الأربعاء، 26 فبراير 2014

دورة حياة الإنسان



دورة حياة الإنسان 
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول: عندما تمر علي الإنسان ذكري ميلاده ويتلقي الكثير من بطاقات التهاني والأماني بعمر مديد وحياة سعيدة من الأصدقاء والزملاء والأقارب لاشك فإنه يطرب ويسعد لذلك الأمر الرائع الذي ينم عن أهمتيه بالنسبة لهؤلاء المرسلين لبطاقات التهاني وأنه قد أصبح شيئا مذكورا من أجل ذلك يجد نفسه مطالب بوقفة للتفكر فيما مر من حياته ويسأل نفسه سؤالاً واحداً جامعاً ماذا قدمت فيما مضي من حياتي ؟ وكأي مسلم يؤمن بالبعث واليوم الآخر يقيم حياته علي ميزان الحسنات والسيئات أوالأعمال الصالحة والطالحة وعلي مبادئ الإسلام السمح التي أولها أركان الإسلام وأعلاها حسن الخلق مع البشر جميعا دون تميز 
ثم تأتي بعد ذلك تقيمات أخري لحياة الإنسان مثل التقييم المالي وهو الأبرز والأعلي صوتا في حياتنا المادية فيكون السؤال المنطقي ماذا أنجزت في العام المنصرم للتو ؟ماذا امتلكت وماذا ادخرت لمقبل الأيام وهكذا تتواصل الأسئلة في محور التقييم المالي لحياة الإنسان وهي قائمة طويلة من الحاجات ربما يقضي الإنسان جل عمره القصير في تحقيقها وكلما حقق حاجة ظهرت له أخري وهكذا دواليك وقد نظم الشاعر الجاهلي أمية بن أبي الصلت أبيات رائعة في وصف ذلك 
أشاب الصغير وأفني الكبير...كرالغداة ومرالعشي
إذا ليلة هرمت يومها...جاء بعدها يوم فتي 
نروح ونغدو لحاجتنا ...وحاجة من عاش لاتنقضي
تموت مع المرء حاجاته...وتبقي له حاجة مابقي 
ويأتي المحور الثالث من تقيمات حياة الإنسان وهو المحور الاجتماعي أوالعلاقات البشرية التي تبدأ من العلاقة الإنسانية مع الزوجة التي تتحمل المرء وتحاول قدر جهدها توفير السعادة لأسرتها الصغيرة وعلاقتي مع أطفالي والاجتهاد في تربيتهم تربية سليمة تساعدهم علي الحياة بنفس سوية بلا عقد أوتفريط 
ومن ضمن العلاقات الإنسانية مانطلق عليه صلة الرحم ولها فائدتين عظيمتين البركة في العمر والبسط في الرزق و تشمل جميع درجات القرابة من الإخوة والأخوات إلي الأعمام والعمات والأخوال والخالات وأهل ود أبي وأهل ود أمي كما يذكر الحديث الشريف
وهكذا تنتهي جلسة التفكر في حياتي كنوع من الاحتفال الخاص بمرور ذكري ميلادي وما العام المنصرم إلا حلقة في سلسلة تمثل دورة حياة الإنسان حيث يكون (جنيناً) وهو في بطن أمه ثم (وليداً) عندما تلده أمه ثم يسمي(صريخاً) بعد سبعة أيام من مولده ثم يسمى (رضيعاً)حين الرضاع ثم يسمى (فطيماً) عندما تفطمه أمه عن الرضاعة ثم يسمى (الدرج) عندما يحبوثم يسمى (النشيء) إذا بلغ العاشرة من عمرهثم يسمى (البالغ) إذا بلغ وظهرت علامات الرجولة ثم يسمي (الفتى) إذا ظهر الشاربويسمى(الشاب) حتى يبلغ الثلاثين ويسمى (الرجل البالغ) حتى الأربعين ويسمى (الشيخ) حتى الستين ويسمى (الهرم) إذا تجاوز السبعين ثم يصير إلي التراب ومن بعده الحساب وهكذا هي دورة حياة الإنسان 
خالص الشكر والامتنان لكل من تذكرني في يوم ميلادي ونسأل الله حسن الخاتمة 

ليست هناك تعليقات: