لا تهتم بصغائر الأمور، فكل الأمور صغائـر !
هذا هو ما يقوله هذا الكتاب الرائع “الكتاب الكبير للأشياء الصغيرة“ لمؤلفه Richard Carlson الذى يدعوك لتخفيف الضغط والثقل عن نفسك، وان تحيا برحابة وسعة صدر وأفق، لتتمكن من ان تعيش الحياة، لا ان تحياها فقط. لخصت لكم بعض النقاط من الكتاب، لا تغن بالطبع عن قرأته والاٍستفادة به، فى عصر ملئ بضغوط من كل صنف ونوع.
1- تعايش مع عدم الكمال
السعى نحو الكمال المطلق؛ معركة خاسرة. انا أفهم سعيك للتجويد، ولكن لابد من ان تقنع بما لديك وتستمتع به. فسعيك للكمال يجعلك لا ترى الجوانب المضيئة للأمر، وتركز فقط على الجوانب السيئة مما يمنعك من الشعور بالأمتنان والرضى..
الحل لمثل هذه الشخصيات ذو المثالية الزائدة، فى تذكير أنفسهم من وقت لآخر، بأن الحياة على ما يرام. ولا يضيرهم ان يستمتعوا بما فى أيديهم بالفعل، بينما يسعون الى تحسينه. وبمجرد تخلصك من هذ الفخ، ستبدأ برؤية الحياة بشكل أكثر دهشة وبساطة.
2- حقيبة المهمات لن تفرغ
ذكر نفسك دوما، بأن حقيبة المهام لن تفرغ حتى يوم مماتك. لذا فالأفضل ان تهدأ قليلا؛ وتعيد النظر فى الطريقة التى تمضى بها حياتك. لأنك تحيا بالتأكيد، لكن دون ان تعيش والفارق بينهم هائل؟.
نحن دوما مشغولون بالمهمة التالية، ومن مهمة الى أخرى -كالثور فى الساقية- حتى تغدو الحياة ميكانيكية بطريقة مثيرة للرثاء. يجب ان تلتقط أنفاسك وتهدأ من وقت لآخر، الترويح عن النفس هام، كالعمل نفسه. أعط نفسك فرصة للتجديد وشحن بطارية طاقتك من جديد.
3- عش فى الحاضر
بغض النظر عما حدث سابقا، وعن لحظة مستقبلية لم تأت بعد فأنت لا تملك الا اللحظة الآنية فقط. ان تعيش بكليتك فى أخطاء الماضى، يعنى ان تتعثر فى المضى قدما. والقلق من يوم ربما لن يأتى أشبه بالجلوس على كرسى هزاز، يتحرك طوال الوقت بدون الذهاب الى آى مكان. وخمن ماذا؟ فى نهاية رحلتك سوف تجد ان اسؤأ مخاوفك قد تحققت!.
بالطبع. فأنت عشت خائفا ان يفارقك أحبتك، وقد فعلوا بينما أنت تهدر اللحظة الحالية لتخبرهم، كم تحبهم؟، كم تقدرهم وتحترمهم؟. انفلت من بين يديك أجمل اللحظات لأنك غفلت ان تعيشها. يجب ان تعتاد ان تفصل نفسك عن أفكارك وتعيش فى الآن!.
4- أكتب رسالة شكر
لمرة واحدة فى الأسبوع أمسك ورقة وقلم وأكتب سالة شكر لأحدهم، لشخص ساندك فى موقف، او ساعدك فى محنة أو سأل يوما عن أحوالك. الأمتنان والعرفان مهمين جدا لصحتك النفسية، بنفس القدر الذى يهم فيه توافر الكالسيوم فى جسمك لنمو عظامك. أكتب رسالة شكر بأقل عدد من الكلمات أو ارسلها عبر الهاتف وأرتقب السلام والهدوء الداخلى الذى سيعم عالمك الداخلى.
بقدر أهمية هذه الرسالة لك، بقدر أهميتها للمرسل أليه. فأحيانا قد تشعر أحدهم بأن العالم لم ينته بعد، وانه مازال هناك أمل.
5- أنصت للآخرين
جميعنا نقع فى فخ الأنا، متمحورين ومتمركزين على ذواتنا بشكل صبيانى سخيف، نظن ان العالم سينتهى لو أننا أصبنا بمكروه. نتحدث لبعض فلا ننصت ونستمع فكل منا ينتظر فقط دوره فى الكلام، ليرد ويثبت انه هو المحق.
هل جربت يوما، ان تنصت وتستمع للطرف الآخر، بابتسامة مشجعة ونظرة مؤيدة. ان تتفهم ما يريد قوله، وتحرص على ان يصله هذا. أكثر الناس لا تنتظر منك حلول، انهم فقط يريدون تعاطفك وتشجيعك لهم. واذا استطعت اٍلتزام هذه الطريقة لفترة، فهنيئا لك شخصيتك الجديدة.
6- أختر معاركك
هناك العديد من المواقف فى الحياة بحاجة الى جدال، مواجهة وقتال اذا لزم الأمر. ولكن ان تحول كل موقف وكل اختلاف فى الرأى الى حرب حقيقية هو استنفاذ لمواردك المحدودة، وهدر لطاقتك وكلها نابعة من كونك تريد الحق دوما فى جانبك.
يجب ان تتحلى يا صديقى ببعض من سعة الصدر، وان تترك العديد من الأشياء تمر حرصا على صحتك النفسية والبدنية، فالحياة لا تكون دوما بالشكل الذى نتمناه، ويجب ان تختار بحكمة المعارك التى ستخوضها، فلا تنجرف لكل صغير وتافه من الأمور، وزد من سعة صدرك وتنفس بعمق.
7- ابحث عن البراءة
ركز دوما على البراءة فى الحياة، ابحث عنها ونمها. تعتقد ان الآخرين يفعلون أشياء فظيعة تسيئك، ومن منا لا يفعل؟، ولكننا نختار فقط ان نرى أنفسنا ملائكة والآخرين شياطين وأوغاد. حاول دوما ان تبحث عن تفسير مريح لكل ما يزعجك من الناس، لا تعتقد أنهم يفعلون هذا كى يضايقوك ويحيلوا حياتك الى جحيم. التمس لهم العذر لأول مرة، تفهم ضعفهم وأخطائهم، اما اذا كنت لا تراهم سوى حفنة من المجرمين، فأعذرنى؛ لأنهم يرونك كذلك. وفى هذا نوع من العدالة الشاعرية.
8- تجرأ على السعادة
الكثير يعتقدون ان للتجهم والعبوس رونق خاص، وان الابتسام والسعادة دلائل على الاستهتار والعبس، هؤلاء يضعون العربة أمام الحصان. فالحياة بسعادة نابعة من داخلك مهما أشتدت عليك المحن والمشاكل هى السبيل للنجاح، وليس العكس. فالأشخاص السعداء يبدعوا أكثر ويعملوا أكثر، ويرون الحلول بينما غيرهم يرا المشكلات والعوائق..
كونك سعيد ومسترخى ومبتسم أغلب الوقت، سوف يساعدك على تخطى كل الصعاب، بينما القلق والتجهم -بتعبير تشرشل- لن يصلا بك لآى مكان.
9- أحترس لما تتمناه
كلنا نريد وظيفة أفضل، مرتب أكبر، سيارات فارهة وزوجات اجمل!. وكلنا غير راضيين عن حالنا، ولكن هل أنت على استعداد للمضى قدما فى اختياراتك بكل ما يترتب عليها بدون فحص وتمحيص؟.
هل سترضى بالمرتب الأكبر فى وظيفة تحرمك رؤية أولادك أربعة أيام فى الأسبوع؟، ماذا اذا جائت الوظيفة الأفضل على حساب صحتك؟ كلنا نرسم طوال الوقت فى الهواء قمم عالية نريد ان نتسلقها, ولكننا لا نستطيع التكيف مع الأعباء الجديدة التى ستنشأ. الكل يريد الذهاب الى الجنة، لكن لا أحد يريد الموت..
ما رأيك يا صديقى؟، هل هذه الخطوات كافية برأيك؟
انا واثق ان لديك أفكارك الخاصة لمحاربة صغائر الأمور، فهل تشاركنا آياها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق