الجمعة، 14 مارس 2014

100 قصة قصيرة جداً




100 قصة قصيرة جداً
إعداد/ فتون الشريف
الجزء الأول من ملف (سين) للحظة السرد الأشد اختزالاً جاء غنياً بمقترحات وتفاعل الأصدقاء، المبدعين، المبدعات من السعودية وكافة أنحاء الوطن العربي... هي مرآة صغيرة إذن مانطمح أن نضعه بين أيديكم...
ولأن لاحاجة لمقدمات طويلة (تشبه النحنحات  ومحاولات التأكد من صوت المايكرفون في أحايين كثيرة) ...سنضعكم أمام متعة القراءة ...مقدمين شكرنا الجزيل لكل من ساهم واقترح وتساءل وكتب..
 غلاف الملف للفنان: فهد القثامي- السعودية


ضياعيمقت الوقوف أمام الإشارات الحمراء، وفي نفس الوقت لا يحبذ كسر أنظمة المرور فيقطع الإشارة، ولما كان النظام يسمح بالانعطاف يمينا عندما تكون الإشارة حمراء، فقد راح صاحبنا يعبر عندما تكون خضراء وينعطف يمينا عندما يجدها حمراء ... ظل على هذه الحال حتى وجد نفسه خارج المدينة...
عبدالله العرفج
 قاص وباحث اجتماعي- السعودية
عري

ركض مندوب السياحة صوب الصيادين المتعبين الذين ينظفون شباكهم قبل الغروب..وصرخ فيهم بكلمة واحده: فضحتونا!!
تلفتوا حولهم..نظروا الى أجساد الشقراوات الحمراء العارية إلا من ورقة التين، وقد استلقت على الرمل الناعم كنفايات شوتها الشمس ولفظها البحر..ثم قالوا في دهشة: ولكننا نرتدي ملابسنا.يا سيدي!"
فاطمة الناهض- كاتبة وشاعرة من الامارات

أبديّةكثيراً ما تلحّ عليه صورتُهُ خائضا في ضبابٍ كثيف، ملفوفا في غلافٍ عازل لا ينفذ إليه الصوت.
كثيراً ما تلحّ عليه الصورة.
حنجرتُهُ تتهرّأ صراخاً. اليدان تستبسلان في الاحتجاج.
يتمطّاه ثقلٌ رازح، يسومُهُ: هذه أبديّتُكَ يا ابن الـ "...".
عبدالله السفر –كاتب وشاعر من السعودية


رتابة و احتشام
    في لحظة سهو منه في الشارع اصطدم بامرأتين كبيرتين في السن و هما يتبادلان الحديث ما بينهما ، أعجب بمسير المرأتين في احتشام و رتابة فحدث نفسه متمنياً أن يكنّ مثالاً يحتذى به لبنات اليوم اللاتي في نظره أكثر من سخيفات و عديمات القيم ، تجول في المتجر المقابل للشارع علّه يجد ضالته ،  وجدها و وقف مع الأخرين ليسدد ثمن ما اشترى ، جاء دوره  فبحث عن نقوده ، اختفت ، فكّر للحظات فتنبه ، سرقته المرأتان.
لقمان عبدالله
همسة قميص
عند دخوله وعلى عتبة الباب حيّاها بابتسامة شفاّفة ، وسلّمها وردة ، فبادلته الابتسام، ورف قلبها لهمس قميصه الذي خلّف رائحة العطر تتزاحم على منخريها.لمّا صار خارجا
حياها بابتسامة أخرى عميقة، فبادلته بواحدة على أحرّ من
ألم ورائحة فراق طويل تتزاحم برأسها

خيرة أولاد خلف الله –كاتبة من تونس

     إمضاء                              
يداها ترتجفان ..والقلم يكاد يسقط ..ترغم نفسها .. تتطلع لأبيها ..ذلك الشيخ الذي رسم البؤس لوحة ً على محياه ..في آخر لحظة ..تراجع منظر الوحش الذي سيلتهمها حية ً ..عرفت أن الفارق بين الموت والحياة ..إمضاء ..
وبين الموت والحياة ..كانت القرابين تقدم للوحوش ..لتكتمل الدورة .. 
 زينب الهذال- السعودية   كاتبة ومحررة صحفية
 
الفاتحون
     سرنا من ورائه تحت ظلال الأسنة ، منا من قضى نحبه ومنا من ينزف على قارعة الطريق ، حطمنا الأصنام جميعا وأحلنا ركامها إلى تل كبير ، صعد فلما استوى على التل صرخ فينا والزبد يملأ شدقيه : الآن قعوا لي ساجدين .
 محمد بن ربيع الغامدي- كاتب من السعودية

عقيدةعقود وهو ينافح عن عقيدته، فلما ظهرت له شعرة بيضاء نتفها وعقد بها سِحراً !!
طاهر الزهراني - جدة

بالونة 
شاحبة هزيلة تشتكي الضجر . داعبها بشفتيه حتى انتفخت ؛ فاستسلمت ليديه . قيَّدَها بخيط رخيص عقده بسبابته ؛ فحلقت جذلى .
ملَّها ؛ فقطع الخيط لتطير وأنفاسه بين حناياها ، فرت من غير  وجهة . تناوشتها حجارة المارة ؛ فخرت هزيلة ممزقة .
محمد البشير

قصة إغريقية ل(كافاناه مورفي)
الملك الأثيني المحارب، بعد حصاره لمدينة لوكونوس، أرسل رسالة :
"
لو، احتللنا لوكونوس، سنقتل كل الرجال، ونستعبد نساءكم وأولادكم، نسلب
ونحرق المدينة "
المدافعون الأسبرطيون بعثوا له الجواب :"لو... "

قاع أمسك بيديها وقفزا معا ، ولأنه أثقل منها وزنا وصل للقاع قبلها ، بينما لا تزال تحلق.
ليلى الأحيدب – كاتبة وروائية - السعودية
تداوُلفي بلدتنا طبيب واحد، يعالج النساء مثلما يعالج الأطفال والرجال، وسيم الوجه، جميل الشكل .
أنا احد المعجبين به .. زوجتي دائماً يصيبها المرض، انني أحب زوجتي لدرجة الجنون . في هذا اليوم الذي كنت أفكر فيها  وأنا في العمل وفي حال دخولي المنزل وجدتها والكآبة صنوان، وكأن آثار الموت هي الواضحة على وجهها .. سحبتها من يدها وأركبتها في السيارة واتجهنا إلى المستوصف، رغم رفضها لفكرة الذهاب إليه، وعند دخولنا من باب غرفة الكشف الطبي كانت هناك امرأة جميلة تمسك بأذنها سماعة الكشف .. فانخرطت زوجتي في البكاء .. وانا انخرطت في الضحك‍‍‍‍‍‍.
محمد الغامدي- كاتب من السعودية
خيانة 
أخذت تتربص بنظراتي الحائرة. وعيناي تجوسان المكان. ترتكزان في جسدها الجميل. ترغب في الاقتراب قليلاً من يدي الظامئة. عجبت من التقاء الرغبات!
كلانا يبحث عن دفء المشاعر. وصمت المكان يَسْجِرُ لواعجَ الحب. اقتربتْ مني. قتربتْ أكثر... مَسَّدتُ بيدي على ظهرها الناعم. التصقت أكثر، وأكثر...
تحبو ناحيتي بطفولة الأشقياء، ترتشف لحظةَ سَكَرٍ هائمة، ولكن ثمةَ شعورٌ غريبٌ سرى في داخلي. يشي بخيانة ما ... لا...لا... ربما أكثر.
حينما انسحبت ببطء إلى رجل كان يجلس بجانبي؛ أحسست بأنَّ الخيانة تحدِّقُ إليَّ بمقلتين حيرى... عندما رمى لها قطعةَ لحمٍ نيئة، حركت ذيلها،
وركضت بعيداً في الأفق.
صالح السهيمي(قاص سعودي)

الطلاء الأحمر

فتحتُ مُصحفها ذات مرة ، فوجدته مُعلّمًا بطلاء أحمر ، ركبت دراجة حفيدها ، فـأنبأني ذاتُ الطلاء بأنها ليست دراجتي
الطلاء الأحمر يُضيء كوب الشاي ،  وفي قمّاط العباءة يلّوح لي . الطلاء الأحمر بمنأى عن وظيفته!
عقدُها السادس لا يسمح لها  بأن تتبرج به .. ولا ترتق به إبهام قدمها اليمنى الذي كَواهُ الطبيب ذات يوم .
فظل مرتبطًا بأشيائها حتى إذا ما ضاع فكْرها .. يطمئنُ قلبها بأن الشيء شيئها أو أقرب.
قبل أن تنهي مُكالمة الظهيرة المعتادة .. قالت لابنتها : لا تنسيّ الطّلاء الجديد ، فقد جفّ ما عندي .
أدركتُ أن الطلاء الأحمر لا يُفضي دائمًا لـ يد جميلة ، ففي حالات نادرة  يأخذ شكلاً غريبًا .. رُهاب الفقدان / الحِرصْ .
*العنود المغلوث- فنانة وكاتبة - السعودية


شغف 
أراد تقبيل الشمس ..
فاحترق
سعد الصبحي

حالة
كانت تحدثه بحنان كبير وهما يأكلان من نفس الطبق , كانت أمامي مباشرة, ممتلئة بالشباب وذات سمار أخاذ , التقت عينانا للحظات وعندما غادرا معا شعرت بوحدة هائلة.
صلاح القرشي – السعودية

اشتعال خلف النافذة
التي تقف حائرة خلف تلك النافذة هي صديقتها، حين كانت كائناً صغيراً مملوءاً بالورد والزبد، تلهو، تلعب باستحياء، تدرس معها وتتعلم دعابة الحياة.
تهيم لها الآن بالحنين والشوق وترنو إلى ذلك الوهج الناري، كانت معها مثل ضوء ونهار، وفي الظلال الدافئة تحط كفراشة ملوّنة، تشتعل ضحكتها من فرط البهجة وتجتاز العمر يوما ًبعد يوم.
ولحظة لحظة، تتمعّن ملامحها وتحصي سرعة هذيانها، إذ تلمع كالبرق وترحل عنها سريعاً كلما أثقلت في ضحكتها واستترت هي خلف سواد الحياة وبياض النافذة.
حسن بو حسن -كاتب قصصي ومسرحي من البحرين

أنفاس الرحيل
في ليلة حالكة الشوق ,كان الود محفلاً تنتظره
هيهات // تطلق نوافير غضب هو غائب
و كل ما يخصه حاضراً ثمة أرق // قلق
يدق هاتفها نغمة اتصاله ,تحدث ذاتها بخبث
" لن أجيب "
حتى تشتاق كل خلايا صمته ,اتصال أخير .. لقصر أنفاس الرحيل
 تأتي رسالة من رقمه ,في غرور تحدث ذاتها
من المؤكد أنها رسالته المعتادة
" ردي يا دبه "
بتكاسل يشبه ثقة مترقبة .. تفتح الرسالة
لحظة صمت // صرخة
تسقط هي و هاتفها على الأرض ..!
إيمان أحمد -شاعرة من السعودية

مفتاحتوسل الشاب شاهدين , و قرر بتمام عقله ان يقفز الى الستين .
وكان يضحك ..
 ابيّض شعره وزادت قدماه واحدة , هنا ... استلم حقوق العمر المهدور لوظيفة المشي في ذات المكان .
وكان يضحك ..
 اشترى أرضا ليبني عليها مسكنا , كان سعيدا وهو يتأمل مساحتها الغبراء , يبني عليها بيتا من خيال , ويزرع حوله الأشجار.. يدلي من احد فروعها أرجوحة لأطفاله .
وكان يضحك ..
وقف أمام الباب وتناول سلسلة مفاتيحه , رفعها الى موازاة أنفه , وهزها ... فرقصت ..
وكان يضحك ..
انحنى امام ثقب الباب , وأدار مفتاح الموت في قفل الحياة !
خالد المرضي - قاص سعودي

ثروة
منذ أربعين عاما ، عندما كنت في الخامسة عشرة ، عثرت في طريقي على ورقة من فئة جنيه.. منذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض.
أستطيع الآن أن أحصي ممتلكاتي ، كما يفعل أصحاب الثروات في نهاية حياتهم.. فأنا أملك 2917 زرا، و 34172 دبوسا، و12 سن ريشة، و13 قلما، ومنديلا واحدا ، وظهرا منحنيا ، و نظرا ضعيفا ، و حياة بائسة . 

تشيخوف - روسيا



خاتم الزواج

فتح عينيه على فجرٍ متأخر ،
رأسه ثقيل كحجارة كلس ..
تقلب ذات اليمين واليسار كالمحموم
تفقد أصبعه ، انتبه لبصمة ( خاتم الزواج )
انفضّ من مكانه ، تناول سترته باحثا في جيوبها
لم يجده .. حاول التذكر أين يمكن أن يكون .. ؟
صور,, خمرة,, صداع,,  ومعركة جسد عنيفة ..
2
فتحت عينيها على فجر أنيق
مررت مشطها فوق ضفائرها الملونة
طبعت قبلة بين عينيه وغادرت
3
في مساء متجهم
تقابلا ..
سألته عن ( خاتم الزواج)
فأخبرها أنه أصبح ذكرى غير بريئة
كوثر النحلي   - قاصة من المغرب



شياه أبي
طيلة سنوات الجدب الطويلة ظلت شياه أبي تجتمع حول (المعلف) صباحاً ومساء وهي تتنازع الذرة، البرسيم المجفف، خبزا يابساً .. وكل ما يمكن إيجاده كعلف غير مكلف ويمكنه أن يسمن ويغني عن الجوع. هذا العام وبالرغم من أن  السيول الأخيرة قد ملأت الأرض بالأعشاب، إلا أن أغنام أبي هزلت تماماً... كان قد شرع يبعث بالراعي ليسوق أغنامه إلى المراعي الشاسعة حيث الضرم، القيحوان، القطب وأسرار كثيرة انبعثت بعد مطر غير مسبوق.
كانت الأغنام تعود قبيل المغرب منهكة وجائعة يوماً إثر آخر وفي ربيع لن يتكرر مما اضطر أبي إلى إعادة معلفه مجدداً لتدارك الأمر... الراعي كان يقص على أبي شيئاً لا يصدق .. قال إنها كانت تتجمع حول بعضها البعض وهي ترعى، مهما حاول حثها وتفريقها، كانت تتنازع العشب في بقعة ضيقة...لقد اعتادت (المعلف).
عيد الخميسي- شاعر من السعودية
كولاقال لنفسه..
فكر بها كـ(نبتة)!..
لا تفكر بها كزجاجة كولا
النبتة تتجدد كلما قطفت منها ثمرة ( حتى لو قطفها آخر غليظ لا تحبه)
زجاجة الكولا تصبح كريهة جداً بعد أن يأخذ ذلك الغليظ أول رشفة منها !
فراس عالم- قاص من السعودية
محاولة انتقام وطئ القطارُ رقابَ ثلاثٍ من إبله، فصمّم على الانتقام. اختبأ والرمال تتوضأ للمساء. لم ينسَ أن يلبس كفناً أسود كيلا يتنبّه له القطارُ في تربُّصِه. وباقتراب القطار انتشر في وجهه إلاّ أن سَوَاده سرعان ما ذاب في سواد الكون.
 علي المجنوني- قاص من السعودية
الجديعود بأصوله لنطفة ساخنة في ليلة عادية تكونت وبلا مفاجآت تذكر حيواناً ناطقاً مات بعد أن قال آخر كلمة في سجله وخلف حيواناته الناطقة. الحيوانات الناطقة كونت وبلا مفاجآت تذكر حيوانات ناطقة أخرى وبالطريقة ذاتها. الحكمة المتدلية من رأسه كفانوسٍ، -تلك التي تركها لأجيال تموت سريعاً- لم تعد تضيء، لحظة نفض أحفاده الغبار عن عصاً كان يطرد بها الشمس.

محمد الجنيدل- شاعر وكاتب من السعودية

 الكاتب نون
لما استيقظ الكاتب ( ن ) ذات صباح ضبابي ، وقد عجز عن إتيان قلمه ، وهاله بياض الورق  الشاهق ، أغمض عينيه ، وأسلم جسده الواهن لموج البحر  ، ينتظر رعشات الرغبة المفاجئة ، ولم يطل انتظاره بعد إن استقر ممددا بقاع الأزرق .
أميمة عز الدين-  كاتبة مصرية

تـعارف
استيقظ فجأة , مبكراً , وبشكل مزعج، حتى أن تفكيره كان متوقفاً عند نقطة ما,  تقاطع في شارع ( مثلاً ) ، أي شارع، كان يتمشى وحيداً على الرصيف الممتد، حتى ابتسمت في وجهه فجأة وسألته: ما الذي جاء بك إلى هنا؟ .. تأمل وجهها وسأل نفسه: أين رأيت هذا الوجه من قبل ؟
في المساء طرقت عليه الباب ، طرقت مرة أخرى ، لكن دون إجابة ، فأقنعت نفسها أن تتركه لينام ، بينما كان يلف أرصفة المدينة يبحث عن تقاطع ما في شارع ما في مدينة غامضة لا يعرفها، وفي أحيان قليلة كان يتوقف ليسأل نفسه: أين رأى ذلك الوجه الجميل من قبل؟
فهد العتيق –قاص وروائي من السعودية



للحياة لونالتقيا صباحا
- هل أنت حي؟
- نعم.. أنا حي.. وأنت؟
- أنا حي أيضا
- عظيم.. هيا نتمتع بالحياة ليوم آخر
- طبعا..هيا نمارس القتل.
حسن البقالي – قاص وكاتب مغربي

 
حكم مسبق
سأل مريد حكيما :
- ما معنى الحكم المسبق ؟
فأخرج الحكيم من جيبه سوارين ، واحد كبير والآخر صغير و أجابه :
- هذا السوار الكبير من فضة و لكننا وضعناه حول معصم رجل غني ، فقال العالم أجمع ، هذا سوار من ذهب .
و هذا السوار الصغير من الذهب الخالص و لكن لو لبسه فقير لظن العالم أجمع أنه من فضة .
هذا هو الحكم المسبق يا بني .
جين جيانغ- الصين


امرأة الثّلجاستفاق على البياض المستشري ذلك الصّباح . كانتْ ليلة مستفحلة في نديف الثلج . في الحديقة شرع يصنع تمثال امرأة من الثلج ، لم يكن الأمر إلاّ محض تسلية في البدء . عندما وضع آخر لمسة على تمثال المرأة اكتشف لتوّه كم هي باذخة الجمال وأغرم بها في الحين . إسوة بالفنان بيجامليون طلب من السّماء كي تؤول امرأة تمثاله إلى أنثى من لحم ودم ، لأنّها كما غالاتيا ، امرأة لايرضى عنها بديلا وطالما حلم بها . عندها فكر في أن يقبّل امرأة الثلج كما فعل النّحات بيجامليون بأمر من افروديت حين لثم منحوتته غالاتيا و صارت بفعل القبلة السّحرية امرأة حقيقيّة .
كان يقبّل في جنون امرأته الثلجية حين أيقظه صوت امرأة وهي تقدّم له وجبة غذائه ، كانتْ المضيفة الجوّية للطّائرة التي تقلّه من بلده صوب بلد قارة جارة .
كادت نظرته تتحجّر عليها من فرط الهول . لقد كانت نفسها امرأة الثلج التي نحتها في حلم غفوته من قليل .
إسماعيل غزالي - قاص من المغرب

حفل يهم بالبدء. يجلس الآخر أمامه منتظرا برصانة. الأول قلق على مصيره هو وعائلته كالعادة, فكل شيء مرهون بإشارة من إصبع الآخر. يفتح فمه أو يغلقه ب إشارة .يستكمل الغناء أو يتوقف إلى الأبد؛ إذا أومأ بالإعادة أو أومأ إلى شخص ثالث أن يتولى الأمر . في حفل غنائي ضخم جمع بينه وبين طويل العمر.
فتون الشريف – كاتبة من السعودية


أحمر
بدت أمام المرآة بصورة باهتة الملامح تَعرت من بلوزتها البيضاء الشفافة بعد أن أغلقت نور الغرفة تكحلت حتى أبكت عينيها و حَلّت شعرها أسدلت طرفىّ سوتيانها و أخذت قلم الروج الأحمر ملأت شفتيها منه ثم كتبت بين جيب صدرها أسم حبيبها بوضوح وأفرغت أحشاء بطنها بسكينٍ صغير .
محمود ناسا – كاتب من مصر

استنساخذهب إلى طبيب مشهور في الاستنساخ ..
توسال إليه بأن يستنسخه ثلاثا...
الأولى لزوجته ..
الثانية لأهله ...
الثالثة لمن يهواها قلبه ..
أما النسخة الأصلية ، فقد كتب عليها :
-" انتهت مدة الصلاحية ...
كريمة دالياس- كاتبة من المغرب



 المكان المناسب

كنت أقف على الرصيف أنتظر سيارة أجرة،توقفت سيارة خاصة، فُتحَ الباب من الداخل،نادتني أصعد،قالت :سأوصلك الى المكان الذي تريد،كانت زميلتي في العمل،
،تحركت السيارة حتى توقفت عند تقاطع نقطة المرور للإشارة الحمراء
،سألت أمرأة تقود سيارة كانت تقف سيارتها الى جانب سيارتنا:أين يقع مستشفى الحكيم الأهلي؟
،أجابت زميلتي بدون تردد وثقة عالية في النفس:في الكاظمية،ضَحكتُ،قلت لزميلتي:إنه يقع في
 الكرادة،قالت زميلتي وهي تبتسم:نحن معاشر النساء ندعي المعرفة في كل شيىْ حين أن هناك من
 يجهل بعض الأشياء والأمور،قلت:إنني أجهل طالعي في الحب،هل لك أن تخبريني ماذا سيكون؟
قالت وفي صوتها نبرة جدية: لا يليق الحديث عن الحب في الطريق،ثم أدارت مقود السيارة وغيرت
إتجاه سيرها ،دخلت الى موقف سيارات فندق من فنادق الدرجة
 الأولى اتجهت الى الباب الذي بجانبي ،فتحته،سحبتني من يدي،قالت:
إنني أدعوك لتناول طعام الغذاء معي،أضافت:سأخبرك بعد تناول الغذاء عن مستقبلك في الحب،
،صعدنا في المصعد الى الطابق الذي يقع فيه
 المطعم،دخلنا المطعم يمسك كلاً منا بيد الاّخر ويضغط على اليد التي يمسك بها برفق وحنان
ناجح فليح الهيتي- قاص وشاعر من العراق



 رحلة
قام القرد الحاكم بجولة، قادته إلى بلدان عدة.
بعد زمن طويل من الترحال عاد إلى وطنه ، محاولا الاستفادة من الخبرة التي أكسبه أياها السفر.
أول قرار اتخذه ، بعد عودته : أمر ببناء سياج يحيط بمنطقة نفوذه ، حتى يمنع باقي القردة من القيام برحلة مماثلة لرحلته
مصطفى لغتيري -قاص من المغرب


   السطح
حلق سريره عاليا  وهو يرقد عليه حام حول ظلاله المتتبعة له .
انشق عنه غطائه ويداه أسفل ركبتيه . حط عاليا تحت هواه
فراشه ففارقه . أصبح عاريا فأدار فخديه ، تبسم والتفت إلى
السطح رآه بعيدا هناك في الأسفل , رأى أكداسا من الأجساد
بعيدا في أراضي كثيرة ،فكر كيف يمضي الليل عاريا بعد أن
تبسم , وجد الوسادة دافئة فلفها على فخديه ، ظن أنه في الخيال
رغم أنه مكهرب من البرد ،عاد والتف إلى المدينة مندهشا مريضا
مستندا على أصابع يديه المتعبة ناظرا برأسه إليها ، متسائلا لعله
أقل الآخرين المتسكعين في السماء.
محمد عبد القادربافقيه  -كاتب من السعودية
كان
في حانة تقليدية ، وفي ركن غريب كان يحتسي الجعة ، كان ينظر في البعيد كان يكلم نفسه ، وأحيانا يسخر من اللا مرئي
 فجأة، أخرج مسدسا من جيب معطفه وأطلق النار علي.
عبدالله المتقي- قاص من المغرب


أسطورة
بعد موت هابيل، التقى هابيل و قابيل.
و بينما هما يسيران في الصحراء، تعرف كل واحد منهما على الآخر عن بعد، ذلك لأن الاثنين كانا عملاقين.
جلس الشقيقان على الأرض، أوقدا نارا و شرعا يأكلان.
كانا صامتين صمت الإنسان المتعب في نهاية اليوم.
في السماء، برزت نجمة، لم تكن في ذلك الوقت،تحمل 
اسم نجمة.
على ضوء النار، لحظ قابيل شجا بضربة حجر في جبهة هابيل، فأسقط كسرة خبز من يده كان ينوي وضعها في فمه، و استعطفه أن يغفر له جريمته.أجابه هابيل:ـ هل أنت الذي قتلتني، أم أنا الذي قتلتك؟.. أنا لا أتذكر شيئا.. المهم أننا مع بعضنا البعض مرة أخرى.قال قابيل:ـ الآن تأكدت أنك غفرت لي. فالنسيان يعني المغفرة. أنا أيضا سأحاول أن أنسى.قال هابيل بهدوء:ـ هو ذاك. سيستمر تأنيب الضمير ما دام هناك إحساس بالذنب.


حجر
يحكى أن زهرة نبتت بين حجرين كبيرين، كان الحجران كبيران لدرجة أنهما حجبا عنها كل ما في الجوار،
لم تكن الزهرة تلتقي بالعشب، أو الأرانب، أو الأشجار، أو العصافير، أو السناجب، أو الجداجد، أو أقاربها
من الأزهار، لم تحادث أحداً ولم يتحدث إليها أحد، لم تر الزهرة شيئاً باستثناء الحجرين الكبيرين، والسماءمن فوقها..
بعد أيام، ذبلت الزهرة وماتت، ماتت معتقدة بأنها أيضاً.. حجرْ.
بثينة العيسى _شاعرة وقاصة من الكويت

    نشور 
  أزالت  الشريط الأسود* من أعلى اليسار. وقالت للرجل في الصورة : متأكدة أنك تعيش في مكان آخر !                  
* الشريط الأسود : شريط صغير أسود يوضع في أعلى يسار صورة الشخص المتوفي
محمد العرادي- كاتب من السعودية     

ليست هناك تعليقات: