الاثنين، 12 يناير 2015

مقدمة كتابي طب الفقراء


المقدمة

«الأطباء هم المحامون الطبيعيون عن الفقراء))

تزامنت شيخوخة.فيرخو (الطبيب وعالم الأعصاب الألماني والناشط السياسي المعروف في القرن التاسع عشر) مع حدثين مثيرين: تفشي مرض التيفوئيد في عام 1847 واندلاع ثورات عام 1848 الفاشلة. من هذين الحدثين استخلص (فيرخو) نتيجتين مهمتين: الأولى تشير إلى أن ثمة علاقة متينة بين انتشار الأمراض وظروف الحياة الصعبة، والثانية تؤكد أن من بيدهم القوة يمتلكون وسائل فعالة لقهرِ من لا حولَ لهم ولا قوة. وتأسيسا على هذه العلاقة المتينة بين الأمراض والفقر أعلن فيرخو مقولته الشهيرة: «الأطباء هم المحامون الطبيعيون عن الفقراء(1)
و طب الفقراء هو نوع من الطب الشعبي يناسب الفقراء ثقافيا وماليا وليس كل ما فيه مخالف لقواعد الطب التقليدي القديم والحديث لكنه يختلف في الوسائل والنتائج وبعض وسائله تعتمد علي الدجل والشعوذة وغير مبنية على أي أسس علمية  لذا أردت أن أقدم في عملي هذا استقصاء لهذا النوع من الطب الشعبي وأنواعه ووسائله والتي تتسمع بالبساطة وقلة التكلفة في أغلب الأحيان وقد يشترك فيها الفقراء والأغنياء حينما تنحدر ثقافة الأغنياء أو حينما ترتقي ثقافة الفقراء مثل العلاج بالألوان والأصوات
وقد كتب في هذا المجال عدة كتب قديما وحديثا أشهرها كتاب( طب الفقراء والمساكين) للطبيب أحمد ابن الجزار القيراوني المتوفي سنة 979م
يقول الطبيب الجزار في مقدمة الكتاب : «لمّا رأيت كثيرا من الفقراء وأهل المسكنة عجزوا » عن علاج أمراضهم «لقلّة طاقتهم عن وجود الأشياء التي هي موادّ العلاج ... رأيت عند ذلك أن أجمع في هذا الكتاب ... العلل وأسبابها ودلائلها وطرق مداواتها بالأدوية التي يسهل وجودها بأخفّ مؤونة وأيسر كلفة، فيسهل عند ذلك علاج العَوَام على الأطباء، من أهل الفقر والمسكنة منهم بهذه الأدوية التي جمعتها .»(2)
والكتاب الثاني بعنوان أمراض الفقراء تأليف دزفيليب عطية وهو صادر عن سلسلة عالم المعرفة –المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب –الكويت وهو يتحدث عن أمراض العالم الثالث والكتاب عبارة عن242 من القطع المتوسط صدر سنة 1992 وسيأتي الحديث عن هذه الكتب بالتفصيل في ثنايا الكتاب
تنويه هام
أود أن أنوه أن عملي هذا أصنفه تحت فئة الأعمال الاجتماعية  التي ترصد ظاهرة طب الفقراء في مصر والعالم وليس بحثا طبيا يستدل به في معالجة الناس رغم أن كاتبه طبيب لأن هدفي منه معالجة الظاهرة الاجتماعية وليس معالجة أفراد بوسائل لا تعتمد في معظمها علي الدليل العلمي
وقد اعتمد في تأليفه على طريقة الأسئلة والأجوبة إيمانا مني أن السؤال هو مفتاح المعرفة  وأرجو أن يجد فيه الأسئلة والأجوبة لما دار في خلده عن سماع أو رؤية عنوان الكتاب وإن وجد فيه القارئ العزيز أي خطأ أو تقصير أو نقص فليتواصل معي فالعمل في النهاية جهد بشري قابل للخطأ والنسيان
كتبه د.صديق الحكيم 
10 يناير 2015

المصادر
1-سابولسكي:الفقر وأمراضه ،مجلة العلوم الأمريكية (ترجمة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي) المجلد 23 العدد أبريل 2007
2-ابن الجزار :طب الفقراء والمساكين طبعة مكتبة التراث 2009
3-فيليب عطية :أمراض الفقراء عالم المعرفة العدد 161

للتواصل مع الكاتب

توتير: dr8q@twitter.com

ليست هناك تعليقات: