لقد كانت الأسواق متفائلة بشأن المخاطر الجيوسياسية لعدة سنوات والآن تتضح تلك الظاهرة من خلال نهج الإسترخاء التي اتخذته أزمة أوكرانيا، وذلك وفقا لما ذكره الرئيس التنفيذي ومدير الإستثمار المشارك السابق لشركة "بيمكو" "محمد العريان" من خلال "فاينانشيال تايمز".
وقال المستشار الإقتصادي الحالي لشركة التأمين "اليانز" ان الأسواق قد "نحت جانبا" المخاوف بشأن إيران، العراق، كوريا الشمالية وسوريا، كما لم تذكر شيئا عن التوترات في تركيا وروسيا، ومع الأزمة في أوكرانيا شهد السوق يوما واحدا من المخاوف حول ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وأوضح في تقريره أربعة أسباب لتراخي السوق: ان الدول المعنية تعد أقل أهمية، هناك إرادة ضئيلة من قبل القوات الخارجية للتورط في تلك المواقف، قصة تعافي الإقتصاد في الأسواق المتقدمة كانت تصرف الإنتباه، ودعم البنك المركزي الإستثنائي للأسواق قد وفر طبقة من العزل.
وأشار "العريان" إلى ان كل أزمة جيوسياسية تعد ضئيلة بمفردها ولكن :"بشكل إجمالي بدأت تؤثر على جزء أكثر أهمية بالنسبة للإقتصاد العالمي" وقد تدفع الولايات المتحدة وأوروبا لتصعيد المشاركة.
وعلى صعيد الأزمة الأوكرانية، يتوقع "العريان" سيناريوهين، الأول وهو الأسوأ: قد تؤدي الأزمة للمزيد من التدخل الإقليمي الصارخ من قبل روسيا لتُثير عقوبات اقتصادية ومالية شاملة عن طريق الغرب، وربما تنتقم روسيا من خلال تعطيل إمدادات الطاقة لأوروبا الغربية، وهو ما سيؤدي بالعالم إلى ركود إلى جانب حالة عدم الإستقرار المالي المتجددة، وهو الوضع الذي قد يعرقل بالتأكيد الأسواق المالية.
أما الثاني وهو الأكثر احتمالية: ربما يستقر الموقف مؤقتا عند توازن جيوسياسي جديد - ولو كان هشا - يسمح فيه الغرب ضم شبه جزيرة القرم و"مصالح روسيا" المشروعة هناك، كما تبدي روسيا وعودا وهمية عن سلامة أوكرانيا الإقليمية ودعم المساعدات الدولية للبلاد بينما تؤجل بعض المطالبات الخاصة بها.
هذا وكان "العريان" قد استقال من منصبه في "بيمكو" والذي يُشار إلى أنه قد فعل ذلك نتيجة خلافات مع مؤسس الشركة "بيل جروس".