أَمْثِلَةٌ لِقَاعِدَةٍ:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الحَالُّ المُرْتَحِلُ»!. قَالَ: وَمَا الحَالُّ المُرْتَحِلُ؟ قَالَ: «الذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ».
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي».
ـ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - سَأَلَ رَسُولَ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ»، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌ مَبْرُورٌ».
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[قَالَ]: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ».
ـ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (*)، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».
هذه إجابات شتى لسؤال واحد فما معنى هذا؟
معنى هذا أن حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد يكون مُتَّجِهًا إلى رعاية أحوال المخاطبين، فيبرز من العبادات والآداب ما يراه أليق بحياتهم، وما يراهم أمس إليه حاجة. ويسكت عن غيره، لا تهوينًا من شأنه، فقد يسكت عن أركان عظيمة القدر في الدين جاءت ببيانها آيات القرآن أو سنن أخرى.
والذى يستفاد من هذه الإجابات أنه لا يجوز أخذ حديث ما على أنه الإيمان كله.
كما أنه لا تجوز الغفلة عن الملابسات التى سيق فيها الحديث فإنها تلقى ضوءًا كاشفًا على المراد منه
المصدر
بحث موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية
للقرضاوي مجلة مركز بحوث السنة والسيرة 8 ـ 1415 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق