الأربعاء، 19 فبراير 2014

تحويل أعضاء مجلس نقابة الأطباء إلي النيابة



- شيماء مطر
نشر: 19/2/2014 1:18 ص – تحديث 19/2/2014 1:18 ص
«تحويل أعضاء مجلس نقابة الأطباء إلى النيابة الإدارية بتهمة تحريض الأطباء على الإضراب»، هذا ما اتخذته وزارة الصحة والسكان فى سابقة تعد الأولى من نوعها، وذلك بعد أن فشلت جميع محاولاتها فى كسر إضراب الأطباء الذى جاء احتجاجا على تأجيل مشروع كادر المهن الطبية، الذى استبدلت به الوزارة مشروع قانون يضم حزمة حوافز هزيلة رغم رفض جميع النقابات المهنية الطبية له.
الدكتور أحمد شوقى عضو مجلس نقابة الأطباء، أكد أنه فوجئ بتحويله إلى النيابة للتحقيق معه صباح أمس الثلاثاء، موضحا أنه تم التحقيق معه فى كيفية إجبار الأطباء على الإضراب، مؤكدا أن وزارة الصحة حولت أعضاء مجلس النقابة إلى النيابة الإدارية بالمخالفة للقانون، مشيرا إلى أن القانون ينص على أنه فى حالة أى شكاوى من قبل وزارة الصحة من بعض أعضاء المجلس، عليها إرسال الشكاوى إلى مجلس النقابة للتحقيق فيها، قائلا إن «وزيرة الصحة بعد أن حاولت التنكيل بالأطباء المضربين واستمر إضراب الأطباء الجزئى، فكرت فى أن تنكل بأعضاء مجلس النقابة كنوع من الإرهاب لأطباء التكليف والامتياز».
عضو مجلس نقابة الأطباء استنكر تحويل بعض أعضاء مجلس النقابة إلى التحقيق بتهمة التحريض على الإضراب، موضحا أن هذا الإجراء لم يجرؤ أى وزير صحة سابق على اتخاذه ومخالفة القوانين والتنكيل بأعضاء مجلس نقابة الأطباء بدلا من مساعدتهم فى حل المشكلات.
الدكتور رشوان شعبان الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، أوضح أن نسبة الإضراب تتراوح ما بين 40 و50٪ طبقا لما وصل إلينا حتى الآن من 80٪ من المستشفيات على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس النقابة سعداء بهذه النسبة فى ظل تعسف مديرى المستشفيات وبعض وكلاء الوزارة ضد الأطباء. شعبان أضاف أن نسب الإضراب وصلت فى القاهرة إلى (40 – 45٪) وهى نفس نسبة الأسبوع الماضى، بينما زادت نسبة الإضراب هذا الأسبوع فى دمياط حيث وصلت إلى 70٪، وفى الغربية 65٪ وسوهاج 79٪، وكفر الشيخ 60٪، ومرسى مطروح 60٪، والقليوبية 60٪، والإسكندرية 60٪، وقنا 50٪، وبنى سويف 45٪، والجيزة 40٪، والمنيا 40٪، وأسيوط 30٪، والفيوم وبورسعيد تتنافسان على (صفر٪).
وعن تضارب النسب المعلنة عن الإضراب بين إحصائيات النقابة والوزارة، أوضح الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، أن الوزارة تحسب النسب طبقا لإجمالى الأطباء الموجودين فى المستشفى، مضيفا أنهم حريصون على قطع ولو تذكرة واحدة فى العيادات الخارجية لإثبات عدم وجود الإضراب.

الشاعرة آية وهبي وقصيدة البدر الغائب


أمّا إسلاميات الشاعرة آية وهبي فحدّث عنها ولا حرج.. تشعر بالعاطفة المتّقدة الجيّاشة في دفاعها عن الإسلام ونبيّه.. عن أشواقها للبدر العالي في سمائه.. مجد الإسلام الذي لن يغيب.. أشواقـها للبيت الحـرام وزيارة قبر الرسول الكريم والمدينة المنوّرة.. تقول في قصيدتها (البدر الغائب):
نهر الأمانيّ والأحلام ما نضبا
ما مسّني اليأس إلاّ ماج واضطربا
فينفض اليأس عن قلبي ويودعه
فيضاً من النُور لا ينفكّ منسربا
طرّاً يهيمُ مع الإسلام متّخذاً
طريقه نحْو ماضي دهره سربا
يكاد إمّا رأى مجداً لأمّته
يستوقف الدهر إذ يستنطِق الكتبا
يرى رجالاً كراماً في شمائلهم 
وفي الحروب ترى من أمرهم عجبا
وتارةً يترك الماضي ويأسِرُه 
شوقٌ لآتٍ غداً في الناس مرتقبا

أهم حوار حول الإخوان

معتز بالله عبد الفتاح


كنت أظن أن الإخوان كانت لهم مشكلة فى الاستماع للنصيحة، أو النقد من مؤسسات الدولة، ومن الجهات أو الأسماء المستقلة، لكن تبين لى كذلك أنهم رفضوا حتى النصيحة القادمة لهم ممن يشاركونهم فى الخلفية الأيديولوجية. ومن هنا، جاءت أهمية حوار الأستاذة سارة علام فى «اليوم السابع» مع الشيخ عبدالفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس «الإخوان المسلمين»، وأحد القادة التاريخيين للحركة هناك، ومن أهم ما قاله الرجل، وفقاً لهذا الحوار، ما يلى:
أولاً، فى فترة هشاشة المؤسسات لا ينبغى أن نتمسك بحقنا، لأن التمسك بالحق، سوف ينتهى بنا إلى صدام، والصدام يعنى النزول إلى الشارع، ونحن نخشى أن يحدث صدام الكل ضد الكل، لذلك فإن تأجيل حظوظنا فى الحكم إلى مرحلة لاحقة أفضل من الصدام.
تعليق مُعمُع: ومن يؤتَ الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيراً.
ثانياً، ذهبت إلى وجدى غنيم، وقلت له أنت أشعلت الحماس بـ30 ألف شاب، وتركت لنا قنبلة موقوتة، فأنت معنا اليوم وغداً ستعود إلى بلدك، هل ستتحمل مسئولية ما سيحدث فى بلدنا، لأن هذا الشباب الذى ملأت دماغه بكلام فارغ، سيذهب لرئيس الوزراء، ويقول له أنت كافر وهو ما حدث بالفعل. تعليق مُعمُع: ومن يؤتَ الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيراً.
ثالثاً، ليست للإخوان تجربة فى الحكم، لقد وقعوا فى فخ ولم يحسنوا التعامل مع المرحلة، وتصوروا أن الدولة بأيديهم، وما غاب عنهم أن الدولة بأيدى الدولة العميقة، ثم هناك قضية أساسية فى مصر أن الجيش له وجود فى المسرح السياسى وله تقاليد فى مصر، ولا يمكن استبعاد الجيش من السياسة المصرية أبداً، وما حدث بمجرد خلع مبارك هو أن الهيئة العسكرية عملت على تسيير البلاد، وحاولت إرشاد الإخوان لذلك، ونصحت المرشد العام، وقلت له هذا بلد فيه مؤسسة عسكرية، وهذه المؤسسة لها سلطة ووجود وكيان، فلا تتصرفوا كأنكم تملكون كل شىء، وأنتم لا تملكون شيئاً. واتهمنى المرشد بأننى لا أفهم شيئاً فى الواقع السياسى المصرى، وذهبت إليه كناصح ونصحت بلطف، ويبدو أن المرشد العام خفف الله عنه، لم يدرك أبعاد الخطورة، وحين يكون لدينا تقاليد فى أى دولة، لا يمكن تغييرها فى يوم، أو شهر، أو عام، قلت له تحتاج أن تتصرف كوكيل عن الشعب لا كطرف ضد الشعب، ولا تتصرفوا ضد إرادة شعبكم، لا أن تنفذوا مشروعكم الخاص، عليك أن تجمع كل الأطراف حولك، وتقول لهم أنا وكيل عنكم وسأنفذ برنامجكم. تعليق مُعمُع: ومن يؤتَ الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيراً.
رابعاً، إن كانوا التزموا بوعودهم فى الحكم، والترشح على ثلث مقاعد الانتخابات، وعدم الترشح للرئاسة، كان الأمر اختلف كثيراً، وللعلم أنا من اقترح عليهم الترشح على ثلث المقاعد فقط، وقلت لا ينبغى للإسلاميين أن يتجاوزوا الثلث فى أى بلد كان. حتى لا يتصور الشعب، إن الإسلاميين يستقوون على الشعب بكثرتهم، وحتى يكونوا قادرين على أن يساهموا مع غيرهم فى تحسين وضع البلد، ولكن ربما هناك ظروف فرضت على الإخوان التراجع، ولكنهم لم يقدروا العاقبة السيئة عن تراجعهم عن تلك الوعود، خاصة تراجعهم عن مشاركة غيرهم فى الحكم بعد فوز مرسى.
خامساً، فى تونس أخذنا عبرة وتجربة مما حدث فى مصر، وما كنا نتصوره أن العجلة لا يمكن أن تدور للوراء، تبين أنها قد تدور إلى الوراء، ولذلك أصبح الناس يحسبون حساباً دقيقاً، والذى يهمنا أن الإسلاميين، وهم طرف فى المجتمع لا يمكن إبعاده، هؤلاء يروضون عن طريق ممارسة السلطة، وليس الإقصاء، فالإقصاء يزيدهم تطرفاً ويفسح المجال لدعاة الفتنة، وفى تصورى وضعنا كإسلاميين فى تونس اليوم ليس كوضعنا عند قيام الثورة، فاليوم الإسلاميون فى تونس أكثر فهماًَ ورشداً، صحيح لم يكتمل فهمهم، ولكنهم أفضل مما كانوا عليه عند قيام الثورة منذ 3 سنوات، وإذا قسنا تجربتنا بـ20 سنة ماضية تجد الفرق شاسعاً بما كانوا عليه، وما أصبحوا عليه اليوم.
تعليق مُعمُع: ومن يؤتَ الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيراً.

المبدعة آية وهبي تفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في أدب الأطفال



كتبت المبدعة آية وهبي علي صفحتها بفيسبوك : أبلغت الآن بفوزي بجائزة الشارقة للإبداع العربي
في أدب الأطفال . عن ديواني للأطفال "شجيرة الليمون"
شكرا لدائرة الثقافة والإعلام - حكومة الشارقة هذا الجهد الجميل
شكرا زوجي ناصر محمد نوراني لمساندتك ودعمك
شكرا ملهمي .. حمودي وخلودي
والشكر لله أولا وأخيرا

عرض فيلم "رجال الاثار" في البيت الابيض

المخرج والممثل الامريكي جورج كلوني لدى وصوله لحضور حفل لعرض فيلمه الجديد (رجال الاثار) في لندن يوم 11 فبراير شباط 2014. تصوير: نيل هال -  رويترز

 (رويترز) - يحضر الممثلون جورج كلوني ومات دامون وبيل موراي عرض فيلمهم الجديد (رجال الاثارThe Monuments' Men) في البيت الابيض ليل الثلاثاء في ضيافة الرئيس الامريكي باراك اوباما.
ويتناول الفيلم -الذي اخرجه كلوني- قصة واقعية لجنود امريكيين في الحرب العالمية الثانية ينقذون اعمالا فنية من لصوص نازيين.
ويحضر العرض ايضا هاري ايدلينجر وهو عضو بالفريق الاصلي لرجال الاثار إلى جانب روبرت ايدلسيل مؤلف الرواية التي اخذ عنها الفيلم وسارا بلومفيلد مديرة المتحف التذكاري الامريكي للمحرقة في واشنطن.
ويوجد بالبيت الابيض قاعة عرض خاصة ويدعو احيانا نجوم السينما وشخصيات بارزة اخرى لحضور عروض للافلام الجديدة.
وتباينت مواقف النقاد حول فيلم (رجال الاثار) الذي يحتل المرتبة الثانية بفارق كبير خلف فيلم الرسوم المتحركة (ليجوLEGO) في الولايات المتحدة وكندا منذ بدء عرضه في وقت سابق هذا الشهر.

(اعداد اشرف صديق للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)


الأمير تشارلز يشارك في رقصة العرضة التقليدية في السعودية

الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا (في المنتصف) يرتدي جلبابا تقليديا ويرقص رقصة السيف المعروفة باسم العرضة في الرياض يوم الثلاثاء. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الانباء

ل
الرياض (رويترز) - يزور الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا السعودية في إطار جولة قصيرة يقوم بها في الشرق الأوسط.
وانضم الأمير لأفراد من الأسرة الحاكمة السعودية يوم الثلاثاء وشاركهم في رقصة السيف المعروفة باسم العرضة في العاصمة السعودية الرياض.
وكان تشارلز يرتدي جلبابا تقليديا للحفل الذي أقيم احتفالا بمهرجان الجنادرية الذي يستمر 17 يوما.

ومن المقرر أن يزور تشارلز قطر فيما سيكون ثاني زيارة يقوم بها للبلدين في أقل من عام وعاشر زيارة رسمية للسعودية منذ أول زيارة قام بها عام 1986.

عشر نصائح لبدء عمل خاص جديد




إذا كنت على استعداد لبدء عمل جديد خاص بك ولا تعرف من أين تبدأ، فإن النصائح التالية تعينك على ذلك، والتي أعدها موقع "يو اس نيوز" عن طريق عمل مقابلات مع عشرات من أصحاب الأعمال الناجحين وتحديد عشرة أمور، خمسة يجب أن تفعلها وخمسة أخرى يجب أن تجتنبها كي تبدأ عملك الجديد بنسبة عالية من الثقة والنجاح.

  
نصائح لبداية عمل جديد
خمسة أمور يجب أن تفعلها
01
كن على استعداد
احزم حقائبك وابحث عن رغبتك في كسب مزيد من المال، وساهم في استقرار حياتك الشخصية للبدء في عمل جديد.
02
اختر العمل المناسب
تأكد أن عملك الجديد مناسب لمهارتك الشخصية وإمكاناتك.
03
حياة مالية متوازنة
حاول أن تجعل عملك الجديد مساهما في تعزيز حساب التوفير الخاص بك.
04
اجعل لك أصدقاء
فالأصدقاء الجدد في نفس مجال عملك يدفعونك للإنجاز والتعلم. 
05
استخدم الإنترنت
حاول أن توفر عشر دقائق على الأقل يوميا للتواصل مع مواقع التواصل الاجتماعي لنشر منتجك ومعرفة آراء زبائنك.
خمسة أمور يجب أن تتجنبها
01
لا تنتظر وقتا طويلا
استغل الفرصة وابدأ من الآن، فكلما زاد الوقت تأخر إنجازك .
02
لا للفشل
لا تسمح للفشل أن يوقفك، فالفشل مرة يعني أنك حاولت فليس هناك نجاح دائم.
03
لا تنتظر المكاسب الكبيرة
من الممكن أن تكون مكاسبك قليلة ولكنها دائمة، فلا تتعجل وحاول أن تستغل أي فرصة لزيادة مكاسبك مع مرور الزمن.
04
لا تفرط في تكاليف بدء التشغيل
لا تفرط في تكاليف بدء التشغيل إلا لو قمت بحساب ما ستجنيه بدقة، وعوضت تلك التكاليف أولا بأول من ناتج استثمارك.
05
لا تبدأ بقوة قبل الدراسة
لا تبدأ بقوة في حين أنك من الممكن أن توفر وقتا وجهدا لو قمت بدراسة السوق جيدا وقارنت بينك وبين منافسيك لتستطيع أن تواجههم بثبات.

تشوهات خطيرة

عمرو حمزاوي

عمرو حمزاوي -- الشروق

تحدث صحافة خدمة السلطان وأبواق الأجهزة الأمنية وبرامجهم الفضائية تشوهات حادة في المساحة الإعلامية المصرية والمهن المرتبطة بها.
لست من هواة شخصنة الأمور العامة، ولست من الذين يختزلون المسالب في نفر من المتجاوزين أو المتورطين، ولست من المعنيين بالرد المستمر على الإفك الذي يروجه خدمة السلطان وأبواق الأجهزة الأمنية عن المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان عبر توظيف الصحافة والبرامج الفضائية لثقتي في أن الإفك لا يدوم في الأرض وأن التعامل معه إن بصيغة تفنيدية أو بصيغة انتقامية يصرف النظر والجهد عن العمل على تحقيق صالح الوطن في لحظة تحديات كبرى.
لذلك لست براغب هنا بالاشتباك مع كتاب أعمدة لا يمتلكون الكثير من الأفكار ولا يجيدون إلا التعريض بأخرين إما طلبا لشيء من الاهتمام العام أو أملا في أن يلتفت أحد في دوائر الحكم والنفوذ والمال أو في أي من مؤسسات وأجهزة الدولة إلى "الخدمات الرائعة" التي يمكن أن يقدموها لاغتيال المعارضين معنويا وشعبيا، ولا تشعرني صحف أبواق الأجهزة الأمنية وبرامجهم الفضائية إلا بالإشفاق على من تدربوا في الجامعات والمعاهد أو في محطات مهنية على البحث عن المعلومة وتوثيقها ونشر الحقيقة والالتزام بالموضوعية والنزاهة ثم تحولوا في إطار علاقة "الاستتباع في مقابل الحماية والعوائد" إما إلى مروجين لتقارير أمنية بدرجة رؤساء تحرير الصحف أو مرددين لمفردات التقارير هذه كتابة وعلى الهواء مباشرة بدرجة "مفكرين كبار" و"خبراء استراتيجيين" أو منفذين مباشرين لتعليمات دوائر الحكم والنفوذ والمال أو المؤسسات والأجهزة لتخوين هذا وذاك واغتيال آخرين معنويا وشعبيا بدرجة "صحفيين وإعلاميين مخضرمين."
ما يهمني ويعنيني هو رصد التشوهات الحادة التي تحدثها صحافة خدمة السلطان والأبواق وبرامجهم الفضائية في المجال الإعلامي المصري. وهذه التشوهات يتصدر قائمتها الطويلة إلغاء قيمة المعلومة والحقيقة والموضوعية والنزاهة المهنية، وإحلال ممالأة السلطان ونفاق الحكام وقبول الالتحاق بدوائر النفوذ والمال بحثا عن الحماية والعوائد والمصالح الشخصية (معنوية ومادية) كمنظومة بديلة ليس لها إلا أن تفسد العمل الصحفي والتليفزيوني.
ويلي ذلك خطر صرف نظر واهتمام الأجيال الوسيطة والشابة العاملة في المجال الإعلامي عن الاجتهاد والتطور الذاتي وتنمية القدرات المهنية ومن ثم الحيلولة دون الارتقاء جماعيا بالصحافة وبالقنوات الفضائية. جيل الشيوخ والمجموعات المتقدمة في العمر حسمت اختياراتها وبين صفوفها أسماء كثيرة لم تنقلب على المعلومة والحقيقة والموضوعية، وأسماء أكثر قبلت الاستتباع وخدمة السلطان وتمارسهما بإمكانيات تتفاوت. الأجيال الوسيطة والشابة هي التي تتحول إلى ضحية بدفعها بعيدا عن القراءة والإطلاع والمتابعة والتوثيق واختبار أساليب جديدة في الكتابة الصحفية والتغطية التليفزيونية، والزج بها إلى البحث عن موضع قدم في شبكات الممالأة والنفاق الواسعة ومزاحمة من سبقوهم إلى الاستتباع وبنفس الأدوات المعهودة - الترويج لتقارير الأجهزة الأمنية وتنفيذ تعليمات الحكام والنافذين وملاك الصحف والقنوات الفضائية.
أما التشوه الثالث الذي يطول العاملين والمشتغلين في المجال الإعلامي ويتجاوزهم فيتمثل في صناعة صورة نمطية بالغة السلبية عن الصحافة والبرامج التليفزيونية كمواطن لنشر الإفك وساحات تغيب عنها المعلومة والحقيقة والموضوعية وتعجز عن تناول قضايا الوطن وتحدياته الكبرى بجدية وبعين على التقدم والتنمية والعدل والحق. لذلك تخفق الصحافة والبرامج التليفزيونية في الاضطلاع بالمهمة المقدسة المنوطة بالإعلام في المجتمعات المعاصرة، مهمة السلطة الرابعة التي تراقب باسم الصالح العام ونيابة عن المواطنات والمواطنين السلطات العامة ومؤسسات وأجهزة الدولة والجهات الخاصة وتتتبع أفعالها وممارساتها وتكشف اختلالاتها ومناحي الفساد بها وتطالب بتغييرها وتصر على الشفافية والمعلومة والحقيقة، إن في السياسة أو خارج سياقاتها.

كيف صار الإخوان عنيفين؟

عماد الدين حسين

عماد الدين حسين -الشروق

كيف صار الإخوان عنيفين إلى هذا الحد؟! كيف انقلبت شخصية الإخوانى الهادئة المسالمة لتصبح بهذه العدوانية؟!.
هل كانت صفات السلمية والمسالمة مجرد شعارات تخفى تحتها هذا الكم الرهيب من العنف، أم أن ما حدث هو مجرد رد فعل على عنف أجهزة الأمن، أم أن الأمر يعود إلى أن الشخصية المصرية بأكملها اختلفت وصارت أكثر عدوانية بغض النظر عن انتمائها السياسى والفكرى؟!.
شخصيا صدقت كلام المرشد محمد بديع حينما وقف على منصة رابعة العدوية ليصرخ بأعلى صوته قائلا: «ثورتنا سلمية.. وستظل سلمية»، لكن المشكلة ان التطبيق على الأرض اختلف مع هتاف الميكروفون وتطابق مع تهديد ووعيد آخرين مثل طارق الزمر ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى وآخرين.
السؤال الجوهرى هو: هل تلك هى الطبيعة الأصلية للإخوان أم أن أجهزة الأمن أوقعتهم فى المصيدة ودفعتهم دفعا إلى العنف لترد عليهم بعنف أشد وتجعلهم مكروهين شعبيا؟.
خصوم الإخوان يقولون ان العنف صفة لصيقة بالإخوان منذ نشأتهم عام 1928، وكل كلامهم عن السلمية مجرد شعارات، وكل حركات العنف التى نشأت فى مصر والمنطقة هى روافد للتنظيم الأم، فى رأى هذا الطرف فان الرهان على سلمية الإخوان هى رهان على سراب.
لكن فريقا آخر يعتقد ان عنف الإخوان ناتج عن عنف أجهزة الأمن وقبل ذلك وبعده راجع إلى منظومة متكاملة من التحريض الذى مارسته قيادات الجماعة قبل فض اعتصام رابعة وحتى البيانات الأخيرة التى دعت إلى ابتكار حلول للتصدى لقوات الأمن وبعدها نشأت حركات مثل «ولع» و«مولوتوف».
فى ظنى أن هناك متغيرين رئيسيين: الأول هى التغييرات التى طالت الشخصية المصرية واتجاهها إلى العنف المبالغ فيه، ثم ان الجيل الجديد من شباب الإخوان لم يعد مثل الجيل القديم. جيل الآباء كان يعرف الحدود والمواءمات والخطوط الحمراء، لكن الجيل الجديد انكسر لديه حاجز الخوف منذ ثورة 25 يناير ولم يعد يخشى شيئا، ثم ان ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام الاجتماعى مثل فيس بوك وتويتر جعلت التحكم فى البشر وحركتهم أمرا غاية فى الصعوبة. التغيرات الاجتماعية وثورة الاتصالات والإعلام جعلت كثيرا مما كنا نعتقد انه بديهيات يتغير.
وبغض النظر عن سبب هذه التغيرات، فقد صار لدينا واقع ينذر بالمزيد من الدماء.
لم تعد قوات الأمن فقط ترتكب العنف، صار لدينا الآن جماعات أو عصابات منظمة ومسلحة تقتل كل يوم رجال الشرطة وتفجر المنشآت الأمنية والحكومية وتروع المواطنين فى الشوارع.
السؤال: من الذى يستفيد من عمليات الإرهاب سواء التى تتم فى سيناء أو فى القاهرة والمحافظات؟!.
نظريا يعتقد الإسلاميون انهم هم الكاسبون، لكن هؤلاء لا يدركون ان أى رجل شرطة يسقط شهيدا يعطى الشرطة الموافقة الشعبية على التنكيل بالإخوان واستحداث وإصدار المزيد من القوانين كى تواجه الإرهابيين خصوصا إذا طالبها المواطنون بفرض الأمن والنظام والقانون فى الشارع.
أتمنى ان يراجع اعضاء جماعة الإخوان موقفهم وان يسألوا أنفسهم سؤالا بسيطا وهو: ما هى المكاسب والخسائر من جراء مشاركتهم فى عمليات التظاهر العنيف ضد الحكومة وتأييدهم المستتر حينا والسافر احيانا للارهاب الذى يستهدف الحكومة ومعها كل المجتمع؟.

مؤسسة الفساد تتحدى

فهمي هويدي

من عجائب ومفارقات الثورة المصرية التى انطلقت ضد الاستبداد والفساد أنها بعد مضى ثلاث سنوات على نجاحها، قدمت خلالها نحو 5 آلاف شهيد، لم تحاسب أحدًا من المسئولين عن الاستبداد أو الفساد. فمبارك الذى كان رمزا للاثنين طوال ثلاثين عاما جرى تدليله فى محبسه، وأجريت له محاكمات فكاهية على اتهامات تافهة ثم تمت تبرئته فى نهاية المطاف. وما حدث معه تكرر مع بقية رجاله الذين حوكموا بنفس الطريقة الفكاهية وعوملوا بنفس الأسلوب، حيث ظلوا «باشاوات» فى السجون طول الوقت، ثم أطلق سراح أغلبهم واحدًا تلو الآخر، حتى الجرائم التى ارتكبت أثناء الثورة لم يحاسب عليها أحد. وكانت النتيجة أن كل الذين أجرموا فى حق البلد وفى حق الثورة غسلت أيديهم وبرئت ساحاتهم، وصاروا عند البعض «قيادات وطنية» تعرضت للظلم والافتراء من جانب الشباب الطائش والمتهور. كأنما أريد إقناعنا بأن الذين قاموا بالثورة هم الذين أخطأوا وأن الذين تسببوا فيها كانوا أبرياء ومجنيا عليهم.
الكلام أعلاه من وحى المؤتمر الصحفى الذى عقده المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات يوم الاثنين الماضى 17/2 وتحدث فيه عن استشراء الفساد فى صلب أجهزة الدولة ومؤسساتها المهمة والحساسة ومدى ضلوعها فى نهب ثروة البلد المالية والعقارية. وفيما فهمناه مما قاله الرجل فإنه حين لم يجد فى مصر برلمانا يحاسب وحين أدرك أن البيروقراطية المتحكمة صمت آذانها وامتنعت عن التحقيق فى بلاغات الجهاز فإنه لم يجد مفرا من مخاطبة الرأى العام من خلال وسائل الإعلام.
لقد أبرزت الصحف التى صدرت أمس تفصيلات المخالفات التى تحدث عنها المستشار جنينة ورصدها جهاز المحاسبات فى موازنة رئاسة الجمهورية فى عهد الدكتور مرسى، وهو ما يستحق التحقيق لا ريب، إلا أنها لم تكترث بالمعلومات الأخرى بالغة الأهمية التى تعلقت بأجهزة ومؤسسات الدولة الأخرى. لأن الأخيرة دلت على اتساع دائرة الفساد وتراكمه. من النماذج والحالات التى تحدث عنها المستشار جنينة ما يلى:
• إن أعضاء نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة والجيزة وهيئة الرقابة الإدارية ومسئولين مرموقين سابقين وحاليين استولوا على أراض فى الحزام الأخضر بمنطقة أكتوبر مساحتها 35 ألف فدان بالمخالفة للقانون، الأمر الذى ضيع على الدولة نحو 4 مليارات جنيه جراء تخصيص الأراضى لغير مستحقيها وبأسعار زهيدة.
• إن اللجنة المختصة بفحص مستندات المنطقة الخضراء منعت بأمر من النيابة من الاطلاع على 295 ملفا لشخصيات رؤى التكتم على أوضاعها، وأن مسئول جهاز المحاسبات المختص بالموضوع تلقى تهديدا حذره من عواقب الاستمرار فى أداء مهمته باعتبار أن من شأن ذلك تسليط الأضواء على فساد عدد من كبار المسئولين السابقين والحاليين.
• إن بعض مؤسسات الدولة رفضت التعامل مع جهاز المحاسبات، منها وزارة الداخلية، خصوصا أن الجهاز رصد مخالفات فى جهاز الأمن الوطنى وحده بقيمة مليارين ونصف مليار جنيه.
• إن بعض مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية مارست اعتداءات على مجرى نهر النيل وبعضها أقدم على ردم أجزاء منه وإقامة مبان خرسانية عليها. وقد قدرت المخالفات المتعلقة بنهر النيل بنحو 18 مليار جنيه.
• أعرب عن دهشته إزاء قيام وزارة العدل بإعداد مشروع للتصالح مع النيابة بشأن المخالفات التى وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية، التى ضعف فيها دور الدولة جراء الظروف التى مرت بها البلاد. وهى فكرة خطرة لأن تلك الفترة شهدت اندفاعا من جانب كثيرين لمخالفة القانون والاعتداء عليه، ويشكل المشروع المقترح غطاء يسوغ تلك الانحرافات ويكافئ الانتهازيين والجشعين والمنحرفين.
• قدم جهاز المحاسبات 428 بلاغا للنائب العام عن مخالفات وانحرافات فى مختلف أجهزة الدولة. لكن النيابة لم تبت فى 265 بلاغا وحفظت 28 بلاغا اخر. كما قدم الجهاز 227 بلاغا مماثلا إلى جهاز الرقابة الإدارية فلم يبت فى 161 منها وحفظت الرقابة 17 بلاغا. فى الوقت ذاته فإن الجهاز قدم 65 قضية لجهاز الكسب غير المشروع فلم يبت إلا فى ثلاث فقط وتم حفظ 6 قضايا. ويتعذر العثور على تفسير برىء للتقاعس عن التحقيق فى تلك البلاغات والعزوف ليس فقط عن النظر فيها، وإنما أيضا عن إخطار جهاز المحاسبات بالأسباب التى أدت إلى تجاهلها وعدم البت فيها.
• تحدث المستشار جنينة عن الفساد فى مجال النقل البحرى، وعن المخالفات فى شركات النفط، وعن إسراف أجهزة الدولة فى تعيين المستشارين فى حين أن ذلك دور مجلس الدولة الذى يضم قسما للفتوى والتشريع. وأشار فى هذا الصدد إلى أن الـ 2906 مستشارين الملحقين بتلك الأجهزة تقاضوا أكثر من نصف مليار جنيه فى العام المالى الأخير منها 100 مليون و900 ألف منحت لمستشارين عينوا بعد بلوغ سن الستين.
لقد طالب رئيس جهاز المحاسبات كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بتشكيل لجنة لتقصى حقائق الفساد المتفشى فى مختلف أجهزة الدولة، على غرار لجان تقصى حقائق الأحداث السياسية التى تشهدها مصر، وهو مطلب مهم استبعد الترحيب به لأن الفساد يضرب مصلحة البلد، فى حين أن الأحداث السياسية المشار إليها تمس مصلحة النظام، وفى الوقت الراهن فإن المصلحة الثانية مقدمة على الأولى.
حين وجدت أن المستشار جنينة يشير بأصابع الاتهام إلى مظان الفساد الكامن والمتراكم فى مختلف أجهزة الدولة، بما فيها تلك التى تعتبر نفسها فوق القانون، أدركت لماذا يلاحق الرجل بالاتهامات والمكائد وتصوب نحوه السهام التى تستهدف إزاحته من موقعه لإسكات صوته والخلاص من إزعاجه. ذلك أن مؤسسة الفساد المرتبطة بنظام مبارك لاتزال تحتفظ بعافيتها وبمنابرها. خصوصا ان الإنجاز الذى حققه ذلك النظام فى السياسة يغرى بمواصلة النجاحات فى مجالات أخرى.