اعترف بداية ان تجاوزات الإعلام المصرى ضد سلطة القرار اصبحت شيئا لا يحتمل ولا يطاق وان اى مسئول سوف يفكر ألف مرة قبل ان يجلس على اى منصب فى هذا البلد.
هناك فهم خاطئ للنقد والفرق كبير بين النقد والبذاءة، هناك مسافة ضخمة بين الحقيقة والإتهامات لأن الحقيقة شىء مقدس والإتهامات سلاح النفوس المريضة هناك فارق كبير بين الحرية والصفاقة لأن الحرية تعنى اكثر من رأى واكثر من فكر والصفاقة تعنى الرأى الواحد الذى لا يقبل الحوار.
فى الإعلام المصرى الأن منابر لا يمكن ان تحسب على قدسية الكلمة ونزاهة الغرض وترفع السلوك نحن امام هجوم ضارى لا حدود له ولا قواعد ولا التزام ان العالم حولنا يتابع ما يجرى فى الإعلام المصرى وهو لا يصدق ان هذه هى مصر الثقافة والفكر اننا نتحدث عن السياحة ولماذا لا يأتى احد إلى مصر ويكفى ان يجلس اى مواطن اجنبى فى اى دولة ويشاهد ما يدور على الفضائيات المصرية لكى يلغى تذكرة السفر، كثير من الأشقاء العرب يتساءلون هل هذه هى مصر الأن ان ما نراه على فضائيات مصر يكفى لعدم التفكير فى زيارتها.
لقد شوه الإعلام المصرى كل شىء فى حياة المصريين فجمع فى سجل واحد كل الأمراض وكل الإتهامات وكل الفضائح وإذا سألت يقال لك اذهب الى امريكا وانجلترا وفرنسا لترى ما يفعله الإعلام هؤلاء لا يعلمون اننا لسنا امريكا ولسنا انجلترا ولسنا باريس وان لدينا من الأزمات والمشاكل ما يتطلب ان نحرص على هذا الوطن أقول هذا بمناسبة استقالة حكومة د. الببلاوى ولها اخطاء كبيرة ولها ايضا انجازات لن يذكرها احد وسط هذا الصخب الإعلامى المجنون.
لقد تعرضت هذه الحكومة لأسوأ اساليب التدمير المعنوى والأخلاقى من الإعلام المصرى امام اساليب رخيصة فى التهكم والإتهامات والقذائف ان النقد حق مشروع للإعلام ولكن ما نرى وما نسمع وما نقرأ لا يدخل فى نطاق العمل الإعلامى إلا إذا كان القلم تحول الى سكين والصورة تحولت الى قذائف ووجدنا انفسنا ما بين ارهاب يقتل وطنا وارهاب يدمر آخر ما بقى فيه.
نقلا عن صحيفة الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق