الأربعاء، 26 فبراير 2014

إسلام سكر خفيف – د. صديق الحكيم

 إسلام سكر خفيف   د. صديق الحكيم

مقال قديم نشر مارس 2013
مقدمة مملة تجاوزها لومتعجل إلي متن المقال ولوأنت ضد الإخوان لاتهتم بالمتن لأنه سيعكر مزاجك .. فاذهب مباشرة إلي الخلاصة
في انتخابات رئاسة الجمهورية والتي جرت وقائعها هذا الصيف كنت أصنف المرشحين إلي فئتين كل فئة مكونة من ثلاثة مرشحين الفئة الأولي :الإسلام السياسي والفئة الثانية :الفلول كما كان شائعا وقتها قبل اختلاط الحابل بالنابل وكل فئة شبهتها بالقهوة وعلاقتها بالسكر إسلام سكر تقيل وسكر وسط و خفيف ثم الفئة الثانية فلول تقيل ووسط وخفيف وكما شاهدنا جميعا خرج من السباق بالطعون النوع الثقيل وبقي الوسط والمخفف من كل فئة وشاهدنا أيضا مناظرة رائعة تحدث لأول مرة في الشرق الأوسط بين المخفف من الفئتين ولا أذيع سرا إن قلت أنني دعمت مرشح (إسلام سكر خفيف) وعلي الرغم من ذلك وصل إلي الجولة الثانية من السباق الرئاسي النوع الوسط من الفئتين وفي النهاية فازالرئيس محمد مرسي ليصبح رئيسا لكل المصريين من جميع الفئات وجميع الأنواع لمدة أربع سنوات قادمة
وبعد هذه المقدمة التي تجاوزتها يأتي السؤال :هل وصول الإخوان لسدة الحكم أتي وسيأتي بالترتيب والتنسيق مع واشنطن ؟ وخير من يجيب علي هذا السؤال الشائك هو البروفسور مونتي بالمر. فمن يكون ؟
**البروفسور مونتي بالمر هو استاذا للعلوم السياسية في جامعة فلوريدا – تالاهاسي لعدة سنوات قبل ان يتسلم موقعا تدريسيا في مصر حيث اتقن اللغة العربية ثم في الجامعة الامريكية في بيروت حيث ترأس مركز الدراسات الشرق اوسطية لعدة سنوات . ويحترمه كثيرون من المتخصصين في المنطقة اعتباراً لعمق تحليلاته السياسية وصدق نبوءاته عن احداث الشرق الاوسط . وقد اشتهر بشكل خاص كتابه الاخير عن العرب والمعنون (نفسية العرب)
والذي احتوى زبدة خبراته عن المنطقة , مع تحليل لاسباب الحراك في الدول العربية وتوضيح لاسماء الدول الاخرى التي سيصل لها الربيع.
هل وصول الإخوان لسدة الحكم في الشرق الأوسط كان وسيكون بالترتيب والتنسيق مع واشنطن ؟
وجّه البروفسور مونتى بالمر , المرجعية المعروفة بالشؤون الشرق اوسطية , رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة , ينصحها بالتحالف والتعاون مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين لأنهم سيحكمون خمس دول عربية لخمسة عقود قادمة.(حتي الآن تونس ومصر وليبيا) باقي دولتين ماهما ؟؟ ابحث مع الكاتب رجاء من يتوصل للجواب يتواصل معي علي توتير@dr8q
**ماهي أسباب فوز الاخوان مستقبلاً بالحكم في عدة دول عربية؟؟
عزا البروفسور بالمر أسباب فوز الاخوان مستقبلاً بالحكم في عدة دول عربية الى طبيعة التنظيم في الجماعة التي طورت خطابها الايديولوجى ليتناسب مع الظروف الزمنية المستجدة في الالفية الثالثة , كما اشار في مقالته الى عقلانية الجماعة عندما أعلن الرئيس محمد مرسي احترام الالتزامات الدولية لمصر ومنها معاهدة كامب ديفيد بالرغم من المواقف المسبقة منذ أيام السادات.
كما تفحص عسكرية الضبط والربط بين افراد التنظيم حيث يكون الالتزام بقرارات مكتب الارشاد حتمياً مهما كانت وجهات النظر المخالفة , او تباين الاراء الشخصية والفردية
وعندما تحدث عن التربية الخلقية والروحية لدى جماعة الاخوان المسلمين , اسهب في نأي الجماعة بنفسها عن شبهات الفساد المالي او الاداري الذي انتشر في اكثر من عاصمة عربية , وادى الى انتكاس جميع جهود التنمية والرفاه لشعوب تلك المنطقة.
ثم اشار الى مفهوم الاعتدال في ممارسات الجماعة وهو من الاسباب التي منحتهم الألق الجماهيري الذي ترجم نفسه في صناديق التصويت النقابية او المهنية او البرلمانية او الرئاسية.
وقال إن من الاخطاء الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية اطلاق نعت « إسلاميين « على العديد من المجموعات وكأنهم « كتلةٌ صمَّـاء متجانسة « وما عرفوا أن الاخوان نسيج قائم بذاته يرفضون استخدام العنف ضد مخالفيهم , او استخدام تهديد التكفير والتخوين ضد خصومهم , او اراقة الدماء وتفجير الابرياء كما تمارس ذلك تنظيمات القاعدة ومجموعات بن لادن. والظواهري والزرقاوي ومن حذا حذوهم
وبمفارقة مذهلة , حافظ الاخوان على مكانة متميزة للمرأة في حين لم تطوِّر الحركات السلفية الاخرى مفهوما عصريا لدور المرأة في الاسلام. فالايديولوجية المعتدلة اللا عنفية للاخوان ستوصلهم الى سدة الحكم في الدول الخمس
والخلاصة
وبعد هذه الوصلة المنمقة من المديح للإخوان ومنهجهم هل استجابت واشنطن ودعمت الإخوان وأفسحت المجال لصعودهم لسدة الحكم ؟ أري أنها رتبت ونسقت لعدم عرقلة وصول الفائز بالتصويت الحر الشعب ومنعت تكرار ماحدث مع إخوان الجزائر قبل عقدين من الزمان هذا أقصي ما تستطيع واشنطن عمله في مرحلة صعود الإخوان وإن كانت تعمل في الخفاء والعلن مع المناهضين لحكم الإخوان فاعتبروا يا أولي الألباب ونصيحتي للرئيس أن يستفيد من جميع فئات ومكونات الشعب المصري وأخص بالذكر مصر القوية أو إسلام سكر خفيف ..والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات: