الخميس، 20 فبراير 2014

السعودية... تذهب شرقا!!


يختصر تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الطويل، فكرة زيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى الشرق الآسيوي على أنه إعلان سعودي لفتح النوافذ والأبواب السياسية والاقتصادية إلى جهات بوصلة جديدة وفتح بدائل لتعزيز دائرة التحالفات التي قد تحتاجها المملكة في المرحلة القادمة. ومن وجهة نظري، فإن هذا التقرير الذي أشارت إليه الواشنطن بوست على صفحتها الأولى قد تأخر لعقد كامل من الزمن. دخول المملكة إلى نادي العشرين العالمي كان ولادة خروجها من دورها الإقليمي إلى الدور السياسي والاقتصادي العالمي. وبما أن مقياس "الدول" هو الاقتصاد فكل البراهين تشير إلى أن المملكة اليوم هي من يتطلع الآخرون للتحالف معها بدلاً من أن يقرر "الآخر" من نتحالف معه.
يقول لي مساعد وزير الخارجية الياباني قبل قليل: إن الاقتصاد القوي يحتاج لاستقرار أمني، وأجبته فوراً بورقة مطبوعة أننا في المركز الثالث عشر لأكثر الشعوب أمناً في مؤشر منظمة السلم الأهلي الدولية المستقلة وللمفارقة: بعد اليابان نفسها بدرجة واحدة. أن يحمل سلمان بن عبدالعزيز بلده إلى نافذة الشرق فذاك لأن أوضاع بلده السياسية والاقتصادية حملته إلى إغراءات الآخرين.
نحن اليوم من يرسم خريطة بوصلتنا بما يناسب كل ظروفنا المختلفة. والخلاصة أن نوافذ الشرق وأبوابه التي يتحدث عنها تقرير صحيفة أميركية رائدة لا يعني قفل نوافذ العلاقة مع الغرب وبقية جهات البوصلة مثلما هي "ضمنية" التقرير. قد لا يعلم البعض أن السعودية تحتل رأس القائمة العالمية في مؤشر ميزان المدفوعات مع كل شركائها التجاريين بالنسبة الموجبة لصالحها، وقد لا يعلم البعض أيضا أن أربع دول آسيوية تقع في قائمة أكبر شركائنا الخمسة الأوائل في ميزان التبادل التجاري. السعودية اليوم لا تفتح نافذة لتقفل المقابلة الأخرى فهذه "الميكانيكا" السياسية، ليست لعبة السعودية ولا منهجها الواضح في الاعتدال السياسي. السعودية اليوم تريد بكل وضوح أن تلعب دورها السياسي والاقتصادي، الذي تستحقه بالضبط في المسرح العالمي، ولعله لهذا لم يخرج الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بوفد رسمي سياسي فحسب بل بقائمة طويلة من رجال الأعمال وأكثر من هذا بوفد ثقافي مكتمل لتوضيح معالم السعودية الجديدة.
السعودية لا تذهب للشرق كي تغلق نوافذها على الغرب بل لأن حجمها السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي الواعد يحتاج لخارطة أوسع تليق بحجمها في "نادي العشرين": تماماً مثلما تقول نظرية السياسة.
علي سعد الموسى  الوطن       2014-02-20 12:38 AM

ليست هناك تعليقات: