أروع عملية عبور فى التاريخ
تحت هذا العنوان يؤكد حماد أنه «نظرا لأن التوجيه الإستراتيجى الصادر فى 5 أكتوبر 1973 كان ينص على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطوير إمكانات القوات المسلحة، فقد تركت الأهداف العسكرية مرنة تسمح بالتغيير والتبديل على ضوء الموقف العسكرى وكانت الخطة العسكرية (بدر) مبنية على الأسس التالية المهمة المباشرة: اقتحام قناة السويس، وتدمير خط بارليف، وإنشاء منطقة رءوس كبارى على الشاطئ الشرقى للقناة على عمق 10 ــ 12 كم، وصد وتدمير الهجمات المضادة التى يقوم العدو بشنها.
أمالم المهمة الثانية ــ بحسب حماد ــ فهى «بعد وقفة تعبوية أو بدون وقفة تعبوية، تطوير الهجوم نحو الشرق للاستيلاء على خط المضايق الجبلية الإستراتيجية، وهى من الشمال إلى الجنوب (الختمية ــ الجدى ــ متلا ــ رأس سدر)»، ولتنفيذ الخطة الهجومية «بدر» تم حشد القوات المصرية فى منطقة البحر الأحمر العسكرية والجيشين الثالث والثانى الميدانيين، وتحديد الأنساق الأمامية والاحتياطية.
فى الساعة الثانية تماما، قامت أكثر من 200 طائرة مصرية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة من طراز «ميج 21» و«ميج 17» و«سوخوى 7»، بعبور قناة السويس فى اتجاه الشرق على ارتفاع منخفض، بعد أن أقلعت من 20 قاعدة جوية لتنفيذ المهمة المتمثلة فى الضربة المركزة الأولى فى عمق سيناء، والتى شملت مركز قيادة العدو فى «أم مرجم» ومركز الإعاقة والشوشرة فى جبل «أم خشيب» ومطارى «المليز» و«بير تمادا»، ومناطق تمركز احتياطات العدو ومواقع بطاريات الصواريخ «هوك» المضادة للطائرات ومحطات الرادار ومدفعيات العدو بعيدة المدى من عيار 175 مم، وبعض مناطق الشئون الإدارية وحصن بودابست (من حصون خط بارليف) الذى يقع على الضفة الرملية شرق بور فؤاد.
ويؤكد حماد أن الضربة الجوية نجحت نجاحا مؤثرا، وعادت الطائرات فى الساعة الثانية وعشرين دقيقة بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة تم الاتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوى من حيث الوقت والارتفاع. وكانت خسائر الضربة الجوية المركزة عبارة عن 5 طائرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق