كتابة التاريخ كوسيلة للمعارضة
مما دفع الجبرتي إلى الانشغال بكتابة تاريخه أنه
وقف موقف المعارضة لحكم محمد علي منذ بداية حكمه، وظل
سنوات يترقب ما ستؤول إليه الأحداث في عهد هذا الرجل وكان خلال ذلك يرصد كل شيء،
ويدوِّن الحوادث بموضوعية، ويسند كل ما يقول إلى مصدر ثقة أو شاهد عيان أو شاهد
سماع. وكان يحرص أن يعاين الأحداث العامة بنفسه، والحق أن قارئ تاريخ الجبرتي
يطّلع على كل ما يريده من حياة شعب مصر في تلك الفترة.
لقد تعرّض الجبرتي لكل شيء، تعرض لذكر الأحوال
الاقتصادية من زراعة وتجارة وفلاحة، وإلى
أنواع النقود المتداولة وإلى الأسعار وأنواع المقايضات، وتعرض إلى الحياة
الاجتماعية بكل ما فيها من أحوال شخصية وعادات أسرية وقيم سائدة، وتعرض إلى الحياة
الدينية والحياة والثقافية وأخبار الأدباء والعلماء والشيوخ. وهو في ذلك العرض
الموضوعي يريد أن يقول للحاكم الذي يعارضه التاريخ سيحكم عليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق