1000-الشاعر الظريف
محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شمس الدين (661 هـ - 688 هـ/1263 - 1289م)، شاعر مترقق، مقبول الشعر ويقال له أيضاً ابن العفيف نسبة إلى أبيه الذي عرف بالعفيف التلمساني،وكان شاعراً أيضاً. لقب لرقته وطرافة شعره بالشاب الظريف، فغلب عليه هذا اللقب وعرف به.
ولد في القاهرة ونشأ في دمشق حيث ولي أبوه عمالة الخزانة بها. والده من اهل العلم والأدب، له مصنفات وأشعار، فتلمذ الفتى على والده ابتداء وعلى طائفة من العلماء منهم ابن الأثير الحلبي. ويدل ما في شعره من مصطلحات الفقهاء وأصحاب الأصول وأهل المنطق على طبيعة ثقافته ومعارفه العامة. كان ذا خط جميل كتب به ديوانه.
توفي شابا في ريعان شبابه في دمشق عام 688 هـ عن عمر يناهز الـ ٢٧ ربيعا (1)
الشاب الظريف شاعر رقيق وصفه الصفدي بقوله (شاعر مجيد ابن شاعر مجيد، وكان فيه لعب وعشرة وانخلاع) وذلك لما ورد في ديوانه من مقطعات صغيرة تجاوز فيها الحد الذي يقف عنده كل تقي ورع ولكننا مع ذلك نجد له بعض الأبيات في مديح النبي تؤكد حبه للنبي وصحة اتباعه لتعالميه ، قال الشاب الظريف :
يا خير ساع بباع لا يرد ويا | | أجل داع مطاع طاهر الحسب |
جعلت حبك لي ذخرا ومعتمدا | | فكان لي ناظر من ناظر النوب |
أما التصوف فقد كان أبو صوفيا ولكننا لا نجد ذلك التاثر في شعره .
1-المدح والفخر
مدحه النبي المصطفى
قالوا غـدا نأتي ديار محمد | | فقلت لهـم هـذا الذي عنه أفحص |
أنيخـوا فما بال الركوب وإنها | | على الرأس تمشي أو على العين تشخص |
نبي له آيات صـدق تبينت | | فكـل حـسـود عنـدها يتنـغـص |
نـبـي بأملاك السماء مـؤيد | | وبالمعجـزات البينات مخـصـص |
ومالـي مـن وجـه ولا من وسيلة | | سوى أن قلبي في المحبة مخلص |
إذا صح منك القرب يا خير مرسل | | عـن أي شـيء بعـد ذلك أحـرص |
وقال أيضا:
ومعشر لم تزل في الحـرب بيضهـم | | حمر الخدود وما مـن شانهـا الخجل |
إذا انتضوها بروقا ردهـا سحبا | | بهـا دم سال منها عارض هطل |
توحـي إلى كل قرطاس بلاغتـه | | سحـر البيان ومن أقلامه الرسل |
سمـر تروقـك رأي العيـن عارية | | ومـن البديع معانيه لها حلل |
زالوا فأودع في الأسماع ذكرهـم | | محاسنا أودعتها قبلها المقل |
امدح فقل في معانيه فقـد كرمـت | | لا يحسن القول حتى يحسن العمل |
2-الغزل
لو أن قلبـك لي يرق ويرحم | | ما بت من خـوف الهوى أتألـم |
داريت أهلك في هواك وهم عدى | | ولأجل عينك ألف عين تكرم |
يا جامـع الضدين في وجناته | | مـاء يشـف عليه نار تضـرم |
عجبي لطرفك وهو ماض لم يزل | | فعلام يكسر عنـدما تتكلم |
وقال أيضا في قصيدته الشهيرة:
لا تخف ما صنعت بك الأشـواق | | وشـرح هـواك فكلنا عـشاق |
قد كان يخفي الحب لولا دمعـك ال | | جـاري ولـولا قلبـك الخـفاق |
فعسى يعينك من شكوت له الهـوى | | فـي حمله فالعاشقون رفاق |
لا تجزعـن فلست أول مـغـرم | | فتكـت به الوجنات والأحداق |
واصبر على هجر الحبيب فربما | | عـاد الوصال وللهوى أخلاق |
3- الوصف
وكـأن سوسنها سبائك فـضـة | | وكـأن نرجسـها عيون تنـظر |
حملـت سقـوط الطـل منـه عيونـه | | فكأنها عن جوهر تستعبر
|
خاتمة وتعليق
إن وجود مثل هذا الشاعر في عصر رمي تعسفا وظلما بالانحطاط لدليل ساطع على عدم عجز أمتنا العربية أن تلد المفكرين والشعراء والعلماء. لكن كان لعدم تشجيع الدولة المملوكية للشعر الدور البارز في إغفال مثل هذه الطاقات إن لم نقل قتلها. ظهر ذلك جليا في عهد الدولة العثمانية حيث انتشر الجهل والبدع والخرافات واستفحل أمرها وما ذاك إلا لانصراف العثمانيين للفتوح وإغفالهم العلم والأدب وهم أساس كل حضارة ولبنة لكل تطور. 1- الوافي بالوفيات 3 : 135 ، فوات الوفيات 2 : 381
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق