الخميس، 15 يناير 2015

قل ولا تقل



قـالَ الأديْبُ والشَّـاعِـرُ الكبيرُعلي الجـارم فى كِـتـابه :
" إصلاح الأغلاط الشائِعة في اللغة العربية" .
" ومِنَ الغـَلطِ أنـَّهُم يَجْـمَعُـونَ ( الأبْلهَ ) على ( بُلهـاء ) ..
وهذا مِنْ أعْجَبِ العَجَـب ..
لأنَّ ( أَفْعَـل) الذي مؤنثه ( فَعْـلاء) كــ ( أبله ) ..
لا يُجْـمَعُ جَـمْعَ تكسِـيرٍ إلا على ( فـُعْـل ) ..
أمَّا ( بُلهـاء) ، فإذا صَـحّ فإنّه يُوجـِبُ أنْ يكـونَ في اللـُّغةِ :
( بليه) و (بـاله) , و ليسَ لهما وجُــودٌ فيها ..
فالصَّـوابُ :
أنْ يُجْـمَعَ (الأبله ) على ( بُلـْه) ..
كما يُجْـمَعُ الأحْـمَقُ على ( الحُـمْق ) , و الأعْـرَجُ على ( العُـرْج

كتاب "دليل الاستبداد والمستبدين: الفساد سبيلا للاستيلاء على السلطة والحفاظ عليها"

دليل الاستبداد والمستبدين

عرض/ياسر غريب
يرى مؤلفا هذا الكتاب أن "السياسة" ليست شديدة التعقيد، ورغم ذلك فإن فلاسفة السياسة المخضرمين لم يفسروها جيدا، فلا ريب في أن مونتسيكيو وماديسون وهوبز ومكيافيلي كانوا مفكرين على قدر كبير من المهارة والبصيرة، لكن فهمهم لكثير من السياسات كان معيبا، وذلك لأنهم كانوا يتعاطون مع الملابسات اللحظية، ويستعرضون عينة صغيرة من المعطيات، حيث إنهم قد فكروا جميعا في ضوء السياق الضيق لأزمتهم الخاصة.

ومن ثم يوجهنا كتاب "دليل الاستبداد والمستبدين: الفساد سبيلا للاستيلاء على السلطة والحفاظ عليها" إلى أن نظرتنا إلى السياسة تتطلب أن نخطو خارج عادات التفكير الراسخة والمسميات التقليدية والتعميات الغامضة إلى عالم أكثر تحديدا من التفكير المرتكز على المصالح الذاتية.

والمؤلفان، وهما أستاذا العلوم السياسية الأميركيان (بروس بيونو دو مسقيتا) و(إلستير سميث)، يقدمان كتابا ذا بنية بسيطة يقع في عشرة فصول، فبعد الفصل الأول (قواعد السياسة) الذي يرسم الخطوط العريضة لأساسيات الحكم، يخصصان الفصول التسعة المتبقية للبحث في العديد من القضايا بداية بأسباب ارتفاع الضرائب في كثير من البلدان الفقيرة عنها في نظيراتها الغنية، أو السبب الذي من أجله ينفق القادة أموالا باهظة على الجيوش التي تظل ضعيفة، وغير ذات جدوى لدى استدعائها للدفاع عن أراضي أوطانها، وكيفية عمل المنطق السياسي للبقاء في السلطة، أي القواعد التي يتبعها الحكام في حكمهم.
وقد جاءت باقي الفصول تحت عناوين "الوصول للسلطة"، "البقاء في السلطة"، "اسرق الفقراء وأعط الأغنياء"، "الحصول على الأموال وإنفاقها"، "الفساد والتمكين"، "المعونات الخارجية"، "الشعوب والحالات الثورية"، "الحرب والسلام والنظام العالمي"، في حين جاء الفصل الأخير بعنوان "ما العمل؟".

ويقول المؤلفان إن قدرتهما على الربط بين النقاط المختلفة بعضها وبعض جعلت بعض طلابهما يطلقون على قائمتهما للقواعد التي يحكم الحكامُ بمقتضاها "مرشد الديكتاتور"!

لا أحد يعمل بمفرده
يبشر الكتاب بأنه من السهل علينا الإلمام بمعظم ما يدور في العالم السياسي طالما كنا مستعدين لتعديل أفكارنا، خاصة تلك الفكرة التي تقول إن بإمكان القادة العمل بمفردهم بأسلوب أحادي، ذلك أن حكم الفرد الواحد لا وجود له، ولم يوجد قط، ولا يمكن أن يوجد. وعلينا أن نتوقف عن الاعتقاد بأن كيم يونغ الثاني بإمكانه فعل ما يحلو له في كوريا الشمالية، أو أن هتلر وستالين وجنكيز خان وغيرهم من المستبدين كانت لهم القدرة المطلقة على التحكم في أممهم.

ويستشهد الكتاب بتفاصيل تجربة حكم "لويس الرابع عشر"، صاحب عبارة "الدولة أنا"، الذي حكم فرنسا لمدة 72 سنة إلى أن توفي على فراشه بسلام في سن الشيخوخة سنة 1715، ليبرهن على أن أحدا لا يمكنه أن يحكم بمفرده أو يتمتع بسلطة مطلقة، لكن تكمن الاختلافات في عدد من تجب رشوتهم، وفي العدد المتاح لمن يتطلعون للرشوة والحصول على الميزات.

من قواعد السياسة
ثمة ثلاث مجموعات ترتبط بأي سلطة ديمقراطية كانت أو ديكتاتورية، فيرى المؤلفان أن التغيير في قوة هذه المجموعات ونفوذها هو الذي يغير نمط النظام الحاكم. وهي مجموعات "المتخيرين اسميا"، و"المتخيرين واقعيا"، و"ائتلاف الفوز". 

فالشريحة الأولى "المتخيرين اسميا" تضم كل شخص يملك الحق في اختيار القائد، لكنهم في بعض الأحيان يخضعون لسلطة قانون أعلى يحدد مدى تأثيرهم وفقا لرغبات الحكام، فعلى سبيل المثال كان جميع المواطنين يتمتعون بحق الاقتراع في الاتحاد السوفياتي، لكن خيارهم كان منحصرا في التصويت بـ"لا" أو "نعم" للمرشحين اللذين كان يختارهم الحزب الشيوعي! ويزداد تأثير هذه المجموعة كلما اقترب النظام من الديمقراطية، ويقل تأثيرها مع الاستبداد.
أما الشريحة الثانية "المتخيرين فعليا"، فهم الذين يختارون القائد واقعيا، ويمكن التمثيل لهم بقادة الحزب الشيوعي في الصين، وكبار أفراد الأسرة في بعض الأسر الحاكمة.

وتعد الشريحة الثالثة "ائتلاف الفوز" هي الأهم على الإطلاق، وهم أشخاص يعد دعمهم للقائد ضروريا كي يبقى في منصبه. وعلى سبيل المثال، فهم مجموعة صغيرة داخل الحزب الشيوعي الذين كانوا يتحكمون في الحياة السياسية في الاتحاد السوفياتي. وهم الحد الأدنى من الناخبين الذين بمقدورهم ترجيح كفة أحد المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة. وهو الائتلاف الذي كان يضمن تمكن لويس الرابع عشر من البلاد، وكان يتكون من حفنة من رجال البلاط، وضباط الجيش، وكبار موظفي الدولة، وبدونهم كان بإمكان أي منافس للملك أن يحل مكانه!

يتحدث الكتاب عن أولى خطوات الفهم لأسلوب عمل السياسة، وهي أن نسأل عن السياسات التي ينفق القادة عليها الأموال. أينفقونها على الخير العام لمصلحة الجميع؟ أم على الخير الخاص لمصلحة القلة؟ وتعتمد الإجابة على عدد من يحتاج القائد الحفاظ على ولائهم، أي عدد الضروريين في ائتلاف الفوز. 

كما يتطرق لمعادلة الضرائب وطرق الاستفادة منها لصالح هذا الائتلاف المهم ومكافآته المستمرة والمتنوعة على خدماته الجليلة للسلطة سواء في الأنظمة الديكتاتورية أو الديمقراطية.

الوصول والبقاء في السلطة
ويأتي الحديث عن "الوصول للسطلة" مشبعا بالعديد من قصص التسلق إلى الحكم في البلاد غير الديمقراطية، لكنه بدأ مجموعة القصص -التي تضمنت تجارب الاستيلاء على السلطة بماركوس الفلبين وصدام العراق وخميني إيران وغيرهم- وختمها مع الرقيب دو الضابط الليبيري محدود الذكاء الذي وجد نفسه مع ستة عشر ضابطا في غرفة نوم الرئيس وليام تولبرت يوم 12 أبريل/نيسان 1980، وفيما كان الرئيس نائما طعنه دو بحربة وقذف بأحشائه إلى الكلاب، وأعلن نفسه رئيسا للبلاد دون أن تكون لديه أدنى فكرة عما يجب أن يفعله الرئيس أو كيفية حكم البلاد، لكن كل ما كان يعرفه هو كيفية الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها، وهي الإطاحة بالحاكم السابق، إيجاد الأموال، تشكيل ائتلاف صغير ودفع أموال لأعضائه بما يكفي للحفاظ عليهم.

يؤكد الكتاب أن اللعبة السياسية لا تنتهي بالوصول إلى مركز القيادة، فالقائد حتى بعد وصوله إلى سدة الحكم، سيرى آخرين يتربصون به ويطمحون لمنصبه، ولذلك فقد عالج عنوان أو فصل "البقاء في السلطة" كيف يتحكم القادة الناجحون في المخاطر بتثبيتهم لتآلف مُوال، ويكون هذا إحدى أولى مهامهم، وإلا تركوا الباب مفتوحا لمن يريد الإطاحة بهم.

من جهة أخرى يؤكد المؤلفان وفقا لمجموعة من التجارب التاريخية (الدولة العثمانية، أو ليبيريا أو بعض الشركات الكبرى..) أن التحكم في تدفق الأموال ضروري لشراء الدعم، لكن بمجرد أن تفرغ خزائن الدولة بعد إنفاق الأموال على شراء ولاء الداعمين الأساسيين أو الاحتياطيين، تواجه المسؤولين مشكلة إعادة ملئها، وفي حال فشل القائد في العثور على مصدر موثوق للدخل، سرعان ما سيقوم غيره بعرض جوائز على داعميه أكبر من تلك التي يستطيعها القائد.
وتعد جباية الضرائب واستخراج الموارد والاقتراض هي الوسائل الفُضلى للحصول على الأموال التي ينفقها القادة بأساليب ثلاثة، أولا: ينفقونها على مشاريع الخير العام التي تفيد الجميع. ثانيا: يقدمون مكافآت خاصة لأعضاء ائتلافاتهم، ويتصرف القادة فيما تبقى وفقا لاجتهاداتهم، حيث إنهم قد ينفقون الفائض في الدفع بمشاريعهم المفضلة. أو يقومون بإخفاء الأموال في حسابات سرية تحسبا للأيام العصيبة، والخيار الأخير هو الأرجح.
في نهايات الكتاب، يحاول المؤلفان الكشف عن وسائل خروج الشعوب المضطهدة من وطأة الاستبداد، إذ أوضحا أن الحياة السياسية تتمحور برمتها تقريبا حول حجم من يمكن الاختيار من بينهم، والنافذين، والائتلاف الفائز. 

فإذا وسعنا نطاق تلك الكيانات فستتغير جميع الأشياء إلى الأفضل للغالبية العظمى التي سيتحرر أفرادها، فيكدون في العمل لحسابهم ومن تلقاء أنفسهم، ويحرصون على تلقي تعليم أفضل، ويصبحون أكثر صحة وسعادة وحرية. وستقل الضرائب التي يدفعونها وستتسع فرص الحياة أمامهم بدرجة هائلة، وهو ما يتم عبر التحولات الديمقراطية وتداول السلطة.

ويرى مسقيتا وسميث، بعد أن رصدا مجموعة من المقترحات لتجاوز هذا الواقع السيئ أنه آجلا أم عاجلا، ستعبر كل المجتمعات الخط الفاصل بين بؤس الأنظمة المستبدة التي تقوم على أساس ائتلافات صغيرة قليلة العدد وأعداد هائلة ممن يمكن الاختيار بينهم، وبين النظم الديمقراطية التي تقوم على أساس ائتلافات كبيرة العدد تدمج فيها نسبة كبيرة ممن يمكن الاختيار من بينهم، وسيتبع ذلك العبور السلامُ والوفرة.

وقد ختما الكتاب تعليقا على ذلك بقولهما، في تفاؤل يتناقض مع كم الإحباط الذي بثاه من خلال رصد القواعد السياسية للاستبداد: "بالإمكان لكل هذا أن يحدث في جميع الأنحاء في وقت أقرب من المتخيل من خلال السعي الجاد، والحظ الموفق، وآنذاك سيعم الازدهار وطيب العيش".

المصدر : الجزيرة

أكبر صفقة رشاوى لمسئولين مصريين من "ألستوم"



كشفت وثائق سرية بشركة "ألستوم" الفرنسية التي تعمل في مجال محطات الكهرباء ومترو الأنفاق، والمدانة في قضايا فساد، أن مسئولة مصرية هامة زارت الولايات المتحدة الأمريكية في شهر ديسمبر من عام 2002.

وكلفت الشركة الفرنسية موظفيها في الولايات المتحدة بالاعتناء بالمسئولة المصرية، وألمحت بأنها صاحبة منصب وزاري رفيع استمرت في منصبها وحتى حكومة كمال الجنزوري في عهد المجلس العسكري بعد ثورة يناير، وذلك أثناء دخول الشركة للمناقصة الخاصة بتنفيذ مشروعات في مصر، بحسب "أصوات مصرية".
 
وشركة ألستوم هي الشركة العاملة في مجال الطاقة والنقل، التي أعلنت وزارة العدل الأمريكية، في ديسمبر الماضي، عن تورطها في دفع رشاوى بعشرات الملايين من الدولارات لمسؤولين حكوميين، لتسهيل فوزها بعقود في عدة دول، منها مصر والسعودية وأندونيسيا وجزر الباهاما.


الرسالة التي أرسلها موظف في وحدة "ألستوم الأمريكية" في شهر ديسمبر من عام 2002 لزملائه كشفت عنها وثائق لوزارة العدل الأمريكية، مشيرةً إلى أن المسؤولة التي رمزت إليها السلطات الأمريكية برمز 7 هي "مسؤولة مصرية رفيعة المستوى" وتملك سلطة صنع القرار فيما يخص المشروعين المشار إليهما في الرسالة.

وقد جاء أحد الردود على تلك الرسالة بعد بضعة أيام كالآتي "أعددنا لعطلة نهاية أسبوع مميزة في نيويورك، تتضمن جولات تسوق، وزيارة لمعالم المدينة، وعشاء، وتذاكر لعرض برودواي الموسيقي، نتمنى كذلك أن تتمكن المسؤولة التي رمز غليها بالرقم 7 من حل المشكلات التي ماتزال عالقة في المشروع".

تورط مسئولين مصريين
وذكرت التسريبات أن الرشاوى المقدمة من "ألستوم" لمسؤولين مصريين للفوز بعقود للكهرباء لم تقتصر على ترفيه المسؤولين، وإنما شملت أيضًا تحويلات بنكية ودفع تكاليف سفر وهدايا، وأظرف تحوي مبالغ نقدية، بحسب ما كشفت عنه وثائق وزارة العدل الأمريكية.

وأقرت الشركة الفرنسية باتهامات السلطات الأمريكية ووافقت على دفع 772 مليون دولار لتسويتها، فيما يعد أكبر غرامة جنائية على الإطلاق تفرضها الولايات المتحدة على شركة، لانتهاكها قوانين مكافحة الرشوة في الخارج.
وتضمنت الوثيقة الرسمية لاتفاقية تسوية الاتهامات، التي عقدتها وزارة العدل الأمريكية مع شركة "ألستوم"، بعد إقرارها بالذنب، بحسب التعبير القانوني الأمريكي، تفاصيل خاصة بعمليات الرشوة، ويبين الجزء الخاص بمصر فيها تورط مسؤولين في الشركة القابضة لكهرباء مصر، وشركة نقل الكهرباء، المملوكتين للدولة، فضلاً عن الرئيس السابق لشركة "بجيسكو"، المملوكة جزئيًا لوزارة الكهرباء.

وشاركت ألستوم وعدد من وحداتها التابعة في عطاءات خاصة بمشروعات لشبكة نقل وتوزيع الكهرباء في مصر، عقدتها كل من الشركة القابضة للكهرباء والشركة المصرية لنقل الكهرباء (المملوكتين للدولة) في الفترة من 2002 إلى 2010، وتنافست فيها شركات عالمية، منها مشروع بقيمة 30 مليون دولار، وآخر بـ15 مليونًا ممولان جزئيًا من هيئة المعونة الأمريكية.

واستعانت الشركة الفرنسية في تلك المشروعات بـ3 مستشارين، منهم مستشار رمزت له الوثيقة الأمريكية بالرمز"H"، والذي كانت مهمته تقديم رشاوى لمسؤولين مصريين للتأثير على فوز الشركة بالعطاءات.

ودفعت ألستوم مبالغ للمستشار"H"، والمستشارين الآخرين وفازت بالمشروعين، وسجلت في حسابات الشركة باعتبارها أتعاب استشارات وعمولات رغم "عدم قدرة الشركة على تقديم أي دليل على وجود خدمات مشروعة حقيقية قدمها هؤلاء المستشارون في مقابل تلك الأموال"، كما تؤكد اعترافات الشركة.

وقام فرع الشركة في الولايات المتحدة بتقديم شهادات مغلوطة لهيئة المعونة الأمريكية بخصوص مشروعي توزيع الطاقة اللذين شاركت الهيئة في تمويلهما في مصر، أغفل فيها كليًا الإشارة إلى الاستعانة بمستشارين في هذين المشروعين في الأوراق المقدمة للهيئة.

كما قدمت الشركة الفرنسية "أموالاً وأشياءً ذات قيمة لمسؤولين حكوميين مصريين"، من بينهم "المسؤولة رفيعة المستوى" التي رمزت إليها الوثيقة بالـ "مسؤولة 7"، في مقابل مساعدة "ألستوم" ووحداتها التابعة على الفوز بمشروعات في مصر.
محطات الكهرباء

وشاركت ألستوم وفروعها، ومنها فرع الولايات المتحدة، في "عطاءات تنافسية" أقامتها الشركة القابضة لكهرباء مصر، المملوكة للدولة، لبناء محطات كهرباء في مصر، بداية من 2002 وحتى 2011، منها محطة النوبارية التي بلغت تكلفتها نحو 70 مليون دولار ومحطة التبين البالغة قيمتها 60 مليون دولار تقريبًا.

ولم تكن القابضة للكهرباء تجري تلك العطاءات بنفسها، كما توضح الوثيقة الأمريكية، وإنما اعتمدت في ذلك على "الشركة الاستشارية لهندسة محطات القوى الكهربائية "بجيسكو"، المملوكة جزئيًا للدولة حصتها بها 40%.
وتشير الوثيقة، التي أقرت ألستوم بصحة كل ما ورد فيها، إلى أن الشركة استعانت بخدمات مستشار، رمزت له بحرف"G" ولم تسمه، والذي كانت مهمته دفع مبالغ لمسؤولين مصريين، منهم عاصم الجوهري، الرئيس السابق لشركة بجيسكو، الذي كان مشرفًا على العطاءات بحكم منصبه، بهدف الحصول على مزايا غير قانونية لألستوم وشركاتها التابعة بخصوص تحديد الفائزين بعقود الكهرباء.

وأُدين الجوهري، الذي تولى رئاسة شركة بجيسكو لنحو 15 عامًا، في قضية منفصلة أمام القضاء الأمريكي أيضًا في مطلع الشهر الماضي، واعترف فيها بتلقى رشاوى بقيمة 5.2 مليون دولار خلال الفترة من 2003 إلى 2011، من 3 شركات للطاقة، إحداها شركة ألستوم.

دفعت ألستوم للمستشار"G" مبالغ مالية لا يوجد توضيح للخدمات التي تم تقديمها مقابلها أو وصولات وفواتير تُشير لنفقات تمت تغطيتها، بحسب الوثيقة الأمريكية، التي توضح أنه في الفترة ما بين 2004 و2011 حولت ألستوم حوالي 5 ملايين دولار للحساب البنكي الخاص بالمستشار المذكور، تتعلق بمشروعي محطة كهرباء النوبارية والتبين وغيرهما، وقام المستشار في نفس الفترة بتحويل 3 ملايين دولار لحساب كل من عاصم الجوهري ومسؤول آخر بالشركة القابضة للكهرباء.

أحد تلك التحويلات يبين تورط صهر أحد مسؤولي الشركة القابضة للكهرباء، حيث أرسلت الشركة في أبريل 2004 نحو 467.1 ألف يورو لحساب "المستشارG" "في ألمانيا، والذي قام بدوره في مايو من نفس العام بتحويل 140 ألف دولار لحساب الجوهري في سويسرا، وفي الشهر التالي أرسل 60 ألفًا أخرى لحساب في ميريلاند مملوكًا للجوهري وزوج ابنة أحد كبار المسؤولين بالقابضة للكهرباء..

قراءة في كتاب "العرب والإيرانيون" لرضوان السيد

العرب والإيرانيون

عرض/حسين عبد العزيز
لا يعالج كتاب "العرب والإيرانيون" لرضوان السيد واقع العلاقة بين إيران والعرب في الزمن الحاضر فحسب، بل يتناول الواقع السياسي والديني في الفضاءين الإيراني والعربي خلال القرون الماضية والوقوف على التمايزات والتشابهات.

يستعين السيد في مؤلفه بالمنهج القومي والجيوإستراتيجي الذي يستخدم القوة والدين والمذهب والثقافة للتحشيد أو لفرض الوقائع على الأرض، كما يقول.

ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول وخاتمة، يبحث الفصلان الأول والثاني الحراك السياسي والثقافي والديني والمدني لدى إيران والعرب، والعلاقة المتوترة بين السنة والشيعة، أما الفصول الباقية الصغيرة فتتناول واقع العلاقات السياسية والتدخلات الإيرانية في العالم العربي.
الدولة والإسلام والمجتمع المدني 
يعود رضوان السيد في هذا الفصل إلى القرون الوسطى لتتبع مسارات التطورات السياسية والدينية في إيران مع إجراء بعض المقارنات للحالتين العثمانية والمصرية.

ظلت المؤسسة الدينية منفصلة عن الدولة في إيران ولا تتدخل في السياسة، بسبب خصوصية الشيعة الاثني عشرية (انتظار المهدي صاحب الزمان)، وتوكيل الأمور الدينية إلى الفقهاء العدول، غير أن العلاقة بالسياسي بدأت تتغير عندما أصبح الأمر يتعلق بمصلحة الجماعة، وأصبح التدخل الديني في السياسة أمرا واقعا مطلع القرن التاسع عشر مع انتصار تيار الأصوليين على تيار الإخباريين.

في هذه المرحلة عمد القاجاري فتح علي شاه بدايات القرن الـ19 وخليفته إلى إجراء إصلاحات في الجيش وإدارة الدولة، وهو ما أثار حفيظة رجال الدين الذين تزعموا حركة احتجاج نهاية القرن الـ19 ضد امتياز احتكار التبغ لشركة إنجليزية، واندفع المجتهدون الإصلاحيون على رأس الأنتلجنسيا والبازار لإرغام الشاه على إقرار الدستور والحكم الشوروي عام 1906، ومن إنجازاتها إقامة سلطة تنفيذية مسؤولة أمام البرلمان وتشجيع قيام حياة حزبية.

غير أنه سرعان ما وقع انقسام بين المجتهدين حول البرلمان والدستور، ويعزو المؤلف سبب ذلك إلى أن رجال الدين الكبار ما كانوا على درجة من التسيس تمكن من فهم التعقيدات المحيطة بقضايا الدستور والبرلمان بخلاف تلامذتهم ممن شاركوا في البرلمان.

ثم ما لبثت التجربة البرلمانية الإيرانية أن تلقت ضربة قاصمة مع وصول رضا شاه إلى الحكم عام 1925، وكان هذا الوضع مشابها -يقول المؤلف- للوضع في مصر وتركيا بين المجددين والتقليديين من رجال الدين، إلا أن المجددين والإصلاحيين ظل صوتهم أعلى لانتظامهم في مشروع الدولة للتحديث والتجديد.

تلقت الحياة السياسية في إيران ضربة أخرى منتصف خمسينيات القرن المنصرم، وبدأت مرحلة النشاط السري المعادي للسلطة السياسية، وقد جاء التمرد الديني بزعامة الخميني مبكرا، ويرد رضوان السيد ذلك إلى الطبيعة المكشوفة لنظام الشاه القائم على الاستبداد الداخلي والتبعية للخارج من جهة، ولامتلاك الجهات الدينية تنظيما فضفاضا حول آيات الله والمراجع من جهة ثانية مما يمكنها من الحركة بفعالية.

الشيعة والسنة
يقسم رضوان السيد التوتر بين الشيعة والسنة إلى ثلاث مراحل:
-
الأولى: كان فيها الصراع تكوينيا ومتشابكا، حيث كان القرن الرابع الهجري قرنا شيعيا بامتياز، ساد فيه الفاطميون بالمغرب ثم مصر والشام، وسيطر البويهيون على شرق العالم الإسلامي وصولا إلى بغداد، ومن الناحية الفكرية كانت الاثنا عشرية في طور التكوين، كما هو الحال أيضا عند السنة حيث كانوا في مرحلة التكوين الفكري (التمايز العقدي بين الأشعرية من جهة والحنابلة والسلفية وأهل الحديث من جهة ثانية).

ويرى المؤلف أن هذه المرحلة كانت حاسمة في الصراع لثلاث جهات، أنها المرة الأولى أن يقول المؤرخون بوجود صراع سني-شيعي، وأنها المرة الأولى أن تعلن الدولة العباسية عن نفسها باعتبارها دولة أهل السنة والجماعة، ولأن المذهبين الإسماعيلي والزيدي شهدا انحسارا كبيرا بين القرنين الخامس والسابع الهجريين.

-
الثانية: بدأت في القرن الثامن الهجري مع سقوط الخلافة وقيام الدولة الإيلخانية/المغولية شرق الفرات، المقابلة للدولة المملوكية غرب الفرات في الشام ومصر، وعمل كلاهما على ملء الفراغ الجيوسياسي والأيديولوجي.

ويذهب المؤلف إلى أن فشل الدولة الإيلخانية في القضاء على المماليك دفعهم لاعتناق المذهب الشيعي الاثني عشري مبدعين تقليدا جديدا حيث أظهروا إقامة دولة شيعية رغم غياب الإمام توافقا مع مصالحهم، إذ لن يخضعوا لمرجعية حاضرة.

في هذه الحقبة يقول رضوان السيد كان الصراع دينيا وجيوسياسيا على عكس الحقبة الأولى التي كان الصراع فيها جيوسياسيا فقط.

الثالثة: وهي الحقبة الحاضرة، ويعزو المؤلف سبب التوتر فيها بين السنة والشيعة إلى ظهور الدولة الوطنية واندلاع حركة الإحياء الديني لدى الطرفين والحرب الباردة والسياسات الدولية.

فالتمايز والتوجس بين الجانبين ازداد مع الخلافات الحدودية التي غيرت ما استقرت عليه الأمور تاريخيا، ثم لعبت طرائق إيران في عصر ولاية الفقيه وعلاقتها مع الشيعة خارج إيران في ازدياد هذا التوتر، وكانت الإحيائية لدى السنة أيضا عاملا آخر في ازدياد التوتر بين السنة والشيعة.

إيران والجوار العربي 
يتتبع السيد العلاقات العربية-الإيرانية منذ تولي هاشمي رفسنجاني الرئاسة في إيران، ففي عهده شهدت العلاقة بين الجانبين تحسنا ملحوظا مع وجود رغبة عربية في ذلك، لكن مع الحضور العسكري الأميركي الكبير في العراق منذ العام 2003 حدثت تطورات أثرت في العلاقات العربية-الإيرانية: 

ـ تفاقم المذابح الداخلية بين السنة والشيعة في العراق.
ـ مقتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري.
ـ قيام حزب الله بعملية ضد الجيش الإسرائيلي.
ـ التحالف بين إيران وسوريا على إقامة محور لمقاومة التفاوض الفلسطيني-الإسرائيلي حيث العرب منقسمون حول القضية الفلسطينية.
ـ تردي العلاقة بين إيران والسعودية وبعض دول الخليج في ضوء التوترات التي تقف وراءها إيران في العراق والبحرين ولبنان واليمن.

يؤكد المؤلف أن هناك ثلاث مسائل في المرحلة الحاضرة ستبقى لها آثار سلبية على العلاقات بين إيران والعرب في العقد القادم، استمرار الاضطراب الأمني والسياسي في العراق ولبنان والبحرين واليمن أولا، والدخول القوي على خط القضية الفلسطينية سياسيا وعسكريا ثانيا، والدخول على خط الاستقرار الداخلي في عدد من الدول العربية ثالثا.

النفوذ الإيراني عربيا
بعد تناول واقع العلاقة المتوترة بين إيران والعرب يخصص المؤلف الفصلين الرابع والخامس للوقوف على وجوه النفوذ والاختراق الإيراني للمجال العربي.

من هذه الاختراقات التهديدات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والديني التي أخذت في العقد الأخير شكلين، الأول التحالف مع حركات الإسلام السني كالإخوان المسلمين والحركات المشابهة في مصر والأردن والسودان وفلسطين، والشكل الثاني توجيه حركات الصحوة في البلدان العربية التي توجد فيها مجموعات سكانية شيعية.
لكن أهم الاختراقات الإيرانية وأخطرها وستكون لها آثار سلبية على التوحد الداخلي في المجتمعات العربية وعلى الهوية والانتماء، هو الاختراق المذهبي والسياسي، حيث بذلت إيران جهودا في نشر المذهب الشيعي في عدة بلدان عربية.

أما الاختراقات السياسية الإيرانية فأهمها حالة حزب الله، ثم النفوذ الإيراني في البحرين حيث تعد في القاموس السياسي الإيراني مملكة تابعة لإيران، ثم الاختراق الإيراني في اليمن عبر جماعة الحوثيين، ناهيك عن الاختراق الكبير في العراق.

ويعتبر السيد أن علاقة إيران مع شيعة هذه الدول تأتي ضمن مشروع ديني سياسي للثورة الإسلامية الإيرانية التي ترمي إلى إلحاق الشيعة بالمرجعية الإيرانية مع غلبة الطابع الأمني السياسي على هذه العلاقة.

بعد ذلك يتناول المؤلف سريعا العلاقة بين إيران من جهة والعراق واليمن وسوريا، وهي علاقة تجسد حال الاختراق الإيراني بوضوح سواء في العراق من خلال الشيعة هناك، أو في اليمن من خلال الحوثيين أو في سوريا من خلال العلاقة الإستراتيجية مع النظام.

بناء على ذلك يبين السيد وجود عدة بؤر توتر في العالم العربي اصطنعتها إيران، معتبرا أن حالة التوتر هذه ستستمر ليس بسبب هذه البؤر بل بسبب طريقة التفكير الإيرانية، وإذا كان العرب ما زالوا يفتقرون إلى عرض واضح وإستراتيجي تجاه إيران، فإن الإيرانيين مطالبون اليوم أكثر بالتغيير في سياساتهم الخارجية تجاه منطقتي الجوار العربي والإسلامي.

المصدر : الجزيرة

ذاكرة الأيام



من ذاكرة أحداث اليوم
15 يناير 1854 - الجيش الروسي يتعرض لهزيمة قاسية في "معركة جاتانا" في رومانيا من الجيش العثماني، وأدت المعركة إلى فشل الروس في طرد العثمانيين من رومانيا.
1934 - زلزال في بيهار بالهند ونيبال بقوة 8.4 على مقياس ريختر يؤدي إلى وفاة 10700 شخص.
1971 - احتفال المصريون بمناسبة إتمام بناء السد العالي.
2011 - رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع يؤدي اليمين الدستورية رئيسًا مؤقتًا للجمهورية خلفًا للرئيس زين العابدين بن علي وذلك بعد إعلان المجلس الدستوري عن شغور منصب الرئيس بشكل نهائي وذلك حسب المادة 57 من الدستور وذلك بعد مغادرة الرئيس بن علي لتونس ولجوئه للسعودية، فأصبح بذلك لا يستطيع القيام بما تلتزمه مهامه وهو ما يعني الوصول لحالة العجز النهائي، ويأتي ذلك تتويجًا للثورة التونسية ضد نظام بن علي.

رواية المغامر لأحمد صبرة قراءة أحمد فضل شبلول



رواية المغامر لأحمد صبرة قراءة أحمد فضل شبلول

اختار الدكتور أحمد صبرة لحظة فاصلة في عمر مصر، لينسج من خلالها تفاصيل روايته الأولى "المغامر"، التي تشبه اللحظات التي عاشتها مصر خلال السنوات السابقة بعد 25 يناير 2011، ما بين انهيار سلطة وصعود سلطة أخرى، والفرق بين اللحظتين (لحظة أحداث الرواية واللحظة الآنية) أكثر من مائتي سنة. 

تتكرر الأحداث وتتشابه، وكأن رواية "المغامر" محاولة إسقاط سياسي على الوضع الراهن في مصر الآن، والفرق أن الصراع كان بين المماليك والعثمانيين والإنجليز والفرنسيين على كعكة مصر، دون حساب لأهل البلد الأصليين الذين يدفعون دائما الثمن، أما الصراع الدائر الآن فهو بين أبناء البلد الأصليين من أتباع محمد مرسي أو أعضاء مكتب الإرشاد أو الإخوان المسلمين، وأتباع السيسي ومؤيديه من أغلب المصريين، وأتباع مبارك وكوادر الحزب الوطني المنحل، مع وجود أياد وفرق خارجية بطبيعة الحال، بعضها ظاهر وبعضها خفي. 

اعتمدت رواية "المغامر" على بعض المراجع التاريخية من أمثال: "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" للجبرتي، و"المصريون المحدثون: شمائلهم وعاداتهم" لإدوارد لين، ورواية بالألمانية اسمها "محمد علي وبيته" للروائية الألمانية لويز مولباخ (ويشير صبرة إلى أن تلك الرواية لم تترجم إلى العربية حتى الآن، واقترح أن يقوم بترجمتها لإتقانه الألمانية)، كما اعتمد على "مذكرات إدريس أفندي" للمستشرق الفرنسي بريس دافين، وكتاب "إغاثة الأمة بكشف الغمة" للمقريزي وغير ذلك من مراجع ألبسها اللحم والدم ومنحها النبض والحياة، لتتجسد أمامنا عملا روائيا كبيرا وقع في 614 صفحة وصدر عن دار العين للنشر بالقاهرة 2014. 

لعب صبرة على خطين متوازيين في روايته وخاصة في القسم الأول "التكوين"، وهما حسن العطار ومحمد علي، فكان يتنقل بينهما برشاقة وخفة فائقة، ففي الشهر والعام الذي ولد فيه المصري حسن العطار بالقاهرة، وهو مارس 1769 يولد في مدينة قولة الخاضعة للحامية التركية محمد علي، وعلى مدى عشرة فصول في هذا القسم نتعرف على السمات الأساسية لطفولة الشخصيتين اللتين سيجمع بينهما القدر بعد سنوات طويلة في القاهرة، وكل منهما ينفر من الآخر، حسن العطار بوطنيته وشجاعته وحكمته التي أخبرنا عنه وصورها لنا المؤلف طيلة الرواية، ومحمد علي ذلك الشاب المغامر الطموح الذي استطاع أن يستثمر الخلافات والدسائس ليعتلي عرش مصر بترشيح من شيوخ الأزهر وعلى رأسهم الشيخ عمر مكرم. 

وعلى مدار الرواية نرى أن الشعب المصري، لا حول له ولا قوة، وأن الكل ينهش فيه بدءا من الباب العالي في الآستانة، وحتى أصغر عسكري درك بالشارع، وأن الصراع الخارجي متعدد الأطراف، بين العثمانيين والمماليك والإنجليز والفرنسيين ولا حساب يحسب لهذا الشعب سواء في المحروسة أو القاهرة، وبقية أجزاء مصر، الكل يأخذ منها بحجة حمايتها وحماية شعبها، ولا أمن يتحقق ولا أمان يشعر به الناس. 

لقد صور لنا أحمد صبرة كل هذا من خلال العلاقات والتفاعلات والحكايات اليومية التي تجسد كيف كان يعيش هذا الشعب خلال تلك السنوات، من خلال شبكة من الشخصيات التي أثرت الرواية وتصاعدت بالأحداث إلى مستويات فنية راقية، جعلتنا نعيشها كما لو كنا جزءا منها، بخاصة أننا مررنا في السنوات القليلة الماضية بما يشابهها. 

الأمر المحير في رواية "المغامر" لأحمد صبرة، هو خلوها تماما من أي ذكر لمذبحة القلعة الشهيرة التي وقعت عام 1811 والتي تخلص بها محمد علي من المماليك الذين قُتل بعضهم وفر بعضهم الآخر إلى الجنوب، كما يقول التاريخ. وهو أمر يلفتنا لأن هذه المذبحة هي التي مكنت لحكم محمد علي بعد ست سنوات من توليه عرش مصر، وجعلته ينفرد تماما بالحكم، ويأتي بأسرته وأخوته ليشاركوه في إدارة شئون البلاد. 

وإذا كان البعض يعتبر أن محمد علي هو مؤسس مصر الحديثة، بما استقدمه وما أرسله من بعثات خارجية إلى فرنسا وإنجلترا، لتعود كوادر تلك البعثات للنهوض بمصر، وبما أقامه من مشروعات بعضها باق حتى الآن، فإن رواية أحمد صبرة لا ترى ذلك، وإنما اعتبرت أن محمد علي وجه آخر من وجه السلب والظلم والاستبداد والطغيان والفساد، وتدلنا عبارة مثل "أراد محمد علي الاستيلاء على قوافل التجار القادمة إلى السويس، فصالحوه على مقدار من المال" (ص 532) على أسلوب إدارته للبلاد، فهو لم يفرق كثيرا عن أسلوب المماليك الذين نجح في إزاحتهم من طريقه بمساعدة شيوخ البلد وعلماء الأزهر الذين كانوا يأملون منه الكثير في سبيل تحقيق الأمن للمصريين، فإذا به يتبع أساليب أكثر دهاء ومكرا وخديعة ممن سبقوه. 

وكما رأينا في روايات تاريخية سابقة، فإن قصص العشق والغرام تسري في تضاعيفها، لتكسر من حدة وجهامة المواقف الصعبة والمتأزمة سياسيا وعسكريا، فإننا نقرأ في "المغامر" أكثر من قصة حب وهيام، وأرى أن صبرة قدمها لنا لكسر حدة الصراعات والخلافات وعسكرة الرواية، ولعل قصة الحب الأكثر رمزية في الرواية هي القصة التي وقعت بين هوى (زوجة حسن العطار الأولى، وللاسم دلالته) والفرنسي جان بول، بمساعدة وبمباركة زينب بنت الشيخ البكري التي كانت تهيئ لهما مواعيد وأماكن اللقاء. 

وإذا كان بعض كتابنا من أمثال توفيق الحكيم في "عصفور من الشرق" وطه حسين في "أديب"، والطيب صالح في "موسم الهجرة إلى الشمال"، ويوسف إدريس في "البيضاء"، وغيرهم، قد اتخذوا من المرأة الغربية رمزا للحوار مع الغرب، فإن أحمد صبرة جعل المرأة المصرية (هوى) هي التي تدخل في حوار (روحي وجسدي) مع الشاب الفرنسي فتهواه ولا تستطيع مفارقته، وتدفع حياتها ثمنا لذلك. 

من الأشياء أو الأخطاء التي استوقفتني في الرواية، قول المؤلف عن صديقي حسن: "يأتيان إليه ويجلسان حتى حوالي (التاسعة) حيث يؤذن لصلاة العصر" (ص 147). وقوله في ص 197: "الساعة حوالي الرابعة .. تبقى ساعتان حتى يؤذن لصلاة الظهر". 

وتبقى رواية "المغامر" للدكتور أحمد صبرة قطعة حية من تاريخ مصر في حقبة شديدة الأهمية، لكن يجب قراءتها بوعي شديد وحذر أشد، ذلك أن المؤلف ليس مؤرخا يحاول أن يسرد الأحداث بحيادية، ولكنه روائي فنان أراد أن يدلي بدلوه في هذا الجدل الدائر عن بداية عصر محمد علي، ويتضح لنا جليا أنه لم يكن يحب هذا الرجل، ولا الطريقة التي أجلسته على عرش مصر أكثر من أربعين سنة.
http://gate.ahram.org.eg/News/584395.aspx

27 شركة تأمين تتقاسم «كعكة» المركبات الأجنبية مع التعاونية

باستثناء منفذ السعودية والبحرين.. مصدر بـ«ساما» لـ«الجزيرة»:

الجزيرة – طلال البطي:
كشف مصدر مطلع لـ«الجزيرة» في مؤسسة النقد العربي السعودي بأن «ساما» اجتمعت مع شركات التأمين مساء أمس الأول لفك احتكار التأمين في المنافذ الحدودية البرية والمطبق على المركبات الأجنبية العابرة إلى السعودية أو إلى دول أخرى، والمعتمد من مطلع يناير الجاري باستثناء منفذ السعودية والبحرين، مشيرا إلى أن مدة الاتفاقية ثلاث سنوات.
ولفت «المصدر» إلى أن 27 شركة تأمين وافقت على الاتفاقية التي صاغتها «ساما»، وتم التوقيع خلال عليها من قبل جميع الشركات أثناء الاجتماع وأشار المصدر إلى من حق شركات التأمين الأخرى مشاركة «التعاونية» في تقديم خدمة التأمين على المركبات في المنافذ البرية وأخذ حصة من الأرباح أو الخسائر اعتبارا من 1 يناير 2015م دون أن تكون محصورة على شركة واحدة.
وعن أبرز ملامح الاتفاقية ، قال «المصدر» بأن منفذ السعودية والبحرين يستثنى من الاتفاقية وذلك لعقد طويل الأجل بين شركة التعاونية وشركة المتحدة في البحرين ، مضيفا أن شركة التعاونية ستأخذ 15% مقابل الخدمة والتي سيتم تشغيلها عن طريق التعاونية، كما أشار «المصدر» إلى أن أرباح جميع المنافذ الحدودية من قبل المركبات الأجنبية العابرة إلى السعودية تصل نحو 185 إلى 200 مليون .
من جانبه قال ماجد سرور مدير عام شركة أمانة للتأمين التعاوني ، بأن الاتفاقية التي تم توقيعها تعد في صالح جميع شركات التأمين ومن حق الشركات الدخول في الشراكة بالمنافذ الحدودية مع التعاونية، والتي سيتم توزيع النسب بالتساوي بين الشركات سواء بالأرباح أو الخسائر مبينا أن اللجنة التنفيذية في مؤسسة النقد نجحت في السعي وراء هذه الاتفاقية للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
وعن تأثير الاتفاقية على شركات التأمين، أكد السرور بأن الاتفاقية للمنافذ الحدودية ستنعكس إيجابا على أرباح شركات التامين وتقلص من خسائرها.
يذكر أن التأمين الإلزامي على المركبات الأجنبية في جميع المنافذ الحدودية بدأ منذ عام 2002م حيث كانت شركة التعاونية الوحيدة في السوق التي تعمل في المنافذ الحدودية للتأمين على المركبات الأجنبية خلال الـ 13 عاما الماضية ،لا سيما وأن قيمة وثيقة التأمين على المركبات الخصوصي360 ريالا و200 ريال على سيارات النقل.

كيف تكتب مقالاً يجذب القراء؟




كيف تكتب مقالاً يجذب القراء؟
بقلم د/صديق الحكيم
بداية أريد أن أعترف أن هذا الموضوع قد قتل بحثا وكتابة في الصحف وعلي المواقع ولكن الجديد هنا أنني أحكي قصتي مع كتابة المقال وعناصر الجذب من وجهة نظري المتواضعة 
تعجبني مقالات الكاتب الكبير عماد الدين أديب دائما من ناحية الشكل والصياغة وأحياناً من ناحية المضمون فهو مهما اختلفت معه في منهجه كاتب محترف وصاحب قلم رصين حتي حين يدافع عن الشيطان لقد وصل لمرحلة من الخبرة والحرفية أنه يجعلك تقرأ له لتتعلم منه علي الرغم من رفضك لبعض ما يكتب لأنه يغاير وجهة نظرك وهذه فرصة أن سانحة لاستعراض سمات مقال أديب 

أولا : كما ذكرت آنفاً نعم هو بحق خبير في طرح الأفكار رغم قلة عدد كلامات مقاله –حوالي 300 كلمة تزيد أو تنقص- يقول فيها كل مايريد ليوصل لك فكرته بوضوح وسلاسة دون إسفاف أو خروج عن اللياقة 
ثانيا :من سمات مقاله أيضا العنوان الجذاب وربما الجرئ والمباغت لايهم عدد كلمات العنوان المهم أن يكون جاذبا للانتباه لأنه كما تقول الإحصائيات 80% من القراء يقرأون العناويين فقط 
ثالثا :من سمات مقال أديب أيضاً هو تقسيم المقال إلي نقاط فرعية مثل أولاً ثانيا ثالثا أو 1،2،...وهكذا
هذه الطريقة تجعل القارئ يواصل القراء لمابعد العنوان أو يمرر بصره علي تقاسيم المقال وبذلك يجعله يقضي وقتا أطول مع المقال غير الخمس ثواني الأولي لقراءة العنوان فقط 
رابعاً: من سمات مقال أديب أيضاً أنه يشعرك أنه عليم ببواطن الأمور ولديه ملكة استشراف المستقبل بناء علي مايملك من أسرار لقربه من المطبخ السياسي وهذه ميزة فريدة لثلة قليلة
النقطة قبل الأخيرة: هي حرص أديب علي اللغة العربية الفصيحة في الغالب واستخدام التعبيرات الفصيحة والاستشهادات من القرآن والحديث والأقوال المأثورة في الكتب المقدسة وأبيات الشعر وأقوال الحكماء من عرب وعجم وكذا استخدام القصة أحيانا كطريقة لطرح الفكرة
أما النقطة الأخيرة التي أختم بها مقالي هذا فهي خاتمة مقال أديب التي تطرح عادة سؤال أو أكثر وهي طريقة جيدة تخرج القارئ من موقع المتلقي السلبي فقط وتنقله إلي كوقع المشارك بالتفكير فيما قيل من كلمات أو أسئلة 
كانت هذه أهم السمات التي أراها من زاوية نظري مميزة لمقال عماد الدين أديب والتي تجعله جذابا لقطاع عريض من القراء من جميع أقطار العالم .

الأربعاء، 14 يناير 2015

الحرية في مجال الطب والصحة


من روائع د.عزت عفيفي 
استشاري طب الأطفال بمستشفي الأمير تشارلز لندن 

الحرية ..
لا تعني فقط صناديق الانتخاب .. أو مُعتَرَكات السياسة والإعلام .. هي نظام لحياة الشعوب المتحضرة ..
الحرية في مجال الطب والصحة مثلاً .. هي :
حق المواطن في الرعاية الصحية بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي ..
حقه في اختيار مَنْ يقدم له العلاج ..
حقه في معرفة كفاءة من يوفرون له الرعاية الصحية ..
حقه في أن يختار هو نوعية العلاج الذي يتلقاه بعد توفير المعلومات التي تمكنه من اتخاذ القرار المناسب ..
حقه في أن لا يُعرَّض لأي علاج بدون إذن مشفوع بالدراية الكاملة ..
حقه في أن يُعامل في اثناء تلقيه العلاج بأعلى درجات العناية واحترام الخصوصية الشخصية ..
حقه في الشكوى ومحاسبة المخطئين والتعويض المناسب حين وقوع الخطأ ..

موقع حروف منثورة للكتب الآن علي أندرويد



احلى مفاجأة و أحلى خبر سمعته النهاردة بقى فيه تطبيق على موبايلات الأندرويد لحروف منثورة ( مقالات + كتب اليكترونية) تطبيق ممتاز ممكن تنزله من play store مجانا من على موبايلك عشان تبقى متابع آخر حاجة بتنزل على حروف منثورة من موبايلك بسهولة كل مقالاتنا (1140 مقال) و (136) كتاب اليكترونى الان على هذا التطبيق ... بتدخل على play store و تكتب (حروف منثورة) حيظهر لك التطبيق بتاعنا نزله مجانا و استمتع بآخر المستجدات عندنا