الخميس، 27 فبراير 2014

حادثة .. بقلم ورسم: د.سوسن أمين



حادثة
د.سوسن أمين
ورماد من بعد حريق..ودموعا تأبى التصديق       
أحلام عمرينا تلاقت.. فكان ميلاد التشريق     
ظلت نورا بقلبي .. وانطفأت بفراق صديق
الشمس زوال ودخان .. ومسجر لهب التفريق
كيف بان في حلمي .. عمرك يطويه طريق
ليس منه رجوعا  .. ككسر جناح التحليق
لو كنت تحتاج عظامي .. خذها وتعود تفيق
ما معنى تلاحق أيامي.. وحياتي ينقصها بريق
تقطر أيامي دموعا .. ونفسي تشتاق رفيق
أسبح في بحر عيوني .. من يرمي طوقا لغريق

غداً سأصافح الشمس بقلم: أميرة الوصيف





غداً سأصافح الشمس
بقلم: أميرة الوصيف
غداً
سأصافح الشمس وستكون صلاتى بمحراب الأدب .. !
غداً
سأرفع قبعتى للنجمة الساهرة 
وأدفعها بقوة الى حيث تسكن 
فتصير تذكاراً سماوياً .. 
غداً 
سأحبك في الخفاء وفى العلن 
فى السلام وبساحات الحروب 
فى الطرقات 
وفى غيبات الجب 
غداً
سأقرع أجراس الوفاء 
هاجرة بيوت القلق 
ودنيا الخيانة ..
غداً
سألقى بكيانى في شلالات حبك 
دون تحفظ !
غداً
سأمنحك عقلى وقلبي 
وحواسي دون تردد 
غداً
سأوليك منصب الزعيم 
بجمهوريتى الحرة
ستكون أنت حاكمى ومحكومى !
وسأكون أنا عصفور يغرد ببلدتك 
جالباً لك المحبة 
وناشداً لك الغفران .. 
غداً
سيتوجوننى سفيرة للحب 
وسأعلن أنا تنازلى عن المنصب اليك !!
غداً 
سأقبل وردك الهادىء
وابتهالات فجرك الصابحة ..
غداً
سأبدل فنجانى بفنجانك 
وسأشدو في أذنيك سيمفونيات متواضعة 
وستشعرنى حينها أن صوتى اختصر الغناء !
وسأبتسم لك جالبة دعابة ومزاح
وسنلهو معاً
وسنقرأ معاً
وسندخل صوامع العمل معاً
وسنسجد للرب قانتين

صدور كتاب "فصولٌ نقديَّةٌ في اﻷدب السعودي الحديث"






صدور كتاب "فصولٌ نقديَّةٌ في اﻷدب السعودي الحديث" للأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيْـفي عن كرسي الأدب السعودي

مسابقة هيباتيا للرواية 2014

( احكي لي قصة) مسابقة أدبية بصحيفة السبيل




مسابقة ادبية بعنوان ( احكي لي قصة) وذلك عبر صحيفة السبيل الاردنية . وهي مسابقة ادبية تعنى بفن كتابة القصة , حيث يتم طرح سطور كبداية قصة قصيرة , ويطلب من الكتاب الشباب أكمالها  بلغة عربية سليمة , وارسالها عبر البريد الالكتروني التالي:
ويتم نشر حلقات المسابقة عبرصحيفة السبيل اليومية وذلك في كل يوم احد من كل اسبوع , ويتم إغلاق باب المشاركة الخميس الساعة العاشرة مساء, والجائزة عبارة عن مبلغ نقدي, والنص الفائز ينشر عبر الصحيفة عند اعلان النتيجة .

الصالون الثقافى بمناسبة صدور الطبعة العربية لكتاب " المجال العام " - الحداثة الليبرالية والكاثوليكية و الإسلام

إغلاق صيدلية بالرياض لقيام الصيدلي بحقن المرضى داخلها



   اعتمدت وزارة الصحة قرار لجنة النظر في مخالفات المؤسسات الصحية الخاصة بالشؤون الصحية بمنطقة الرياض بمعاقبة مالك صيدلية بـ30 ألف ريال وإغلاق الصيدلية لمدة 60 يوماً على إثر ضبط عدد من المخالفات لنظام المنشآت والمستحضرات الصيدلانية ، وإحالة الصيدلي للجنة الممارسين الصحيين لإصدار العقوبة المناسبة بحقه .
وتضمنت المخالفات قيام الصيدلي بحقن مريضة بإبرة فيتامين داخل الصيدلية خلف الكاونتر ، وحقن مريض سكر بالأنسولين داخل الصيدلية ووجود جهاز فحص سكر والقلم اللوحي الخاص بالفحص ومسحات طبية مستعملة ، وحقن المرضى داخل الصيدلية بدواء يدعي أنه تطعيم ضد الانفلونزا وهو عبارة عن 10 حبات يتم بيعها على المرضى وحقنهم بها ويتم التخلص من الحقن بالحاوية العادية ، ووجود ثلاث شنط لأجهزة السكر مفتوحة خاصة ببعض المرضى , إضافة إلى وجود عينات لمضادات حيوية ومكملات غذائية داخل كيس على أرفف المستودع وبالدرج ، وكذلك وجود جهاز لقياس ضغط الدم مستعمل ووجود مقياس لدرجة الحرارة مستعمل .
وأكدت وزارة الصحة أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات النظامية كافة بما في ذلك الإغلاق التحفظي تجاه أي مؤسسة صحية لا تلتزم بمعايير الجودة المطلوبة بالخدمات الصحية بهدف إلزامها بتحسين أوضاعها وإزالة كل الملاحظات وفق ما تنص عليه الإجراءات النظامية.

عن المهنية والكفتة وأشياء أخرى

أحمد الدريني
استاء كثيرون من ردة الفعل الساخرة التي قوبل بها إعلان القوات المسلحة عن صنع جهاز قادر بأمر الله على كشف أنواع متعددة من الفيروسات، من بينها الإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي)، والأخير واحد من أكبر القتلة في مصر؛ حيث يقف أمام منجله ملايين المصابين.
الأمر على درجة كبيرة من الأهمية والجدية، حتى لو اقتصر على تجربة أولية لجهاز تخيلي، فهو اختراع يتعلق بحياة الملايين من المرضى داخل مصر وخارجها، ويتعلق بمليارات الدولارات من أموال الأدوية والدعاية والصناعات الطبية والصناعات التابعة.
ولم تكن هذه الصرعة الكوميدية وليدة العدم أو مجرد الرغبة المنطلقة لسكان الكوكبين الأزرقين على الإنترنت، فيس بوك وتويتر، في الهري والألش والتهريج. بل إنني أتصور أن السخرية الأليمة التي واجه بها قطاع واسع من المواطنين هذا الموضوع شديد الأهمية والجدية جاءت كعقاب على عدد كبير من الأخطاء المهنية التي ارتكبها صناع الخبر وناشروه.
جرت العادة العلمية على أن تعلن نتائج الأبحاث العلمية في المؤتمرات العلمية، وأن تعرض البيانات والتجارب في المجلات العلمية المعروفة، وهذا وحده هو الذي يميز الكشوف العلمية عن الخرافات، ويميزها عن الدعايات السياسية ونتاجات الدجل الديني والسياسي ومحاولات التربح.
الأبحاث العلمية تبدأ في الجامعات أو تنتهي فيها.. إما أن تبدأ فيها لأن الجامعات هي الجهات التي تملك القواعد العلمية والمعملية المناسبة للاضطلاع بهذا العمل، وإما أن تنتهي فيها لأنها الجهة ذات المصداقية العلمية القادرة على تحقيق الكشوف العلمية ودمجها في السياق العالمي للبحث العلمي المعروف جيدا أنه سياق متماسك وموحد ولا يقبل بالدخائل العشوائية.
والحقيقة- التي تبينت لاحقا- أن أبحاث الجهاز الذي أعلنت عنه القوات المسلحة لم تكن في بدايتها سرية. بل إن هذه الأبحاث عرضت من قبل في مؤتمرات طبية عالمية، ولقيت حفاوة بوصفها محاولة مبتكرة للتفكير في حلول تتجاوز المعتاد في هذا المجال الطبي الخطير.
لكن القوات المسلحة اختارت أن تعلن عن نتائج هذا البحث بشكل يوحي بأنه خلاصة أبحاث «سرية» أجراها الجيش في معامله السرية في وقت غير معروف وسياق علمي مجهول!
وبالطبع أسفر إعلان بهذه الدرجة من الغموض عن إعلان صحفي غير واضح عن جهاز خارق يكشف جميع أنواع الفيروسات، وعن علاج لمرضى الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي (سي)!!
وحول محرر (غير موفق) هذه الفوضى الحدثية إلى فوضى خبرية مفادها أن القوات المسلحة اخترعت جهازا يكشف كل أنواع الفيروسات ويعالجها ومن بينها الإيدز وفيروس سي!
والتقطت جوقة الطبل والزمر هذا الخبر بحفاوة زائدة، وسارعت إلى دمجه في منظومة النفاق للمؤسسة ولقائدها، وكذلك في منظومة الردح لكل من تسول له نفسه انتقاد أي حلقة من حلقات اللامهنية الواضحة في صناعة هذا الخبر ونشره.
باختصار، لم يعد الحدث- أو الأخبار المتناقلة عنه- علميا. لقد تحول كشف محتمل عن حل مبتكر لتشخيص فيروسات وعلاجها إلى عنصر حاسم يتعلق بكرامة المؤسسة العسكرية وشرف قائدها.. تحول تقييم كشف علمي ربما يكون إنجازا أو حتى مقدمة لإنجاز طبي قد يحول التاريخ الطبي أو لا يحوله إلى ساحة للمراهنة على 30 يونيو ومدى الإخلاص لها والإيمان بثوريتها والكفر بانقلابيتها.
من كان منكم يؤمن بالجهاز العجيب فهو يؤمن بالثورة.. ومن كان منكم لا يؤمن به فهو خائن عميل يشم الكلة ويهدم روح البناء عمدا!!
ليس غريبا أن تكتمل المهزلة بمؤتمر يعقده اللواء طبيب صاحب الاختراع ويستخدم فيه تشبيها مثيرا للشفقة يتضمن «سحب الإيدز من المريض وإرجاعه له على هيئة صباع كفتة».. وبالطبع يحكي الرجل عن مؤامرة كونية لمحاولة الهيمنة على الاكتشاف، وعن تدخلات للمخابرات المصرية في الحفاظ على مصرية الجهاز حتى إنه لا يعمل- لأسباب جينية- إلا على أجسام المصريين.
كان الرجل في الأغلب يحاول أن يكون مفهوما للمواطن البسيط، فتحول تبسيطه إلى تسطيح ساذج لمادته العلمية التي كان يجب أن تكون أكثر وضوحا ودقة، ولغته التي كان يجب أن تكون موضوعية بما يليق بأمر على هذه الدرجة من الأهمية والخطورة.
وبالتأكيد لن يكون غريبا أن يتلقف شعب جبلت فطرته على السخرية كل ما سبق ذكره من هلاوس مهنية بقبول حسن ليحوله إلى موجة عاصفة من النكت والتصريحات الكاذبة وكمية لا حصر لها من الصور الضاحكة.
هذه هي النتيجة الطبيعية للتعجل في تحويل انتصار علمي إلى انتصار سياسي. هذه هي النتيجة الحتمية للاستهتار بأبسط القواعد المهنية- سواء في ذلك ما هو علمي وما هو صحفي.

الأربعاء، 26 فبراير 2014

هل اكتشفنا دواء الإيدز وفيروس سي؟

مصطفى النجار
«سى فاست»: 22 سنة من «العمل السري» قبل «الاعتماد»
«وزارة الصحة»: اعتمدنا الجهاز بعد إظهاره «نتائج مذهلة»
كومبليت كيور يدمر فيروس «سي» في 20 يومًا فقط
مريض يروي تفاصيل شفائه: تطوعت للعمل في الفريق البحثي ردًّا للجميل
فريق البحث: لا نصدق أنفسنا.. هزمنا العدو الصعب
عصام حجي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية: العلاج المزعوم فضيحة علمية ودولية لمصر

كان هذا ملخص توالي الأحداث بعد خبر إعلان اختراع جهاز يقضى تمامًا على فيروس الإيدز وفيروس سى، وتحول النقاش من نقاش علمي طبي إلى سجال سياسي قام بتصعيده الموالون للسلطة من سياسيين وإعلاميين انطلقوا ينهشون في كل من يتساءل بحسن نية عن تفاصيل الاكتشاف ويتهمونه بعدم الوطنية والتشكيك في الجيش والتبعية للغرب، وطالب بعضهم بإقالة الدكتور العالم عصام حجي مستشار الرئيس العلمى بعد استنكاره للموضوع وتحذيره من أنه سيتسبب في فضيحة علمية ودولية لمصر!
في مصر نقوللا) لإقحام الدين بالسياسة و(لا) لإقحام الرياضة في السياسة، ويبدو أننا سنقول (لا) لإقحام الطب في السياسة بعد أن انطلقت حرب ضارية بين الساخرين والمشككين وبين الموالين والمؤيدين والمبررين، وشهدت الأيام الماضية أكبر كم من النكات والتصميمات الساخرة على إثر هذا الموضوع، وما بين الساخرين والمهللين يجب التعامل مع القضية بشكل علمى بعيدا عن المواقف السياسية ومحاولات النفاق من البعض وتضخيم إنجازات لم يتم التحقق منها بعد، ولا يصح أيضا تحقير أي جهد مبذول بل يجب شكر صاحبه لأنه اهتم بالبحث عن علاج لمرض يموت بسببه عشرات الآلاف من المصريين كل عام ويعاني الفقراء المصابون به من ارتفاع ثمن العلاج، والذي رغم ارتفاع ثمنه لا يضمن الشفاء النهائي، لذلك فهذا المقال لن ينتصر لطرف على طرف بل سيترك للتجربة العلمية والمنهج العلمي المعروف عالميا الحكم على صحة ما نشر حول هذا الاختراع من عدمه وسيأخذ القارئ إلى رحلة للتعرف على مراحل تصنيع أي دواء في العالم.
إن عملية طرح دواء جديد في السوق للاستخدام البشري عملية معقدة ومكلفة للغاية لأنها تتطلب الكثير من الدراسات والتجارب حتى يتم الموافقة عليه من قبل جهات متخصصة حكومية أو دولية، وأشهر هذه الجهات هي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويمكن تلخيص هذه الخطوات كالتالي مع أخذ الـ FDA كمثال لجهة عالمية متخصصة في اعتماد الأدوية والتصديق عليها.
أولا: الحاجة إلى الدواء
تبدأ الفكرة بأن هناك حاجة إلى دواء معين من قبل شركات الأدوية المصنعة والمسؤولين عن التسويق الدوائي عقب معطيات بحثية طبية وتسويقية تحدد الخصائص المطلوبة لدواء معين وهل سيكون هناك إقبال وطلب عليه من قبل الجمهور أم لا.
ثانيا: البحث عن مواد التأثير الفعالة
تقوم شركة الأدوية بتوظيف أشخاص مختصين في علم الأدوية والكيمياء والبيولوجي والباثولوجي وغير ذلك من التخصصات المطلوبة والذين لديهم الكفاءة العالية للبحث عن دواء بالمواصفات المطلوبة وأهم هذه المواصفات طريقة التاثير mechanism of action) ) فيقومون بالبحث عن مواد ومركبات كثيرة ومتنوعة تجرب على الحيوانات وليس الإنسان وملاحظة التأثير البيولوجي ودرجة صحتها وأمانها وتحتاج هذه التجارب إلى ما يقارب ثلاث سنوات ونصف السنة ويتم فيها الحصول على عدد كبير من المركبات المطابقة للمواصفات المبدئية.
ثالثا: الموافقة المبدئية على المواد الأولية
ترسل هذه المواد إلى FDA للموافقة عليها كمواد مبدئية لدراستها على الإنسان وليس الموافقة على طرحها في السوق، وخلال 30 يوما من تاريخ إرسال المركبات إذا لم يصل أي اعتراض فإن هذا يعني الموافقة وبدء تطبيق الدراسة على الإنسان، وإذا حصل رفض لبعض المركبات فإنها لا تجرب على الإنسان، وبقية المركبات التي لم يتم رفضها يتم البدء بتجريبها على الإنسان وهذه المواد بعد هذه المرحلة تسمى Investigational New Drug
رابعا: مرحلة الاحتكار
تبلغ مدة مرحلة الاحتكار 20 سنة حيث تظل المواد المكتشفة (المادة الفعالة) ملكا للشركة المكتشفة ولا يجوز لأي شركة أخرى أن تنتج الدواء إلا بعد مضي عشرين عاما من قرار FDA والهدف من ذلك هو ضمان حقوق الشركة المكتشفة الأولى التي استمرت ما يقارب ثلاث سنوات ونصف السنة في الدراسة والبحث ودفع مبالغ باهظة للوصول لتلك المواد.
خامسا : التجارب على الإنسان
يدخل الدواء هنا 4 مراحل من الدراسة والتطبيق العملي على الإنسان حتى تعتمده إدارة الغذاء والدواء من أجل طرحه في السوق.
المرحلة الأولى
تبلغ مدة هذه المرحلة سنة كاملة ويتم فيها تطبيق الدواء على أشخاص أصحاء تماما وليسوا مرضى ويبلغ عددهم من 20 – 80 شخصًا أو أكثر، وذلك لدراسة الخصائص البيولوجية للدواء وهذه الخصائص مثل الأمان والجرعة والجرعة السامة ومدة بقائه في الجسم وطرق امتصاصه وإفرازه والشكل المناسب له، وغيرها من الخصائص، وتحديد إن كانت له آثار تسممية أم لا، فإذا وجد أنه غير سام ومن الممكن استخدامه على الإنسان يدخل المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية
وتبلغ مدة هذه المرحلة سنتين ويتم فيها تطبيق الدواء على 200 – 300 مريض على الأقل وذلك لدراسة الفعالية والمضاعفات الجانبية التي من الممكن ألا تظهر على الأشخاص الأصحاء.
المرحلة الثالثة
وتبلغ مدة هذه المرحلة ثلاث سنوات ويتم فيها تطبيق الدواء على 1000 – 3000 مريض ودراسة العوامل المدروسة في المرحلة الثانية نفسها، وذلك لتطبيق الدراسة على عدد أكبر وفترة أطول والتأكد من أن النتائج سليمة، لأنه ومن المعروف أن بعض المضاعفات الجانبية أو التأثيرات من الممكن أن تكون نسبتها قليلة أو تحتاج لفترة أطول حتى تظهر وهذا هو هدف المرحلة الثالثة.
المرحلة الرابعة
وهي مرحلة مراقبة الدواء خوفا من ظهور أعراض جانبية لم تظهر من قبل في الدراسات السابقة وكذلك تأثير الدواء في حالات وجود أمراض أخرى، لأنها لا تظهر إلا بعد التطبيق الفعلي للدواء.
سادسا: الموافقة على تسويق الدواء الجديد
بعد تطبيق الدراسات السابقة وتجريب الدواء على الإنسان والحيوان والتأكد من أنه صالح للاستخدام البشري، تقوم الشركة برفع طلب إلى FDA للموافقة على طرح هذا الدواء في الأسواق، وذلك بتقديم طلب يسمى New Drug Application – NDA ويحتوي هذا الطلب على جميع المعلومات عن الدواء الجديد والدراسات التي أجريت خلال المراحل الأولى والثانية والثالثة ونتائجها كاملة وذلك كي تسمح لهم منظمة الغذاء والدواء العالمية بطرحه في الأسواق وعمل التسويق له.
ويستمر الطلب لديها مدة سنتين ونصف السنة حتى يتسنى لهم الموافقة على طرح هذا الدواء الجديد في الأسواق وعرضه للمرضى، وفي هذه الحالة وبعد انقضاء عامين ونصف العام توجه FDA الرد للشركة إما بالموافقة أو طلب إعادة دراسة ملاحظات معينة للتأكد منها والتأكد من سلامة الدواء، ومن الممكن أن تزيد فترة السنتين ونصف السنة إلى 6 سنوات حتى تحصل الشركة على الموافقة وأحيانا بعد كل هذه الدراسات تقوم FDA برفض الدواء بالكامل وعدم السماح للشركة بتسويقه.
سابعا: عائدات الشركة المنتجة
إن هذه الدراسات بكاملها على دواء واحد فقط تحتاج إلى ما يقارب 800 – 900 مليون دولار حتى يتم الحصول على النتائج الكاملة عن الدواء، وهذه التكلفة الباهظة لدراسة الدواء والتي ستدفعها الشركة هي التي جعلت من حق الشركة احتكار الدواء لنفسها لمدة 20 عاما.
ثامنا: الدواء الأول Brand
إن الدواء الذي ستقوم الشركة بطرحه إلى الأسواق والذي يحمل اسما تجاريا معينا سيكون هو الدواء الأول ويحمل اسم Brand وبعد انتهاء عشرين عاما إذا قامت أي شركة أخرى بإعادة تصنيع الدواء باسم تجاري آخر فإنه سيحمل اسم Generic.
تاسعا : ظهور generics
حتى تقوم أي شركة أخرى بطرح بديل جديد في الأسواق للدواء الأصلي الـ brand فإنها يجب أن تطلب الموافقة من FDA، وذلك بقيامها بإعداد بعض الدراسات على منتجها الجديد الـ generic، ولكن هذا النوع من الدراسات لا يضم دراسة الجرعة والمضاعفات الجانبية وغير ذلك لأنها قد تمت من قبل الشركة الأصلية إلا أن شركة الـ generic يجب أن تقوم بدراسة المواد المضافة للدواء وطرق التغليف والأشكال المطروحة.
عاشرا: متى يعتبر الدواء دواء معترفا به؟
لا يعتبر الدواء معترفا به ومصرحا بتداوله داخليا وخارجيا إلا إذا مر بهذه السلسلة الطويلة من المراحل والتى تبدو معقدة، ولكن تم الاتفاق عالميا عليها كمعايير تمثل الحد الأدنى لحماية صحة البشر وعدم العبث بأرواحهم.
وتقريبا رحلة اكتشاف وصناعة وتجريب أي دواء واعتماده للخروج من المعمل إلى الصيدليات لا تقل عن 10 سنوات سنة، وقد تزيد على ذلك في بعض الأحيان.
وفي النهاية يجب أن نتريث ونحصل على معلومات وافية وكاملة حول الإعلان عن اكتشاف علاج نهائي للإيدز وفيروس سي لأن الأمر لن يصبح قضية داخلية فقط بل عالمية ستحوز اهتمام كل وسائل الإعلام العالمية والأوساط الطبية والبحثية الدولية التي لن تتعامل معنا بما تروجه بعض وسائل الإعلام عندنا والتي أقحمت الطب في السياسة ومارست التطبيل المعهود وحولت القضية لدعاية انتخابية.
في الخارج لا يعرفون ولا يعترفون سوى بالحقائق العلمية والطرق المنهجية فقط، وإذا ظهر ما يخالف ذلك فستكون إساءة بالغة لسمعة مصر على المستوى الدولي سياسيا وعلميا.

حجى ينتقد جهاز الجيش لعلاج الإيدز وفيروس سى.. ويصفه بالوهم

الدكتور عصام حجي  المستشار العلمي لرئيس الجمهورية


انتقد الدكتور عصام حجى، مستشار رئيس الجمهورية العلمى، ما أعلنته القوات المسلحة عن اكتشاف جهاز يعالج الإيدز وفيروس سى، وقال إن مثل هذه الاكتشافات يجب أن تعلن بالطرق العلمية، وتُنشر فى المجلات العلمية، وليس فى مؤتمرات صحفية.
وأضاف حجى، لـ«المصرى اليوم»، وهو فى طريق عودته للقاهرة، إنه ينوى بحث هذا الموضوع فور وصوله، وتابع: «سنتحدث كثيرا فى هذا الموضوع عند عودتى»، مشيرا إلى أنه سيبحث الموضوع مع الرئيس المؤقت عدلى منصور فور عودته لمصر، ومؤكدا أنه ليس لديه فى الوقت الحالى أكثر مما قال مسبقا حول هذا الإعلان والذى اعتبره «فضيحة علمية».
وكتب حجى على صفحته الشخصية على «فيس بوك» تعليقا على الموضوع، قائلا: «الإنجاز الحقيقى هو أن ندرك مشاكلنا ونحلها معاً، وليس أن نبتدع حلولا وهمية لمشاكل حقيقية، قد تكون مصر من أعلى الدول فى معدلات الإصابة بأمراض كثيرة ولكنها ليست أمة مغيبة».