أسرار النجاح في الحياة كثيرة. لكن أهمها الإرادة والإصرار علي النجاح، هذه الإرادة ترى في التحدي فرصة وتري في الأزمة سبيلا للنجاة. وهذه كانت رؤية سيراج هيرفاندا الشاب الإندونيسي الذي عاني الأمرين في طفولته جراء الفقر والعوز. لكنه كبقية أطفال العالم ومراهقيه، كان يري أن الكمبيوتر والإنترنت عالما ينقله من حال إلى حال. من ضيق القرية إلي رحابة العالم، ومن رحم الفقر إلي التمتع بالتعرف علي حياة الأثرياء. أكمل سيراج تعليمه الثانوي، لكنه لم يجد عملا يلائم طموحاته أو يغير حياته. ورأي القرية حوله مليئة بعمال فقراء غاية ما يقومون به هو صناعة الإثاث من الخامات الخشبية المحلية قليلة الجودة. لكنها رغم تدني قيمتها المادية متقنة ومفعمة بالقيمة المضافة التي يبثها هؤلاء الصناع من حركات أيديهم. كما أن هذه النوعية من الأخشاب لا تتوافر إلا في هذه المنطقة من شرق أسيا. ذات مرة أثناء رجوع سيراج من البحث عن عمل وجد أخيه قد صنع منضدة وكرسي رائعين من هذه الأخشاب المحلية. لمعت في رأسه فكرة نفذها علي الفور، قام سيراج بتصوير هذا الأثاث، واصطحب هذه الصور إلي أحد مقاهي الإنترنت، وقام بتحميل الصور عبر الحاسب، ثم بحث عبر جوجل عن المواقع المتخصصة في الصناعات اليدوية الدقيقة، وبعد أن طالع الكثير منها، اختار إحداها وقام بعرض صور الأثاث من خلاله، مشيرا إلي أنه مصنوع من خامات محلية وبطريقة يدوية توارثتها الأجيال في قريته. ووضع رقم هاتفه وعنوان البريد الإليكتروني الخاص به. بعد عدة أيام بدأت رسائل البريد الإلكتروني تتوالي علي الشاب الإندونيسي، بعضها يسأل عن سعر الأثاث، وبعضها يسأل عن ميكانزمات تصنيعه. وبعض ثالث منها يطلب تفاصيل عن مدى جاهزية عمليات الشحن، وعدد القطع التي يمكن أن تصل إلي الراغبين شهريا. أجاب سيراج علي بعض الأسئلة, وشعر بأن البعض الآخر منها يحتاج إلي النزول إلى شوارع قريته، وجمع معلومات من أهلها عن مخزونهم من هذه القطع الخشبية وقدراتهم الإنتاجية، واستطلاع إمكانية دخولهم جميعا ضمن خط إنتاج واحد يكفي لمتطلبات الأسواق الخارجية، بعد جولته تلك قام سيراج بتنظيم معلوماته ومراسلة الراغبين في الشراء، والتفاوض حول السعر، وقام بعقد صفقتين مبدأيتين، مكنتاه من شراء حاسب خاص به وشراء سيارة صغيرة رخيصة الثمن للتجول بها بين قريته والقري المحيطة التي تجيد نفس الصناعة. بمرور الوقت كون سيراج قاعدة من المعلومات حول مصنعي هذه النوعية من الأثاث، وبدأ في الاستعانة بآخرين لجلب الأخشاب اللازمة للصناعة من المناطق التي تضم أجود أنواعها. وبدأ في الإعداد لإنشاء ورش خاصة به، والاستعانة بالعمال المحليين. ويستعد حاليا لزيارة بعض المعارض العالمية وعرض منتجاته بشكل يليق بهذا الإبداع اليدوي معترفا بأنه لولا الكمبيوتر والإنترنت لما استطاع أن ينتقل بحياته هذه النقلة الهائلة، وينقل الخبرة بين الشرق والغرب، ويصبح وسيطا لعملية تبادل تجاري ناجحة قوامها الإبداع وسرها الحقيقي الإغراق في المحلية الذي يصل بصاحبه والمؤمنين به حتما للعالمية.
الخميس، 8 مايو 2014
يوليو 2013 1 استمع الإنترنت تنقل سراج الإندونيسى من فقر القرية إلى حياة الأثرياء
أسرار النجاح في الحياة كثيرة. لكن أهمها الإرادة والإصرار علي النجاح، هذه الإرادة ترى في التحدي فرصة وتري في الأزمة سبيلا للنجاة. وهذه كانت رؤية سيراج هيرفاندا الشاب الإندونيسي الذي عاني الأمرين في طفولته جراء الفقر والعوز. لكنه كبقية أطفال العالم ومراهقيه، كان يري أن الكمبيوتر والإنترنت عالما ينقله من حال إلى حال. من ضيق القرية إلي رحابة العالم، ومن رحم الفقر إلي التمتع بالتعرف علي حياة الأثرياء. أكمل سيراج تعليمه الثانوي، لكنه لم يجد عملا يلائم طموحاته أو يغير حياته. ورأي القرية حوله مليئة بعمال فقراء غاية ما يقومون به هو صناعة الإثاث من الخامات الخشبية المحلية قليلة الجودة. لكنها رغم تدني قيمتها المادية متقنة ومفعمة بالقيمة المضافة التي يبثها هؤلاء الصناع من حركات أيديهم. كما أن هذه النوعية من الأخشاب لا تتوافر إلا في هذه المنطقة من شرق أسيا. ذات مرة أثناء رجوع سيراج من البحث عن عمل وجد أخيه قد صنع منضدة وكرسي رائعين من هذه الأخشاب المحلية. لمعت في رأسه فكرة نفذها علي الفور، قام سيراج بتصوير هذا الأثاث، واصطحب هذه الصور إلي أحد مقاهي الإنترنت، وقام بتحميل الصور عبر الحاسب، ثم بحث عبر جوجل عن المواقع المتخصصة في الصناعات اليدوية الدقيقة، وبعد أن طالع الكثير منها، اختار إحداها وقام بعرض صور الأثاث من خلاله، مشيرا إلي أنه مصنوع من خامات محلية وبطريقة يدوية توارثتها الأجيال في قريته. ووضع رقم هاتفه وعنوان البريد الإليكتروني الخاص به. بعد عدة أيام بدأت رسائل البريد الإلكتروني تتوالي علي الشاب الإندونيسي، بعضها يسأل عن سعر الأثاث، وبعضها يسأل عن ميكانزمات تصنيعه. وبعض ثالث منها يطلب تفاصيل عن مدى جاهزية عمليات الشحن، وعدد القطع التي يمكن أن تصل إلي الراغبين شهريا. أجاب سيراج علي بعض الأسئلة, وشعر بأن البعض الآخر منها يحتاج إلي النزول إلى شوارع قريته، وجمع معلومات من أهلها عن مخزونهم من هذه القطع الخشبية وقدراتهم الإنتاجية، واستطلاع إمكانية دخولهم جميعا ضمن خط إنتاج واحد يكفي لمتطلبات الأسواق الخارجية، بعد جولته تلك قام سيراج بتنظيم معلوماته ومراسلة الراغبين في الشراء، والتفاوض حول السعر، وقام بعقد صفقتين مبدأيتين، مكنتاه من شراء حاسب خاص به وشراء سيارة صغيرة رخيصة الثمن للتجول بها بين قريته والقري المحيطة التي تجيد نفس الصناعة. بمرور الوقت كون سيراج قاعدة من المعلومات حول مصنعي هذه النوعية من الأثاث، وبدأ في الاستعانة بآخرين لجلب الأخشاب اللازمة للصناعة من المناطق التي تضم أجود أنواعها. وبدأ في الإعداد لإنشاء ورش خاصة به، والاستعانة بالعمال المحليين. ويستعد حاليا لزيارة بعض المعارض العالمية وعرض منتجاته بشكل يليق بهذا الإبداع اليدوي معترفا بأنه لولا الكمبيوتر والإنترنت لما استطاع أن ينتقل بحياته هذه النقلة الهائلة، وينقل الخبرة بين الشرق والغرب، ويصبح وسيطا لعملية تبادل تجاري ناجحة قوامها الإبداع وسرها الحقيقي الإغراق في المحلية الذي يصل بصاحبه والمؤمنين به حتما للعالمية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق