رابط المقال من الحياة اللندنية
يبدو أن لفت الانتباه عبر عناوين الكتب بات مطلباً تزداد أهميته كل عام، فمع ابتعاد الكثيرين عن ملامسة الصفحات الورقية، وتفضيلهم التعامل مع التقنية بمختلف أشكالها واستخدامها للقراءة والاطلاع، أضحى من اللازم العمل على جذب بعض القراء لإصدارات تستوقف الناظر من خلال أغلفتها، وتدفعهم إلى اقتنائها قبل أن يفاجأوا أحياناً بأنها خاوية من الداخل، ولا تعدو كونها حروفاً وحسب، في صورة تقارب شراء غلاف فاخر يعتقد أن بداخله قوالب من الشوكولاتة، لكنه في الحقيقة ليس إلا ورقاً لا قيمة لمحتواه.
في معرض الرياض الدولي للكتاب، كانت العناوين المُلفتة بارزة في مختلف دور النشر، وتناوب عليها مؤلفون مستجدون وقُدامى، فيما تنوّعت أساليب لفت الانتباه بينها، ففي الوقت الذي حملت بعض الإصدارات أسماء أنثوية، جاءت إصدارات أخرى لتحمل كلمات شعبية لا تُفهم للوهلة الأولى، في حين اختار آخرون توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في العناوين، وكأن هذه الحال تعكس ضعفاً في مقدار الثقة بالمحتوى الذي تتضمنه تلك الإصدارات، وخشية من عدم وصولها وتحقيقها الأثر المطلوب.
وتحظى الإصدارات ذات الأغلفة المُلفتة بنصيب من الوصول، كما تسهم في منح كتّابها قدراً من الجماهيرية، الأمر الذي اعتبره البعض أسلوباً يتيح للكثيرين خوض تجربة التأليف، طالما أنهم يحملون أفكاراً غريبة للعناوين.
وجاء بين الإصدارات التي كان لها حضورها في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، «من يعرف جنياً يتلبسني؟» للكاتب فهد عامر الأحمدي، و«حكومة بنت كحيلان» لسالم اليامي، و«تالا» و«الطقاقة بخيتة» لمحمد المزيني، إضافة إلى كتاب «رحيل حصة» للكاتبة فضيّة الريس، و«النمس في النمسا» لنبيل المعجل. وسجّلت مواقع التواصل الاجتماعي أثرها الواضح في عدد من الإصدارات، إذ اختار بعضهم أن يقتبس مما تم طرحه في تلك المواقع لتعبئة صفحات كتبهم، أو الحديث عن تلك المواقع ومدى تأثيرها من وجهة نظرهم، فكان من بينها كتاب «لبن العصفور.. 140 من أظرف التغريدات العربية» للكاتب مروان المريسي، و«شقشقات.. نصوص من عش الطائر الأزرق» للكاتب عبده خال، الذي شكّل مفاجأة لعدد من القراء واعتبروا الإصدار كسراً لعُرف مؤلفات الكاتب، وكتاب «أغاني العصفور الأزرق» لمحمد الرطيان، و«تغريد في السعادة والتفاؤل والأمل» لعبدالله المغلوث، و«آنستقرام» لعائشة ناصر، و«خواطر مغرّدين» لسعود العصيمي. ويعزو الاستشاري النفسي الدكتور جمال الطويرقي الاتجاه إلى لفت الانتباه من بعض الكتّاب للشعور بالنقص والدونية، مشيراً في حديث مع «الحياة»، أن «من المؤسف أن البعض أصبحوا يسيئون إلى الثقافة بإنتاج بعض المؤلفات الضعيفة، ويتجهون إلى اتباع أسرع الطرق للتسويق».