الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الأديب والمفكر أحمد تيمور باشا


الأديب والمفكر أحمد تيمور باشا
( 1871 – 1930 م )
نشـأته وثقافته:
هو أحمد بن إسماعيل بن محمد كاشف تيمور، عالم بالأدب، باحث، ومؤرخ مصري، كردي الأصل، ولد في القاهرة سنة (1871 م)، وهو من بيت فضل ووجاهة، مات أبوه وعمره ثلاثة أشهر، فربّـته أخته عائشة، وسُمّي حين ولد ( أحمد توفيق )، ودُعي  في طفولته بـ ( توفيق )، ثم اقتصروا على تسميته بـ ( أحمد )، واشتهر باسم ( أحمد تيمور ).
وتلّقى أحمد تيمور مبادئ العلوم في مدرسة فرنسية، ثم أخذ العلم على كبار العلماء، أمثال العالم المفّكر الزاهد الشيخ حسن الطويل، إذ جعل مزرعته مستراحاً للشيخ يستجّم فيها كل أسبوع، فيتدارسان أشعار المعلّقات، ويوّضح الشيخ ما يتعسّر على أحمد تيمور من غوامض المنطق والأصول والأدلة العقلية والنقلية، ثم اتصل أحمد تيمور بالعلامة الشيخ محمد عبده، وجعل داره ملتقى لتلاميذه.
شخصيته ومكانته العلمية:
يقول العلامة الشيخ محمد أبو زهرة:
"  كنا نشدو في طلب العلم، وعالمان عظيمان يتردّد اسمهما في مجالس العلم، وأحدهما لا نكاد نلقاه، وهو أحمد تيمور ... والآخر أحمد زكي، وأما أحمد تيمور فإنه كان قد ارتضى ... ألا يكون إلا في الندوات الخاصة، التي لا يحضرها إلا عِلية العلماء ... فقد ظهر اسمه بين أوساطنا يتردّد بالإكبار والتقدير، فتُذكر مكتبته وما حوت، وتُذكر إسلامياته، وتُذكر علاقته بالعلماء، ومدارساته معهم، وانصرافه للعلم الإسلامي، وجمْع كل الآثار التي تناولها بيده، سواء أكانت مخطوطة أم مطبوعة، وتركه المناصب العليا، ليتفرغ لعلم الإسلام، وإحياء مآثر علومه، ونشرها بين الناس في هَدْأة العالم، واطمئنان المتثبّت ".
ويضيف الشيخ أبو زهرة قائلاً :
  " وكانت تنشر له مقالات مسلسلة عن أعلام عصره في إحدى المجلات الأدبية، فكنت ألمح القصص، ودقة الخبر، واتصال السند في لفظ بيّنٍ من السهل والممتنع، لا يعلو عن العامة، ولا ينبو عن آذان الخاصة ".
وكان أحمد تيمور من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وتتسم كتاباته بسمات ثلاث نادراً ما تتوافر في كتابات الأدباء والباحثين:
-       الأولى هي الدقة، فكأن اللفظ قد وضع قدر المعنى، فلا يتسّع لسواها.
-       والثانية الإيجاز من غير إخلال.
-       والثالثة جمال العبارات جمالاً هادئاً.
وذكر الزركلي أن أحمد تيمور كان رضيّ النفس، كريماً، متواضعاً، فيه انقباص عن الناس، توفيت زوجته وهو في التاسعة والعشرين من عمره، فلم يتزوج مخافة أن تسيء الثانية إلى أولاده، وانقطع إلى مكتبته ينـقّب ويؤلّـف، وكانت تضم حوالي / 15000 / خمسة عشر ألف كتاب في قرابة ( 18 ) ألف مجلد، غالبها مخطوط، وجميعها مجلد تجليداً جيداً. وأضافالزركلي:
" وكانت لي معه – رحمه الله – جلسة في عشية السبت من كل أسبوع، يعرض عليّ فيها ما عنده من مخطوطات، وأحمل ما أختار منها، ثم أردّه في الأسبوع الذي يليه ".  
وقد فجع أحمد تيمور بوفاة ولده الأديب القاص محمد تيمور، فجزع عليه، ولازمته نوبات قلبية انتهت بوفاته في مطلع صيف ( 1930 م)، وأهدى مكتبته الضخمة- وكانت كنزاً تاريخياً وعلمياُ ثميناً-  إلى دار الكتب المصرية في القاهرة.
من مؤلفاته:
لأحمد تيمور ما يزيد على سبعة وعشرين مؤلفاً، أغلبها مطبوع، وبقي قسم منها مخطوطاً، ونذكر من مؤلفاته:
- الآثار النبوية.
- أبو العلاء نسبه وأخباره.
- التصوير عن العرب.
- الحب والجمال عند العرب.
- لهجات العرب.
- ضبط الأعلام.
- السماع والقياس. .
- معجم الفوائد.
- اليزيدية ومنشأ نحلتهم.
- الأمثال العامية.
- معجم تيمور الكبير في الأمثال العامية.
- تراجم المهندسين العرب.
- أعيان القرآن الرابع عشر.
- ذيل طبقات الأطباء.
- نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الأربعة.

انتم جيل خارج الزمن



‫#‏باسم_يوسف‬ يكتب: 
انتم جيل خارج الزمن، خارج التاريخ والجغرافيا. 
انتم نتاج نفس الابواق الاعلامية التى كرست لحكم الديكتاتور على مدى ستين عاما. 
ربما تضحكون على الناس اليوم كما فعل اساتذتكم فى الستينيات. 
ولكن ذلك لن يستمر. 
فالجهل يمكن أن يفوز فى البداية نتيجة الخوف والهيستيريا.
ولكنه لا يمكن ان يقود أمة ولا ان يكسب شبابها.

الأديبة عائشة التيمورية

الأديبة عائشة التيمورية
( 1840 – 1902 م )
عائشة عِصمة التيمورية هي كريمة إسماعيل تيمور باشا، وأخت أحمد تيمور، وهي من نوابغ مصر، ولدت بالقاهرة سنة ( 1840 م)، ونشأت نشأة كريمة في كنف أسرتها العريقة،وشجّعها والدها على انتهاج طريق الأدب، ورتّب لها الأساتذة، لتعليمها العربية والتركية والفارسية، فقرأت دواوين الشعراء، ونظمت الشعر بهذه اللغات الثلاث.
وقد تزوّجت من محمد توفيق بگ الإسلامبولي، وانتقلت معه إلى الآستانة (إستانبول)عاصمة السلطنة العثمانية، ولعله كان من الموظفين الكبار، ورجعت إلى مصر بعد وفاة زوجها، وكان والدها قد سبق زوجها إلى الانتقال للعالم الآخر، فعكفت على الأدب، ونشرت بعض المقالات في الصحف، فعلت شهرتها على الصعيد الثقافي، ومن مؤلفاتها:
- حِلْية الطِّراز ( ديوان شعرها، طبع سنة  1885 م).
- شكوفه (ديوان شعر بالفارسية والتركية طبع سنة 1894 م).
- مرآة التأمل في الأمور (موضوعات اجتماعية نثرية).

الأديب والمفكر / محمد تيمور( 1892-1921)

الأديب والمفكر / محمد تيمور( 1892-1921)


**ولد فى13/7/1892 والدة أحمد تيمور (باشا) صاحب المؤلفات العديدة أشهرها ( معجم الأمثال العامية المصرية) وعمته شقيقة والده الكبرى عائشة التيمورية وأخوة الأصغر محمود تيمور .
*أهتم محمد تيمور منذ صغره بالأدب والثقافة فأصدر مع شقيقة تيمور مجلة " المنزل " وأقاما مسرحا بدارهما وألفا له المسرحيات .
*فسافر إلى باريس بعد حصوله على البكالوريا ليدرس القانون ولعشقه التمثيل أقبل على المسارح يشاهد مسرحياتها ويدرسها دراسة واعية .
*وفى سنه 1914 قامت الحرب العالمية الأولى فاضطر للعودة إلى مصر .
وانضم إلى جمعية أنصار التمثيل التى أسسها محمد عبد الرحيم وضم إليها نخبة من خبرة الشباب منهم محمد تيمور إسماعيل وهبي ومحمد عبد القدوس وفكرى أباظة وسليمان نجيب واحمد رامى وزكى طليمات .
*عندما توفى محمد عبد الرحيم تولى محمد تيمور رئاسة الجمعية . واستنكر والدة أحمد تيمور باشا سلوك ابنه واضطر محمد أن يترك التمثيل .
*وكمؤلف مسرحى رائد كتب محمد أربع مسرحيات هى ( العصفورفى القفص ) مثلها فرقة عبد الرحمن رشدي عام 1918 ( عبد الستار أفندى )
مثلتها فرقة عزيز عيد فى عام 1918 . (العشرة الطيبة ) لحنها سيد درويش
ومثلتها فرقة بديع خيرى 192. . ( والهارية ) مثلت ليله الأربعين لوفاته .
*وكرائد قد رواد القصة القصيرة فى مصر صدرت مجموعة ( ماتراة العيون)
•وكناقد مبدع كتب أربعين مقالا تتبع فيها نشأة التمثيل فى فرنسا ونشأته فى مصر كما انتقد الممثلين وحياتهم سواء على خشبة المسرح أو خارجها .

•كما انتقد فى سلسلة مقالات نشرتها جريدة السفور عام 192. مؤلفي المسرحيات تحت عنوان ( محاكمة مؤلفي الروايات التمثلية ) .
•وظل محمد تيمور يسهم بأعماله المسرحية والأدبية فى خدمة المسرح والأدب حتى رحل عن الحياة فى عمر الزهور بعد إن ترك تراثا مسرحيا وأدبيا خالدا .
**توفى فى 24/2/1921 .

عودة الوعي هي الحل


تغييب الوعي 

لا أجد صعوبة فى العثور على أمثلة لهذه الخديعة، فهناك مثلا حجب المعلومات الضرورية عن الناس، ونشر المعلومات الكاذبة، واستخدام الصوت والصورة للترويج لشخص دون آخر، والاعتماد على مجرد التكرار كوسيلة من وسائل الإقناع، والترويج لفضائح لأشخاص قد يكونون نبلاء فى الحقيقة، ولكنهم غير مرغوب فيهم، وشغل الناس بحمى الاستهلاك، فضلا على شغلهم بالمسلسلات التليفزيونية ومباريات كرة القدم.. إلى غير ذلك 

جلال أمين -- الشروق

مجزرة الحرم الإبراهيمي


  • في مثل هذا اليوم 25 فبراير 1994تمت مجزرة الحرم الإبراهيمي الرهيبة التي نفّذها الدكتور باروخ جولدشتاين بعد أن فرّغ كره 35 عاماً للفلسطينيين وهي سنوات عمره فعند السجود وقبل إستكمال صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي دخل على المصلين وهو يحمل في يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة التي علت فيها الى السماء ارواح 50 مصلياً ونزفت فيها دماء 349 مصاب بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين، وقد لقي حتفه داخل الحرم على أيدي السجّد يوم المجزرة . وفتحت تلك المجزرة أمام اليهود باب الغنائم على مصراعيه لتحقيق حلم بناء الهيكل المزعوم واصبح حرم إبراهيم الخليل عليه السلام ، يصادر أكثر من نصفه لصالح المتدينين اليهود ، وعلى الأرض فهو مصادر بالكامل .

“إريكسون” و “فيسبوك” يُطلقان مُختبر الابتكار الخاص بمبادرة Internet.org

"إريكسون" و "فيسبوك" يُطلقان مُختبر الابتكار الخاص بمبادرة  Internet.org


أعلنت “إريكسون” و “فيسبوك” اليوم إطلاق مختبر الابتكار المُشترك لدعم مبادرة Internet.org التي أطلقتها الأخيرة بالتعاون مع عدد من رواد صناعة التقنية حول العالم، خلال شهر آب/أغسطس الماضي.
ويأتي مختبر الابتكار هذا ثمرةً للتعاون المُشترك بين “إريكسون” و “فيسبوك” وسيعمل على توفير البيئة المناسبة والخبرات اللاّزمة لتحسين التطبيقات، والشبكات، والأجهزة والخدمات لمستخدمي الإنترنت الخمسة مليارات المستقبليّين.
من المتوقع افتتاح المُختبر الجديد في النّصف الثّاني من عام 2014 في حرم شركة “فيسبوك” في مينلو بارك، كاليفورنيا، وسيعمل على معالجة الجانب الأكثر أهمية من هدف Internet.org ألا وهو إتاحة النّفاذ إلى الإنترنت للجميع.
واستنادًا إلى قدرات خدمة “إريكسون”، “الجهاز وتوثيق التّطبيقات” Ericsson Device and Application Service بالإضافة إلى ريادة الشركة تقنيًا في مجال شبكات الاتصالات، ستقوم شركة “إريكسون” بتزويد “فيسبوك” ومطوّري التّطبيقات بالقدرة على محاكاة بيئات شبكيّة مختلفة من جميع أنحاء العالم. ما سيسمح لهم بتطوير واختبار تطبيقات وخدمات الهاتف الجوّال.
في هذا الصدد، أفاد “جاي باريك” نائب رئيس قسم هندسة البنية التّحتية لدى “فيسبوك”، “بفضل هذا المختبر، سيتمكّن المطوّرون من محاكاة ظروف الشبكة المتوفرة عادةً في الأسواق الجديدة، ممّا يمنحهم بيئة لاختبار وتحسين تطبيقاتهم وفق عددٍ من السّيناريوهات المختلفة” وأضاف “تقدّم لنا إريكسون هذه القدرة الفريدة ونحن سعداء أنها اتخذت مركزًا رياديًّا معنا في هذه المبادرة.”
وسيساهم المُختبر في إزالة واحدة من العقبات المادّية الرئيسية التي تواجه السعي إلى توفير الإنترنت للجميع. عادةً، لا يستطيع المطوّرون سوى النّفاذ إلى بيئة الشبكة الخاصة بالموقع الذي يتواجدون فيه فعليًّا.
إنما يعمل المستهلكون اليوم ضمن بيئات شبكيّة مختلفة مثل 2G، 3G، 4G، “واي فاي” مستخدمينَ عدّة أنظمة تشغيل للهواتف الجوّالة، ومجموعةً واسعة من الأجهزة، ممّا قد يجعل هذه العمليّة شديدة التعقيد بالنسبة للمطوّرين. سيسهّل مختبر الابتكار المشترك العمل ضمن بيئات شبكيّة متعددة بهدف الاختبار والتحسين، وستتواجد جميعها في مكان واحد.
يُذكر أنه قد تمّ الإعلان عن إطلاق Internet.org في شهر آب/أغسطس من عام 2013، وتهدف هذه المبادرة إلى إتاحة النّفاذ إلى شبكة الإنترنت لثلثي سكّان العالم غير المتّصلين حتى الآن، وجعل الفرص التي يتمتّع بها ثلث العالم اليوم متوفّرة للجميع دون استثناء.
وتقول “إريكسون” إنها قد أمضت أكثر من 100 عام في السعي إلى سدّ الفجوة الرقمية وفي دعم مبادرة “التكنولوجيا من أجل الخير” في إفريقيا Technology for Good، ويتوقع منها أن تساهم هذه التجربة إلى حدّ كبير في تحقيق أهداف Internet.org. وهذا يشمل جعل النّفاذ إلى الإنترنت ممكنًا بأسعار معقولة، من خلال استخدام البيانات بكفاءة أكبر ومساعدة الشركات على تحفيز النّفاذ إلى الإنترنت.
وترى “إريكسون” أن خدمة “الجهاز وتوثيق التّطبيقات” تعتبر جزءًا لا يتجزّأ من رؤيتها للمجتمع الشبكي، حيث سيزداد عدد الأجهزة المتصلة مع توفير خدمات جديدة للمستخدمين تشمل كافّة أوجه حياتهم. أمّا مطوّرو التّطبيقات، والبائعون، والمشغّلون فسيولون أهميّة متزايدة للحفاظ على الطابع التنافسي، وتقديم خدمات عالية الجودة، وتجربة إيجابيّة على الشبكة.
يُذكر أن الإعلان عن إطلاق هذه الخدمة قد تم في المعرض العالمي للاتصالات المتنقلة 2013، وهي تمنح مطوّري التطبيقات، ومصنّعي الأجهزة والشرائح الإلكترونيّة، فضلاً عن لاعبين آخرين في نظام خدمات الاتصالات الجوّالة والثّابتة، القدرة على الاختبار والتحقق من الأجهزة والتطبيقات ضمن شبكات الكابلات، وشبكات الاتصالات للجيل الثاني 2G والجيل الثالث 3G، والجيل الرابع LTE.

“سانديسك” تطرح أول بطاقة “ميكرو إس دي” بسعة 128 جيجابايت

sandisk-128gig-microsd

كشفت شركة “سانديسك” عما وصفتها ببطاقة الذاكرة الأعلى سعة بين بطاقات الذاكرة الخارجية فائقة الصغر من نوع “ميكرو إس دي”، وذلك خلال مشاركتها بمعرض MWC التقني المنعقد حالياً في برشلونة.
وأوضحت “سانديسك” أن بطاقة الذاكرة الخارجية الجديد تنتمي لسلسلة “سانديسك ألترا” SanDisk Ultra، وهي بطاقة “ميكرو إس دي” من نوع MicroSDXC، وتعد الأكبر من نوعها حيث تبلغ سعة التخزين خاصتها 128 جيجابايت.
وأشارت الشركة إلى أن بطاقة الذاكرة الخارجية الجديدة متوافقة للعمل مع الحواسب اللوحية والهواتف الذكية العاملة بنظام “أندرويد”، حيث ينتظر أن يدعم الجيل الجديد من الأجهزة الذكية السعة الكبيرة لبطاقة التخزين الخارجية تلك.
وكانت “سامسونج” كشفت بالأمس عن الهاتف الذكي “جالاكسي إس 5″، وأكدت أن الجهاز يدعم تركيب بطاقة ذاكرة خارجية من نوع “ميكرو إس دي” تصل سعتها حتى 128 جيجابايت.
هذا، وأكدت “سانديسك” أن بطاقة الذاكرة الجديدة قابلة لتخزين نحو 16 ساعة من مقاطع الفيديو بدقة Full HD، إضافة إلى 7500 ملف موسيقي و3200 صورة وأكثر من 125 تطبيق.
وأضافت الشركة أن البطاقة تدعم العمل مع تطبيق “ميموري زون” Memory Zone خاصتها، والمتوافر على متجر “جوجل بلاي”، وهو التطبيق الذي يتيح للمستخدم التحكم في البطاقة وفي كيفية تخزين الملفات عليها، كما يساعد مُلاك الأجهزة الذكية على توفير أكبر مساحة من سعة ذاكرة التخزين الداخلية.
وطرحت “سانديسك” بطاقة الذاكرة الخارجية الجديد خاصتها في الأسواق العالمية، حيث أكدت أنها ستتوافر ضمن مجموعة بطاقات “ميكرو إس دي” خاصتها بسعر يبلغ 199 دولار أمريكي.
يذكر أن إطلاق بطاقة الذاكرة فائقة الصغر “سانديسك الترا” ذات سعة 128 جيجابايت يأتي بعد عشر سنوات تقريباً من إطلاق “سانديسك” لأول بطاقة “ميكرو إس دي” والتي كانت بسعة 128 ميجابايت.

قصة نجاح وارن بافيت


وارن أدوارد بافيت، البالغ 77 عاما من العمر، هو مستثمر ورجل أعمال أمريكي عرف عنه بأنه أكبر المتبرعين للأعمال الخيرية في تاريخ الأعمال الأمريكية. فقد استطاع هذا المستثمر أن يجمع ثروة طائلة من استثمارات ذكية تحت إدارة شركة قابضة تحمل اسم “بيركشاير هاثاواي” التي يعد أكبر مساهم فيها ويحتل منصب مديرها التنفيذي.
وبثروته الحالية التي تقدر بنحو 52 مليار دولار، أقدمت مجلة “فوربس” في إبريل 2007 على تصنيف بافيت باعتباره ثالث أغنى رجل في العالم بعد بيل جيتس مؤسس شركة “مايكروسوفت” ورجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم حلو.
-
تصدر اسم بافيت عناوين الأنباء في يونيو 2006 عندما تعهد بالتبرع بالجزء الأكبر من ثروته من خلال تخصيص 83% منها إلى مؤسسة “بيل وميليندا جيتس فاونديشن” الخيرية. وقد بلغت قيمة هذا التبرع نحو 30 مليار دولار. وقيل إن تبرع بافيت مثل الأكبر من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة. ووقت الإعلان عن التبرع قدرت قيمته بنحو يكفي لمضاعفة حجم مؤسسة “بيل وميليندا جيتس فاونديشن”.
-
وعلى الرغم من ثروته الهائلة، فإن بافيت معروف بحياته الهادئة الخالية من مظاهر البذخ والإسراف التي ميزت حياة غيره من الأثرياء. فعندما أنفق 9.7 مليون دولار من أموال شركة “بيركشاير” في عام 1989 على شراء طائرة خاصة أقدم على تسمية هذه الطائرة باسم “الطائر الذي لا يمكن الدفاع عنه” وذلك بسبب انتقاداته السابقة إلى مثل هذه المشتريات الباذخة من قبل مديري الشركات والأثرياء.
-
وما زال وارن بافيت يعيش في نفس المنزل الواقع في مركز حي داندي في مدينة أوهاما بولاية نبراسكا والذي اشتراه في عام 1958 مقابل 31500 دولار، رغم أنه كان يملك منزلا أعلى سعرا في ساحل لاغونا بيتش بولاية كاليفورنيا والذي باعه في عام 2004. ويقدر السعر الحالي للمنزل الذي يسكنه في أوماها بنحو لا يزيد عن 700 ألف دولار.
ويعد الراتب السنوي بافت الذي تقاضاه في عام 2006 والذي لم يزد عن 100 ألف دولار راتبا ضئيلا قياسا إلى رواتب ومكافآت المديرين التنفيذيين في شركات أخرى مماثلة لشركة “يوركشاير”. ففي عام 2003 على سبيل المثال بلغ متواسط راتب المدير التنفيذي في الشركات التي تشكل مؤشر “ستاندارد أند بوورز 500″ لقياس أداء الأسهم نحو 9 ملايين دولار. غير أن بافيت ورغم حياته المتواضعة قد أدرجته مجلة “تايم” في عام 2007 في قائمة أكثر 100 رجلا تأثيرا في العالم.

البداية: ذكاء ومهارة ومغامرة

ولد وارين بافيت في 30 أغسطس 1930 في مدينة أوماها بولاية نبراسكا لهوارد بافيت، الذي كان يعمل سمسارا للأسهم قبل أن يكون عضوا في مجلس النواب الأمريكي، ولزوجته ليلى بافين.

وقد أظهر وارين منذ طفولته موهبة كبيرة في فهم الأعمال والرياضيات. إذ كان قادرا وبسهولة على حل المعادلات الرياضية المعقدة برأسه ومن دون الاستعانة بالقلم والورق. كما عرف عنه ولعه في قراءة الكتب حيث أظهر جوعا لا يشبع نحو المعرفة وخصوصا في مجال الأعمال وأسواق المال.
بدأ وارين العمل في مؤسسة السمسرة التابعة لوالده وهو بعمر لا يتجاوز الحادية عشر. ففي نفس عام بدايته بهذا العمل قام بأول عملية شراء للأسهم عندما اشترى أسهم شركة “سيتيز سيرفيسيز” مقابل 38.25 دولار للسهم الواحد. وقد قام بعد ذلك ببيع ما اشتراه من أسهم عندما ارتفع السعر إلى 40 دولارا وذلك قبل أن تواصل أسعار أسهم هذه الشركة الارتفاع لتبلغ 200 دولار بعد أعوام قليلة. ذلك علمه أهمية الاستثمار في الشركات الجيدة لفترة طويلة.
-
وبعمر لا يتجاوز الرابعة عشر، بدأ وارين مع زميل له في المدرسة الثانوية نصب مكائن تسلية في محلات الحلاقة لينفق الإيرادات التي حققها من هذا النشاط والتي بلغت 1200 دولار على شراء مزرعة مساحتها 40 إيكر قام بتأجيرها إلى مزارعين مستأجرين.
وعلى الرغم من تفوقه في الدراسة، إلا أنه شعر بأن الجامعة ستكون مضيعة لوقته وذلك في ظل نجاحه باعتباره مستثمرا مغامرا، أي مشاريعيا (entrepreneur). فأثناء دراسته الثانوية أصبح لديه مصادر للإيرادات تأتي من عدد من الصحف كان يديرها، ومن شركة “ويلسون كوين أوب” المصنعة لمكائن التسلية والتي أسسها مع صديق له، ومما يدفعه إليه المزارعون من إيجار مقابل استخدام وزراعة الأرض التي كان يملكها. ومع بلوغه سن السادسة عشر وتخرجه ضمن الطلبة العشرين الأوائل من المدرسة الثانية، كان لدى وارين توفير قيمته 5 آلاف دولار. غير أنه أذعن في نهاية المطاف إلى نصيحة والده وأقدم على دخول الجامعة.
-
في أعقاب تخرجه من كلية “وودرو ويلسون” العليا بجامعة واشنطن” في عام 1947، انضم وارين إلى كلية “وارتون” الشهيرة والتابعة لجامعة بنسلفانيا حيث قضى فيها ثلاثة أعوام لينتقل بعدها إلى جامعة نبراسكا. وقد بدأ هناك اهتمامه في الاستثمار بعد أن قرأ كتاب “المستثمر الذكي” لمؤلفه بنجامين غراهام.
في عام 1951 حصل وارين على شهاد الماجستير في الاقتصاد من كلية كولومبيا للأعمال، حيث درس، تحت إشراف بنجامين غراهام، إلى جانب عدد من المستثمرين المهمين بضمنهم والتر سكولس وإيرفينغ كان.
-
التأثير الآخر على فلسفة وارين بافيت الخاصة بالاستثمار جاء من مستمثر وكاتب شهير هو فيليب فيشر. فبعد أن تسلم درجة A+ من بنجامين غراهام وهي أعلى درجة يمنحها الأخير إلى أي طالب يدرس مادة تحليل أسواق الأسهم، أراد بافيت أن يعمل مع غراهم إلا أن طلبه جوبه بالرفض. ذلك دفع بوارين إلى العمل في مؤسسة والده كرجل مبيعات قبل أن يعرض عليه غراهام وظيفة في عام 1954. عاد بافيت إلى أوماها بعد عامين عندما تقاعد غراهام.

الولوج في عالم الأعمال

في عام 1956 قام بافيت بتأسيس شركة “بافيت أسوشييتس” المحدودة التي مثلت أول شراكة استثمارية له. تم تمويل هذه الشركة بنحو 100 دولار دفعها بافيت وشريكه وبنحو 105 ألف دولار دفعها شركاء محدودون يتألفون من أسرة وأصدقاء بافيت.
استطاع بافيت أن يؤسس شراكات إضافية تم جمعها فيما بعد تحت مظلة “بافيت بارتنرشيب” المحدودة. وقد قام بإدارة هذه الشراكه من غرفة نومه، ملتزما بشكل وثيق بنهج غراهام في مجال شراكة الاستثمار وثقافة التعويض. وقد حققت تلك الاستثمارات ما يزيد عن 30% من الإيرادات المجمعة خلال الفترة بين 1956 و 1969 في سوق كان معدل العائد الاعتيادي يتراوح بين 7% و 11%.
-
في عام 1962 بدأت “بافيت باراتنرشيب” بشراء أسهم شركة “بيركشاير هاثاواي”، وهي عبارة عن شركة صناعية كبيرة تعمل في قطاع المنسوجات الذي كان يشهد تدهورا ملموسا يتمثل في أن حجم مبيعات هذا القطاع كان يقل عن حجم رأس المال العامل فيه.
في عام 1969 عمد بافيت على حل جميع الشركات التي أقامها ليركز على إدارة “بيركشاير هاثاواي”. وفي ذلك الوقت اعتقد تشارلي مونغر، نائب الرئيس الحالي للشركة بأن شراء الشركة أمر خاطئ بسبب الإخفاق الذي كان يواجهه قطاع المنسوجات.

غير أن “بيركشاير” أصبحت واحدة من أكبر الشركات القابضة في العالم بفضل دور بافيت في إعادة توجيه الأموال النقدية الفائضة لدى الشركة نحو الاستحواذ على الأعمال الخاصة وأسهم الشركات العامة. وتمثلت أحد أهم اهتمامات استراتيجية بافيت في شركات التأمين وذلك بفضل الاحتياطات النقدية الكبيرة التي كان على تلك الشركات أن تحتفظ بها في خزائنها من أجل تسديد مطالب التعويضات المستقبلية. وفي واقع الأمر أن شركات التأمين قد لا تملك تلك الاحتياطات النقدية إلا أنها قادرة على استثمارها والاحتفاظ بالعوائد التي يدرها الاستثمار.

وتحت تأثير مونغر، انتقل نهج بافيت الاستثماري بعيدا عن الالتزام المشدد بمبادئ غراهام، ليبدأ في التركيز على الأعمال ذات النوعية العالية التي تتميز بمزايا تنافسية كبيرة. وقد فسر بافيت تلك المزايا باعتبارها “مصدة” أبقت المنافسين على مسافة بعيدة.
لقد أصبح الاستثمار في الأعمال ذات النوعية العالية سمة أساسية لشركة “بيركشاير هاثاواي”، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بشراء شركات كاملة بدلا من شراء أسهم الشركات. ونتيجة لذلك، تمتلك الشركة الآن عددا كبيرا من الأعمال التي تعتبر لاعبة مهيمنة في قطاعاتها.

المهارات

يصف بافيت نفسه باعتباره مخصصا للأموال على المجالات المجدية. فمهمته الأساسية تتمثل في تخصيص الأموال وتوجيهها إلى الأعمال التي تتسم باقتصاديات جيدة مع الاحتفاظ بإدارات تلك الأعمال بهدف قيادة الشركة.
وعندما يقدم بافيت على شراء حصة مهيمنة في شركة ما، فإنه يبذل جهودا كبيرة من أجل أن يوضح لمالكي تلك الشركة ما يلي:
• لن يتدخل في إدارة الشركة
• سيكون مسؤولا عن التعاقد مع المديرين وعن تحديد مستويات رواتبهم
• المال المخصص للشركة سيكون له سعر مرتبط به. والقصد من تلك العملية هو تحفيز المالكين على إرسال الفائض من رأس المال والذي لا يحقق عوائد تتجاوز التكاليف إلى مقر شركة بيركشاير بدلا من استثمارها بعوائد منخفضة. وسيكون هذا المال متاحا للاستثمار في فرص أخرى تنطوي على معدلات أعلى للعوائد.
-
لاقى نهج بافيت المتمثل في عدم التدخل في إدارة الشركات التي تقع تحت سيطرة الشركة القابضة قبولا قويا وخلق مساحة للمديرين لأن يعملون باعتبارهم مالكين وصانعي قرار بشأن كل ما يتعلق بأعمالهم وشركاتهم. وقد تمكن بافيت بفضل هذا النوع من استراتيجية الاستحواذ من شراء شركات بأسعار معتدلة لأن البائعين أرادوا مساحة لكي يعملوا بشكل مستقل بعد بيع شركاتهم.
وإلى جانب مهاراته في إدارة تدفق الأموال على شركة “بيركشاير”، امتلك بافيت مهارات في إدارة ميزانت مدفوعات الشركة. فمنذ أن تولى مهمة إداة شركة “بيركشاير” أقدم بافيت على وزن كل قرار يتخذه مقابل أثره على ميزان المدفوعات. واعتبارا من عام 2005 نجح في بناء شركة “بيركشاير” وتحويلها إلى واحدة من تسع شركات تمنحها مؤسسة “ستاندارد أند بوورز” للتصنيف الائتماني مرتبة (AAA)، وهي أعلى مرتبة ائتمانية تمنح إلى الشركات التي تتمتع بأقل مستوى ممكن من تكاليف الديون. ويجد بافيت راحة في اعتقادة بأن شركته لن تكون في المستقبل القريب واحدة من تلك التي ستهتز بفعل الكوارث الاقتصادية والطبيعية.

فلسفة الاستثمار

إن فلسفة بافيت الخاصة بالاستثمار في الأعمال ما هي إلا تحوير لنهج الاستثمار في القيمة والذي طوره أستاذه بنجامين غراهام. فقد أقدم غراهام على شراء شركات لأنها كانت رخيصة بالمقارنة مع قيمتها الجوهرية. إذ كان يعتقد بأنه طالما كانت السوق تضفي على الشركة التي يشتريها قيمة أقل من القيمة الجوهرية للشركة، فإنه يقوم بقرار استثماري مجدي عندما يقدم على شرائها. وبرر ذلك بالاعتقاد بأن السوق سوف تدرك فيما بعد بأنها قد منحت الشركة قيمة أقل من قيمتها الحقيقية مما يدفعها لأن تصحح هذه القيمة بصرف النظر عن طبيعة الأعمال التي تمارسها الشركة.
وفيما يلي عدد من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها قبل التوصل إلى قرار بشأن شراء الشركة، وذلك حسبما ورد في كاتب بافيت الذي يحمل عنوان “بافيتولوجوي”:
  • هل أن الشركة تقع في قطاع يتسم بقاعدة اقتصادية جيدة، وليس في قطاع يشهد منافسة على الأسعار؟
  • هل لدى الشركة احتكارا استهلاكيا أو علامة تجارية تتمتع بالولاء؟
  • هل بإمكان أي شركة تتمتع بوفرة في الموارد أن تتنافس بنجاح مع الشركة التي يجري التفكير بشرائها؟
  • هل أن إيرادات المالكين في اتجاه صعودي بأرباح جيدة ومستمرة؟
  • هل أن معدل الدين إلى الأصول منخفض أو أن معدل الإيرادات إلى الديون مرتفع؟ ذلك يعني هل تستطيع الشركة تسديد ديونها في غضون سنوات عندما تكون الإيرادات أقل من المعدل؟
  • هل لدى الشركة عوائد مرتفعة ومستمرة على رأس المال المستثمر؟
  • هل تحتفظ الشركة بإيرادات تخصصها للنمو؟
  • هل تعيد الشركة استثمار إيراداتها في فرص أعمال جيدة؟
  • هل لدى الإدارة سجل جيد في تحقيق الأرباح من تلك الاستثمارات؟
  • هل تتمتع الشركة بالحرية على تعديل أسعار منتجاتها من أجل استيعاب التضخم؟
كما يركز بافيت على توقب الشراء. فهو لا يريد الاستثمار في الأعمال التي تتسم بعدم القدرة على معرفة قيمتها. إذ يفضل الانتظار حتى حلول اتجاه التصحيح في السوق أو خلال الاتجاهات الهبوطية حتى يستطيع الشراء بأسعار معقولة، وخصوصا وأن الاتجاهات الهبوطية في أسواق الأسهم تتيح فرصا للشراء.
ومعروف عن بافيت أيضا بأنه محافظ عندما تكون المضاربة متفشية في السوق وبأنه يكون على عكس ذلك تماما عندما يكون الآخرون قلقين وخائفين على أموالهم. وهذه الإستراتيجية المعاكسة هي التي قادت بشركة “يوركشاير” إلى تجاوز دورة الازدهار والانهيار في قطاع الإنترنت في عام 2000 من دون أن تتعرض إلى أي أضرار.

العمل الخيري

في يونيو 2006، أعلن بافيت عن عزمه على التبرع بنحو 10 ملايين سهم من أسهم الفئة ب في شركة “يوركشاير هاثاواي”، قدرت قيمتها في 23 يونيو 2006 بنحو 30.7 مليار دولار، إلى مؤسسة “بيل وميليندا جيتس” الخيرية، وهو أكبر تبرع خيري في التاريخ. ووانطوى هذا الإعلان على قرار يقضي بأن تتسلم المؤسسة المذكورة 5% من إجمالي التبرع على أساس سنوي في كل يوليو، اعتبارا من عام 2006. كما انطوى على انضمام بافيت إلى مجلس إدارة مؤسسة “جيتس الخيرية”، رغم أنه لا يعتزم لعب دور نشط في إدارة المؤسسة.
كما أعلن بافيت عن خطط تقضي بالمساهمة بأسهم إضافية من أسهم شركة “بيركشاير” تقترب قيمتها من 6.7 مليار دولار لمؤسسة “سوزان تومبسون بافيت” وغيرها من المؤسسات الخيرية التي يترأسها ثلاثة من أولاده.
وقد اعتبر توزيع تبرعاته بالشكل المذكور ذلك تحولا مهما عن البيانات التي أصدرها بافيت في السابق والتي أعلن فيها بأن الجزء الأكبر من ثروته ستذهب إلى مؤسسة “بافيت”.
والمعروف بأن مجمل العقار الذي كانت تمتلكه زوجته والمقدرة قيمته بنحو 2.6 مليار دولار قد ذهب إلى تلك المؤسسة عندما توفيت في عام 2004.
وعلى ضوء تلك التبرعات السخية التي لا نظير لها فإن أولاد بافيت لن يورثوا جزءا كبيرا من ثروته. وهذه الأفعال تتسق مع تصريحات بافيت في السابق والتي أعرب فيها عن معارضته تحويل ثروات كبيرة من جيل إلى آخر. فقد علق بافيت على هذه القضية في مرة من المرات بالقول “أريد أن أمنح أطفالي ما يكفي لكي يشعورا أن بإمكانهم أن يفعلوا أي شيء ولكن ما لا يكفي لكي يشعروا أن بإمكانهم ألا يفعلون شيئا”.
وفيما يلي اقتباس مما كتبه وارين بافيت في عامي 1995 يلقي الضوء على أفكاره وفلسفته بخصوص ثروته ولماذا تطلع منذ وقت بعيد إلى إعادة تخصيصها:
“أعتقد شخصيا بأن المجتمع مسؤول وبنسبة كبيرة عما حققته من إيرادات. فلو وضعتموني في وسط بنغلاديش أو البيرو أو مكان آخر لوجدتم كم ستنتج تلك المهارة في ذلك النوع الخطأ من التربة.. فأنا أعمل في نظام للسوق شاءت الصدف أن يكافئ بشكل مجز، ومجز للغاية، ما أقومه به وما يقوم به (الملاكم) مايك تايسون. فلو كان بإمكانك أن تطرح شخصا في الأرض بعشر ثوان وتحصل على 10 ملايين دولار، فإن هذا العالم سيدفع الكثير على ذلك. ولو كنت معلما رائعا فإن هذا العالم لن يدفع الكثير على ذلك. ولو كنت ممرضا مدهشا فإن هذا العالم لن يدفع الكثير على ذلك. والآن، هل سأحاول طرح نظام آخر يقوم بإعادة توزيع ذلك؟ كلا، لا أعتقد أن بإمكاني القيام بذلك. لكنني أعتقد بأنك عندما تحظى بمعاملة جيدة للغاية من قبل نظام السوق هذا، حيث يمطرك هذا النظام فعلا بالسلع والخدمات بفضل بعض من مهارة فريدة، فأعتقد بأن المجتمع له الحق عليك”.
-
وقبل ذلك وفي عام 1888 كتب بافيت يقول:
“ليس لدي أي مشكلة أو شعور بالذنب إزاء المال. فالطريقة التي أرى بها هذا المال هي أن أموالي تمثل عددا هائلا من الصكوك التي أطالب بها المجتمع. والأمر شبيه بأن لدي تلك الأوراق الصغيرة التي أستطيع أن أحولها إلى استهلاك. فلو شئت، فإنني أستطيع أن أوظف 10 آلاف شخص لكي يرسموا صورتي في كل يوم ولبقية حياتي. عندذاك فإن الناتج القومي الإجمالي (للولايات المتحدة) سيرتفع. إلا أن فائدة هذا المنتج ستكون معدومة، في الوقت الذي سأمنع فيه هؤلاء العشرة آلاف شخص من القيام ببحوث خاصة بمرض الإيدز أو من التعليم أو التمريض. إلا إنني لن أفعل ذلك. فأنا لا استخدم العديد من تلك الصكوك التي أطالب بها المجتمع. وليس هناك مما هو مادي أنا في حاجة ماسة إليه وأريده كثيرا. لذلك سوف أمنح جميع تلك الصوك إلى العمل الخيري عندما نتوفى أنا وزوجتي”.

المواقف

انتقد بافيت بشكل متكرر قطاع المال العالمي بسبب ما يعتبره تكاثرا في المستشارين الذين لا يضيفون قيمة إلى القطاع لكنهم يحصلون على مكافآت تعتمد على حجم صفقات الأعمال التي يسهلون قيامها. وقد أشار بافيت إلى تنامي أحجام التعامل بالأسهم باعتباره دليلا على أن جزءا متناميا من إيرادات ومكاسب المستثمرين يذهب إلى السماسرة والوسطاء.
كما أكد بافيت في عام 1998 ومن على منصة جامعة هارفارد الشهيرة على الجانب غير المنتج لمعدن الذهب. فقد قال إن الذهب “يجري حفره واستخراجه من أعماق الأرض في أفريقيا أو من أماكن أخرى. بعد ذلك يتم صهره وحفر حفرة أخرى ودفنه مرة أخرى ودفع أموال لأناس يقفون حول تلك الحفر لحمايته. ليس لديه أي فائدة. وأي فرد يراقب هذه العملية من كوب المريخ سيحك رأسه دهشة”.
-
ويعتقد بافيت بأن الدولار الأمريكي سيخسر قيمته في المدى البعيد. وينظر إلى ارتفاع العجز التجاري للولايات المتحدة باعتباره إتجاها مثيرا للقلق سيؤدي إلى خفض قيمة الدولار والأصول الأمريكية. ونتيجة لهذا العجز فإن حصة أكبر من ملكية الأصول الأمريكية ستتحول إلى أيدي الأجانب. وقد دفع ذلك ببافيبت إلى الدخول في أسواق العملات الأجنبية لأول مرة في عام 2002. إلا أنه أقدم في عام 2005 على خفض انكشافه بشكل كبير على تلك الأسواق وذلك بعد أن أدى التغير في أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف العقود في أسواق العملات.
بيد أن بافيت استمر في تشاؤمه حيال الدولار من خلال تأكيداته على أنه يتطلع إلى القيام بعملايات استحواذ للشركات التي تستمد حصة كبير من إيراداتها من خارج الولايات المتحدة. إذ يستثمر بافيت الآن في شركة “بيتروتشاينا” الصينية النفطية على الرغم من الدعوات الصادرة عن بعض أوساط النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان له بالانسحاب من تلك الشركة.
-
يعرف عن الخطابات التي يلقيها بافيت بأنها تمزج بين الحديث الجدي عن الأعمال مع السخرية. ففي كل عام يترأس بافيت الاجتماع السنوي للمساهمين في شركة “بيركشاير هاثاواي” والذي يعقد في مركز كويست بمدينة أوماها في ولاية نبراسكا والذي يحضره ما يزيد عن 20 ألف زائر من عموم الولايات المتحدة والخارج. وقد ذهب البعض إلى حد شراء سهم واحد فقط في الشركة لمجرد حصوله على فرصة لحضور الاجتماع وتوجيه سؤال إلى بافيت.
وغالبا ما تحظى التقارير السنوية والرسائل الموجهة إلى المساهمين والتي يعدها بافيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الاقتصادية. وقد عرف عن كتابات بافيت بأنها تحتوي على اقتباسات أدبية عديدة وعلى العديد من الطرائف.
ويبدي بافيت موقفا مؤيدا وبقوة لفرض ضرائب أكبر على الميراث، قائلا إن الوقوف ضد هذه الضريبة أشبه “باختيار فريق لأولمبياد عام 2020 من خلال اختيار أكبر أبناء الفائزين في ميداليات ذهبية من الدورة الأولمبية لعام 2000″.

شيء من الحياة الشخصية

تزوج بافيت سوزان تومبسون في عام 1952. وقد أنجبا بنتا ووليدن، سوزي وهاوراد وبيتر. وبدأ الزوجان بالعيش منفصلين في عام 1977 رغم بقائهما متزوجين حتى وفاة سوزان في يوليو 2004. وتعيش إبنة بافيت، سوزي، في أوماها حيث تنشط في مجال الأعمال الخيرية من خلال مؤسسة “سوزان بافيت” الخيرية. كما أنها عضو في مجلس إدارة مؤسسة “غيرلز إنك”.
في عيد ميلاده السادي والسبعين، تزوج بافيت من خليلته أستريد مينكس التي عاشت معه منذ خروج زوجته من بيت الزوجية. ومن المثير في الأمر أن سوزان بافيت هي التي رتبت لكل من زوجها وأستريد أن يلتقيا قبل أن تغادر أوماها لتتابع مهنتها الغنائية. وقد كان الثلاثة قريبين من بعضهم الآخر حيث كان بطاقات التهنئة في أعياد الميلاد وبطاقات العطلات ترسل بتوقيع من “وارين وسوزي وأستريد”. وقد تحدثت سوزان بافيت بشكل مختصر عن تلك العلاقة قبيل وفاتها في لمحة نادرة ألقت بعض الضوء على حياة بافيت الخاصة.
-
يعتبر وارين بافيت لاعبا متحمسة للعبة البيردج. فقد قال يوما أنه يقضي 12 ساعة في الأسبوع يمارس تلك اللعبة. وغالبا ما يمارس هذه اللعبة مع بيل جيتس. وفي عام 2006 رعا بافيت دورة في لعبة البريدج تحت اسم “كأس بافيت”. وخلال هذه الدورة تنافس فريق من إثني عشر لاعبا أمريكا مع فريق من إثني عشر أوروبيا.
المكان المفضل لدى بافيت لتناول وجباته خارج المنزل هو مطعم “غوراتس ستيك هاوس” في أوماها، حيث يشتري في الغالب شريحة لحم بقري (تي-بون) مطبوخة قليلا.
-
وقد اعتاد بافيت على قيادة سيارة “لينكولن تاون” مصنوعة في عام 2001 أقدم على بيعها عبر موقغ “إي باي” للمزايدات وتبرع بما جناه لصالح مؤسسة “غيرلز إنك” الخيرية التي تشغل إبنته منصب عضو في مجلس إدارتها. ومنذ أن باع تلك السيارة أصبح يقود الآن سيارة “كاديلاك دي تي إس”.
في ديسمبر 2006 كتب عن بافيت بأنه لا يحمل جهاز هاتف نقالا وليس لديه جهاز كمبيوتر في مكتبه، وبأنه يقود سيارته بنفسه. غير أنه في مايو 2007، ذكر ريتشارد سانتولي، رئيس مجلس إدارة شركة “نيتجيتس” في تقرير نشرته صحيفة “نايتلي بيزنس” المتخصصة في الأعمال، بأن بافيت أصبح يستخدم الآن جهاز هاتف نقالا إلا أنه ما يزال بعيدا عن استخدام البريد الإلكتروني.
كشف فحص الحمض النووي (DNA) لبافيت بأنه ليست لديه أي صلاة قرابة مع جيمي بافيت وبأن أجداده لأبيه قد انحدروا من شمال إسكندنافيا في حين أن لدى أمه جذور من إسبانيا أو أستونيا.
أقام بافيت حفلات لجمع الأموال لكلا مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة، هيلاري كلينتون وباراك أوباما. وعلى الرغم من أنه لم يكشف أي شيء بشأن هوية من سيمنح صوته من هذين المرشحين، إلا أنه أكد على إن كليهما سيكونان “رئيسان عظيمان” للولايات المتحدة.