سؤال يطرحه الجميع. ودائما. وفي كل مكان: كيف تكتب كل يوم؟ إلى جنابك ما حدث اليوم. قرأت هذا الصباح الصحف الورقية الثلاث التي أطّلع عليها كل نهار، إلا حيث أصل ولا تصل. ثم قرأت على «الآي باد» لزوميات اليوم، التي تشمل غالبا، «الغارديان» وبعض صحف مصر والخليج. ثم قلّبت الكتب التي على الطاولة أمامي. ولم أوفّق لأي فكرة للزاوية بعد. فقمت إلى مكتبتي، بجميع أجنحتها، ووفق التدبير الذي رتبته زوجتي: الكتب العربية والكتب الإنجليزية والجناح الفرنسي المشترك بينها وبين ابنتي وبيني. ولم أذكر ابني، لأن كل مكتبته «إلكترون».
إنني أبحث عن زاوية لهذا النهار. عن شيء لا أكرره. شيء جديد يهم القارئ السعودي الذي في تكساس، والعراقي في مانشستر، واليمني في نيروبي، والليبي في بنغازي، واللبناني في سيدني، أستراليا. عندما تكتب في جريدة يقرأها كل العرب يجب أن تبحث دائما عن قاسم مشترك يرضي أذواق معظم العرب. ولأن لي علاقة «روحية» مع السودان، فلماذا لا أكتب اليوم عن آدابه؟ لقد اشتريت مجلدا من جزأين ضخمين (الجامعة اللبنانية) للدكتور حليم يازجي، هو أشمل ما وجدت عن الحركة الأدبية في السودان. لكن مهلا. لا تستطيع الكتابة عن ذلك بعدُ، فأنت لم تنته حتى من الجزء الأول.
ماذا أفعل إذن؟ الزاوية لا تقبل أعذارا ولا تقريرا نفسيا، ولا تقريرا طبيا، والإضراب قلّة أدب. حاذر أن تكتب أي شيء. أن تترجم مقالا كتبه صحافي أجنبي، أو أن تكتب أي شيء وأي كلام. ولا تبتذل. دعك من الموضوع الفلسطيني الآن، فلا جديد. ولا تبتذل. لا تفضح نفسك، بأنك اليوم تدور متسولا على الكتب والصحف وفي الفضاء الإلكتروني. ولا شيء. لا فكرة تليق بالذين يعطونك من وقتهم ومن ثقتهم. يا رجل أنت كاتب، أنت لست إعلان صابون يتكرر كل يوم، كما هو، من فوق إلى تحت، من اليمين إلى اليسار. استخدموا المسحوق العجيب!
ليس عليك أن تكتب شيئا مقروءا فحسب. يجب حفظ المستوى، وإلا فسيزحف الجميع إلى النافذة المقابلة لقراءة علي سالم «لابسين مزيكا». بعد قراءة هذا النوع من الأدب الساخر والوصف البديع لزمن الحقبة الجميلة في مصر، احفظ قلمك. امض في البحث. أعد جولة المكتبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق