الأربعاء، 19 فبراير 2014

المبدعة آية وهبي تفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في أدب الأطفال



كتبت المبدعة آية وهبي علي صفحتها بفيسبوك : أبلغت الآن بفوزي بجائزة الشارقة للإبداع العربي
في أدب الأطفال . عن ديواني للأطفال "شجيرة الليمون"
شكرا لدائرة الثقافة والإعلام - حكومة الشارقة هذا الجهد الجميل
شكرا زوجي ناصر محمد نوراني لمساندتك ودعمك
شكرا ملهمي .. حمودي وخلودي
والشكر لله أولا وأخيرا

عرض فيلم "رجال الاثار" في البيت الابيض

المخرج والممثل الامريكي جورج كلوني لدى وصوله لحضور حفل لعرض فيلمه الجديد (رجال الاثار) في لندن يوم 11 فبراير شباط 2014. تصوير: نيل هال -  رويترز

 (رويترز) - يحضر الممثلون جورج كلوني ومات دامون وبيل موراي عرض فيلمهم الجديد (رجال الاثارThe Monuments' Men) في البيت الابيض ليل الثلاثاء في ضيافة الرئيس الامريكي باراك اوباما.
ويتناول الفيلم -الذي اخرجه كلوني- قصة واقعية لجنود امريكيين في الحرب العالمية الثانية ينقذون اعمالا فنية من لصوص نازيين.
ويحضر العرض ايضا هاري ايدلينجر وهو عضو بالفريق الاصلي لرجال الاثار إلى جانب روبرت ايدلسيل مؤلف الرواية التي اخذ عنها الفيلم وسارا بلومفيلد مديرة المتحف التذكاري الامريكي للمحرقة في واشنطن.
ويوجد بالبيت الابيض قاعة عرض خاصة ويدعو احيانا نجوم السينما وشخصيات بارزة اخرى لحضور عروض للافلام الجديدة.
وتباينت مواقف النقاد حول فيلم (رجال الاثار) الذي يحتل المرتبة الثانية بفارق كبير خلف فيلم الرسوم المتحركة (ليجوLEGO) في الولايات المتحدة وكندا منذ بدء عرضه في وقت سابق هذا الشهر.

(اعداد اشرف صديق للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)


الأمير تشارلز يشارك في رقصة العرضة التقليدية في السعودية

الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا (في المنتصف) يرتدي جلبابا تقليديا ويرقص رقصة السيف المعروفة باسم العرضة في الرياض يوم الثلاثاء. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الانباء

ل
الرياض (رويترز) - يزور الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا السعودية في إطار جولة قصيرة يقوم بها في الشرق الأوسط.
وانضم الأمير لأفراد من الأسرة الحاكمة السعودية يوم الثلاثاء وشاركهم في رقصة السيف المعروفة باسم العرضة في العاصمة السعودية الرياض.
وكان تشارلز يرتدي جلبابا تقليديا للحفل الذي أقيم احتفالا بمهرجان الجنادرية الذي يستمر 17 يوما.

ومن المقرر أن يزور تشارلز قطر فيما سيكون ثاني زيارة يقوم بها للبلدين في أقل من عام وعاشر زيارة رسمية للسعودية منذ أول زيارة قام بها عام 1986.

عشر نصائح لبدء عمل خاص جديد




إذا كنت على استعداد لبدء عمل جديد خاص بك ولا تعرف من أين تبدأ، فإن النصائح التالية تعينك على ذلك، والتي أعدها موقع "يو اس نيوز" عن طريق عمل مقابلات مع عشرات من أصحاب الأعمال الناجحين وتحديد عشرة أمور، خمسة يجب أن تفعلها وخمسة أخرى يجب أن تجتنبها كي تبدأ عملك الجديد بنسبة عالية من الثقة والنجاح.

  
نصائح لبداية عمل جديد
خمسة أمور يجب أن تفعلها
01
كن على استعداد
احزم حقائبك وابحث عن رغبتك في كسب مزيد من المال، وساهم في استقرار حياتك الشخصية للبدء في عمل جديد.
02
اختر العمل المناسب
تأكد أن عملك الجديد مناسب لمهارتك الشخصية وإمكاناتك.
03
حياة مالية متوازنة
حاول أن تجعل عملك الجديد مساهما في تعزيز حساب التوفير الخاص بك.
04
اجعل لك أصدقاء
فالأصدقاء الجدد في نفس مجال عملك يدفعونك للإنجاز والتعلم. 
05
استخدم الإنترنت
حاول أن توفر عشر دقائق على الأقل يوميا للتواصل مع مواقع التواصل الاجتماعي لنشر منتجك ومعرفة آراء زبائنك.
خمسة أمور يجب أن تتجنبها
01
لا تنتظر وقتا طويلا
استغل الفرصة وابدأ من الآن، فكلما زاد الوقت تأخر إنجازك .
02
لا للفشل
لا تسمح للفشل أن يوقفك، فالفشل مرة يعني أنك حاولت فليس هناك نجاح دائم.
03
لا تنتظر المكاسب الكبيرة
من الممكن أن تكون مكاسبك قليلة ولكنها دائمة، فلا تتعجل وحاول أن تستغل أي فرصة لزيادة مكاسبك مع مرور الزمن.
04
لا تفرط في تكاليف بدء التشغيل
لا تفرط في تكاليف بدء التشغيل إلا لو قمت بحساب ما ستجنيه بدقة، وعوضت تلك التكاليف أولا بأول من ناتج استثمارك.
05
لا تبدأ بقوة قبل الدراسة
لا تبدأ بقوة في حين أنك من الممكن أن توفر وقتا وجهدا لو قمت بدراسة السوق جيدا وقارنت بينك وبين منافسيك لتستطيع أن تواجههم بثبات.

تشوهات خطيرة

عمرو حمزاوي

عمرو حمزاوي -- الشروق

تحدث صحافة خدمة السلطان وأبواق الأجهزة الأمنية وبرامجهم الفضائية تشوهات حادة في المساحة الإعلامية المصرية والمهن المرتبطة بها.
لست من هواة شخصنة الأمور العامة، ولست من الذين يختزلون المسالب في نفر من المتجاوزين أو المتورطين، ولست من المعنيين بالرد المستمر على الإفك الذي يروجه خدمة السلطان وأبواق الأجهزة الأمنية عن المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان عبر توظيف الصحافة والبرامج الفضائية لثقتي في أن الإفك لا يدوم في الأرض وأن التعامل معه إن بصيغة تفنيدية أو بصيغة انتقامية يصرف النظر والجهد عن العمل على تحقيق صالح الوطن في لحظة تحديات كبرى.
لذلك لست براغب هنا بالاشتباك مع كتاب أعمدة لا يمتلكون الكثير من الأفكار ولا يجيدون إلا التعريض بأخرين إما طلبا لشيء من الاهتمام العام أو أملا في أن يلتفت أحد في دوائر الحكم والنفوذ والمال أو في أي من مؤسسات وأجهزة الدولة إلى "الخدمات الرائعة" التي يمكن أن يقدموها لاغتيال المعارضين معنويا وشعبيا، ولا تشعرني صحف أبواق الأجهزة الأمنية وبرامجهم الفضائية إلا بالإشفاق على من تدربوا في الجامعات والمعاهد أو في محطات مهنية على البحث عن المعلومة وتوثيقها ونشر الحقيقة والالتزام بالموضوعية والنزاهة ثم تحولوا في إطار علاقة "الاستتباع في مقابل الحماية والعوائد" إما إلى مروجين لتقارير أمنية بدرجة رؤساء تحرير الصحف أو مرددين لمفردات التقارير هذه كتابة وعلى الهواء مباشرة بدرجة "مفكرين كبار" و"خبراء استراتيجيين" أو منفذين مباشرين لتعليمات دوائر الحكم والنفوذ والمال أو المؤسسات والأجهزة لتخوين هذا وذاك واغتيال آخرين معنويا وشعبيا بدرجة "صحفيين وإعلاميين مخضرمين."
ما يهمني ويعنيني هو رصد التشوهات الحادة التي تحدثها صحافة خدمة السلطان والأبواق وبرامجهم الفضائية في المجال الإعلامي المصري. وهذه التشوهات يتصدر قائمتها الطويلة إلغاء قيمة المعلومة والحقيقة والموضوعية والنزاهة المهنية، وإحلال ممالأة السلطان ونفاق الحكام وقبول الالتحاق بدوائر النفوذ والمال بحثا عن الحماية والعوائد والمصالح الشخصية (معنوية ومادية) كمنظومة بديلة ليس لها إلا أن تفسد العمل الصحفي والتليفزيوني.
ويلي ذلك خطر صرف نظر واهتمام الأجيال الوسيطة والشابة العاملة في المجال الإعلامي عن الاجتهاد والتطور الذاتي وتنمية القدرات المهنية ومن ثم الحيلولة دون الارتقاء جماعيا بالصحافة وبالقنوات الفضائية. جيل الشيوخ والمجموعات المتقدمة في العمر حسمت اختياراتها وبين صفوفها أسماء كثيرة لم تنقلب على المعلومة والحقيقة والموضوعية، وأسماء أكثر قبلت الاستتباع وخدمة السلطان وتمارسهما بإمكانيات تتفاوت. الأجيال الوسيطة والشابة هي التي تتحول إلى ضحية بدفعها بعيدا عن القراءة والإطلاع والمتابعة والتوثيق واختبار أساليب جديدة في الكتابة الصحفية والتغطية التليفزيونية، والزج بها إلى البحث عن موضع قدم في شبكات الممالأة والنفاق الواسعة ومزاحمة من سبقوهم إلى الاستتباع وبنفس الأدوات المعهودة - الترويج لتقارير الأجهزة الأمنية وتنفيذ تعليمات الحكام والنافذين وملاك الصحف والقنوات الفضائية.
أما التشوه الثالث الذي يطول العاملين والمشتغلين في المجال الإعلامي ويتجاوزهم فيتمثل في صناعة صورة نمطية بالغة السلبية عن الصحافة والبرامج التليفزيونية كمواطن لنشر الإفك وساحات تغيب عنها المعلومة والحقيقة والموضوعية وتعجز عن تناول قضايا الوطن وتحدياته الكبرى بجدية وبعين على التقدم والتنمية والعدل والحق. لذلك تخفق الصحافة والبرامج التليفزيونية في الاضطلاع بالمهمة المقدسة المنوطة بالإعلام في المجتمعات المعاصرة، مهمة السلطة الرابعة التي تراقب باسم الصالح العام ونيابة عن المواطنات والمواطنين السلطات العامة ومؤسسات وأجهزة الدولة والجهات الخاصة وتتتبع أفعالها وممارساتها وتكشف اختلالاتها ومناحي الفساد بها وتطالب بتغييرها وتصر على الشفافية والمعلومة والحقيقة، إن في السياسة أو خارج سياقاتها.

كيف صار الإخوان عنيفين؟

عماد الدين حسين

عماد الدين حسين -الشروق

كيف صار الإخوان عنيفين إلى هذا الحد؟! كيف انقلبت شخصية الإخوانى الهادئة المسالمة لتصبح بهذه العدوانية؟!.
هل كانت صفات السلمية والمسالمة مجرد شعارات تخفى تحتها هذا الكم الرهيب من العنف، أم أن ما حدث هو مجرد رد فعل على عنف أجهزة الأمن، أم أن الأمر يعود إلى أن الشخصية المصرية بأكملها اختلفت وصارت أكثر عدوانية بغض النظر عن انتمائها السياسى والفكرى؟!.
شخصيا صدقت كلام المرشد محمد بديع حينما وقف على منصة رابعة العدوية ليصرخ بأعلى صوته قائلا: «ثورتنا سلمية.. وستظل سلمية»، لكن المشكلة ان التطبيق على الأرض اختلف مع هتاف الميكروفون وتطابق مع تهديد ووعيد آخرين مثل طارق الزمر ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى وآخرين.
السؤال الجوهرى هو: هل تلك هى الطبيعة الأصلية للإخوان أم أن أجهزة الأمن أوقعتهم فى المصيدة ودفعتهم دفعا إلى العنف لترد عليهم بعنف أشد وتجعلهم مكروهين شعبيا؟.
خصوم الإخوان يقولون ان العنف صفة لصيقة بالإخوان منذ نشأتهم عام 1928، وكل كلامهم عن السلمية مجرد شعارات، وكل حركات العنف التى نشأت فى مصر والمنطقة هى روافد للتنظيم الأم، فى رأى هذا الطرف فان الرهان على سلمية الإخوان هى رهان على سراب.
لكن فريقا آخر يعتقد ان عنف الإخوان ناتج عن عنف أجهزة الأمن وقبل ذلك وبعده راجع إلى منظومة متكاملة من التحريض الذى مارسته قيادات الجماعة قبل فض اعتصام رابعة وحتى البيانات الأخيرة التى دعت إلى ابتكار حلول للتصدى لقوات الأمن وبعدها نشأت حركات مثل «ولع» و«مولوتوف».
فى ظنى أن هناك متغيرين رئيسيين: الأول هى التغييرات التى طالت الشخصية المصرية واتجاهها إلى العنف المبالغ فيه، ثم ان الجيل الجديد من شباب الإخوان لم يعد مثل الجيل القديم. جيل الآباء كان يعرف الحدود والمواءمات والخطوط الحمراء، لكن الجيل الجديد انكسر لديه حاجز الخوف منذ ثورة 25 يناير ولم يعد يخشى شيئا، ثم ان ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام الاجتماعى مثل فيس بوك وتويتر جعلت التحكم فى البشر وحركتهم أمرا غاية فى الصعوبة. التغيرات الاجتماعية وثورة الاتصالات والإعلام جعلت كثيرا مما كنا نعتقد انه بديهيات يتغير.
وبغض النظر عن سبب هذه التغيرات، فقد صار لدينا واقع ينذر بالمزيد من الدماء.
لم تعد قوات الأمن فقط ترتكب العنف، صار لدينا الآن جماعات أو عصابات منظمة ومسلحة تقتل كل يوم رجال الشرطة وتفجر المنشآت الأمنية والحكومية وتروع المواطنين فى الشوارع.
السؤال: من الذى يستفيد من عمليات الإرهاب سواء التى تتم فى سيناء أو فى القاهرة والمحافظات؟!.
نظريا يعتقد الإسلاميون انهم هم الكاسبون، لكن هؤلاء لا يدركون ان أى رجل شرطة يسقط شهيدا يعطى الشرطة الموافقة الشعبية على التنكيل بالإخوان واستحداث وإصدار المزيد من القوانين كى تواجه الإرهابيين خصوصا إذا طالبها المواطنون بفرض الأمن والنظام والقانون فى الشارع.
أتمنى ان يراجع اعضاء جماعة الإخوان موقفهم وان يسألوا أنفسهم سؤالا بسيطا وهو: ما هى المكاسب والخسائر من جراء مشاركتهم فى عمليات التظاهر العنيف ضد الحكومة وتأييدهم المستتر حينا والسافر احيانا للارهاب الذى يستهدف الحكومة ومعها كل المجتمع؟.

مؤسسة الفساد تتحدى

فهمي هويدي

من عجائب ومفارقات الثورة المصرية التى انطلقت ضد الاستبداد والفساد أنها بعد مضى ثلاث سنوات على نجاحها، قدمت خلالها نحو 5 آلاف شهيد، لم تحاسب أحدًا من المسئولين عن الاستبداد أو الفساد. فمبارك الذى كان رمزا للاثنين طوال ثلاثين عاما جرى تدليله فى محبسه، وأجريت له محاكمات فكاهية على اتهامات تافهة ثم تمت تبرئته فى نهاية المطاف. وما حدث معه تكرر مع بقية رجاله الذين حوكموا بنفس الطريقة الفكاهية وعوملوا بنفس الأسلوب، حيث ظلوا «باشاوات» فى السجون طول الوقت، ثم أطلق سراح أغلبهم واحدًا تلو الآخر، حتى الجرائم التى ارتكبت أثناء الثورة لم يحاسب عليها أحد. وكانت النتيجة أن كل الذين أجرموا فى حق البلد وفى حق الثورة غسلت أيديهم وبرئت ساحاتهم، وصاروا عند البعض «قيادات وطنية» تعرضت للظلم والافتراء من جانب الشباب الطائش والمتهور. كأنما أريد إقناعنا بأن الذين قاموا بالثورة هم الذين أخطأوا وأن الذين تسببوا فيها كانوا أبرياء ومجنيا عليهم.
الكلام أعلاه من وحى المؤتمر الصحفى الذى عقده المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات يوم الاثنين الماضى 17/2 وتحدث فيه عن استشراء الفساد فى صلب أجهزة الدولة ومؤسساتها المهمة والحساسة ومدى ضلوعها فى نهب ثروة البلد المالية والعقارية. وفيما فهمناه مما قاله الرجل فإنه حين لم يجد فى مصر برلمانا يحاسب وحين أدرك أن البيروقراطية المتحكمة صمت آذانها وامتنعت عن التحقيق فى بلاغات الجهاز فإنه لم يجد مفرا من مخاطبة الرأى العام من خلال وسائل الإعلام.
لقد أبرزت الصحف التى صدرت أمس تفصيلات المخالفات التى تحدث عنها المستشار جنينة ورصدها جهاز المحاسبات فى موازنة رئاسة الجمهورية فى عهد الدكتور مرسى، وهو ما يستحق التحقيق لا ريب، إلا أنها لم تكترث بالمعلومات الأخرى بالغة الأهمية التى تعلقت بأجهزة ومؤسسات الدولة الأخرى. لأن الأخيرة دلت على اتساع دائرة الفساد وتراكمه. من النماذج والحالات التى تحدث عنها المستشار جنينة ما يلى:
• إن أعضاء نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة والجيزة وهيئة الرقابة الإدارية ومسئولين مرموقين سابقين وحاليين استولوا على أراض فى الحزام الأخضر بمنطقة أكتوبر مساحتها 35 ألف فدان بالمخالفة للقانون، الأمر الذى ضيع على الدولة نحو 4 مليارات جنيه جراء تخصيص الأراضى لغير مستحقيها وبأسعار زهيدة.
• إن اللجنة المختصة بفحص مستندات المنطقة الخضراء منعت بأمر من النيابة من الاطلاع على 295 ملفا لشخصيات رؤى التكتم على أوضاعها، وأن مسئول جهاز المحاسبات المختص بالموضوع تلقى تهديدا حذره من عواقب الاستمرار فى أداء مهمته باعتبار أن من شأن ذلك تسليط الأضواء على فساد عدد من كبار المسئولين السابقين والحاليين.
• إن بعض مؤسسات الدولة رفضت التعامل مع جهاز المحاسبات، منها وزارة الداخلية، خصوصا أن الجهاز رصد مخالفات فى جهاز الأمن الوطنى وحده بقيمة مليارين ونصف مليار جنيه.
• إن بعض مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية مارست اعتداءات على مجرى نهر النيل وبعضها أقدم على ردم أجزاء منه وإقامة مبان خرسانية عليها. وقد قدرت المخالفات المتعلقة بنهر النيل بنحو 18 مليار جنيه.
• أعرب عن دهشته إزاء قيام وزارة العدل بإعداد مشروع للتصالح مع النيابة بشأن المخالفات التى وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية، التى ضعف فيها دور الدولة جراء الظروف التى مرت بها البلاد. وهى فكرة خطرة لأن تلك الفترة شهدت اندفاعا من جانب كثيرين لمخالفة القانون والاعتداء عليه، ويشكل المشروع المقترح غطاء يسوغ تلك الانحرافات ويكافئ الانتهازيين والجشعين والمنحرفين.
• قدم جهاز المحاسبات 428 بلاغا للنائب العام عن مخالفات وانحرافات فى مختلف أجهزة الدولة. لكن النيابة لم تبت فى 265 بلاغا وحفظت 28 بلاغا اخر. كما قدم الجهاز 227 بلاغا مماثلا إلى جهاز الرقابة الإدارية فلم يبت فى 161 منها وحفظت الرقابة 17 بلاغا. فى الوقت ذاته فإن الجهاز قدم 65 قضية لجهاز الكسب غير المشروع فلم يبت إلا فى ثلاث فقط وتم حفظ 6 قضايا. ويتعذر العثور على تفسير برىء للتقاعس عن التحقيق فى تلك البلاغات والعزوف ليس فقط عن النظر فيها، وإنما أيضا عن إخطار جهاز المحاسبات بالأسباب التى أدت إلى تجاهلها وعدم البت فيها.
• تحدث المستشار جنينة عن الفساد فى مجال النقل البحرى، وعن المخالفات فى شركات النفط، وعن إسراف أجهزة الدولة فى تعيين المستشارين فى حين أن ذلك دور مجلس الدولة الذى يضم قسما للفتوى والتشريع. وأشار فى هذا الصدد إلى أن الـ 2906 مستشارين الملحقين بتلك الأجهزة تقاضوا أكثر من نصف مليار جنيه فى العام المالى الأخير منها 100 مليون و900 ألف منحت لمستشارين عينوا بعد بلوغ سن الستين.
لقد طالب رئيس جهاز المحاسبات كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيل لجنة لتقصى حقائق الفساد المتفشى فى مختلف أجهزة الدولة، على غرار لجان تقصى حقائق الأحداث السياسية التى تشهدها مصر، وهو مطلب مهم استبعد الترحيب به لأن الفساد يضرب مصلحة البلد، فى حين أن الأحداث السياسية المشار إليها تمس مصلحة النظام، وفى الوقت الراهن فإن المصلحة الثانية مقدمة على الأولى.
حين وجدت أن المستشار جنينة يشير بأصابع الاتهام إلى مظان الفساد الكامن والمتراكم فى مختلف أجهزة الدولة، بما فيها تلك التى تعتبر نفسها فوق القانون، أدركت لماذا يلاحق الرجل بالاتهامات والمكائد وتصوب نحوه السهام التى تستهدف إزاحته من موقعه لإسكات صوته والخلاص من إزعاجه. ذلك أن مؤسسة الفساد المرتبطة بنظام مبارك لاتزال تحتفظ بعافيتها وبمنابرها. خصوصا ان الإنجاز الذى حققه ذلك النظام فى السياسة يغرى بمواصلة النجاحات فى مجالات أخرى.

رشدى سعيد: مصر «الغاطسة والطافية»

سمير مرقص

مقال سمير مرقص - المصري اليوم

(1)
منذ سنة رحل عنا رشدى سعيد الذى وصفناه بأنه أحد أحجار مصر الكريمة.. فلقد كان جيولوجياً ومثقفاً موسوعياً عظيماً.. له موسوعة عن النيل، الذى كان يتعامل معه ككائن حى.. وكان يربط بين حاله وأحوال مصر والمصريين.. كما كان حافظاً لكل بقعة من بقاع مصر يعرف قيمتها وأهميتها، وكيف يمكن أن يتم توظيفها لصالح تقدم مصر.. هذا بالإضافة إلى كثير من الدراسات التى تضمنت كثيراً من الأفكار التى لم تزل صالحة للتناول والاستعادة، وخاصة فى مرحلة حرجة كالتى تمر بها مصر.. من هذه الأفكار ما طرحه مبكراً فى منتصف التسعينيات تحت عنوان: «الحقيقة والوهم فى الواقع المصرى المعاصر».
(2)
يستهل رشدى سعيد دراسته بالكلمات الآتية: «هناك من الحقائق ما قد يزعج الكثيرين من النخب التى اعتادت أن تصور حياتها ومجتمعها على أفضل ما يكون، وتهمل بل تحرم الكلام عن الجزء المشين منه»، ولكنه اختار أن يخوض المهمة الصعبة ـ لاحظ عزيزى القارئ، فى وقت صعب- فى وقت كانت السلطة، كل سلطة ـ لا تطيق أن تسمع ما يضايق أو يؤرق.. اختار أن يقدم الحقائق عن المجتمع المصرى: «دون خداع أو إغراق فى الوهم».. قاصداً أن «يذكر النخب بحجم العمل الذى ينتظرهم لكى يعدوا مصر للدخول إلى القرن الواحد والعشرين».. من هنا انطلق رشدى سعيد فى تقديم فكرته عن:
«الكتلتين البشريتين: الطافية (وهى قلة قادرة على الحياة) والغاطسة (وهى الغالبة التى تعانى)؛ ومن خلال دراسة أحوال كل كتلة: تفصيلاً، عكس واقع المجتمع المصرى» ومن ثم المطلوب عمله.
(3)
قدَّر سعيد الكتلة الغاطسة ـ آنذاك ـ بـ 50 مليون نسمة، يتراوح دخلها الشهرى بين 100 و500 جم، ومجموع ما تحصل عليه من جملة الدخل القومى 25%، بالرغم من أنها تمثل 86%من جملة سكان مصر.. الأهم هو تبعات ذلك من نمط العيشة التى يحياها هؤلاء «الغاطسون»؛ والتى تخاصم كل ما هو آدمى وإنسانى وتبتعد كثيراً عن معايير الحياة الكريمة: بداية من التهوية الجيدة، ومروراً بالإضاءة، وغياب المرافق الأساسية، إلى الحياة إلى جوار أو بالقرب من الحيوانات والقمامة والمصارف...إلخ. أما الكتلة «الطافية» فلقد قدَّرها رشدى سعيد بنسبة 14%، فهم وإن كانوا يعيشون فى مستوى أعلى من العيش ويحصلون على النسبة الأكبر من الدخل القومى، ومن ثم يتمتعون بكل ما هو حديث من أجهزة، ويعيشون كل المجتمع الاستهلاكى بكل طاقتهم، إلا أنهم لا يتميزون كثيراًـ فى المجمل ـ من حيث الخصائص الحضارية، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، ومن هنا كان التخلف مركّباً. ويستمر رشدى سعيد فى تشريح الخريطة الاجتماعية المصرية، حيث يقسمها كما يلى: الشريحة العليا من كتلة البشر الطافية، والشريحة الوسطى من كتلة البشر الطافية، والشريحة الدنيا من كتلة البشر الطافية، ويرسم صورة اقتصادية/ اجتماعية لكل شريحة ويرصد أثر خيارات كل شريحة، وما آلت إليه مصر بفعل هذه الحقائق التى رصدها.
(4)
إن ما ذكره سعيد كان فى تقديرى ما عجَّل كثيراً بحراك 25 يناير، وما سيعجل بأى حراك فى المستقبل ما لم نتعاطَ مع الحقائق دون أوهام، وإن مصر جديدة غير غاطسة، مدخلها تحديث الخريطة المعرفية الطبقية/ الاجتماعية/ الثقافية الرائدة التى أنجزها رشدى سعيد وغيره من بناة المواطنة فى مصر.

آفاق عبر الأنفاق! محمد المخزنجي

محمد المخزنجي

محمد المخزنجي -المصري اليوم

قيل لى إنه حقق ثروة طائلة من التهريب عبر الأنفاق، وعندما سمعت حكايته وجدتنى أهتف متحمساً «حلال عليه»! بل أكثر من ذلك، وجدت فى حكايته ضوءاً باهراً فى آخر النفق، نفقنا ونفق العالم الثالث كله، وربما العالم الأول لو كف عن أنانيته وغروره. فصاحبنا كان يُهرِّب «أقراص الجِلّة» المصرية عبر أنفاق رفح إلى قطاع غزة! يشترى الواحد منها بستة قروش ويبيعها بستة جنيهات! وكان وهو يتربَّح يُنشِّط من حيث لا يدرى فضيلة «تدوير النفايات» وحماية البيئة فى قرانا التى تُصدِّر الجلّة، ويسارع فى إغاثة مواقد وأفران إخوة لنا مهددة بالانطفاء فى غزة، وغزة بالمناسبة ليست كلها ولا جلها حماس، فطوفان المليون غزاوى أو أكثر، الذين فاضوا فى شوارع القطاع احتفالا بذكرى تأسيس «فتح»، لم يكونوا فتحاويين كلهم، بل كان معظمهم رافضاً لحماس رفضاً مكتوماً ومقهوراً وجد فى الذكرى فرصة ليعبِّر عن رفضه دون أن يتعرض للقمع! لهؤلاء كان صاحبنا يمد يده، وما فى يده كان يفتح أفقاً لأسئلة شتى لدينا كما غيرنا..
إننا نشتكى من أزمة طاقة تتفاقم، وبدلاً من التوقف والتبيُّن ومراجعة أنفسنا والتيقن من صحة الطريق الذى ينبغى أن نسلكه للخروج من هذه الأزمة، نهرب إلى الأمام منجذبين إلى السحر الأسود فى غوايات الطاقة المريبة، فيهتف بعضنا للفحم ويغنى آخرون للنووى، بينما نحن وإن كنا نمتلك إمكانات كامنة ومهيأة للصقل والاغتناء والصعود، إلا أننا من منظور كتلتنا السكانية الضخمة المُهدَرة وعشوائيتنا الراهنة لانزال فقراء ومتخلفين نسبياً، وهذا يطالبنا بالاجتهاد والإبداع فى نطاق إمكانياتنا، ولو إلى حين ميسرة من الاستقرار والنمو والنهوض والانضباط والأمن، يومها يمكن أن نفكر بتبصُّر فى بدائل للطاقة من نوع ما يُسمَّى «الفحم النظيف»، أو «الطاقة النووية الآمنة»، وإن كنت أتصور، تبعاً للقفزات الواسعة التى تحققها أبحاث الطاقة النظيفة والمستدامة حاليا، أننا فى المستقبل إن توخينا الحكمة والرشادة والتواضع، سنحمد الله على رقة حالنا التى حمتنا من الوقوع فى حبائل تلك «النظافة» وعقابيل ذلك «الأمان» المزعومين فى طاقة الفحم والطاقة النووية وجعلتنا نسلك دروب الطاقات البديلة الحميدة من الشمس والرياح والموج وحرارة باطن الأرض والغاز الحيوى من الروث!
فى مرجع «مصادر الطاقة غير التقليدية» لمؤلفيه العالِمين الهنديين العالميين «شاوهان» و«سريفاستافا»، ورد أن الطاقة من المصادر الحيوية، وبينها الروث، تمثل 15% من الطاقة المستخدمة على مستوى العالم، وتمثل 38% من مجمل استخدامات الطاقة فى البلاد النامية، برغم أن الكفاءة تعوز معظم عمليات استخدام هذه الطاقة. ومثالها لدينا الطاقة الناتجة عن إحراق أقراص «الجِلة»، مما يُهدِر أكثر من نصف فوائد مادتها الخام التى تجود بها بطون البقر!
وبطون البقر أعجوبة، تهضم النباتات فتحولها إلى لحوم وألبان، وما يتبقى من الهضم يخرج كنزاً للطاقة النظيفة والسماد العضوى السخى. وهذا الإنجاز يتحقق بمرور ما تأكله الأبقار فى قناة هضمية بالغة الطول بها أربع معدات لا معدة واحدة، الأولى تعمل كغرفة تخمير تعج ببكتيريا التحلُّل اللاهوائية والثانية المتصلة بها تفرز جزيئات الغذاء المتحلل فترجع الكبيرة منها إلى الفم ليعيد مضغها فى عملية الاجترار، وتمرر مُستحلَب الجزيئات الصغيرة إلى المعدة الثالثة لتستخلص الماء وبعض الأملاح منه، ثم تمرر ما يتبقى إلى المعدة الرابعة أو «المنفحة» لمزيد من الهضم، بعدها تتلقى الأمعاء الدقيقة المحتوى المهضوم لتهضمه أكثر وتمتص منه العناصر الغذائية المهمة، وفى النهاية تجىء الأمعاء الغليظة والأعور ليحدث فيهما تخمر نهائى لبقايا المواد التى لم يُكتمل هضمها مع امتصاص الماء منها، فيتكون الروث.
بجمع الروث ووضعه فى خزانات محكمة معزولة عن الهواء يحدث تحلل تقوم به أربعة أنواع من البكتيريا فينتج غاز الميثان المعروف علميا منذ القرن السادس عشر باسم «غاز توهج المستنقعات»، ويصعد هذا الغاز فتتلقفه أنابيب تنقله إلى مستودعات التخزين أو فوهات غرف احتراق المحركات أو صهاريج المياه لإنتاج البخار لإدارة توربينات توليد الكهرباء. ولا ينتهى عطاء منجم بطن البقرة عند ذلك، فبعد تصاعد غاز الميثان القابل للاشتعال يتبقى من عملية التحلل اللاهوائى سماد عضوى أغنى وأبقى من كل الأسمدة الصناعية، وبأعباء لا تلوث البيئة بأدخنة مصانعها، ولا تزيد من أحمال الكهرباء المدعومة دون وجه حق لهذه المصانع شرهة الاستهلاك للطاقة.
الميثان، ذلك الغاز الحيوى، تتطور محطاته الصغيرة والكبيرة الآن بوتيرة متسارعة فى دول الجنوب، خاصة الهند، وحتى فى دول الشمال يتطور، فثمة أخبار مذهلة عنه تجىء من هذه الدول الغنية والمتقدمة، ففى اليابان طور فريق بحثى من جامعة «هوكايدو» وسيطا مساعدا لاستخراج الهيدروجين والبنزين من ميثان روث البقر. وفى الأرجنتين ابتكر العلماء أجهزة لالتقاط غاز الميثان الناتج عن تجشؤ الأبقار أثناء الاجترار. وفى أمريكا يختارون أماكن قريبة من مزارع الأبقار لإقامة توسعات مراكز الكمبيوترات العملاقة المسماة «مزارع السيرفرات» للحصول على كهرباء رخيصة من غاز الروث. أما المفاجأة الأكثر إدهاشا فهى اتجاه الشركة الأوروبية العملاقة لصناعة الطائرات «إير باص» لتصميم طائرة للمستقبل تعمل على غاز ميثان البقرى. فماذا عنَّا؟
الإجابة بها فتون وشجون، ففى يوم الأحد الماضى، أى اليوم نفسه الذى وقع فيه الحادث الإرهابى الخسيس الذى أودى بضحايا من ضيوفنا الكوريين فى طابا، افتتحت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة البيئة، محطة لتوليد الغاز الحيوى لاستخدامه وقوداً لفرن الأسمنت بمصنع القطامية التابع لشركة أسمنت السويس بتمويل ذاتى من الشركة بلغ 5 ملايين يورو. وعلى الدرب نفسه افتتحت فى إحدى قرى أسيوط وحدة لتوليد الغاز الحيوى والسماد العضوى تُغنى الفلاحين عن هموم أنابيب البوتاجاز والأسمدة الصناعية ضمن مشروع تتبناه الأمم المتحدة لإقامة 1000 وحدة من هذا النوع بدأت بـ100 وحدة فى القرى الأشد فقرا بمحافظتى أسيوط والفيوم، والبقية فى الطريق.
هكذا يلتقى قدرنا الصعب مع مسعانا الواجب نحو أفق أرحم، أن نجتهد لنستخرج طاقات آمنة ومتاحة ومُتجددة ولو من الروث لنخفِّف عن كاهلنا أعباء الاستدانة والتلوث والمخاطر، بينما نواجه إجرام شر البقر: مسعورو البشر!

مصر بين فاشيتين

حسام مؤنس

حسام مؤنس

 تخرج مصر فى ٣٠ يونيو للتخلص من فاشية باسم الدين لتقع أسيرة لفاشية جديدة حتى وإن ارتدت غطاء (الوطن)، فقد كانت واحدة من كبرى خطايا الإخوان وحلفهم أثناء السنة التى حكموا فيها البلاد أنهم يعتبرون من يخالفهم فى الرأى خارجا عن الدين وكافرا.
بينما الآن تجد نغمة سائدة منتشرة بدأت من بقايا نظام مبارك وامتدت لوسائل إعلامهم وأثرت فى قطاعات من الرأى العام ليصبح كل من يخالفهم خارجا عن الوطن وخائنا!
المذهل هو أن أكثر من أساءوا للدين بممارساتهم هم من تحدثوا باسمه وكفروا معارضيهم، وأن أكثر من أساءوا للوطن وأجرموا فى حق الشعب بسياساتهم وممارساتهم هم من يتحدثون الآن باسمه ويخوّنون مخالفيهم. لكن المذهل أكثر أن كليهما لم يستوعب الدرس، فلا التكفير ولا التخوين أتيا ثمارهما، بل كانت غشاوة عيون للحظات، التقط بعدها شعبنا رؤيته الصافية وبصيرته الحية فخرج ضد كليهما وانتصر لثورته ولأحلامه بوطن حر عادل مستقل.
لا يعنى ذلك إطلاقا أن مصر لا تتعرض لمؤامرات، داخلية وخارجية، وأن الدولة تواجه حربا جادة وخطرة، لكنه يعنى ببساطة أن هؤلاء الذين يتصورون أن مواجهة التآمر ضد مصر وشعبها وثورتها بالسياسات الحالية، وأن مواجهة الإرهاب تتم بممارسة أمنية تزرع بذور الإرهاب وتعمقه وتزيد رقعته بأكثر مما تقضى عليه، وهؤلاء الذين يستغلون كل ذلك لإعادة الخوف لقلوب المصريين وتمرير سياساتهم واستعادة نفوذهم ومصالحهم، هؤلاء جميعا هم أنفسهم من وصلوا بنا إلى ما نحن فيه، وهؤلاء الذين كانوا طرفا فى المشكلة لا يمكن أن يكونوا جزءاً من حلها، وهؤلاء الذين ينتمون للماضى وعقولهم أسيرة لطرق التفكير القديمة لا يمكنهم إدارة المستقبل وتبنى أفكار جديدة وحديثة لمواجهة التحديات التى يتعرض لها الوطن.
ولا يعنى نقدنا إطلاقا لممارسات المواجهة الأمنية أننا لا نتعاطف وننتمى ونتألم لدماء شهدائنا من ضباط وجنود الشرطة والجيش، وهم بالمناسبة فى أغلبهم من نفس القطاع الأعظم من المصريين البسطاء الفقراء الحالمين بحياة كريمة وحرة فى وطنهم، وهم من خرجت الثورة بالأساس لهم وبهم، وهم من سنبقى نؤمن بهم وننحاز لهم وننتصر بهم، وإنما هو باختصار يعنى نقدا لمواجهة تكرار الأخطاء التى يعد عدم الاعتراف بها فى درجة الخطايا، والاستمرار عليها فى درجة الغباء، فلا يمكن أن تكون مواجهة الإرهاب بالقبض العشوائى، ولا باعتقال شباب واجه سلطتى مبارك والإخوان، ولا بتوسيع رقعة الإحساس بالظلم، ولا باستعادة ممارسات لا تمت للإنسانية ولا لاحترام الحقوق والحريات بصلة، ولا يمكن أن تكون مواجهة المؤامرات بتسييد نغمة سياسية وإعلامية وشعبية تشوه كل من يختلف، وتخوّن كل من يقول رأيا، وتعادى كل من يسعى للتنوع والتعدد.
رائحة الكراهية والتخوين مصحوبة بالتشويه وتضليل الوعى التى سادت فى مصر فى الشهور الأخيرة، هى بذاتها جريمة تتحمل جماعة الإخوان وقادتها جزءاً كبيراً من مسؤوليتها بما غرسته من انقسام فى هذا المجتمع، وبسلوكها الغاشم بعد ٣٠ يونيو، لكن أيضا تتحمل السلطة الحالية بكل أركانها جزءاً ليس هينا من مسؤوليتها، إما بكونها طرفا مباشرا فى تغذيته ونموه، أو على الأقل بصمتها عليه وعدم مواجهته بشكل جاد وبإجراءات واضحة لا بتصريحات وخطابات.
مصر لن تكون مجددا أسيرة لفاشية، أياً كان اسمها ودافعها، مصر الحرة المتنوعة المتعددة الرائعة بوحدتها فى صف أهداف ثورتها هى الباقية، وهى التى ستنتصر.