‏إظهار الرسائل ذات التسميات السند. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السند. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 24 فبراير 2014

الرحلة الأولي لابن بطوطة



ابن بَطوطة
(703ـ779هـ/1304ـ1377م)

محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي اللواتي نسبة إلى قبيلة لواتة من البربر، المعروف بابن بطوطة، ويكنى أبا عبد الله ويلقب بشمس الدين، من أشهر الرّحالة المسلمين.
ولد في طنجة بالمغرب الأقصى، في أسرة عريقة في العلوم الدينية، تولّى بعض رجالها القضاء الشرعي، عاش طفولته وشبابه براحة وطمأنينة، درس العلوم الدينية وتفقه فيها، وتعلم الأدب ودرس اللغة الفارسية. ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره خرج من طنجة قاصداً مكة لقضاء فريضة الحج، وكان ذلك سنة 725هـ/1325م في عهد السلطان أبي سعيد من بني مرين ( 710-730هـ).
غير أن الرحلة طالت وجاب فيها أكثر بلاد العالم المعمور في ذلك الحين، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وآسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، كما وصل إلى الهند والصين وجاوة وبخارى وبلاد التتر.
بدأ ابن بطوطة رحلته الأولى التي استمرت من 725-750هـ/1325-1349م عن طريق شمالي إفريقية، فاجتازتلمسان وتونس وطرابلس ووصل مصر العليا واتجه نحو أعالي النيل ليعبر البحر الأحمر إلى جدة، ولكنه اضطر إلى العودة إلى القاهرة بسبب قتال كان يدور في تلك المنطقة بين المماليك وأهل البجّة، ثم تابع رحلته عن طريق بلاد الشام مما أتاح له  تعرف أكثر هذه البلاد، ومن دمشق اتجه نحو مكة في سنة 726هـ/1326م فأدى مناسك الحج، ومن مكة رحل إلى العراق وزار بلاد العجم وكانت عاصمتها تبريز، فقصدها بصحبة الإيلخان السلطان أبي سعيد بهادُر، ثم رجع إلى بغداد وزار سامراء والموصل، ثم عاد إلى الحجاز سنة 727هـ وجاور في مكة ثلاث سنوات.
وبعد ذلك قصد اليمن وزار عدن ثم توجه نحو إفريقية الشرقية وعاد منها إلى جزيرة العرب فزار عُمان وهُرمز والبحرين والأحساء، ومن هناك عاد إلى الحجاز سنة 732هـ وحجّ، وفي أثناء حجّه التقى الملك الناصر محمد بن قلاوون سلطان المماليك في مصر الذي كان يؤدي مناسك الحج. ثم ترك مكة واستأنف رحلاته فزار مصر وسورية وآسيا الصغرى وبلاد القرم وبلاد الأوزبك، ثم توجه إلى القسطنطينية ومنها قصد خوارزم وبخارى وأفغانستان حتى وصل إلى الهند سنة 734هـ. وفي مدينة دهلي (دلهي) تولى القضاء، وذهب في سفارة للسلطان محمد الثاني بن تغلق سلطان دهلي إلىامبراطور الصين، ووصل إلى ميناء زينون  Chuon – chou feu وزار بعض جهات الصين ووقف على معالمها، ثم قصد جزر مهل الذيب ( مالديف) وزار البنغال وسومطرة، وفي مالديف تولى القضاء سنة ونصف سنة. ثم عاد إلى بلاد العربعن طريق جزيرة سومطرة حيث حضر أعراس ولي عهد ملكها الملك الظاهر، ومنها توجه إلى ظَفار سنة 748هـ ثم إلى بغداد ومنها إلى دمشق فمصر، ثم توجه إلى مكة وأدى فريضة الحج، ثم عاد إلى مصر وركب البحر من الإسكندرية متوجهاً إلى تونس، فاجتمع بالسلطان أبي الحسن المريني الذي كان يحكم بلاد المغرب الكبير، ومنها ارتحل إلى سردينية ثم عبر البحر إلى المغرب ووصل إلى فاس سنة 750هـ، وفور وصوله سلّم على السلطان أبي عنان المريني (حكم 749-759هـ).