قصة أوان الغروب من مجموعتي القصصية الثالثة (بدل تالف)
حين دلفت إلي
حُجرتها الخاصة لحظت بطرف عينها اليمني بصعُوبة الصُورة المعلقة أعلي الحائط
الذي تسند عليه مرآتها الطويلة بطول نصفها العُلوى الذي تخفف من عبء الثياب السميكة بحكم حرارة
الجو أولاجترارمشهد مثير كان مألوفاً هنا قبل أن يتوقف عرضه منذ عقود
وأمام المرآة
المستوية قلبت البركان الهامد بعينيها
المنطفئتين فأدركت أنه قد حان آذان الغروب الذي فضح ما اقترفته أصابع سبعة
عقود بجسدها الناحل...فخلفت وراءها أطلال أنثي... فوجها تزاحمت عليه خطوط الزمن
طولاً وعرضاً فانحدرت من مقلتيها قطرات من دمع الأسى بحرارة حمم بركان ثائر علي
وجنتين بهُت لونهما الأحمرالزاهي بفعل التقادم ولم تفلح كل ألوان المساحيق
المستوردة أن تعيده إلي سيرته الأولي
وفي الصورة المعلقة أعلي يمين المرآة بدت حورية ثائرةً الملامح دونها الكواعب
الأتراب ،كأن شمساً مشرقة ترسل أشعتها الذهبية من وجهها باسم الثغر ساهم الطرف
متورد الوجنات ظالم الحسن شهي الكبرياء وبريق ساطع من عيون المها يُغري من سحره الناظرالمتجمد
أمامه أن يتحدي أشعة الشمس المبهرة ...يكاد سناه يذهب بالأبصار
أخذت تقلب بصرها
الكليل بين الصورة والمرآة حتي أيقنت أن عقارب الساعة التي تتعاقب لاهثة خلف بعضها
نحوالأمام لن تعود للوراء ثانية وأن ما
اعتراها قبل بضع سنوات من حمرة للخدين
وفورة للجسد وعرق وزهق لم يكن سوي صرخة الأنثي الأخيرة بداخلها معلنة نفاذ رصيدها
من الهرمون السحري الذي لايمكن إعادة شحنه مرة ثانية برغم المحاولات المستمرة
لأطباء الجمال
فأيقنت أن صورة
الشروق مهما بدت مبهرة فلن تؤجل أوان
الغروب تماما مثلما روت هي عن أمها عن جدتها
أن"كل وقت و له آذان" وآذان الشروق ثورة بركان وحسن وبهاء
وجلال... لكن يبقي للغروب آذان مختلف علي أطلال أنثي