السبت، 17 يناير 2015

كيف جاء المسلمون إلي فرنسا ؟


أصل تواجد المسلمين في فرنسا حاليا ليس تَلقائيا بل يعود لأسباب تاريخية وسياسات استعمارية واقتصادية متعدّدة قامت بها فرنسا نفسها، وهذا ما يتناساه بعض الفرنسيين ذوي الميول العنصري، في النقاش الدائر اليوم حول مكانة الإسلام في فرنسا.
في بداية القرن العشرين بدأت فرنسا وأرباب الأعمال فيها باستقطاب اليد العاملة من المستعمرة الجزائرية بغية استدراك تأخرها الصناعي مقارنة بإنجلترا وثورتها الصناعية في القرن التاسع عشر.

 واستطاعت هذه السياسة أن تستجلب حوالي 30000 جزائريا معظمهم من البربر (القبائل). ولم يكونوا عرضة لعنصرية بادية لقلّة عددهم وقلّة اختلاطهم بالمجتمع الفرنسي الذي كان يسمّيهم («turcos» أي الأتراك) أو باعة الزّرابي.
 رغم ذلك تعتبر فرنسا قد فشلت في السياسة استجلاب اليد العاملة الجزئرية لعدم استعداد المسلمين نفسيا وثقافيا آن ذاك لترك بلدهم والهجرة إلى وسط غريب الدين والأخلاق والعادات. وفي ذروة الحرب العالمية الأولى جنّدت فرنسا تجنيدا إجباريا عددا كبيرا من المسلمين من مستعمراتها الجزائر والمغرب وإفريقيا الغربية، فمرسوم 14 سبتمبر سنة 1916 م شديد الوضح: «...القيام بالتشجيع على التشغيل الطوعي وإلا فالتجنيد الإجباري للجزائريين»

 وبلغ عدد المجنّدين المسلمين للحرب 175000 وقُتل 25000 من الجزائريين حسب الدراسات الدقيقة. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أصدرت فرنسا قانونا، يعدّ استثناء من علمانيّتها، يمكّنها من بناء مسجد ومعهد إسلامي في عاصمتها لمكافأة المسلمين وعرفانا منها لتضحيتهم في الدّفاع عنها. وقد دشّنت هذه المؤسّسة الدينية في الدائرة الخامسة من باريس في حفل رسمي عالمي سنة 1926 م.

ولإعادة بناء ما دمّرته الحرب قرّرت فرنسا سنة 1920 المزيد من استجلاب العمّال فوصل عدد المهاجرين المسلمين إلى 70000 جزائريا ونحو عددهم من المغاربة.
وما بين عامي 1940 و1945 أرسلت الحكومة الفرنسية إلى كل من والي الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة «تأمرهم» بإرسال (10000) عاملا في كل شهر. لكن استحواذ الحلفاء على شمال إفريقيا علّق هذا الإرسال

وبعد الحرب العالمية الثانية تزايد عدد المسلمين ليبلغ أرقاما هائلة. فبغية إعادة التعمير وتطوير القطاع الصناعي نصّ مخطّط مونيه (Plan Monnet) استقدام (200000) من رعايا المستعمرات في مدّة لا تتجاوز الأربع سنوات
وفي سنة 1952 بلغ عدد المسلمين رقما غير مسبوق، فالمكتب الوطني للهجرة
 تحدّث رسميا عن 500000 مهاجرا، وقد شكّك بعض المختصّين في هذا الرقم بينما يجمعون كلّهم على أن في خمسينيات القرن العشرين أصبح المسلمون يشكلون في فرنسا جالية محدّدة المعالم وواقعا اجتماعيا وسياسيا بيّن التأثير.
وفقا لدراسة لمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية INED فان الغالبية الساحقة من مسلمي فرنسا هم منالمغرب العربي ونسبتهم 82% من مجمل مسلمي فرنسا. (43.2% من الجزائر، 27.5% من المغرب و11.4% من تونس) و9.3% من أفريقيا جنوب الصحراء و8.6% من تركيا و0.1% فرنسيون تحولوا إلى الإسلام (حوالي 70,000 متحول للإسلام).

هل تتغير طبيعة الدين ؟




هل تتغير طبيعة الدين ؟
رضوان السيد 

عادت الصحف الأميركية والأوروبية لبحث أسباب قوة «داعش»، وأسرار جاذبيته في أوساط شبان العرب والمسلمين في بلدانهم وفي المهاجر. وهذه العودة أو الرجعة تشبه ما كان الاستراتيجيون ومسؤولو الدول الغربية قد صاروا إليه في عامي 2004 و2005.. يومها ذهب رامسفيلد، وزير الدفاع الأميركي في فترة بوش الأولى، إلى ضرورة شن «حرب أفكار» على «القاعدة» وبناتها، باعتبار أن الحروب العسكرية على الإرهاب ليست كافية للقضاء على الظاهرة. ومثل هذا النقاش يعود الآن للجريان والسريان؛ إذ بعد قرابة الستة أشهر من الحرب العالمية على إرهاب «داعش»، ما بدا أن تنظيم الدولة قد ضعف، كما أن جاذبيته ما تراجعت لدى مقاتليه أو لدى متابعيه والمنجذبين نحوه على وسائل التواصل.
ما سر قوة «داعش» المعنوية وليس المادية؟ القوة المادية للتنظيم والتنظيمات المشابهة مثل «حزب الله» اللبناني معروفة؛ فلدى «داعش» موارد مادية كبيرة من حقول النفط والغاز التي استولى عليها، ومن وسائل الابتزاز والفدية، ومن استغلال المحاصيل في النواحي التي سيطر عليها، ومما استولى عليه من موارد الدول في سوريا والعراق. والموارد المادية هذه يمكن إضعافها إلى حد كبير، كما حصل في قصة «تجفيف منابع وموارد الإرهاب»، طوال عقد ونصف العقد. أما التنظيمات الشيعية؛ وأبرزها «حزب الله»، فإن مواردها من إيران، ومما استولت وتستولي عليه في البلدان التي تسيطر فيها. وهذه الموارد يمكن إضعافها أيضا، إنما بطرائق أخرى، مثل التوافق مع إيران على سياسات جديدة تجاه المحيط. لكن كما لم تمت «القاعدة» بتجفيف الموارد؛ فكذلك «داعش» لن يموت إذا أخرج من المناطق النفطية. ومن المشكوك فيه كثيرا أن يذهب «حزب الله» وأبو الفضل العباس وقوات بدر... إلخ دون أثر إن تخلت إيران أو حولت مسارات تلك التنظيمات العنيفة.
إن الأصوليات الإسلامية السنية والشيعية، إنما ظهرت في قلب الدين الإسلامي عبر عدة عقود. وقد استطاعت الأصولية الشيعية، ومن خلال عمليات تحويل المفاهيم عن المذهب، ومن خلال حشد الجمهور، أن تستولي على الدولة الإيرانية، فخاضت عمليات تصفية وتهجير هائلة خلال ثمانينات القرن الماضي بما في ذلك إجراء تغيير عميق في المذهب الشيعي وتقاليده. أما في خارج إيران، فقد أنشأت تنظيمات شيعية مسلحة وغير مسلحة، دأبت على دعمها وقيادتها واستغلالها في تفكيك المجتمعات والدول. ورائدها ذلك الوعي الجديد الذي غير من طبيعة المذهب الشيعي الاثني عشري. حضر الإمام الغائب، وصارت الدولة ضرورية الآن، وانتهى زمن التقية. ومرت الأصولية السنية بالمراحل ذاتها، بل إن عمليات التحويل باتجاه إقامة «الدولة الإسلامية»، إنما بدأت عند السنة قبل الشيعة، وقد قال لنا عبر العقدين الماضيين العشرات من قادة حزب الدعوة العراقي، ومن تلامذة الخميني، إنهم كانوا يتدارسون كتب سيد قطب في حلقاتهم الأولى السرية.. إذن ما هو الدين في النهاية؟ الدين نصوص وتقاليد وفقه للعيش أو رؤية للجماعة المؤمنة في العالم. وقد عمل الإصلاحيون الأوائل، وفي طليعتهم السلفيون، على ضرب التقليد بحجة جموده أو انحرافه عن النصوص وزمن النبوة والجماعة الأول. وعندما تحطم التقليد، انتشرت لملء الفراغ الجماعات الأصولية الجديدة التي تبادلت مع الحداثة العداء والإنتاج المتبادل. لكن في حين استطاع أصوليو الشيعة إقامة دولتهم العقائدية، ما استطاع ذلك أصوليو السنة. ولذلك انقسموا إلى سياسات وجهاديات. وكلا الطرفين يحمل الأفكار الجديدة ذاتها حول استعادة الشرعية، وإقامة الدولة الإسلامية على أنقاض الجاهلية المعاصرة، والدول الوطنية الفاشلة أو المتآمرة على الإسلام. لكن ذوي التسيس من الأصوليين يعتقدون أن ذلك يمكن أن يتم بالمهاودة وعلى مراحل وبالوسائل المعهودة في العالم الحديث، فإذا شاركوا في السلطة أو استولوا عليها من طريق الانتخابات، عندها يعملون على «التمكين» وتطبيق الشريعة أو النظام الكامل. أما الجهاديون المسارعون والمتشجعون بالاستيلاء الأصولي في إيران؛ فإنهم انفجروا في «جهاد» صار هو الركن الرئيسي في الدين الجديد، وكانت تجربة الحرب الأفغانية حاسمة في الاقتناع بإمكان إقامة الدولة من هذا الطريق!
ولا حاجة لرواية بقية القصة.. فكل بلد دخلته إحدى الأصوليتين، نشبت فيه حروب أهلية. وهي حروب خلخلت المجتمعات، وخدمت الأنظمة، التي اهتم الدوليون بدعمها حفظا للاستقرار، ومكافحة للإرهاب، وبخاصة أن الأصولية السنية بلغت ذروة «جهادها» بالهجوم بالطائرات على «العدو البعيد» وهو الولايات المتحدة. فهناك جاذب للشبان إليها وهو مقاتلة الولايات المتحدة وحلفائها. وهناك جاذب مكافحة الأنظمة الفاسدة وغير الإسلامية. وهناك، ثالثا، الصدام الذي حصل في الأعوام الأخيرة عندما تواجهت الأصوليتان بسبب دخول التنظيمات الإيرانية إلى مناطق الكثرة السنية. بيد أن السبب الأهم في صعود الأصوليتين هو عمليات تحويل المفاهيم التي غيرت وتغير من طبيعة الدين، فالأصوليتان تؤمنان بالنظام الكامل الموحى (= تطبيق الشريعة). وقد عملت على صناعة هذا النموذج نخب إسلامية ومتأسلمة عبر عقود وعقود. وقد قاومت المؤسسات الدينية في المذهبين عمليات التحويل والتخريب. بيد أن الافتراق القاسي بين المؤسسة الدينية الشيعية والدولة الوطنية في إيران والعراق، جعل المؤسسة القوية في أوساط العامة تتبنى عبر بعض قادتها الأطروحة الأصولية لدولة التمهيد الحاضرة، التي تناظر دولة تطبيق الشريعة عند الإخوان و{الجهاديين}. أما المؤسسة الدينية السنية فما اتسمت بالقوة في مواجهة التحويلات المفهومية. ومن جهة أخرى، ما أمكن للأصوليين تحويلها، بل تجاوزوها دون صعوبات كبرى، لأن أطروحة «الإسلام دين ودولة»، أحدثت صدمة في صفوف الشيوخ.
لقد انهارت التقاليد العريقة في المذهبين أو لدى السنة والشيعة. والمواضعات الجديدة في التشيع الحاكم تحشد الشبان باسم الروح العريق، وإنما بوظائف جديدة مثل مقاتلة التكفيريين، وحماية مراقد آل البيت! وتجد هذه التحشيدات جاذبية لعوامل القوة والتسلط والغلبة والمكاسب المادية. أما لدى شبان السنة فتكمن الجاذبية في أنهم يقومون بالواجب الذي أهمله الآخرون (= الفريضة الغائبة). وكلا الأمرين يوشك أن يغير من طبيعة الدين: فهل تتغير طبيعة الدين فعلا؟ أم إنها موجة تمضي كما مضت سابقاتها؟
أما في المذهب الشيعي، فالعودة إلى الحالة السابقة صعبة لتضاؤل المقاومة إلى حدود التلاشي. وأما عن السنة فالاعتماد على المجتمعات، ومن بعد على المؤسسات الدينية التي ينبغي إصلاحها من أجل التصدي لـ{الجهاديين}، ولعمليات تحويل المفاهيم!
لقد استولت على رجالات الدين والسلطة أو السلطة الدينية بإيران مشاعر ومصالح الغلبة ودعاوى وانتصارات المظلومية. في حين تتراوح الأحاسيس لدى متشددي السنة بين الغضب من انقلاب الأمور، وإرادة الخروج من الاستضعاف!

رضوان السيد


كاتب ومفكر لبناني، ولد في ترشيش، جبل لبنان سنة 1949م
، وحصل على الإجازة العالية من كلية أصول الدين بجامعة الازهر 1970م، حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة توبنغن بألمانيا الاتحادية سنة 1977م، وأستاذ للدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية منذ 1978م، ورئيس تحرير مجلة الاجتهاد الفصلية مع فضل شلق، منذ 1988م، والتي توقفت مؤخرا
 له العديد من المؤلفات والترجمات، من أبرزها:
  1. الأمة والجماعة والسلطة 1984م.
  2. مفاهيم الجماعات في الإسلام 1985م.
  3. الإسلام المعاصر 1987م.
  4. الجماعة والمجتمع والدولة 1997م.
  5. سياسات الإسلام المعاصر 1997.
  6. ترجمة كتاب "بردة النبي" للكاتب الأمريكي روي متحدة.
ومؤلفات آخرى عديدة.
يكتب مقالات سياسية وفكرية في صحيفتي الحياة والشرق الأوسط.

لم يأت "الإسلام" طوباويا، بل جاء لينظم حياة بشر خطائين دوما.


أشرف الخمايسي 

لم يأت "الإسلام" طوباويا، بل جاء لينظم حياة بشر خطائين دوما.
ومن مكونات الحياة البشرية "الحرب"، و"القتل".
"إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة".
والقتل، والقتال، والمقاتلة، بشروط، وعلى أصول. ليس منها القهر، أو التوسع من أجل دنيا، أو العنصرية والطائفية.
وأروع ما في "الإسلام" هو أن نواته "عقلية".
وفكرته الأساسية لا مكان للأساطير الدينية فيها.
فغايته حرية الإنسان.
حيث "لا إله إلا الله".
غاية سامية يطلبها "العقل".
ومنهاجه "عقلي"، فلا يعترف بوساطة مخلوق بين "الله" و"الإنسان"، بل ليس للمرء إلا ما سعى، ولا تذر، فيه، وازرة وزر أخرى، ويعلن أن الخالق لن يغير ما بالإنسانية قبل أن تغير الإنسانية ما بنفسها.
"الإنسان" هو المسؤول الأول، والأخير، عن حياته.
قمة المنهج "العقلى"، وغاية الاحترام للإنسانية.
والداعي إليه رجل لم يمارس "الكهنوت"، ولم يدع المعجزات في حياته، وكلما حزبه أمر مال إلى استشارة أصحابه، ولم يلجأ قط إلى كهف، أو خلوة، ينتظر فيها حلا إلهيا.
فلقد حل مشكلة "الحديبية"، العصيبة، بصلح سياسي، فوري، تنازل فيه عن صفة "الرسالة".
وحل المشكلة العسكرية في "بدر" برأي رجل من أتباعه، رافضا الادعاء بأن منزله من أرض المعركة أمر من الله.
وقال للناس: أنتم أدرى بأمور دنياكم.
وفي الوقت الذي جمدت فيه بقية الأديان، وقبل أتباعها بأن تتحول إلى أعمال قلبية، يأبى المسلمون إلا أن يكون الإسلام دليلا دنيويا، ونورا روحيا، لا لشئ سوى لأنه يقدم، بالفعل، العديد من الحلول الناجعة لو صح "الفهم"، وسلم "الفقه".
وكتاب الإسلام، "القرآن"، أروع الكتب.
إذ أنه تمكن من الحفاظ على لغة صعبة.
وبقى "خريطة طريق" تحدد للإنسان الاتجاه إن أراد التحضر ماديا، ومعنويا، معجز البلاغة، يشف إذا رق، ويضج إذا دق، ويفضح إذا شق.
المشكلة ليست في الأئمة أصحاب الفقه القديم، فقد كان فقههم في أوقاتهم جديدا، ومعاصرا، ولائقا، وإنما في فقهاء محدثين لا يمتلكون جرأة "أجتهد رأيي ولا ألو"، فبقوا متمسكين بالفهم الذي استهلكه تعاقب العصور، بينما "الإسلام"، في ذاته، ديناميكي متجدد. قلبه محمَّل بألف فقه وفقه.
ستبقى، شريعة التوحيد الخالص، دينا، وفكرا، الأسمى.
وسيظل "محمد بن عبد الله"، حتى بعيدا عن فكرة "الرسالة"، الرجل الأعظم عبر كل العصور، وزهرة العالم الفواحة بالأريج العطر.

ثورة يوليو الأمريكية

6535537

ما نبهني إلي هذا الكتاب القيم هو ما قرأته مؤخرا في مقال للمفكر الكبير جلال أمين حين أشار إلي ثورة يوليو في مقاله في الشروق المصرية بتاريخ 30 ديسمبر 2014 حيث يقول انتهت الحرب العالمية الثانية لنبدأ بأثر «العصر الأمريكى». لقد لعب قدوم هذا العصر بالثقافة المصرية (مثلما لعب بثقافات العالم الثالث الأخرى) كما تلعب العاصفة فى البحر بالقوارب الصغيرة.
جاء العصر الأمريكى بالانقلابات العسكرية (التى تحول بعضها إلى ثورات)، ولكن سواء كان ما حدث انقلابا أو ثورة، فقد فرض قيودا شديدة على الحريات التى كانت متاحة قبله.

وهنا أقدم مراجعة للكتاب كما وردت في موقع جودريدز 

منذ سبعين سنة نفذت المخابرات البريطانية "الثورة العربية " ومنذ 36 سنة نفذت المخابرات الأمريكية ثورة يوليو. الأولى أعطت فلسطين لليهود والثانية مكنت هيمنة اليهود على العالم العربي. محمد جلال كشك الكاتب المصري الذي يمارس- وحدة - حرية القول في القضايا ، لا يستثنى ولا يجامل ولا يخاف ، يقدم بالأدلة والوثائق والتحليل دور المخابرات الأمريكية في تدبير وتنفيذ ثورة يوليو وتأثير ذلك على المواجهة المصرية - الإسرائيلية ، بأسلوب جعل بعض الناصريين يون وقد اختار المؤلف أسهل من الرد عليه. وقد اختار المؤلف أن يأتي عرضه هذا من خلال منافسة اكتاب"ملفات السويس "لمحمد حسنين هيكل كما كان كتابه السابق "كلمتي للمغفلين" مناقشة لكتاب" قصة السويس" ولكنه تجاوز الكتابين ليكشف الكثير مما كان مستورا 

إيران فوق بركان


إيران فوق بركان
في مرحلة ما قبل الشباب الباكر، كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يشغل وظيفة المراسل المتجول في الشرق الأوسط لجريدة أخبار اليوم ، وكان بين المهام التي قام بها تغطية أزمة البترول الإيرانية عام 1950 - 1951 .
إيران فوق بركان هو أول كتاب منشور للأستاذ هيكل . وقد صدر بالعربية عام 1951 ، وهو الكتاب الوحيد للأستاذ هيكل في عهد الملك فاروق. وهو يحوي ثمانية فصول ضمتها 185 صفحة من القطع الصغير ، ويضم بين دفتيه صورة للأستاذ هيكل مع آية الله أبو القاسم كاشاني.

والكتاب حصيلة شهر عاشه الأستاذ هيكل في إيران ، على أثر مقتل رئيس وزرائها الجنرال علي رزم آراه يوم الأربعاء 7 مارس 1951 . ولقد سافر إلى كل أنحائها منالشمال إلى الجنوب ، من جولفا على الحدود الروسية إلى عبدان على الخليج العربي ، و قضى أياما طويلة في ظلمات طهران وسراديبها الغامضة . وقابل كل قيادات العهد القديم من السياسيين أمثال السيد ضياء الدين طباطبائي، و قوام السلطنة، والدكتور محمد مصدق بطبيعة الحال ، وأهم رجل من رجال الدين الشيعة في ذلك الوقت ومؤيد مصدق المتحمس آية الله كاشاني. وفي ذلك الوقت أيضا دارت أول أحاديثه مع الشاه محمد رضا بهلوي ، كما تعرف على شقيقته التوأم الأميرة أشرف، التي كان زوجها الأسبق أحمد شفيق - وهو مصري - صديقا له

سبعة قرارات جمهورية


اختتم السيسي، الأسبوع المنصرم، بإصدار 7 قرارات جمهورية، قبل قليل بشأن عدد من الاتفاقيات الدولية وتعيين عميد لإحدى الكليات، وتعديل قانونين بخصوص تنظيم تجارة القطن وتنظيم الجامعات.
وجاءت القرارات الجمهورية والقرارات بقوانين على النحو التالي:
- قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية قرض لدعم المشروعات المتناهية الصغر بين حكومة جمهورية مصر العربية وصندوق خليفة لتطوير المشاريع بالإمارات العربية المتحدة بمبلغ 200 مليون دولار أمريكى، والموقعة في القاهرة بتاريخ 24/11/2014، وذلك مع التحفظ بشرط التصديق.
- قرار جمهوري باالموافقة على العقد التنفيذي الموقع في القاهرة بتاريخ 18/6/2013 بين حكومة جمهورية مصر العربية وبرنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة بشأن مساعدة البرنامج لخلق أصول ثابتة للمجتمعات الفقيرة.
- قرار جمهورية بالموافقة على التعديل الثامن لاتفاقية المساعدة بين حكومتى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية والموقعة في القاهرة بتاريخ 30/9/2014 بشأن مبادرات الإدارة الحكومية وبرنامج المشاركة، وذلك مع التحفظ بشرط التصديق.
- قرار جمهوري بالموافقة على الخطابات المتبادلة الموقعة في 20/8 و20/10/2014 بين حكومة جمهورية مصر العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان بشأن تطبيق الاتفاقية الموقعة بين حكومة جمهورية مصر العربية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى في 19 يناير 1987 على أنشطة الصندوق والعاملين لديه في جمهورية مصر العربية، وذلك مع التحفظ بشرط التصديق.
- قرار جمهوري بشأن الموافقة على مذكرة التفاهم الموقعة في القاهرة بتاريخ 22/11/2014، بين حكومتى جمهورية مصر العربية وجمهورية جنوب السودان بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة، وذلك مع التحفظ بشرط التصديق.
- قرار بقانون بشأن تنظيم تجارة القطن في الداخل، حيث ينص القانون على إضافة فقرتين جديدتين للمادة الأولى من مواد إصدار القانون رقم 210 لسنة 1994، ونصهما الآتى:
ولا تخضع أقطان الإكثار لأحكام القانون المرافق، ويكون تداولها عن طريق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى دون غيرها.
ويصدر سنوياً قرار من وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بتحديد تلك الأقطان وشروط وإجراءات تداولها.
ويأتى هذا القرار بقانون في إطار سعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى للحفاظ على المصلحة العامة للبلاد من خلال استثناء أقطان الإكثار من التداول في السوق، حتى لا تتعرض للخلط وبما يهدد الصفات الوراثية والنقاوة لأصناف القطن المصرى وتدهور سلالاته، الأمر الذى يهدد مكانته العالمية.
- قرار جمهوري بتعيين الأستاذ الدكتور عبد العزيز حسانين محمد سعد قنصوة – عميداً لكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لمدة ثلاث سنوات.
- قرارا جمهوري بالموافقة على إعادة تخصيص مساحات الأراضى المملوكة للدولة ملكية خاصة المبينة فيما بعد:
الأولى: بمساحة 17.84 فدان بناحية مركز بدر – محافظة البحيرة.
الثانية: بمساحة 52.4 فدان بناحية الكم (54) شرق طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى – محافظة الجيزة. لصالح الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية لاستخدامها في مشروعات الاستصلاح والاستزراع وفقاً للقواعد والقوانين الحكومية المعمول بها في هذا الشأن.
- قرار بقانون بشأن تعديل بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972.
وفيما يلي نص القرار بتعديل قانون تنظيم الجامعات

الخميس، 15 يناير 2015

قراءة في كتاب طوق العمامة




قراءة في كتاب طوق العمامة
عرض/ محمد تركي الربيعو
يسعى أستاذ علم الاجتماع اللبناني د. وضاح شرارة في هذا الكتاب إلى تقديم قراءة مغايرة للتمثلات السياسية الحالية لجمهورية "بردة النبي" الإيرانية، وذلك من خلال إبراز النسق الطقوسي الميثولوجي (الأسطوري) الثاوي وراء سلوكيات عيال الثورة الخمينية، والتي يتساهل البعض في تأويلها بكونها تعبر عن مضامين فارغة، بينما تثير الحيرة والدهشة لدى البعض الآخر، وخاصة في ظل السياسات الجنونية والتي يصيغها القائمون داخل أروقة الحسينيات الخمينية.
ولذلك بدل الحديث في البنيات الاجتماعية والسياسية والتي شغلت بال معظم الدراسات حول إيران، فإن الكاتب يقترح عوض ذلك، فهم السلطوية والسياسة الخارجية الإيرانية الحالية، من خلال التنقيب عن أصولها الثقافية في المرجعية الشيعية الأمامية، بما يساهم في تقديم مساهمة إضافية في حقل الأنثروبولوجيا السياسية، والذي عادة ما يركز على الأبعاد الرمزية والطقوسية ذات المنحى الميثولوجي للفعل السياسي، والتي بقيت أدواته المعرفية تعاني من هامشية كبيرة في حقل الدراسات السياسية المشرقية العربية.
مع أن العديد من الباحثين الغربيين في تاريخ الفكر السياسي المعاصر، يرون أن هذا الفكر كثيرا ما يستعير بواعث التعبير عن نفسه وتجربته من الميثولوجيا الدينية القديمة.
الميثولوجيا والسياسة الخارجية الإيرانية
يشير الكاتب في هذا الفصل وبحس ذكي ورائع إلى حادثة مثيرة للغاية، تظهر كيف أن المجتمع الإيراني المعاصر في ظل قيم الحداثة والعقلانية السياسية تجره طائفة من "جند الإمام المنتظر" ليعيش في قلب الأساطير الدينية القديمة التي أخذت تتحكم في أقداره ومصيره كما لم يتم في أي وقت من التاريخ الإيراني المعاصر والذي يتحول من خلاله الواقع إلى أسطورة، والأسطورة إلى واقع.
حيث قام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بعد انتخابه عام 2005 بتسمية 4700 ساحة عامة من ساحات مدن ايران وبلداتها وقراها بأسماء مقاتلين من الحرس الثوري ممن سقطوا في أثناء القتال على الجبهة الإيرانية العراقية.
وبرأي د. شرارة فإن علياء صور الشهداء المقاتلين على المدن والبلاد والساحات وضحك الموت في شفتيهم ضحكا أقرب إلى لوعة الحزن، قد تشبه هذه الحاق المدينة بمقبرة أمواتها. وهو ما يذكرنا ويعيدنا لبعض الأحاديث التي يرويها المحدثون الشيعة عن كبار أصحابهم ويرفعونها إلى النبي كما في شأن حديث "الأمة العالمة" عند كبير محدثي الإمامية وشيخهم الصدوق ابن بابويه القمي المتوفي سنة 381هـ.
والأمة العالمة على قول المحدث، هي نهاية مطاف ذي القرنين بالأرض الذي يجري الله على سنته (المهدي المنتظر) والذي ما أن بلغ تخومها المرئية حتى "وجد أمة مقسطة عادلة" وآية قسطها وعدلها أن ساكنيها يحكمون بالعدل و"قبور موتاهم في أفنيتهم" وليس لبيوتهم أبواب والتي هي قرينة على الحاجز والافتراق، وأمارة على المرتبة.
ولذلك فهم اجتماع لا يتماسك بالسياسة، ومراتبها وتفاضلها ودولها وحواجزها وقضائها، بل من طريق نصبه الموت في وسطه وبجوار بيوتهم ودورهم، وإذا سألهم ذو القرنين وهو القادم من عالم نقيض لعالمهم حول السبب في وجود قبورهم في أفنية بيوتهم أجابوا "فعلنا ذلك عمدا لئلا ننسى الموت.....".
ولذلك -يرى الكاتب- أنه إذا كان ذو القرنين إرهاصا بالإمام الثاني عشر صاحب الزمان ومهدي هذه الأمة، فالأمة العالمة إرهاص بشيعته المقيمة على انتظاره، ولذلك لا يشك أحمدي نجاد ولا وليه الفقيه وإخوته الحرسيون من الباسيج في أنهم وارثو المدينة الفاضلة هذه وينحدرون من أصلاب أهلها.
ومن هنا قد تكون صور الحرسيين وأسماؤهم على جدران الساحات الكثيرة وفي أعاليها، صدى من أصداء الأمة العالمة. وتعمدها ذكرى موتاها ونصبها إياهم ميزانا ومثالا، ونفيها السياسة ومراتبها وقضائها ومشاغلها الدنيوية والعالمية من اجتماعها، واستباقها عدل الإمام العادل وتراحم مدينته ووحدة حالها وكلمتها.
بيد أن عودة الأمة العالمة والفاضلة إلى المدينة الجاهلة والمنافقة تقتضي احتفاظ الأمة بركنها ورعايتها هذا الركن، وهو مكانة الموت والموتى من اجتماعها ومن نظامه وعقده وحملهم على باب "الشهداء الأحياء" وتصدرهم المراتب بعد جمعهم هم ومن ينتظرون الشهادة في أجسام أو أسلاك قتالية واقتصادية وبيروقراطية، ليست زخرفا خطابيا وحسب
فتذكر الموت والموتى ونصب هذا التذكر مبنى الاجتماع وركنه ومحوره، ومحاولة اتقاء الحياة وصروفها ومصائرها بواسطة التذكر هذا ومن طريقه، إنما الغاية منها هي نفي السياسة وتطهير الاجتماع منها ومن منازعتها وأعمال الرأي والتدبير في شؤونها.
والحق أن التشيع الإمامي برأي الكاتب لا يتستر على معنى قوله بالإمامة والوصاية والاصطفاء وحفظ الميثاق وتواصل الذرية بعضها في بعض وتجريدها من الاختيار. وتخليص الإمامة أو الولاية وفروعها من الأعمال والرئاسة والتدبير، من الاختيار والرأي والاقتراع. وما لم يكن الاقتراع مبايعة تزكي ميل الإمام إلى "أحد المرشحين، رئيس جمهوريتنا الخدوم والكادح والدؤوب المعتمد" على قول خامنئي في أحمدي نجاد، لم تتخلص "الأمة" من المنازعة والسياسة وأهوائها ومسارحها. وإذا استحال على "الأمة " أن تتماسك بجبانة موتاها، واستضافة تذكر الموت في مباني الاجتماع وأركانه وعلاقاته، على حدة من صخب العالم وفتنته وأهوائه، فقد توجب عليها اقتحام العالم هذا وانتهاج سياسة ذي القرنين فيه وسنته قبل "صلاحه" ونزوله. وبالتالي على الأمة العالمة والحال هذه أن تخرج من مدينتها واعتزالها وتشن حربا "عالمية" أو "كونية" على المدائن الطاغوتية والجاهلة.
وبرأي الكاتب فإن هذه الرؤية ذات المنحى الميثولوجي تترجم ملفا نوويا، وتخصيبا، وتصديرا للثورة، وعمليات أمنية تخريبية في دول الجوار وثأرية في الأقاليم البعيدة، وتظاهرات ومواكب مليونية وإفسادا جماهيريا وحروبا هنا وهناك.
العيد وتجديد النظام الخميني
يعتمد الكاتب في هذا الفصل وبحكم مرجعيته المعرفية على عدد من المفاهيم في حقل الأنثروبولوجيا الاجتماعية حول العيد وطقوسه الدينية والسياسية. فالعيد برأي العديد من السوسيولوجيين في المجتمعات القديمة أمثال روجيه كايوا في كتابه عن "الإنسان والمقدس" يمثل فترة تعليق حقيقي لنظام العالم، حيث يسمح فيها بالتجاوزات وبخلاف القوانين، كما يتم عمل كل شيء بالمقلوب.
ومن وجهة نظر نفسية فإن الطبيعة وكذلك المجتمعات تمر في كل طور زمني بفترات نمو وانحطاط، مما يفترض بها أن تتجدد وتتطهر. ومن هنا تأخذ الآلهة على عاتقها مسؤولية البحث عن كائن يستطيع البشر من خلاله التطهر وذلك بالبحث عن "أضحية دينية" لذبحها بوصفها كبش فداء يجري تحميله كل الذنوب المرتكبة وخاصة في زمن المواسم الدينية، أو من خلال البحث عن "أضحية سياسية " حينما تعتمد الجماعة السياسية على فضاء العيد وطقوسه في تجديد شرعية النظام السياسي وحيويته.
وضمن هذه المقاربة يقدم الكاتب رؤية جديدة للحظة الانتخابات الإيرانية عام 2009، يوم أدرك إستراتيجيو النظام وفطنوا عن دراية وحدس سوسيولوجيين إلى أن دليلهم الأقوى على مزاعمهم في موالاة الإيرانيين للثيوقراطية الخمينية المسلحة هو إشراك الشرائح العازفة والمتحفظة على السياسات الاجتماعية والاقتصادية في العيد الانتخابي. وذلك من خلال القبول والرضوخ لشروط احتفال وطني صاخب وحر، ينسى الناخبين وعلى الأخص فتيانهم وفتياتهم وجمهور وسائل التواصل الاجتماعي أعوام أحمدي نجاد وخامنئي السياسية والدعاوية والنووية الثقيلة.
ولذلك فقد ارتضى دعاة الأجهزة الصلبة في هذا السبيل إعلان حالة طوارئ مقلوبة واستثنائية طوال نحو أسبوعين، فتركوا للجمهور الذي نشأ وشب على هدهدة الحكاية الخاتمية الإصلاحية حبلا طويلا على الغارب. وعندما حل مئات المراسلين والصحافيين الغربيين ربوع إيران طوال عشرة أيام معدودة وكانوا منعوا عمليا من ارتيادها في الأوقات العادية، فاجأهم الإيرانيون باحتفالاتهم اليومية وأعيادهم المخالفة على نحو حرفي "عاشوراء" الصفوية والخمينية وتعمدهم الرد على شعائرها.
فعلى نقيض الأسود طليت الوجود والجدران والسيارات بالأخضر الفاتح والفاقع، وتركت العامة تحتفل بـ"كرنفالها " الانتخابي من خلال قلب الدنيا والعادات والسنن الشيعية الثورية رأسا على عقب على ما يجدر الأمر بالأعياد وتبديدها في أيام قليلة خزائن أعوام طويلة من الإمساك والمراكمة.
ثم جاءت المطارحات التلفزيونية بين نجاد ومير حسين موسوي لتظهر الأخير من خلال الشاشة الإعلامية التي يعلم أعيان الخمينية حق العلم أنها مجلجلة هامات، ليتقبل شطر كبير من الشرائح الاجتماعية الفقيرة رأي أحمدي نجاد الذي استعار بواعث التعبير عن نفسه من رؤية ميثولوجية لخصمه السياسي بوصفه ذاك الوحش الليبرالي الذي تقوده جحافل العدو ضد "مدينة الله" الإيرانية، ليصبح مقتله أو استبعاده في أفضل الأحوال تحقيقا لنبوءة قدوم "الملك فيروز" البطل الملحمي الفارسي وعدله والذي يجسده ابن الحداد (نجاد).
وبذلك تحول موسوي إلى "قربان سياسي" حرصت من خلاله الجماعة السياسية الخمينية على تطهير نفسها من الدنس الذي لحق بالمجتمع الإيراني جراء تأثرها برياح الحداثة "الصهيونية".

المصدر : الجزيرة