في حين يواجه الشرق الأوسط معدلات بطالة عالية، لا تزال الشركات الناشئة العربية تجد صعوبة في المحافظة على موظفيها.
بالنسبة لبعض الشركات الناشئة، يشكّل الوضع الاقتصادي أو السياسي عائقًا أمام المحافظة على الموظفين. ويصعب على شركات المشرق إقناع موظفيها بعدم المغادرة إلى الخليج، حيث الرواتب أعلى. هذه كانت حال شركة الألعاب الأردنية "تَك تِك" التي حاولت المحافظة على فريق عملها من خلال عرض علاوة وأسهم، إلا أنها في النهايةخسرت معظم أعضاء فريقها حتى توقفت عن العمل. إلا أنّ الرواتب الأعلى ليست السبب الوحيد الذي يحفّز الموظفين على الاستقالة. فبالنسبة لكثير من الشركات العالمية، وخاصة تلك الموجودة في أسواق أكثر استقرارًا، ثمة عوامل أخرى غير مالية تحثّ الموظف على البقاء أم المغادرة.
أجرت شركة الاستشارات العالمية "ماكنزي" McKinsey استطلاع رأي على 1047 مدير تنفيذي، وقد أظهرت النتائج أنّ الموظفين يتشجعون على العمل أكثر حين يشيد مديرهم بعملهم الجيد، يلفتون انتباه المسؤولين عنهم وحين يحصلون على فرصة لإدارة مشاريع.
حين سئِل المشاركون في الاستطلاع أيّ عامل (أكان ماليًّا أم غير ماليّ) كان أكثر فعالية برأيهم، فضّلت الأغلبية الإشادة (67%) على العلاوة (60%)، ومعاملة المسؤولين الحسنة (63%) على زيادة في الراتب (52%)، وفرصة إدارة مشروع (62%) على أسهم في الشركة (35%).
ماذا نستنتج إذًا؟ أنّ جعل الموظفين منخرطين أكثر في الشركة وإعطائهم فرصة اتخاذ القرارات هو وسيلة رائعة لإبقائهم محفزين وسعداء.
كما وأنّ هذه الوسيلة تساعد الشركات على تخفيض نفقاتها. فبعد أن أجرت "ماكيزي" مقابلات مع مسؤولين في قسم الموارد البشرية، لخصت إلى أنّ الكثير من الشركات قد خفضت كلفتها على المكافآت بنسبة 15% أو أكثر.
إضافة إلى الوسائل التي ذُكِرت في التقرير، ثة وسائل أخرى غير مالية تساعدك على المحافظة على موظفيك، إليك بعضها:
إجراء مقابلات بعد التوظيف: عادة ما تجري الشركات مقابلات مع موظفين قدموا استقالتهم لمعرفة ما الأسباب التي حثتهم على المغادرة، إلا أنّ هذا لا ينفع بعد الاستقالة فالوقت قد فات. ما ينفع هو إجراء مقابلات مع موظفين لم يغادروا، وسألهم ما الذي قد يجعلهم يغادرون الشركة يومًا وما الأمور التي يرغبون في تحسينها. هذا الأمر سيساعد المدراء على استباق مشكلة والعمل على معالجتها.
تنظيم المسابقات: فهي تحثنا على العمل بجهد أكبر لتحدي أنفسنا، وتضفي أجواء من المرح والتسلية على المكتب.
إعطاء يوم عطلة في أعياد الميلاد أو تنظيم لقاء خارج المكتب: في حال لم ترد أن تعطي موظفيك يوم عطلة في ذكرى عيد ميلادهم، فبإمكانك تنظيم لقاء خارج المكتب بعد ساعات العمل للاحتفال بالمناسبة. وهذا الأمر سيجعل الموظفين الجدد مرتاحين أكثر. وإن سمحت لك ميزانية الشركة، خصّص مبلغًا صغيرًا للقاءات المنتظمة خارج المكتب وادعُ موظفيك للعب البولينع، تناول العشاء أو مشاهدة فيلم سينما.
تعرّف على موظفيك قبل أن يصبحوا موظفيك: حبن تقابل المرشح للوظيفة، حاول اكتشاف ما إن كان مهتمًا بالشؤكة أم بالمال فقط. اسأله لمَ ترك وظيفته السابقة واعرف إن كان يتلائم مع ثقافة الشركة الناشئة.
من أجل معرفة من هم الموظفون الشغوفون المناسبون للشركة، قامت شركة "زابوس" Zappos بعرض مبلغ ألف دولار أميركي على الموظفين الجدد ليتركوا. فهل أنت مستعدّ لدفع هذا المبلغ كيف تتخلّص منذ البداية من الموظفين غير الشغوفين؟
ليس من السهل أن يخصّص المدراء ورواد الأعمال الوقت للاهتمام بهذه النشاطات، إلا أن الأمر سيدرّ لهم بالفوائد على المدى البعيد. وفي النهاية، ما هي الشركة من دون فريق عمل دؤوب؟ انطلاقًا من هذه النقطة، قرر غيث قوّار من "تِك تِك" التركيز على أعضاء فريقه أكثر في شركته الناشئة التالية، بحسب ما قاله لنا في مقابلة سابقة.
الأمثولة هنا هي معرفة ما هي قيم شركتك وماذا يريد موظفيك. لا تعرض عليهم علاوة أو زيادة على الراتب إن كان ما يزعجهم لا علاقة له بالمال. إعرض عليهم ذلك فقط إن برهنوا لك أنهم محفزين كفاية ليستحقوه.
كيف تحافظ على أفضل موظفيك؟
--
رين هي محرّرة اللغة العربية في "ومضة". بإمكانك التواصل معها على Reine[at]wamda.com، على تويتر عبر @farhatreine أو على "لينكد إين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق