عمرو هاشم ربيع المصري اليوم
الأسلوب الذى يدير به الفريق غير المعلن الحملة الانتخابية للمشير عبدالفتاح السيسى قبل استقالته يحتاج إلى المزيد من التدريب، خاصة لو استمر بشخوصه بعد الاستقالة. فهذا الفريق بلا شك عاجز عن الحركة، وقليل الفطنة، ومورط للمشير، فيسىء للرجل داخل مصر وخارجها. والرجل (بالتأكيد) لا يستحق كل ذلك، لاسيما مع المخاطر الضخمة التى تحملها وحده للخلاص من حكم الإخوان، بعد أن هب الشعب قبله راغباً فى الخلاص منهم.
هنا نذكر بأمور عديدة للتدليل على ذلك، وهى أمور لم تعد خافية على أحد، فالشعب الآن ليس شعب مبارك، إذ إن الكل يتحدث فى السياسة رغم تباين الثقافات، خاصة بعد أن جعلت ثورة الإنترنت والموبايل والقنوات الفضائية الناس على دراية بكل كبيرة وصغيرة. والآن ماذا حدث من هذا الفريق؟
أولاً: الإيعاز إليه بالنصيحة فى تأخير الاستقالة من الجيش والإعلان الرسمى عن الرغبة فى الترشح، بدعوة أن الرجل كلما كان مرشحاً كانت فرصة خطئه أكبر وناله نقد، وهو شخص لايزال فوق النقد بسبب انتمائه للمؤسسة العسكرية. هذه الحجة تبدو صحيحة نظرياً، لكن فى الحالة المصرية تبدو خطأ كبيراً، فالرجل ينتظره محبوه للترشح، ولا معنى فى هذا الظرف الاستثنائى الذى تمر به مصر أن يجعل هؤلاء يضربون أخماساً فى أسداس فى موضوع ترشحه، لاسيما أن معظم البدلاء إما يعزفون أو ينسحبون من الترشح. كما أن النقد له كشخصية عامة آت لا محالة، ويجب أن يعتاده ويتسع صدره له، لأن القادم ربما يكون أدهى وأمر من النقد.
ثانياً: توريط المؤسسة العسكرية بقصد أو بدون قصد فى أعمال الدعاية للمشير، ما يخيف باقى المرشحين من نزاهة الانتخابات. هنا تبرز الوقائع التالية:
1- إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ أكثر من شهر موقف المجلس من ترشح المشير، وهو بلا شك إشراك الجيش فى العمل السياسى، وهو أمر ما كان يجب أن يقع فيه المشير، أو أن يوقع فيه المؤسسة العسكرية.
2- إعلان المشير السيسى منذ شهرين أن ترشحه سيكون مرهوناً بموافقة الشعب وموافقة الجيش، الأمر الذى يورط المؤسسة أيضاً فى العمل السياسى.
3- إعلان الجيش عن كشف طبى لعلاج مرضى الكبد الوبائى والإيدز، وإعلان المشير بأن الجيش سينفذ بناء مليون وحدة سكنية بالتعاون مع الإمارات. كل ذلك حتى لو صح فإن توقيته يجعل الجيش مشاركاً فى الدعاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق