لماذا نتعامل مع من يجرؤ على ترشيح نفسه أمام المشير السيسى على أنه مقترف لجريمة، وحينما يتراجع عن الترشح نعتبر أنه صاحب رؤية حكيمة وموقف وطنى؟!
المسألة ليست لها علاقة بمن نحب أن يفوز، ولكنها لها علاقة بالموقف بمن نريد أن يترشح!
من حقنا أن نفضل أو نؤيد من نريد لانتخابات الرئاسة المقبلة، ولكن ليس من حقنا أن نقف ضد حق أى شخص كائناً من كان فى الترشح لهذا المنصب الرفيع.
الفيصل فى الترشح من عدمه هو أن تنطبق عليه الشروط من عدمها.
والذى يقرر هذا الأمر هو لجنة الانتخابات وحدها وليس بعض النخبة من الإعلاميين أو الساسة.
نحن نعطى الأوسمة لمن نحب، ونخلع التهم وعبارات السباب على من نختلف معهم فى الرأى والمصالح، وهذا فى حد ذاته بيت الداء فى العقل السياسى المصرى!
نحن نعيش مرحلة التقديس لمن نحب والتجريم لمن نكره!
ولم تنجح حضارة أى شعب قدست رموزها السياسية وأعطتهم حصانة سياسية استثنائية أو تعاملت معهم على أنهم فوق المحاسبة أو يتنزهون عن الخطأ.
ولم تنجح حضارة أى شعب تعاملت مع من تختلف معهم من رموزها السياسية على أنهم يقترفون جريمة نكراء وظلت تحاربهم وتضطهدهم لأنهم يمارسون حقهم الشرعى فى الاختلاف.
يجب أن نتخلص من تلك الآفة المدمرة التى لن تصل بنا إلى أى بر أمان ولن تحقق لنا أى استقرار حقيقى.
هذا العقل الهستيرى الذى يتأرجح بين منطق التقديس المطلق والتجريم المطلق هو كارثة الكوارث التى نعانى منها منذ أكثر من نصف قرن.