«واتس آب» .. مليون زبون جديد يوميا والهدف مليار مستخدم
جان كوم، رئيس "واتس ـ آب"، يشرح كيف أن شركته ظلت تضاعف طاقة خوادمها سنويا لمواكبة الطلب الجنوني من اقتصادات الأسواق الناشئة التي يتزايد فيها عدد الأشخاص الذين يملكون الهواتف الذكية.
بعد بضعة أيام من بيع "واتس آب" إلى "فيسبوك" مقابل 19 مليار دولار، وصل جان كوم إلى برشلونة لحضور مؤتمر لصناعة الهاتف الجوال، وإحداث صدمة أخرى لصناعة الاتصالات المتوترة أصلاً، بسبب المنافسة الشديدة من منصة رسائل "واتس آب" ذات التكلفة المنخفضة.
وابتداء من الربع المقبل، سيتمكن 465 مليون مستخدم تابعون للشركة من إجراء مكالمات بين بعضهم بعضا، ما يمثل تهديداً جديداً للإيرادات التقليدية التي تولدها مجموعات شركات الاتصالات التي شهدت انخفاضاً ملموساً في حركة النقد من بقرتها الحلوب، خدمة الرسائل النصية القصيرة، بسبب صعود منصات تطبيقات التراسل مثل "واتس آب".
ولن يتوقف "واتس آب" عند هذا الحد. ففي حديث مع "فاينانشيال تايمز" بعد خطاب رئيس له في المؤتمر العالمي للجوال، قال كوم إنه يرغب في أن يكون لدى البرنامج خدمة صوتية أكبر من أية شركة حالية لتشغيل الجوال، وأنه يستهدف الوصول إلى مليار مستخدم. وكشف أن الشركة تضيف حالياً أكثر من مليون زبون يومياً، وأن هناك حاجة لمضاعفة خوادمها كل عام لمواكبة الطلب الجنوني من اقتصادات الأسواق الناشئة، مثل روسيا والهند والبرازيل، حيث يتزايد عدد الأشخاص الذين يملكون الهواتف الذكية.
لكن ليست كل الأخبار سيئة لمشغلي شبكات الهاتف الجوال، إذ يحتاج مشتركو "واتس آب" إلى اشتراك للوصول إلى البيانات المتنقلة، ما يعني وجود عائدات لمجموعات الاتصالات، إضافة إلى إمكانية نقل العملاء إلى تعرفات تدور بشكل خالص حول البيانات بدلاً من الصوت والرسائل القصيرة.
وقال كوم إن الشركات الناقلة حريصة على العمل مع "واتس آب" لدفع العملاء إلى خطط البيانات، وأشار إلى وجود اتفاق كان قد أبرم مع خدمة E-Plus التابعة لشركة KPN لخدمة الهاتف الجوال لتكون علامة تجارية مشتركة في ألمانيا.
وأضاف: "العالم يتجه الآن إلى البيانات. والشركات الناقلة تبرم عقود شراكات معنا لدفع عملية استخدام خطط البيانات. إن جوهر هذه الشراكة هو خطط البيانات. العالم يتجه نحو البيانات، نظام البت والبايت، الصفر والواحد. لسنا نحن فقط من يستخدمها، ولكن جميع هذه التطبيقات تستخدم البيانات ولا تستخدم فقط للاتصالات، بل أيضاً لمشاهدة فيلم، أو للتغريد بالأخبار. نحن جزء صغير من ذلك".
والصفقة مع "فيسبوك" بدأت منذ الآن في مساعدة "واتس آب"، التي لا تنشر إيراداتها، على إضافة 15 مليون مستخدم جديد في أقل من أسبوع.
ورفض كوم تقارير تقول إن هذا الأمر أسهم في انقطاع خدمة شركته. وقال: "لدينا الكثير من القدرات - كان الخلل في جهاز توجيه الشبكة (...) نحن عادة لا يكون لدينا انقطاع يستمر لفترة طويلة، لذلك كان الأمر مؤسفاً، بالنظر إلى توقيت الإعلان من "فيسبوك" عن الصفقة. وأضاف: "لم تكن هناك أي علاقة بين الأمرين".
وكثير من تطبيقات الرسائل المنافسة، مثل "سكايب" و"لاين"، تقدم أصلاً خدمة الاتصال الصوتي، لكن كوم قال إن "واتس آب" من شأنه أن يكون أكثر كفاءة في استخدام بيانات الجوال.
ويعتبر "واتس آب" التطبيق الأكثر شعبية في العالم للدردشة المتنقلة، لكن بعض الشركات المنافسة الأصغر شهدت زيادة في الإقبال، وربما يكون هذا الإقبال من أناس شعروا بالضيق من أن استحواذ "فيسبوك" على الشركة سيعمل على تغيير الخدمة.
شركة تليجرام، وهو تطبيق دردشة مقره برلين، التي كانت قد طنطنت عن قدراتها على التشفير لصالح الخصوصية، قالت إنها أضافت أكثر من مليون مستخدم جديد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ولا يعتبر كوم أن تطبيقات الدردشة الشائعة في آسيا، مثل "كاكاو"، أنها شركات منافسة عالمية جدية. وقال إن هذه المجموعات "لم تكن قادرة على النجاح" خارج أسواقها.
وأضاف: "نحن شركة عالمية. لا نختار سوقاً معينة، بل نعمل في كل بلد ولا نرى المنافسة". وتابع: "هناك كثير من التقارير الصحافية، وهناك حديث عن مجموع أعداد المسجلين التي أرى أنها مضللة. على الصعيد العالمي لا نرى المنافسة - إلا في بعض الأسواق المحلية في آسيا".
وأصر على أنه لم تكن هناك خطط لتغيير طريقة تعامل "واتس آب" مع المعلومات الشخصية بعد إبرام صفقة "فيسبوك". وقلل من شأن المخاوف من أن "فيسبوك" ستستخدم البيانات التي يحتفظ بها "واتس آب" حول عملائه.
وقال: "نحن لا نعرف اسمك، ولا عنوانك، ولا بريدك الإلكتروني، ولا صورتك، ولا مقدار الوقت الذي تقضيه على تطبيق معين. لا نعرف شيئاً عنك. عندما يقول الناس إنك ستقوم بمشاركة بياناتك الخاصة مع "فيسبوك" أول رد فعل لي هو: ما هي البيانات التي تتحدث عنها؟ يجب على الناس أن يكونوا عقلانيين، ويدركوا أنه ليست هناك بيانات للمشاركة".
وشدد كوم على عدم وجود أية نية لفتح التطبيق على أطراف ثالثة، أو التفرع إلى دعم أجهزة الهواتف الجوالة باستخدام خدمتها الصوتية. وأضاف: "خريطة طريق منتجاتنا لا تتغير بسبب الصفقة مع "فيسبوك" – سنواصل طريقنا في أن نكون مستقلين في تطوير منتجاتنا".
وشهد كوم شخصياً منافع الطفرة التي نوقشت كثيراً في نتائج تقييم التكنولوجيا من خلال مبلغ الـ 6.8 مليار دولار الذي يقال إنه تلقاه من بيع "واتس آب".
وحتى مع ذلك، أصر على أن الارتفاع في نتائج تقييمات التكنولوجيا كان له ما يبرره، ولا سيما في قطاع الاتصالات المتنقلة، حيث رأى الفرصة متاحة لاستمرار عملية النمو.
وقال: "يتحدث الناس عن فقاعة، لكن أريد أن أتحدث عن إمكانات - خمسة مليارات شخص يتعاملون دائماً مع أجهزة مفتوحة ومزودة بجميع المعلومات العالمية المتوافرة تحت تصرفهم. يمكنك الحديث عن الفقاعات والاقتصاد، لكن لا يعتبر هذا من الأمور المثيرة للاهتمام. الأمر المثير للاهتمام هو التحدث عن الكيفية التي يتغير بها العالم بسبب الهاتف الذكي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق