عماد الدين حسين | نشر فى : الأحد 16 فبراير 2014 - 8:50 ص | آخر تحديث : الأحد 16 فبراير 2014 - 8:50 ص
يوم الأربعاء قبل الماضى زار وزير الموارد المائية والرى الدكتور محمد عبدالمطلب روما والتقى مسئولى شركة «سالينى» الإيطالية للمقاولات التى تقوم بتنفيذ سد النهضة الإثيوبى لإقناعها ــ حسب مصادر تحدثت إلى بوابة الأهرام ــ بالتوقف عن تنفيذ المشروع بسبب آثاره السلبية على حصة مصر المائية.
قبل هذه الزيارة بيومين كان وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى قد زار روما فى إطار جولة شملت برلين ولاهاى.
وبعد أقل من أسبوع كان وزيرا الدفاع عبدالفتاح السيسى والخارجية نبيل فهمى يزوران موسكو ويلتقيان كبار المسئولين فيها لبحث العديد من الملفات من بينها ملف السد.
حسب معلوماتى فإن الجانب المصرى أثار القضية فى موسكو وطلب من موسكو أن تستخدم نفوذها لإقناع أديس أبابا بمراعاة حقوق مصر المائية.
من الواضح أن مصر تراهن على شن هجوم دبلوماسى شامل لإقناع إثيوبيا بالتمهل فى بناء السد أو تعديل مواصفاته، ويبدو أن هذا الهجوم ربما يكون تأخر كثيرا لكنه أفضل من عدم وجوده أصلا.
وطبقا لمعلومات شبه موثقة فإن القاهرة أقنعت غالبية مؤسسات التمويل الدولية وكذلك القوى الكبرى بعدم تمويل السد الإثيوبى، وإن مصر ستعتبر إقدام أى دولة أو مؤسسة أو شركة على التمويل عملا شديد العدائية موجها ضد حياة كل المصريين بالمعنى الحرفى.
المشكلة التى لاتزال «معصلجة» هى عدم القدرة على التأثير على شركة سالينى المنفذة للأعمال الإنشائية للسد، والسبب أنها شركة قطاع خاص، والحكومة الإيطالية لا يمكنها التأثير كثيرا عليها.
هل معنى ذلك أن نيئس؟ المؤكد لا، بل إن هناك إمكانية لاستخدام «الورقة الأمريكية» لإقناع واشنطن بتأييد وجهة نظر القاهرة فى الأزمة، كما أنه يمكن إقناع الصين بأداء الدور نفسه خصوصا أن بكين لها استثمارات ضخمة مع أديس أبابا.
بطبيعة الحال هناك أوراق كثيرة يمكن لمصر استخدامها لحسم ملف الأزمة وإقناع إثيوبيا بضرورة الاستجابة لصوت العقل خصوصا ورقة الاستثمارات الخليجية فى إثيوبيا.
الطبيعى أن نوجه كل إمكانياتنا الشاملة للضغط على إثيوبيا حتى تصل إلى قناعة خلاصتها أن الإصرار على سياسة فرض الأمر الواقع لن تجدى كثيرا، وأنه إذا كانت مصر تمر بظروف استثنائية هذه الأيام فإن ذلك لن يستمر طويلا.
بالطبع ليس كل العالم معنا فى دعم موقفنا بشأن السد، وللأسف خسرنا مواقف إقليمية ودولية كثيرة كانت مضمونة لنا طوال الوقت. عندما قال مبارك لعمر سليمان ولسائق سيارته «لف وارجع» بعد محاولة اغتياله فى أديس أبابا عام 1995، استدارت مصر لكل إفريقيا واتجهت غربا. الدول المؤثرة فى القارة صارت ضدنا وتفرح وتسعد وتشجع عزلتنا اعتقادا أن ذلك سوف يفسح الطريق لها دوليا.
حتى السودان الشقيق تخلى عنا فى الأزمة الأخيرة سواء لأن السد قد يفيده فى مسألة منع الطمى والتزود بالكهرباء أو لأى سبب آخر.
أمريكا وأوروبا لن تدعمنا فى قضية السد لوجه الله، إلا إذا قدمنا لها مقابل.. هكذا تدار العلاقات الدولية.
مبارك هو المتهم الأكبر، ومحمد مرسى
«زاد الطين بلة» بالمؤتمر الكارثى فى رئاسة الجمهورية على الهواء مباشرة، لكن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد.
علينا بذل كل الجهود الممكنة لأن مصر بأكملها مهددة بالعطش وهذه قضية ينبغى أن يختفى فيها التنافس السياسى الداخلى فورا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق