يميل رواد الأعمال الى الاصرار على القيام بكل ما يتقنونه من مهام تتمحور حول شركتهم الناشئة بأنفسهم، وغالباً لا يدركون وجود حلول أخرى تساعدهم على التخفيف من الضغوطات وامكانية توفير الوقت وتركيز العمل على ما هو أهم.
فالتحالفات الاستراتيجية تنشأ بين الشركات عبر وضع صيغ وتفاهمات رسمية لتبادل الفوائد التجارية بينهم، وتكون عادةً بين شركتين أو أكثر، وتختلف نوعيتها وفتراتها الزمنية باختلاف حجم الاتفاقات والشركات.
وتعود التحالفات الاستراتيجية مع شركات أخرى بفوائد للمشروع الريادي، هي بمثابة فرصاً قد يفوتها العديد من الرياديين الذين يتجهون للقيام بكل المهام بأنفسهم.
ففي أواخر العام الماضي أقامت "أرامكس" و"جوجل" و"باي بال" و"شوب جو" شراكة وأطلقت EZStore وهي منصة تجارة الكترونية تقدّم حسومات على بوابات الدفع والخدمات اللوجيستية والاعلانات. تتفق هذه الشركات الأربع في استهدافها لزبون واحد وهو التاجر التقليدي الذي يرغب بدخول عالم التجارة الإلكترونية في العالم العربي. وهذا أحد الأمثلة الواضحة على ما يطلق عليه تسمية بالتحالفات الاستراتيجية بين الشركات.
"بالنظر للمشاريع الريادية والشركات الأصغر حجماً، يمكن للتحالفات أن تخفض من التكاليف ومن تكرار نفس الأنشطة، وبنفس الوقت فهي تسمح لجميع الأطراف المتحالفين بالسير ضمن خططهم الخاصة، فالتحالفات تساعد الشركات الأصغر حجماً على ركوب أمواج مختلفة ممكن أن توصلهم لأمكنة لا يستطيعون الوصول إليها بمفردهم،" تقول البروفيسور روسبيت م كانتر في إحدىتدويناتها عن أهمية التحالفات بين الشركات.
في ما يلي ثلاث خطوات تساعدك على إطلاق شراكة استراتيجية جديدة لمشروعك.
- اختر نوع الشراكة التي يحتاجها المشروع.
قد يكون مشروعك بحاجة ماسة لتسويق أكبر لإيصال رسالتك لزبائن وأسواق جدد. بالتالي شراكة تسويقية لتبادل وتحويل الزبائن مع شركة أخرى لديها أهتمام بنفس نوعية زبائنك قد تكون هي الشراكة التي ترغب بالعمل عليها الآن.
أيضاً الوصول الى شراكة توزيع استراتيجية مع أحد الموردين لتكون شركتك هي الموزع الحصري لمنتجاته في منطقتك تزود مشروعك بميزة تنافسية إضافية. بالإضافة لميزات أخرى كالعروض الخاصة والأسعار المخفضة التي ستحصل عليها.
إن كان أسلوب مشروعك يركز على العمل بطرق تقليدية كأن تمتلك متجر لبيع الملابس، فبناء شراكة تقنية مع إحدى شركات التكنولوجيا أو مواقع التجارة الإلكترونية المعروفة ستوفر للمشروع مجموعة كبيرة من الخبرات والتقنيات لتطوير مجال عملك ومنافسة الشركات الأكبر التي تبيع منتجاتها عبر الإنترنت. - ابحث عن الشريك المناسب.
في البداية قم بمسح السوق لإيجاد شركات تشاركك المصالح والاهتمامات، ولكنها لا تقدم منتجات منافسة لمنتجاتك أو خدماتك بشكل مباشر. وقم بإنشاء قائمة مبدئية بأسماء هذه الشركات.
ثم ابحث عن الشركات التي تمتلك قدرات وخبرات لا تملكها في مشروعك، فالشراكة بحد ذاتها ليست هي الغاية وإنما الغاية هي الحصول على مصادر وموارد جديدة ومختلفة للمشروع. وبنفس الوقت فعليك الانتباه لقيم هذه الشركات وسياساتها، فقد تؤثر شراكة مع شركات بيع السجائر مثلاً على سمعة شركتك.
زبائنك سيكونون أيضاً من أهم المساعدين لك على اختيار الشريك الأنسب، فمعرفة حاجات زبائنك الأخرى ومتطلباتهم ولمن يميلون بقرارت شرائهم من الشركات الأخرى سيسهل عليك مهمة إيجاد الشريك الأنسب. - جهز شركتك لتكون الشريك الأفضل.
عند البحث عن فرص جديدة لمشروعك عبر بناء شراكة مع إحدى الشركات الأخرى فيجب أن تحرص على أن يربح الجميع (مشروعك وشركاؤه). وللوصول لهذا الهدف يجب تجهيز المشروع بمجموعة من الإجراءات الإضافية للتعاون والتنسيق.
فمثلاً قد يكون من المفيد الاتفاق على تبادل تقارير معينة عن الزبائن بشكل دوري وبمعلومات يتفق عليها الطرفين، وهذا يعني أن إجراءات أو نظم الإدارة في مشروعك قادرة على توليد هذا النوع من التقارير وإلا فيتوجب عليك إيجاد حل لهذه المهمة.
مثال آخر هو كيف ستخبر زبائنك عن شريك مشروعك الجديد؟ ربما ستحتاج لتعديل أو اضافة في موقعك الإلكتروني ليكون إعلان الشراكة أو شعار الشركة الشريكة واضحاً ومناسباً لأهمية هذه المعلومة.
وبالتالي فتهجيزك لهذه التفاصيل ستساعدك على إقناع الشركاء الأفضل على العمل معك لأنهم سيثقون أكثر بقدرة مشروعك على تقديم فوائد جديدة لهم باحترافية.
أخيراً يجب أن تتذكر دائماً أن الشراكات والتحالفات بحاجة لتقييم مستمر لمدى فائدتها للمشروع، وفي حال وجدت أن الشراكة التي أبرمتها لصالح مشروعك لا تقدم فوائد حقيقية له ولا تدر بأي نتائج فعليك التفكير بتطويرها أو إيجاد شريك أفضل.
---
مهند صبحه خريج جامعة غرينتش (University of Greenwich) قسم إدارة الأعمال، مهتم بمواضيع التسويق والتسويق الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي. يدرب على فنون التواصل والمناصرة في المؤسسات الغير ربحية. يشرف على مدونة شخصية ويمكن التواصل معه على تويتر ولينكدإن.