- بوابة الوفد- متابعات:
- الأحد , 23 فبراير 2014 16:03
أقيم مساء أمس على خشبة المسرح الوطنى العراقى وسط العاصمة بغداد حفل اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية بمشاركة عربية ودولية.
وحضر الحفل وفد من الجامعة العربية برئاسة نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلى والسفير المصرى لدى بغداد الدكتور أحمد درويش والعديد من أعضاء السفارة وشخصيات حكومية وبرلمانية وجمع غفير من المثقفين والفنانين والأكاديميين.
وألقى وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر حمود كلمة في بداية الحفل ، أشار فيها الى أن الوزارة اقامت العديد من الاحتفالات والفعاليات والمهرجانات خلال هذا العام.
وأكد الحمود، عزم الوزارة بناء دار الأوبرا فى بغداد والذى كان حلما منذ الخمسينيات وإعادة تأهيل وترميم الشوارع القديمة كشارع الرشيد والكنائس القديمة فى العاصمة بغداد.
ومن جانبه أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلى فى كلمته خلال حفل الاختتام، أن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 أبرزت وجه بغداد المتعدد من ناحية الثقافات والأدب والفنون، متحدية الإرهاب الذى يضرب بغداد ويعبث بها.
وقال بن حلى، إن مشاركة جامعة الدول العربية فى حفل الاختتام هي فرصة لتحية العراق على نجاح هذه التظاهرة الثقافية العربية العامة التى سجلت نجاحه في ابراز وجه بغداد المتعدد من ناحية الثقافات والأدب والفنون وكافة مفاصل الحياة.
وأضاف ، أن بغداد أثرت الحضارة الإسلامية بالكنوز الثمينة فى جميع النواحى وهى لا زالت تثريه بالفكر والابداع وكان عام الثقافة هذا تقليد لبغداد لما قدمته من روائع الأدب والفن والعلم وما اضافته للحضارة العربية والإسلامية.
وأوضح بن حلى، أن إرساء تقاليد الجامعة العربية في تنصيب كل دولة عربية عاصمة للثقافة العربية ليس الهدف منه الاكتفاء باستدعاء التاريخ الثقافي والحضاري لهذه العاصمة وإنما هو أيضا لتحفيزها لتنشيط الحركة الثقافية وولوج لحركة المستقبل لمواصلة ابداعها الثقافي والتكنلوجي ومواكبة الحضارة الإنسانية وفنونها.
كما أنه يهدف إلى النهوض باللغة العربية وتطويرها وتطويع مفرداتها وابتداع مصطلحاتها لاستيعاب مختلف العلوم والتكنلوجيا والحفاظ على مكانتها بين لغات العالم الحية والتوجه بها نحو مجتمع المعرفة فاللغة العربية هى وعاء الثقافة العربية وهى النهر الذي تصب فيه ثقافات المجتمعات للبلدان العربية.
ولفت بن حلي إلى أن العالم احتفل امس في 21 من فبراير بلغة الأم واليوم نحتفل بهذه المناسبة في بغداد وما قدمته هذه المدينة العريقة من أكبر الروائع لادبنا وتاريخنا، مشيرا إلى أن اللغة هى الإطار المشترك الذي يقيم على الأطر الروحية والأخلاقية والحفاظ على هويتنا وبالذات في هذه المرحلة التاريخية التي ظهرت فيها دعاوى صدام الحضارات ونوازع التطرف والجهل والتعصب والخوض في ثقافة الأخر وبشكل أدق استهداف الثقافة العربية والعقيدة الإسلامية او ما اصطلح عليه" إسلام فوبيا".
وشدد نائب الأمين العام للجامعة العربية على وجوب التصدي بحزم لهذه المفاهيم الخاطئة والصور النمطية عن الإسلام وإبراز قيمه السمحاء ومثله العليا، لافتا إلى أن التأخر العربي في توطين العلوم والتكنلوجيا وعدم انتاجها هو الذي أدى إلى ضمور الثقافة العربية حاليا وسجل عجزنا عن مواكبة حركة الانتاج العلمي عن المستوى العالمي وإلى هذه الفجوة السحيقة التي تفصل دولنا العربية عن الدول المتقدمة في مجال الانتاج العلمي والتكنولوجي.
وأضاف ، أنه على سبيل المستوى العلمي هناك تقهقر عربي خطير في مجال الترجمة فبعد أن كان العرب وعاصمتهم بغداد من رواد العالم في هذا المجال نجد اليوم أن ما يترجمه العرب لايزيد عن 330 كتابا سنويا وهو ما يساوي نصف ما تترجمه دولة أوروبية مثل اليونان في سنة واحدة.
وتابع ، أن أخطر من ذلك وبحسب عدة تقارير فان الاجمال التراكمي للكتب المترجمة للعربية منذ عهد الخليفة المأمون في العصر العباسي وحتى اليوم لا يتعدى 100 ألف كتاب وهو ما يوازي لما يترجم سنويا الى اللغة الاسبانية لذلك لابد لنا من دق أجراس الخطر في هذا النقص الفادح في مكتبات الدول العربية والعمل على تحرير العقل العربي وجعله يفكر ويبدع وأن يتفاعل مع عصره كمنتج ومبدع ومخترع وليس فقط كمتلقي ومستهلك.