الجمعة، 7 مارس 2014

ثلاث قصص يرويها لنا التاريخ عن الطغاة



إن التاريخ يروي لنا قصص كثيرة عن الطغاة أليس كذلك؟

نذكر منها هنا ثلاث قصص أوردها خالص الجلبي في مقال له بديع في الحوار المتمدن 2011

القصة الأولي

في 25 فبراير 1956 م في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي استهل خروتشوف خطابه بهذه الفقرة:

(إنه من غير الجائز ومن الغريب عن روح الماركسية اللينينية أن ترفع شخصاً واحداً وتحوله الى سوبرمان يملك صفات غير طبيعية مماثلة لصفات اله يعرف كل شيء، ويرى كل شيء، ويستطيع أن يصنع كل شيء، ويفكر عن الجميع، ويكون معصوماً في سلوكه).

أما ستالين البلطجي صاحب شوارب الصقر فكان يجمع في شخصه:

(أنه أعظم فلولوجي، أعظم اقتصادي، وأعظم مؤرخ، وهو قائد الانسانية العبقري، وأعظم قائد عسكري في جميع الأزمنة والأمم، وهو قائد الطبقة العمالية في كل مكان، وقائد الانسانية التقدمي، والزعيم المعصوم، وأكبر عبقرية عرفتها الانسانية)؟؟

في الوقت الذي كان يرسل المجرم الى معسكرات الاعتقال سبعة ملايين انسان ويقتل مالايقل عن نصف مليون، وفي عام 1938 م كان يعدم من نخبة المجتمع السوفيتي (الأدمغة) في وجبة واحدة كل يوم ألف انسان في موسكو، وتمت طباعة مالايقل عن 600 كتاب عن قدسيته بين عامي 1946 و1952 ووزع منها عشرين مليون نسخة، مما جعل المؤرخ الماركسي (ميديفيف) يقول إن ستالين:

(عمل على خلق دين اشتراكي. أما اله ذلك الدين الجديد الكلي القدرة الكلي المعرفة الكلي القداسة فكان ستالين نفسه).

وينقل (نديم البيطار) في كتابه من (التجزئة الى الوحدة) عن كتاب (دع التاريخ يحكم) لمؤلفه (كوالاكوفسكي) أنه:

(ليس هناك بين طغاة ومستبدي الماضي من اضطهد ودمر عدداً كهذا من مواطنيه). 

القصة الثانية

أما ماوتسي تونغ في الصين فينقل (البيطار) أنه قد حلت صوره محل صور الالهة القديمة وأعلن مجلس السوفيات البلدي في بكين:

(في السابق عبدنا كوان لينج الذي قيل فيه أنه كلي القدرة أين قدرته الآن؟ من يجب أن نعبد؟ يجب أن نعبد الرئيس ماو؟).

أما الشعراء فقد وصفوه أنه لو كان في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر من المداد لعجزت عن كتابة آيات حسنه وكماله :

(من الممكن استنزاف جميع كلمات المدح في العالم، ولكن هذه الكلمات لاتستطيع التعبير عن حكمتك وعظمتك، يمكن استنزاف جميع أناشيد العالم ولكن هذه الأناشيد لاتستطيع التعبير عن صفاتك ومنجزاتك الكبيرة). 


القصة الثالثة 

يذكر الكاتب والصحفي الألماني (بيتر شول لاتور) أنه زار سوريا في وقت كان يقتل في حماة ثلاثين ألفا من الأنام وتطحن عظامهم في مقابر جماعية؟ فطالعته في الساحة العامة صورة الرئيس بحجم هائل تطل من علياء قال أدركت يومها لماذا حرم الاسلام الصور؟

كانت هذه ثلاث قصص مما يرويه التاريخ لنا للطغاة في القرن العشرين 

ليست هناك تعليقات: