‏إظهار الرسائل ذات التسميات ساما ،شركات، وزارة التجارة، تريليون. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ساما ،شركات، وزارة التجارة، تريليون. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 19 مارس 2014

تقرير «ساما» السنوي.. للتاريخ أم للمستقبل؟



تقرير «ساما» السنوي.. للتاريخ أم للمستقبل؟

عبدالحميد العمري
في الزمن الذي تتحرك فيه الأحداث والتطورات الاقتصادية والمالية بسرعةٍ هائلة، لدرجةٍ أنْ عاماً مالياً واحداً في وقتنا الراهن، أصبح يضمّ في طيّاته من تغيراتٍ ما يفوق مثيلها خلال عقودٍ مضتْ من عمر الاقتصاد العالمي! أؤكد القول؛ في هذا الزمن المتسارع التقلبات والتطورات، لا تزال مؤسسة النقد العربي السعودي أسيرةً لتاريخٍ قديم عتيق جداً، يعود بها لنحو نصف قرنٍ من عمرها المديد أو أكثر! تجد قوام هذه النظرة البيروقراطيّة في التقرير السنوي الذي تصدره مرةً كل عام. مثال ذلك تقريرها السنوي الأخير التاسع والأربعون المؤرّخ صدوره في يوليو 2013، عَقد لأجله محافظها مطلع هذا الأسبوع مؤتمراً صحفياً، أي بعد ثمانية أشهرٍ من تاريخ صدوره!
ألقى محافظ المؤسسة خلال المؤتمر كلمةً افتتاحية "منشورة على الموقع الإلكتروني للمؤسسة"، أوضح فيها عدداً من التطورات الاقتصادية والمالية المحلية، مع الإشارة إلى أنّ ما ورد في المؤتمر يعتبر حديثاً عن إحصاءات جاء صدورها بعد تاريخ إصدار التقرير السنوي! ذلك أنّ أحدث البيانات السنوية التي أستعرضها التقرير السنوي الأخير للمؤسسة انتهتْ بنهاية 2012، وبالنسبة للبيانات النقدية فتصل إلى نهاية الربع الأول 2013، كما يجدر الإشارة إلى أنّ المؤسسة تصدر أيضاً خلال العام المالي الواحد، تقريرين كل ثلاثة أشهر "ربع سنوية"، التقرير الأول بعنوان: تقرير التضخم، يتطرّق إلى نشر تطورات التغير في الأسعار. التقرير الثاني: التطورات النقدية والمصرفية.
سيُلاحظ من يقرأ تلك التقارير، أنّها تتبع الأسلوب الوصفي، أكثر من كونه تحليلاً يضع التفسيرات والأسباب التي أدّتْ لحدوث تلك التطورات، والمقصود هنا "بالوصفي" أنْ تصف تطور سلسلة البيانات، إمّا أنّها ارتفعت أو انخفضتْ أو استقرّت، دون التعمّق في الأسباب التي أفضتْ إلى تلك التغيرات في البيانات، أو حتى الحديث عن الآثار المترتبة على تغيراتها، كما لا يوجد أي تقديرات مستقبلية لتلك المتغيرات، سواءً لعامٍ قادم أو حتى أعوام قادمة. بالطبع هذا الأسلوب "الوصفي" الرتيب، يُفقد التقرير كثيراً من فائدته كواحدٍ من أكبر المخازن المعلوماتية التي تضمّها تلك التقارير، والتي تُعد على الرغم من كل ذلك من أهم التقارير الاقتصادية المحلية الصادرة، كما يمنح مؤسسة النقد ميزةً إضافية عن غيرها من الأجهزة الاقتصادية والمالية لدينا، أنّها تكاد تكون الجهة الرسمية الوحيدة الأكثر انتظاماً في إصدار التقارير الإحصائية الشهرية وربع السنوية، وهذه تُحسب دون شك للإدارة القائمة عليها في مؤسسة النقد، ولكن
لماذا يجب أن تخلع مؤسسة النقد العربي السعودي - بوصفها الوظيفي "البنك المركزي" - رداء مجرّد "وصف" التطورات الاقتصادية والمالية والنقدية؟ وأنْ تتحرّك بديناميكية أنشطُ وأسرع مما هي عليه الآن، لتضع ثروة تلك المعلومات تحت مجهر التحليل والفحص، وأنْ تطرح رأيها التحليلي والمهني اقتصادياً ومالياً تجاه التطورات المحلية والإقليمية والدولية كافّة. هذا هو الدور التقليدي الذي تقوم به البنوك المركزية في أيّ اقتصادٍ حول العالم، سواءً في الوقت الراهن أو منذ سنواتٍ عديدة، وهو أيضاً ما نصَّت عليه المادة الخامسة من نظام مؤسسة النقد العربي السعودي الصادر قبل 58 عاماً، حيث وردتْ بالنص على أنْ: "تقوم المؤسسة بإنشاء دائرة للأبحاث، وظيفتها جمع وفحص كل المعلومات اللازمة، لمعاونة الحكومة والمؤسسة في وضع وتنفيذ السياسة المالية والاقتصادية التي تنتجها".
تنحصر الجدوى الوحيدة من تلك التقارير في مجرد كونها مصدرا تاريخيا للمراكز البحثية والباحثين والمتخصصين، وحصراً فالفائدة الأكبر تتركّز على البيانات الإحصائية المرفقة بالتقارير، فيما تنخفض الفائدة كثيراً أو تكاد تنعدم من النصوص الوصفية التي يكتظ بها التقرير، التي تبدأ إمّا بارتفع أو انخفض أو استقر! دون أيّ تفسيرٍ يُذكر للأسباب والعوامل التي أفضتْ لتلك التطورات، ودون أي توقّع للمستقبل القريب أو المتوسط أو حتى البعيد. بل إنّه من اللافتْ سواءً في التقرير السنوي أو في التصريحات الصادرة عن مؤسسة النقد، أنّها حينما تشير إلى التطورات المحتملة في المستقبل، غالباً ما تسندها إلى مؤسساتٍ ومنظماتٍ دولية كصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو غيرها من الجهات الأخرى، فيما تتحرّج كثيراً أنْ تعلن عن أي توقّع مستقبلي يمثّل رأي الفريق الاقتصادي لديها، والذي يضم نخبةً من الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلاً عالياً.
يجب أنْ تتصدّى مؤسسة النقد بموجب الأدوار التي أقرّها نظامها الأساسي، وكبنكٍ مركزي في البلاد، وقياساً على الكوادر الوطنية المؤهلة لديها، أؤكد أنّ عليها أنْ تتصدّى بالرأي والتحليل الاقتصادي الموضوعي للتطورات الاقتصادية كافّة، سواءً كانت محلية أو عالمية، وأنْ تضع تقييمها المحايد لتلك التطورات والمتغيرات، وأنْ تبيّن الآثار المترتبة بكل اتجاهاتها على أي منها في مقدراتنا ومواردنا الاقتصادية، وأنْ تنشر توقعاتها وتنبوأتها المستقبلية المحتملة، وتضع وفقاً لتلك النتائج والآثار المحتملة توصياتها ومقترحاتها.
لا تقف أهمية هذه المهام والمسؤوليات عند مجرد مبادرة مؤسسة النقد بالقيام بدورها المنصوص عليه نظاماً، بل يتجاوزه في أهميته القصوى ليبيّن للحكومة ومنشآت القطاع الخاص والمجتمع، الجدوى من عدمها تجاه السياسات والبرامج والإجراءات والقرارات التي تتحكم في مسار ومقدّرات اقتصادنا الوطني، وتضطلع بدورها الكاشف لأي خللٍ محتمل قد يتغلغل لأي سببٍ كان في أيّ من تلك السياسات أو القرارات، والعمل مبكراً على معالجته قبل أن تتفاقم مخاطره. هذا بدوره سيسهل كثيراً من مهام صاحب القرار، والجهات الرسميّة المعنيّة بتلك المتغيرات، إضافةً إلى كلٍ من المجلس الاقتصادي الأعلى ومجلس الشورى، والعديد من الجهات الرقابية، والمؤسسات المختلفة في القطاع الخاص ذات العلاقة.
أين رأي وتحليل مؤسسة النقد العربي السعودي من التطورات الجارية على مستوى كل من: (1) السوق العقارية والإسكان، (2) سياسات السعودة وسوق العمل والبطالة، (3) السوق المالية، (4) بيئة الاستثمار المحلية، (5) المتغيرات الديموغرافية والاجتماعية للمجتمع بكل شرائحه السكانية، (6) قياس مدى تحقق الاحتياجات الإنمائية على مستوى الصحة والخدمات البلدية والنقل والتعليم والتدريب والتأهيل، (7) أثر التحولات والأزمات التي يمر بها الاقتصاد العالمي في اقتصادنا ومقدراته وموارده، (8) تقييم خطط التنمية وبرامجها وسياساتها المختلفة، ومدى جدواها من عدمه، (8) تقييم كفاءة استهلاكنا لمواردنا من الطاقة بمصادرها المختلفة، والحلول المقترحة لرفع الكفاءة وتقليل الهدر فيها. هذه مجرّد أمثلة لا للحصر، تقتضي الاعتبارات المهمّة التي أُشير إليها أعلاه، أنْ تضطلع مؤسسة النقد وفقاً لدورها كبنك مركزي وبما نصَّ عليه نظامها الأساس، بمواجهة تلك المهام والمسؤوليات على أعلى المعايير المعمول بها دولياً، وألا يقف دورها عند "نقطة خارج الزمن" التي تقف عليها في الوقت الراهن، فهل سنرى خروجاً قريباً من هذه النقطة، أمْ سيدوم بقاء المؤسسة في قعرها؟!.

الخميس، 20 فبراير 2014

77 ألف شركة في المملكة برساميل تجاوزت تريليون ريال

77 ألف شركة في المملكة برساميل تجاوزت تريليون ريال

كشفت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) أن العدد الإجمالي للشركات القائمة في المملكة المرخصة من وزارة التجارة والصناعة بلغ 76.775 شركة بإجمالي رساميل تجاوز تريليون ريال، وذلك بنهاية عام 2012. مشيرة إلى أن قطاع التجارة والصناعة حقق معدلات نمو ملحوظة، إذ ارتفع عدد السجلات التجارية التي أصدرتها وزارة التجارة بنسبة 19.3 في المئة خلال 2012 بإنشاء 8.783 شركة جديدة متنوعة، مقارنة بـ7.360 شركة أنشئت عام 2011.

وأوضح التقرير السنوي لمؤسسة النقد - وفق وكالة الأنباء السعودية أمس - أن إجمالي رؤوس أموال الشركات الجديدة في 2012 بلغ 17.5 بليون ريال، بمتوسط رأسمال قدره مليونا ريال لكل شركة، في مقابل إجمالي رؤوس أموال للشركات الجديدة لعام 2011 بلغ 26 بليوناً منخفضاً بنسبة 32.7 في المئة.

وشكلت الشركات المساهمة النسبة الأكبر من إجمالي رؤوس الأموال للشركات الجديدة في عام 2012 بنسبة تمثل 66.5 في المئة، تلتها الشركات ذات المسؤولية المحدودة بنسبة 17.5 في المئة.

وبالنسبة إلى العدد الإجمالي للشركات المرخصة البالغة 76.775 شركة بنهاية 2012 البالغة رساميلها أكثر من تريليون ريال، فإن رساميل الشركات المساهمة شكلت 85.2 في المئة من إجمالي تلك الرساميل، بينما شكلت رساميل الشركات ذات المسؤولية المحدودة 14 في المئة، وشركات التوصية البسيطة 0.5 في المئة، ثم شركات التضامن بنسبة 0.2 في المئة من إجمالي رؤوس أموال الشركات القائمة حتى نهاية عام 2012.

وقال التقرير إن وزارة التجارة والصناعة أصدرت خلال عام 2012 سجلات تجارية لإنشاء 158.134 مؤسسة تجارية توزعت على مختلف مناطق المملكة بنسب متفاوتة، كان النصيب الأكبر منها لمنطقة الرياض بـ 26.2 في المئة، تلتها المنطقة الشرقية بـ 18.3 في المئة، ثم منطقة مكة المكرمة بـ 17.1 في المئة، وذلك من إجمالي عدد المؤسسات التجارية الجديدة خلال عام 2012.

وبلغ العدد الإجمالي للمؤسسات التجارية العاملة في المملكة المرخصة من وزارة التجارة والصناعة بنهاية عام 2012 996.500 مؤسسة تجارية، منها 29.5 في المئة في منطقة الرياض، و22.6 في المئة في مكة المكرمة، و17.1 في المئة في المنطقة الشرقية.

وفي مجال الصناعة، أشار التقرير إلى أن وزارة التجارة والصناعة أصدرت خلال عام 2012 تراخيص صناعية لإنشاء 659 مصنعاً جديداً في مختلف الأنشطة الصناعية بتمويل إجمالي بلغ 9.3 بليون ريال، توفّر فرص عمل لما يزيد على 34.500 موظف وعامل، مفيداً بأن تصنيف تراخيص المشاريع الجديدة لعام 2012، بحسب نشاطها الصناعي وإجمالي تمويلها، تضمّن صدور 22 ترخيصاً لصناعة الفلزات القاعدية بإجمالي تمويل بلغ 2.3 بليون ريال، يشكل ما نسبته 25.1 في المئة من إجمالي تمويل التراخيص الصناعية الصادرة هذا العام.

وشهد عام 2012 ارتفاع العدد الإجمالي التراكمي للمصانع القائمة في المملكة المرخصة من وزارة التجارة والصناعة بموجب نظامي حماية وتشجيع الصناعات الوطنية واستثمار رأس المال الأجنبي إلى 5.862 مصنعاً منتجاً، بإجمالي تمويل بلغ 856.6 بليون ريال، توظف 766.900 موظف وعامل. ولفت إلى تصنيف المصانع المنتجة بحسب نشاطها الصناعي وإجمالي تمويلها البالغ في مجال تمويل صناعة المواد والمنتجات الكيماوية لعدد 580 مصنعاً 452.8 بليون ريال، بنسبة 52.8 في المئة من إجمالي تمويل المصانع القائمة في المملكة، تليها صناعة منتجات المعادن اللالفزية الأخرى لعدد 1.090 مصنعاً بمبلغ 80.8 بليون ريال، بنسبة 9.4 في المئة من إجمالي التمويل.

المصدر: الحياة اللندنية