فهرس الكتب المحظورة
تذكرت هذا الفهرس عندما قرأت في الصحف أخبار
متواترة عن منع كتب معينة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015
لن أخوض هنا في عناوين الكتب الممنوعة وتبريرات
المنع لكن تبقي كلمة ألا وهي أن المنع يزيد من الانتشار فالممنوع مرغوب
وانعود إلي كتابنا اليوم وهو كتاب قديم عمره يقرب
من خمسة قرون وهو من بقايا عصر القرون الوسطي حيث سيطرت الكنيسة علي الفكر ومنع
نشر الكتب التي تخالف تعاليم القساوسة
تمّ إنشاء هذا الفهرس في العام 1559, من قبل
المجمع المقدس بمحاكم التفتيش بالكنيسة الكاتوليكية الرومانيّة { والمسمى لاحقاً
مُجمّع عقيدة الإيمان }. احتوى الفهرس على أسماء مؤلفين قد جرى منع مؤلفاتهم
بالمُطلق, اضافة لأعمال معزولة لمؤلفين آخرين أو مجهولين مع تفصيلات بأجزائها وأين
يتوجب الحذف أو الشطب. قام بتلك المهام مسؤولي المكتبات العامة, بحيث كانوا يقومون
بتفحُّص كل كتاب أو منشور قبل وقوعه بأيدي القاريء, اضافة لتشجيعهم للرقابة
الذاتيّة للمؤلفين ذاتهم.
ولأجل الحفاظ على هذا الفهرس إثر أوّل طبعة منه,
بعهد بيوس الخامس, تمّ اعتماد الفهرس من قبل المجمع المقدس في العام
1571. تمّ تحديث الفهرس بصورة منتظمة حتى وقت إيقافه في العام 1966, وكان يتم إدراج
المحظورات سواء من قبل المجمع المقدس أو من قبل البابا. بكل الأحوال كان البابا هو
من يوقِّع على المنع بالنهاية لإقراره, وهو كان قادراً على العفو عن كاتب أو إضافة
آخر للقائمة.
نهاية الفهرس / القائمة
تمّ التخلي عن هذا الفهرس بصورة نهائيّة يوم 14
يونيو / حزيران 1966 بظلّ ولاية البابا بولس السادس وخلال نهاية المُجمَّعْ الفاتيكاني الثاني نظراً لاعتبارات عمليّة. مع ذلك, يمكن اعتبار قراءة كتب قد أساءت
للإيمان أو لأخلاقيّات كاتوليكية خطأ مغفور بالنسبة لبعض الكاتوليك حتى اللحظة.
رغم إلغاء الفهرس استمر الحظر
مع هذا نشر الفاتيكان لوائح جديدة حول الكتب,
الكتابات ووسائل الإعلام, ونجدها في القوانين الناظمة لعمل الكنيسة الكاتوليكية {
يمكن رؤيتها حتى في " الكرسي الرسوليّ "
ذاته }, منها:
- دون سبب
مُوجِبْ ومنطقيّ, لا يكتب المؤمنون شيء في الصحف, مطبوعات خاصة أو المجلات بصيغة
هجوم على الدين الكاتوليكي أو التقاليد الحسنة, رجال الدين أو أعضاء المؤسسات
الدينية, ويمكنهم القيام بهذا فقط بعد الحصول على إذن مسؤولهم الكنسيّ {كاهن
الرعيّة } في منطقتهم.
- يسعى
مجلس الاساقفة لاصدار قواعد تتصل بالمستلزمات الضرورية لرجال الكنيسة أو اعضاء
المؤسسات الدينية الذين يمكنهم القيام بلقاءات إذاعيّة أو تلفزيونية يتم فيها نقاش
كل ما يتصل بالعقيدة الكاتوليكية والقيم المسيحية.
يحتاج أعضاء المؤسسات الدينية لإذن من مسؤولهم
الكنسيّ الأعلى, بحيث يتطابق الإذن مع قواعد تلك المؤسسات, وذلك لأجل نشر كتابات
تتعلق بقضايا الدين والقيم.
وقد علمت أثناء مناقشة مع صديق حول ميكافيللي
صاحب كتاب الأمير والقسيس الثائر سافونا رولا وكلاهما من فلورنسا وقد أعدم سافونارولا
1498 وعمر ميكافيللي 29 سنة تقريبا والشاهد هنا أن كتب ميكافيللي وهي 30 كتابا
أشهرها الأمير وكتب سافونارولا كلها كان علي قوائم فهرس الكتب المحظورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق