الخميس، 27 فبراير 2014

كيف تقرأ كتابا؟



 كيف تقرأ كتابا؟  للشيخ  محمد المنجد 
والكتاب -أيها الإخوة- جار بار، ورفيق مطاوع، لا يعصيك أبداً، ومعلم خاضع، هل رأيت معلماً يخضع للتلميذ؟ كذلك الكتاب يخضع للقارئ، وصاحب كفء، وشجرة معمرة، دائماً مثمرة، يجمع الحكم الحسنة والعقول الناضجة، وأخبار القرون الماضية، والبلاد المترامية، يجلو العقل، ويشحذ الذهن ويوسع الأفق ويقوي العزيمة، ويؤنس في الوحشة، يفيد ولا يستفيد، ويعطي ولا يأخذ.
نعم الأنيس إذا خلوت كتاب     تلهو به إذا خانك الأصحاب
لا مفشياً سراً إذا استـودعته     وتنال منه حكمة وصواب
هذه الكتب لا تعترف بالفواصل الزمانية ولا المكانية ولا الحدود الجغرافية، فيستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور، وفي الممالك والأقطار وأن يصاحب العظماء، وأعمالهم وإن استغرقت أعواماً، وتأمل حال المسلم عندما يقرأ قصص الأنبياء في القرآن الكريم، أين عاشوا؟ في بلاد متباعدة، متى عاشوا؟ في أزمنة متطاولة قديمة جداً، ومع ذلك يقرأ قصة موسى وفرعون كأنه يعيش معهم، وكذا إبراهيم، وكذا هود، وصالح وآدم وغيرهم من الأنبياء والصالحين في القرآن والسنة نقرأ أخبارهم كأننا نعيش معهم، كيف أتتنا إلا بالكتاب، فشأنه عظيم جداً، وبعض الناس يجمع الكتب ولكن لا يقرأ فيها ولا يحصل منها شيئاً، قال الشاعر في شأن مثل هؤلاء:
عليك بالحفظ دون الجمع في كتب     فإن للكتب آفات تفرقها
الماء يغرقها والنار تحرقها     والفأر يخرقها واللص يسرقها
إذا لم تكن حافظاً واعياً     فجمعك للكتب لا ينفع
تحضر بالجهل في مجلس     وعلمك في البيت مستودع
ولذلك أيها الإخوة : النصيحة إذا اشتريت كتاباً فلا تدخله مكتبتك، إلا بعد أن تمر عليه جرداً أو على الأقل قراءة لمقدمته أو فهرسته ومواضع منه، حتى إذا احتجت في المستقبل إلى هذا العنوان أو هذا الموضوع، تعرف أنه موجود في الكتاب الذي اشتريته، أما إذا جعلته في المكتبة مباشرة، فربما يمر عليك، زمان وقد يفوت العمر دون النظر فيه، أليس هذا قد حصل؟

كيف يمكنك الحصول علي ترخيص مجلة اعلانية مثل الوسيلة من لندن؟


تصنيف المجلات
تشمل تخصصات المجلات المقروءة خيارات عديدة منها :-
المجلات الأسبوعية ، المجلات الشهرية ، المجلات الفصلية ، المجلات الموسمية والنصف سنوية
المجلات السنوية ، المجلات الفنية ، المجلات المهنية ، المجلات الثقافية ، المجلات التجارية
المجلات الحكومية والخاصة ، المجلات الشاملة والمجلات الإعلانية مع ملاحظة تحفظات
واستثناءات بعض الدول على بعض التصنيفات المراد توزيعها

المجلات الممنوعة دولياً
الترويج للمواد الكحولية بأصنافها وأشكالها.
الترويج للمواد المخدرة بأصنافها وأشكالها.
الترويج للمواد المتفجرة والأسلحة والذخائر بأصنافها وأشكالها.
الترويج في عرض أو بيع الأعضاء البشرية.
الترويج أو عرض المواد الإباحية بأصنافها وأشكالها.

المستندات المطلوبة لإصدار ترخيص مجلة
صورة من جواز السفر لصاحب الأمتياز
صورة من إثبات الشخصية
اسم المجلة المراد تسميتها
اختام التراخيص للإستخدام السعودي
يحصل صاحب طلب الإمتياز على خمسة أختام على ترخيصه لمزاولة العمل
بالمجلة بصفة نظامية تبعاَ للمصالح التالية :- 

ختم شركة المستخرجة له المسجل في بريطانيا
ختم وزارة الخارجية البريطانية
ختم غرفة تجارة العرب البريطانية
ختم السفارة السعودية في بريطانيا
ختم وزارة الخارجية السعودية بالرياض 

يضاف مبلغ 800 دولار أو ما يعادله لكل توثيق إضافي على الترخيص من سفارات بلدان العالم في بريطانيا



اختام التراخيص للإستخدام العربي

يحصل صاحب طلب الإمتياز على ختمين على ترخيصه لمزاولة العمل
بالمجلة بصفة نظامية تبعاَ للمصالح التالية :-
ختم الشركة المسجل في بريطانيا
ختم وزارة الخارجية البريطانية - لندن
وعلى ضوء الأختام السابقة يمكن لصاحب الإمتياز توثيق ترخيصه من السفارة البريطانية في البلد المراد توزيع المجلة فيها أو ما يعادله لكل توثيق إضافي على الترخيص من سفارات بلدان العالم في بريطانيا
توجيه المجلة
لصاحب الإمتياز الحق في توجيه المجلة إما مدفوعة الثمن أو مجانية حسب سياسته التسويقية وتصوراته المستقبلية كما له الحق في تصنيفها إن تكن إعلانية أو تجارية أو شاملة كما وله الحق باختيار شركة لتوزيع المجلة
نظام المطبوعات

تصدر وزارات الإعلام أو الخارجية في بعض دول العالم كتيبات ومعلومات كاملة عن نظام المطبوعات والنشر والتوزيع لديها وفي معظم البلدان تنشر أنظمتها من خلال مواقعها الالكترونية وهي أنظمة قابلة للتجدد باستمرار وذلك تبعاَ للمتغيرات الدولية ويمكن للعميل الحصول على نسخته من كتيب نظام المطبوعات من خلال وزارة المالية أو من إدارة المطبوعات برسوم رمزية وتنصح الشركة بالحصول على نسخة حديثة قبل الشروع في الطباعة ومعرفة المدة التي تستغرقها لفسح المجلة

فسح المجلة
تضمن الشركة فسح المجلة من أي بلد في العالم وذلك بضمان صحة الأختام الرسمية على وثيقة الترخيص الذي صدرته وتكمن المسؤولية على صاحب الإمتياز أو منينوب عنه باستيفاء الشروط المحددة في نظام المطبوعات في البلد التي يرغب توزيع المجلة فيها والتأكد من عدم وجود تحفظات على تصنيف المجلة أو المحررين أو أعضاء مجلس الإدارة الأسباب التي قد تحول دون الإسراع في فسح المجلة ونظراً لأهمية فسح العدد الصفري بدون عقبات فالشركة تقدم معلومات وإستشارات مجانية مفصله عن طريقة الفسح لأول طبعة ( العدد الصفري ) وما بعدها وعن الطرق الحديثة لتبويب و ترويس الصحيفة الأمر الذي يوفر على صاحب الإمتياز خسائر تفوق الوقت والجهد في مجال الفسحوتحذر الشركة عملائها عدم إرتجال تحرير العدد الصفري وتقديمة للفسح بدون الأخذ بالأعتبار للأستشارة المقدمة له من الشركة وذلك حفاضاً على إستمرارية فسح المطبوعة لكل عدد مستقل وهذه الخدمة الخاصة والمهمة تقدم لعملاء الشركة الحاصلين على تراخيص منها فقط

حقوق النشر والطبع
يحتفظ صاحب الإمتياز بجميع حقوق الطبع وفقاَ لنظام حقوق الطبع والنشر والجزاءات الدولية في بريطانيا كما وله المثل في البلدان الممثلة بسفارات مع بريطانيا والتي يرغب في توزيع المجلة فيها مع الأخذ والالتزام بتنفيذ النصوص المتبعة دولياَ من حيث حقوق الملكية الفكرية و عدم تعمد التهميش وغيرة من أنظمة الطباعة المعترف بها دولياً .. ويمكن لصاحب الإمتياز تقديم طلب السماح بطباعة المجلة في أي بلد يرغب بضرورة إستيفاء الشروط الخاصه بالطباعة والفسح النظامي



حقوق صاحب الإمتياز

بموجب البنود المدونة في الترخيص يخول لصاحب الإمتياز (المالك للمجلة) القيام بالأعمال التالية :-
أن يتكلم باسم المجلة وله الحق القانوني بتمثيلها وإستخدامها في جميع المهمات الصحفية والنشر والإعلام في جميع دول العالم
تحمل مهمات الإدارة والتشغيل على نفقته الخاصة
له الحق في فتح حساب بنكي ومصرفي باسم المجلة
له حق التفاوض وإبرام العقود التجارية الخاصة بالمجلة
له حق بيع المجلة و التنازل عنها أو إدراج شريك فيها أو حسب ما يراه مناسبا
وليس على الناشر أدني مسؤولية قانونية أومالية أو إدارية تجاه المجلة وتحتفظ فقط بحقوق الملكية الفكرية المنصوص عليها هنا في بند حقوق الناشر

حقوق ملكية المجلة

تقوم الشركة بإعداد الوثائق اللازمة واتخاذ الإجراءات النظامية لضمان حقوق صاحب الإمتياز وتقدم الشركة الإستشارات اللازمة عند إصدارها لترخيصمجلة أو ترخيص مجلة بشركة مستقلة وترحب الشركة في منح تراخيصها للموظفين أو العسكريين من الجنسين الذكر كان أو الأنثى كما لايوجد حدود جغرافية بين الجنسيات والأعراق بشريطة أن لايقل السن العمري عن 16 سنة

سريان مفعول الترخيص
تلتزم الشركة بدفع الرسوم السنوية عن عملائها وليس لصاحب الإمتياز أدنى مسؤولية ، كما انه لا يحدد على الوثيقة تاريخ نهاية لها وبذلك فيعتبر الترخيص ساري المفعول لصالح صاحب الإمتياز وذلك في حالات البيع أو التنازلأو إدراج شريك


التوثيق
تعتمد الشركة توثيق إصداراتها وخدماتها المتعددة من الجهات الحكومية الرسمية في بريطانيا وتستمر خدمات التوثيق من الغرف التجارية و سفارات العالم

استقلالية المجلة
يمكن للعميل إصدار شركة دار نشر أو شركة إعلامية دولية محدودة مستقلة بذاتها ليكون هو الناشر لإصداراته ويعمل تحت مظلة شركته ومن خلالها وبمساندة الشركة فقط يمكنه إصدار التراخيص الخاصة به ولايحق له إصدارها لغيره وتشمل التراخيص عدداً غير حصري من الصحف والكتب والمجلات والأدلة التجارية والإعلامية وغيرها ذات العلاقة بالنشر والإعلام الدولي

مدة إصدار مجلة أو شركة مستقلة بمجلتها
يصدر ترخيص مجلة مقروءة خلال 24 ساعة من استيفاء الشروط المطلوبة ، ومدة إصدار ترخيص مجلة بشركة مستقلة لاتزيد عن ثلاثة اسابيع أيام عمل من تاريخ تحرير العقد وهذا في الظروف العادية وليس على شركة اليوسف أدنى مسؤولية تجاه الأمور الطارئة والمستعصية التي تحول دون وصول الوثائق في المدة المحددة

إمضاء صاحب الإمتياز
يعتمد اسم وتوقيع صاحب الإمتياز عند إستلامة الترخيص ولايجوز لأي شخص آخر بالتوقيع بالنيابة عنه إلا بموافقتة 

حجز اسم المجلة
تجزم الشركة على حجز اسم المجلة للمستفيد الأول ولا يمكن نظاماً أن تصدر الشركة ترخيص آخر بنفس الاسم المحجوز سابقاَ لصالح عميل آخر وليس على الشركة أدنى مسؤولية عن الأسماء المطابقة خارج نطاقها وبموجب نظام الحقوق الملكية الفكرية المحلية والدولية يحتفظ صاحب الامتياز الاول بحق المرافعة في قضايا التهميش والتعدي على الشعارات والمسميات المحمية بالعلامات التجارية المسجلة.

ملكية شعار المجلة

تنسب ملكية الشعار الإعلامي لصالح صاحب الإمتياز وفي حالات كثيرة يتكرر اسم المجلة في العديد من الدول وفي بعض الحالات تتكرر الأسماء أكثرمن مرة فيدولة واحدة ولكن من إصدارات ناشرين مختلفين وهذا أمر طبيعي ولكن تميز الشعار من حيث الشكل أو اللون الذي اشتهرت به المجلة قد يكون هو الفيصل وتقدم الشركة خدمات تسجيل العلامات التجارية والشعارات في العالمية في السجل البريطاني برسوم مستقلة تقدر ب 1500 ريال وذلك حسب رغبة العميل

سعر الاصدارات

* سعر ترخيص مجلة 3200 دولار
شاملة التوثيقات من بريطانيا والخارجية السعودية
alexmsa3@yahoo.com

راشد الغنوشي في مركز كارنجي للدراسات بواشنطن



لقد رفضنا الإستقطاب الإيديولوجي لأنه خطر على الوحدة الوطنية, ورفضنا حسم الخلافات في الشارع رغم أن شارعنا هو الأكبر, ورفضنا تقسيم التونسيين، وحرصنا على ان فتح قنوات اتصال مع المعارضين، منعا للقطيعة، وقبلنا بالحوار الوطني، لاننا كنا ندرك جيدا ان منطق الصراع والصدام لن يحل المشاكل، وان النهضة باعتبارها الحزب الأكبر في البلاد مدعوة الى تقديم التنازلات الأكبر حماية للثورة، والمسار الانتقال الديمقراطي.

نص كلمة راشد الغنوشي في مركز كارنجي للدراسات بواشنطن

التجربة التونسية وحزب النهضة


كثيرون كانوا يرددون ان النهضة لن تسلم الحكم، حتى لو خسرت الانتخابات القادمة، وان الديمقراطية لا تعني للإسلاميين الا الاستحواذ على الكرسي، واحتكار السلطة.
هذا الكلام كان يؤلمنا، ولكنه في نفس الوقت يشجعنا على ان نبرهن لشركائنا، ولشعبنا وللعالم، على انه مجرد مخاوف لا مبرر لها، في تونس. وان حركة النهضة حزب سياسي ناضج، متجذر في الديمقراطية.
اليوم لا يستطيع احد ان يشكك في نوايانا الديمقراطية، وفي وواقعيتنا السياسية، وفي احترامنا لإلتزامنا المدني.
لا يستطيع احد ان يزعم ان النهضة خرجت من الحكم، اضطرارا، وليس اختيارا، او مناورة تكتيكية،

التجربة التونسية (1)



التجربة التونسية اثبتت للمشككين في نوايا الاسلاميين ، انه لا تعارض بين الاسلام والديمقراطية وان ضحايا عقود من القمع والتهميش والإقصاء، لا يحملون أحقادا ورغبات في الثأر والانتقام، بل مشروعا تنويريا حداثيا مدنيا، جسده الدستور التونسي الذي ضمن أوسع وفاق ممكن حين تبناه 200 نائب من المجلس الوطني التاسيسي، الذي يعد 217 نائبا اي بالأغلبية المطلقة التي تكاد ترتقي الى مرتبة الإجماع.
لقد بررت أنظمة الاستبداد التي عصفت بها الثورة، قمع الاسلاميين بانه ضرورة للتصدي للظلاميين، ولحماية الديمقراطية من الدولة الدينية، والأمن العالمي من الارهاب والتطرف، وغير ذلك من الشعارات التي استباحة الحرمات، وزجت بالآلاف في السجون والمنافي، وقتلت المئات تحت التعذيب، وقضت على الحريات.
ولكن تونس اليوم تؤكد زيف هذا الادعاء، وان الخطر على الديمقراطية، وعلى الامن والاستقرار هو الاستبداد، والفساد، واحتكار السلطة.
تونس اليوم تقول للعالم والأصدقاء الحرية ، انه لا تعارض بين الاسلام والديمقراطية، وان الاسلاميين يقفون في مقدمة القوى المدافعة عن حق الاختلاف والتنوع الثقافي والتعددية السياسية، وحرية الضمير، وحقوق المرأة، وكل القيم الكونية التي تؤسس مجتمع الحرية والعدالة والتنمية.

مشكلتى الاقتصاد والأمن


فهمي هويدي


تبدو المسألة أكثر تعقيدا إذا نظرنا إلى مشكلتى الاقتصاد والأمن، لأن التداخل بينهما شديد للغاية، حيث لا يتصور أحد أن تدور عجلة الاقتصاد دون أن يستقر الأمن، وقد اقنعتنا خبرة الأشهر الثمانية الماضية بأن المؤسسة الأمنية عاجزة عن ان تستجلب الاستقرار الذى يطلق عجلة الاقتصاد. وان السياسة هى الرافعة الحقيقية لحل المشكلة الأمنية، وفى غيبتها ستظل العقدة بغير حل. وحين يحاول رئيس للوزراء حل المشكلة الاقتصادية ويده مغلولة فى الشأن السياسى، فإنه لن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وسيكون بحاجة إلى معجزة تتنزل من السماء لكى ينجز شيئا على ذلك الصعيد، ولا أعرف ان كان دعاؤنا له سيفيده فى هذه الحالة أم لا.

اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=27022014&id=956f7c79-4159-4135-be3a-a85a795c01e5

إتفاق بين العراق وإيران بشأن شط العرب



أعلنت وزارة الخارجية العراقية، توصلها إلى توافقات مع إيران بشأن تحديد الحدود النهرية في شط العرب واستكمال العمل على الحدود المشتركة بين البلدين.
وذكرت الخارجية العراقية في بيان رسمي لها اليوم، أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أجرى مباحثات سياسية وفنية مع وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية محمد جواد ظريف في طهران حول قضايا شط العرب والحدود البرية والأنهار الحدودية.
وأضاف أن المباحثات جرت في أجواء ودية وبناءة ورغبة مشتركة لمعالجة القضايا المطروحة وفق مبدأ حسن الجوار وحقوق والتزامات البلدين، واستعرض الجانيان نتائج اجتماعات اللجان الفنية المشتركة والتقدم الكبير الذي تحقق في مجال وضع الآليات لتسوية كافة القضايا العالقة والتخلص من تركة الحرب الكارثية والمواجهة والعداوة بين البلدين والشعبين الصديقين.
ولفت البيان إلى أن الجانبين توصلا إلى تفاهمات واتفاقات حول كيفية المضي قدما وتنفيذها وفق المعاهدة الخاصة بالحدود والبروتوكولات الملحقة والمبرمة بين البلدين عام 1975.
وأوضح البيان، أن المباحثات تركزت على تطوير العلاقات الثنائية وحل جميع الملفات العالقة الخاصة بالحدود النهرية في شط العرب والحدود البرية والأنهار الحدودية المشتركة، وتوجت المباحثات بالتوصل إلى توافقات بشأن تحديد الحدود النهرية في شط العرب بشكل يضمن مصالح وحقوق كلا الطرفين من خلال إعادة خط الحدود "التالوك" إلى سابق عهده وتنظيف وإزالة الغوارق ومنع التلوث والحفاظ على بيئة شط العرب وتنظيم الملاحة لمصلحة موانئ البلدين، كما تم الاتفاق على استكمال العمل على الحدود البرية والأنهار الحدودية المشتركة وتقاسم مياهها.
وتابع البيان، انه جرى تثبيت هذه التوافقات في مذكرة تفاهم مشتركة سيجري التوقيع عليها في اقرب وقت ممكن، كما تبادل الوزيران الرأي حول عدد من قضايا المنطقة ولاسيما الأزمة السورية وأثارها المأساوية على الشعب السوري ودول المنطقة برمتها، والتأكيد على ضرورة البحث عن حلول سياسية ومبادرات من دول المنطقة لوضع حد للازمة، كما أطلع وزير خارجية إيران نظيره العراقي على نتاج المباحثات النووية الأخيرة في فينا .
يذكر أن اتفاقية عام 1975 التي تدعى اتفاقية الجزائر وقعت بين العراق وإيران في 6 مارس عام 1975 بين نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين، وتم الاتفاق على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين ورسم خط حدودي رمزي شمل تقاسم شط العرب وسمي بخط " التالوك" ولكن صدام حسين ألغى هذه الاتفاقية عام 1980 بعد سقوط حكم الشاه الأمر الذي أشعل الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات.

ذكرى إخراج صدام من الكويت: دروس وعبر



شفيق ناظم الغبرا
الخميس، ٢٧ فبراير/ شباط ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
مرّ أكثر من عقدين ونيف على غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠ والذي أدى إلى بناء تحالف دولي كبير بقيادة أميركية لإخراج صدام حسين من الكويت. إنتهت الحرب وخرج صدام من الكويت في ٢٦ شباط (فبراير) ١٩٩١ وسط خسائر كبيرة لكل من الكويت والعراق. لقد نتج عن زلزال١٩٩٠ سلسلة كوارث سياسية: فإضافة الى استباحة دولة عربية من قبل أخرى فقد تم تدمير الحد الادنى من الإستقلالية العربية، بينما تراجع العراق الذي عانى من عقوبات لم ترفع إلا بعد حرب أخرى غيرت نظامه في عام ٢٠٠٣. كما نتج عن تلك الكارثة إهتزاز وضع القضية الفلسطينية في ظل إرتياح أميركي وإسرائيلي لحصول مشادة عربية - عربية حول الحل العربي والحل الدولي مما أنتج قطيعة عربية - عربية إستمرت سنوات. ونتج عن تلك الحرب مزيد من الضعف في الحالة الفلسطينية في الخليج والعالم العربي والتي وجدت في إتفاقات اوسلو بعد الحرب مخرجاً مرحلياً لها. لقد فقدت المنطقة العربية بسبب عام ١٩٩٠-١٩٩١ وما نتج عنه من حشود وحرب وعقوبات الكثير من مدخراتها وقدراتها المالية ومكانتها بسبب قرار متهور ومتسرع قام به الرئيس العراقي في غفلة من التاريخ.
وعندما نعود الى ذلك الزمن تتعزز التساؤلات عن الطبيعة الفردانية والشخصانية للقيادات العربية، فمنذ البداية سنجد أن النظام العربي بطبيعته صانع للأزمات والتوترات. فلا جغرافيا المنطقة العربية تشجع على حل الخلافات حيث قمة الغنى إلى جانب الفقر المدقع والكثافة السكانية الكبيرة الى جانب الواحات القليلة السكان. كما لم تتطور في منطقتنا طرق حل الخلافات العقلانية المبنية على خطط وتوجهات لتعكس تنوع الجغرافيا وظروف السكان. إن هيكل النظام العربي قام منذ البداية على تناقضات مركبة عبّرت عن نفسها من خلال إجترار الازمات وإعادة إنتاجها.
وبما أن منطقتنا حديثة العهد بالدولة، نسبة الى عوالم الغرب والشرق، فمن الطبيعي أن تنشأ فيها حالة من المركزية والديكتاتورية. وبينما كانت مبررات الديكتاتورية التي سوقت للمواطن العربي في العقود الماضية على أنها موقتة ريثما تنهض الشعوب ويتعزز الإنسان من خلال التعليم والإقتصاد والأمن الذي يتطلب المركزية، إلا أن العالم العربي أدمن على الديكتاتورية ولم يدخل في تحولات تتشابه وتلك التي وقعت في آسيا بعد حكم مركزي.
والملاحظ أن النظام السياسي العربي القائم على القوة في الداخل، كما كان حال نظام صدام وأنظمة أخرى شبيهة له، سيسعى بإنتظام لتصدير هذه القوة للخارج. بالنسبة الى الرئيس العراقي لم يكن غريباً ان يحل مشكلته مع الشيعة او الأكراد او المعارضة او بعض قبائل وعائلات السنّة العراقيين بالقوة والعنف، وهو نفسه لم يتردد في إستخدام العنف المفرط مع دولة صغيرة جارة لحل أزمة يعاني منها ناتجة بالاساس عن قراره الخاطئ بغزو ايران. إن الشخصانية صفة ملازمة لأساليب القيادة في الوطن العربي. ليس غريباً ان العالم العربي الذي ينتج رؤساء يحكمون بلادهم لعقود هو نفسه الذي ينتج حروباً ونزاعات كان بالامكان تفاديها.
وعندما نتمعن في حرب العراق مع ايران (١٩٨٠-١٩٨٨)، او في غزو العراق للكويت (١٩٩٠-١٩٩١) نجد حقائق قاسية. ففي الحالتين إنتهت الحرب حيث بدأت وإنتهت بنتائج مدمرة على الطرفين، بل وفي الحالتين تبين أن القرار لم يكن مدروساً وأن الشخصانية والذاتية وحب السلطة والتوسع والسيطرة كانت الدافع الأهم. كما تبين أن تقدير الموقف كان ناقصاً، ولم يتجاوز بداية الحرب والأسابيع الاولى منها. في الحالتين: حرب العراق مع إيران عام ١٩٨٠ وغزو العراق للكويت عام ١٩٩٠ لم يستشر الرئيس أحداً سوى نفسه وحلقة أضيق من الضيقة من المحيطين الذين يخشون قول الحقيقة أمامه. لهذا في الحالتين لم تعبر الحرب عن الشعب العراقي. لقد وجد الرئيس السابق صدام أن مشروعه الشخصي ومجده يصطدم بإيران، ثم وجد ان مجده يصطدم بالكويت. وفي كل الحالات فالمجد المراد شخصي ومفصول عن الامة والوطن والعراق والعروبة الاوسع.
عند التمعن في هذا التاريخ يتبين أن حرب العراق وايران لم تكن أمراً محتوماً، كما أن ايران لم تكن تنوي شن الحرب ولم تملك القدرات لشن حرب كبيرة على العراق أو على منطقة الخليج، ويتبين أن صدام إستعجل الحرب لأسباب مالية وإقتصادية ونفطية. كما ان غزو صدام للكويت لم يكن أمراً حتمياً هو الآخر، بل كان قراراً اتخذه بناء على معطيات غير مدروسة وعلى خلاف مفتعل مع الكويت كان بالامكان علاجه على مستويات عدة. لقد سبق للعراق ولكل الدول المصدرة للنفط ان عالجت خلافاتها الثانوية ببضعة لقاءات وتعديلات.
قبل غزو صدام للكويت عام١٩٩٠ بشهور قرر فجأة وبلا مقدمات انه يحتاج لإطلالة على البحر، وقرر أن جزيرتي وربة وبوبيان اللتين تغطيان اكثر من ثلث مساحة الكويت هما حاجة له، وقرر ان الكويت يجب ان تدفع له بلايين عدة وتعفيه من بلايين أخرى، وقرر ان الكويت تنتج نفطاً ليس لها، وقرر انها تتلاعب بالأسعار. كانت اللائحة كبيرة، وقد تناقضت هذه اللائحة على كل صعيد مع قيام صدام شخصياً قبل شهور من غزوه للكويت بشكر أميرها الشيخ جابر الصباح وتقليده أعلى وسام شرف للخدمة التي قدمها للعراق. إن إنتقال صدام حسين من أعلى مراحل الشكر والتقدير تجاه الكويت الى أعلى مراحل الكره والاستعداد للتدمير دليل على شخصانية العلاقات والسياسات والحروب في البلدان العربية.
لهذا نتساءل بعد كل من حرب العراق مع ايران ثم بعد غزو العراق للكويت أو غزو سورية للبنان أو غزو القذافي لدول افريقية جارة عن أهمية الرقابة الشعبية على القرارات الكبرى، وعن ضرورة تقييد صنع قرار الحرب والسلم في بلادنا العربية، أكان هذا القرار في العلاقات العربية - العربية او في العلاقة مع دول الجوار. فالقادة الفرديون أدخلوا العالم العربي في قضايا شتى، وامثلة التفرد لا نهاية لها.
ولو افترضنا سلفاً، وفق نظرية المؤامرة، أن ما وقع من حروب كان إنعكاساً لسعي الأجهزة العالمية وإسرائيل لتدمير الحد الادنى من القوة العربية، ولو إفترضنا أيضا أن الأجهزة العالمية والاميركية أرادت موطئ قدم حاسم في منطقة الخليج بعد الحرب الباردة، سيصبح السؤال: ألم يتعلم هذا النمط من القادة من الكمائن التي نصبت لهم عبر التاريخ؟ ألم ينصب كمين لعبدالناصر(رغم الفارق الكبير بين صدام وعبدالناصر) في حرب ١٩٦٧؟ مع ذلك لم يعتدِ عبدالناصر على أرض ليست أرضه بل سعى لتحرير أرض وقع عليها اعتداء هز وجدان كل الأمة العربية والإسلامية وما زال. الكمائن تنصب، ولكن إلى متى نسير معها وكأننا شركاء فيها؟ هذه ضريبة النظام غير الديموقراطي المستمر في بلادنا والذي يتمتع حتماً بقصر النظر والتسرع في شؤون الداخل كما وشؤون الخارج.
في كل منعطف ستبرز الحالة الفردية. في الحالة المصرية كان كامب ديفيد مفاجأة. في الحالة اللبنانية كان اغتيال رفيق الحريري مفاجئاً وكان إغتيال عشرات الصحافيين والسياسيين الناقدين للنفوذ السوري في لبنان هو الآخر مفاجئاً، وقد فوجئ العالم العربي بسورية في لبنان، والعراق في الكويت، والآن ايران في سورية وفي العراق، و»حزب الله» في سورية وسابقاً القذافي في أفريقيا. كل هذا يعكس طريقة إقليمية في التفكير لا تحترم حقوق الانسان في الطرف الآخر. ففي كل غزو تعذيب وإعدامات وإنتهاك لحق الحياة. نتساءل: متى يبرز الإطار الديموقراطي الذي يجعل قرار الحرب والسلم وقرار التنازل أو الصمود نتاج حوار وطني جوهره المواطن وقضاياه لا أحلام القادة وطموحاتهم المنفصلة عن الواقع.

ذكرى إخراج صدام من الكويت




في مثل هذا اليوم 27 فبراير1991 أًعلن تحرير الكويت بعد الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس / آب 1990 في عملية عسكرية استمرت يومان وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية وادان العالم هذا العدوان في كثير من المؤتمرات العربية والدولية في محاولة للضغط على العراق للإنسحاب الا انها باءت بالفشل واتخذت هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن قرارات عدة قضت بانسحاب العراق فورا من الكويت و لم يذعن النظام العراقي لها واصدر مجلس الامن الدولي قراره رقم 678 الذي اعطى انذارا نهائيا الى العراق بضرورة التنفيذ الكامل لجميع القرارات السابقة. وبعد انتهاء المهلة التي اعطاها مجلس الأمن للعراق في 15 يناير/كانون الثاني 1991 بيومين قامت قوات التحالف الدولي بقصف اهداف عسكرية داخل العراق لتبدأ الحرب الجوية لتحرير الكويت وأعقب ذلك هجوم بري كاسح ساندته الطائرات المقاتلة وفي الاثنين الموافق 25 فبراير/ شباط 1991. نجحت قوات التحالف الدولي في اختراق خطوط الدفاع العراقية وتطويق فلول الجيش العراقي التي قامت بتدمير المنشآت الحكومية للكويت واشعلت النار في 600 موقع للنفط وتم الاعلان عن تحريرالكويت بعد احتلال دام 7 شهور .

لماذا تركت الكتابة بجريدة التحرير؟

اسامة غريب


ما زلت حتي اليوم وبعد مضي 16 شهراً علي آخر مقال أقابل قراء واتلقي رسائل من أصدقاء تسألني: لماذا تركت الكتابة بجريدة التحرير؟
السؤال أصبح قديماً ومملاً وكنت اتصور أن الوقائع والأحداث التي جرت بمصر في الشهور الأخيرة قد تجاوزت هذا السؤال وكشفت للناس إجابته بجلاء و بالتالي كفتني أن اتحدث في هذا الأمر.
و مع ذلك سأجيب للمرة الأخيرة كتابـة حتى أغلق هذا الموضوع ولا أسمح بسماع السؤال بعد ذلك!.
أنا يا سادة لم أترك جريدة التحرير وإنما الجريدة هي التي توقفت وامتنعت عن نشر مقالاتي بدون إبداء الأسباب..توقفت وامتنعت دون أن تخطرني بذلك أو تفسر لي حيثيات القرار..توقفت وامتنعت دون حتى أن تحترم التعاقد الموقع بيني وبين أصحاب الجريدة ودون أن تدفع عن شهور العقد المتبقية ومدتها سبعة أشهر.
في الفترة الأخيرة قبل الوقف كنت بدأت أشعر بأنني أصبحت ضيفاً ثقيلاً على الجريدة..تململهم زاد والتليفونات التي تطلب تغيير فقرة أو حذف أخرى بدأت تحدث على غير اعتياد..كنت حينها لا أفهم ولا أصدق ما يطلبونه..الجريدة ليبرالية أو هذا ما اعتقدت..
وتعبر عن الثورة أو هذا ما فهمت وما دفعني لتفضيلها علي غيرها بعد قيام ثورة يناير..فكيف يضيقون بمواقفي الحرة التي تعبر عن قناعاتي؟ و حتي المقال الأخير (اشربي يا مصر) الذي رفضوا نشره وأوقفوا النشر لي تماماً بعده.. عندما أعود إليه أجده عبارة عن قراءة متزنة للوضع في ذلك الوقت من أواخر نوفمبر 2012 عقب الإعلان الدستوري الديكتاتوري الذي أصدره مرسي.
وقتها كتبت توصيفاً للحالة السياسية المحتقنة وأوضحت الأسباب التي أدت بمرسي لإعلانه الدستوري الكارثي وبينت أنه مخطيء وأن خصومه كذلك مخطؤون.
وهذا في ظني ما لم يغتفر في المقال..كان المطلوب علي حسب ما فهمت من بعض الشباب العاملين بالجريدة – و هم من أصدقائي وقرائي- أن أزيط مع المزيطين وأهيج مع الهائجين وأنخرط في الصف الذي أخذ يعزف نغمة واحدة كتبها مايسترو واحد، وكان الاجتهاد المسموح فقط هو في تعلية الصوت عن باقي العازفين.
لا أنكر أنني انزعجت بشدة من تكشف الموقف لي..ذلك أنني كنت وقتها كما أنا الآن مجرد كاتب يكتب ما يراه و يتناول ما يكتبه من وحي ضميره..كاتب يكتب تأملات في الفن والأدب والسياسة بروح ساخرة مخلصة للفن وللوطن..لا ورائي حزب ولا شلة ولا رجل أعمال ولا جهة أمنية ولا أي أحد ممن يقفون خلف معظم الكتاب و الصحفيين في مصرنا المحروسة.. و كنت وقتها أحسب أن معظمنا كذلك!
في ذلك الوقت رأيت أن معارضة مرسي في إعلانه الدستوري واجبة..لكن واجبة علي من؟..واجبة علي من ساءهم الإعلان الدستوري للمشير طنطاوي الذي أعلنه قبل تسلم مرسي الحكم بأسبوع ليأخذ لنفسه سلطة التشريع بعد حل مجلس الشعب.. و قد كنت واحداً ممن عارضوا طنطاوي في هذا الإجراء..لهذا فقد كان يحق لي أن أعارض مرسي عندما وقع في نفس الخطأ.
أما الذين سكتوا علي الإعلان الدستوري لطنطاوي كعلامة رضا عنه فبأي حق يعارضون مرسي علي فعلة باركوها لغيره؟..لهذا كنت أشعر وقتها بشيء غريب وغير منطقي يلوح في الأفق وكنت أشم رائحة غير طيبة وراء التشنج المبالغ فيه و الحملة الشعواء ضد مرسي.
نعم كنت أعارض مرسي لكن بتبصر وموضوعية ودون أن أكون مدفوعاً من أي جهة أو معبراً عن غير ضميري في معارضتي هذه..لكن كان هناك سيناريو كان صعباً أن أفهمه وقتها.
كان من الممكن ألا أصاب بالدهشة من موقف جريدة التحرير لو أنني كنت كاتباً عابراً أتي إليهم من تيار مناويء أو تم فرضه عليهم بالواسطة أو أي شيء من هذا القبيل، لكن الحقيقة أنني كنت أري أن ما يربطني بهم هو أقوي كثيراً مما يبعدني عنهم و الدليل أنهم سعوا في التعاقد معي و غضبوا عندما عرفوا أنني أوشكت وقتها علي الارتباط بجريدة أخري و لم يهدأوا حتي أخذوني معهم و أفسحوا لي مكاناً مميزاً بالصفحة الأخيرة!..
و كان هذا الموقف طبيعي منهم إذ أن هذه التجربة لم تكن الأولي بيني و بينهم فقد سبقها سنوات من الكتابة بجريدة “الدستور” قبل أن يشتريها رجل أعمال و يذهب بها بعيداً.
نعم سنوات من الكتابة اليومية التطوعية التي لم أحصل مقابلها علي مليم واحد مراعاة لظروف الجريدة التي أفهموني أنها فقيرة.
و كنت سعيداً لأنني ظننت نفسي وقتها أؤدي رسالة أو أقوم بواجب!. لهذا فقد كانت دهشتي كبيرة لتعاملهم علي هذا النحو مع واحد قدّم لهم في السابق عن طيب خاطر سبعمائة مقال بالمجان!. و كان انزعاجي منطقياً من موقفهم الذي لم يحتملوا فيه كاتباً يُعتبر (واحد منهم) لمجرد أنه يتفق معهم في حوالي 80 في المائة فقط من المواقف!.
الأمر الغريب أن بداية كتابتي معهم بجريدة الدستور كان السبب فيها أن “المصري اليوم” التي كنت أكتب بها حينئذ رفضت نشر أحد مقالاتي فقامت الدستور بنشره ثم أقنعوني بالكتابة معهم كل يوم ببلاش! و ها هو التاريخ يعيد نفسه و يرفضون هم نشر مقالي بل و يوقفون النشر لي بصفة عامة..و هو ما يثبت أنه في دنيا الصحافة المصرية فإن أحمد هو نفسه الحاج أحمد..بل إن الحاج أحمد قد يكون أفضل لأنه علي الأقل يدفع للكتاب فلوساً!.
نأتي إلى الأسباب الحقيقية التي لم يطلعني عليها أحد وقد اجتهدت لمعرفتها من خلال شباب العاملين في جريد التحرير..و هؤلاء قد أخبروني أن الجريدة قد بدأ صدرها يضيق بي بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرسي والتي كان لي وقتها موقف مؤيد له علي حساب شفيق لا باعتباره مرشح الثورة لكن باعتباره أهون الضررين.
قال لي هؤلاء الشباب إن الكتابة الموضوعية التي كنت أكتبها كانت تحرج الجريدة التي كانت أعلنت النفير العام ضد مرسي و لم تعد تقبل بأقل من شتمه و إهانته كل يوم بالحق و الباطل، و قالوا لي أنني دون قصد كنت أحياناً أفنّد ما يكتبون دون أن أدري، فالكتابة الموضوعية توضح للقراء الكتابات المنحازة و تظهر تهافتها..قيل لي أيضاً أن أكثر ما كان يضايقهم أن أحداً لا يستطيع أن يحسبني علي الإخوان لأن مواقفي ضدهم معروفة و لأن مقالاتي التي انتقدتهم و سخرتُ منهم فيها يعج بها أرشيف الجريدة .
مضت شهور طويلة قبل أن أفهم الصورة و أعيد تكوينها و أدرك أنه كان هناك قناة يتم شقها لا يدري واحد مثلي – يكتب من البيت- عنها شيئاً، و أن هذه القناة كان يشقها عمال غلاظ يملكون القوة و لا يملكون العقل و كان العمل بها يقتضي إزاحة أي أحد لو فكر أن يسأل العمال: ماذا تفعلون و من الذي كلفكم بالحفر؟ أو احذروا وجود كابلات أو إياكم و كسر المواسير.
أذكر أن لقاء جمعني بالأديب الدكتور علاء الأسواني منذ شهور، و عندما سألني عن أسباب توقف مقالاتي بجريدة التحرير و أخبرته بما حدث معي فإنه حكي لي عن تجربة له في جريدة “الشعب” أيام الأستاذ عادل حسين رحمه الله.. قال لي علاء إنه كان مسؤولاً عن الصفحة الثقافية بالجريدة و كان كثيراً ما يختلف مع خط الجريدة و مع رؤية رئيس التحرير، لكن عادل حسين الكبير و الليبرالي بحق كان ينشر لعلاء الأسواني رأيه الذي يخالفه و لا يحذف له كلمة و يكتب في نفس العدد رده عليه..رحم الله عادل حسين الذي أخذ النزاهة و الموضوعية معه إلي القبر!.
شيء آخر أحب أن أضيفه لهذه الحدوتة كان يدهشني وقتها و لم يعد يفعل الآن و هو الصمت التام من جانب أهل الإعلام علي منع كاتب ظل يكتب مقالاً يومياً كان يشكل بعض حديث المدينة لعدة سنوات..الصمت التام، فلم أقرأ أي تعقيب أو رأي بالصحف في هذا الأمر اللهم إلا للأستاذ فهمي هويدي و الشاعر عبد الرحمن يوسف و كانا صاحبي الصوتين الوحيدين اللذين ارتفعا بالسؤال عن كيف يتم منع كاتب من الكتابة لمجرد أن ما كتبه لا يوافق مزاج رئيس التحرير؟
و لا أنكر أن الجميع تقريباً حدثوني في التليفون ليعرفوا حقيقة ما حدث..ثم..لا شيء!..أما برامج التوك شو فقد تعاملت مع الأمر علي أنه شيء طبيعي و لم تر فيه ما يستحق مجرد مداخلة توضيحية باستثناء برنامج مانشيت..وقتها تلفتتُ أبحث عن يسري فودة و عن معتز الدمرداش و عن مني الشاذلي و عن ريم ماجد و عن هالة سرحان و عن مجدي الجلاد و عن خالد صلاح..كلهم تظاهروا بأنهم لم يعرفوا و لم يقرأوا يوماً لكاتب اسمه أسامة غريب!
هذه هي الحكاية يا شباب و أرجو بعدها ألا يسألني أحد عندما يلقاني علي طريقة ماري منيب: إنتي جاية اشتغلي هنا إيه!