لمحة عن الكتاب : مقدمة هذا الكتاب كارثية. المقدمة تقول بأن هتلر من "العظماء" الذين كادوا أن يغيروا وجه العالم ومجرى التاريخ، وهنا يجب أن نقف طويلا وأن نتساءل كيف تحول هتلر، في ذهن القارئ العربي والناشر العربي، إلى رجل عظيم؟ يميل كثير منا إلى تمجيد هتلر وذكر "بطولاته" لكونه احتقر اليهود وحرقهم و"مسحهم بأستيكة" كما يقولون، بشكل أو بآخر نشعر كعرب، بصفتنا ضحايا لدولة إسرائيل، بأننا ننتقم من أعدائنا عندما نقرأ ما كتبه عن كرههم للنظافة وعن أنوفهم الطويلة وعن كونهم طفيليات على الحضارة وما إلى ذلك من أمور تبدو ملائمة لنا تماماً (بصفتنا ضحاياهم) لكي نشعر بالانتصار ولو قليلاً .. ولكن هذا غير صحيح، غير صحيح أخلاقياً لأن عنصرية هتلر لا تقف عند الشعب المختار، وغير صحيح لنضالنا ضد دولة إسرائيل أيضاً لأننا نستعير محارق ومجازر النازية على المستوى النفسي، ونتبناها أيضاً. عنصرية هتلر وإيمانه بتفوق العرق الآري وبوجوب استخدام بقية الأعراق الأخرى كـ "موارد مادية" لبناء الحضارة شأنها شأن "الخيل والماشية" .. وإيمانه بأن العرق الآري وحده يصنع الحضارة، وبأن بقية الأعراق هي محض متطفلة أو هادمة للجمال والثقافة والفكر .. كل هذه الترهات أصنفها - بمنتهى الراحة - في خانة أقبح أفكار قرأتها في حياتي.
كفاحي