر وجود الله , وعظمته ..
وقارون خسف الله به وبداره الأرض حيث أعزى غناه لعلمه , وقوته , فكان هذا الغنى سبباً في أن يكون في أسفل سافلين في هذه البسيطة قبل البعث والنشور , ليرى الناس , ماذا هو فاعل بنفسه , وهل قدم لها شيئاً مقابل هذا الخسف ..
فيا من تقهقرت نفسه حين رأى انتفاش الطغاة , و يامن احترق فؤاده حزناً على نفوذ الجبابرة , و يا من مات كمداً حسرة على ما أورثه الظالمين من نقص في الأموال والأنفس والثمرات ... إنما هي بداية لنهايتهم , و إشارة لانكماشهم , و مشهد حاضر للتاريخ يصف هوانهم وذلهم ...
عن أبي موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" قال : ثم قرأ :"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد"متفق عليه ..
وكتبه
سعيد بن محمد آل ثابت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق