الثلاثاء، 18 مارس 2014

#مصرمن #العقاد إلي #الأم_المثالية يا قلبي لاتحزن #كشكول_الحكيم 3


#مصرمن #العقاد إلي #الأم_المثالية يا قلبي لاتحزن #كشكول_الحكيم 3
بقلم د/صديق الحكيم
(1)
أبدأ صفحة اليوم من كشكولي بمقطع درامي رائع من مقال عماد الدين أديب في الوطن المصري علي فكرة عماد من النوع المحترف الذي تختلف معه كثيرا كثيرا لكن لا تستطيع إلا أن تحترم قلمه
(2)
كل شىء أصبح مكرراً معاداً، فاقداً للإثارة، بعيداً عن المتعة، مؤكداً على معنى واحد وهو استمرار هيستيريا العقل وتوتر الجنون الكامل!
إنه فيلم شيرى لويل من زمن الأبيض والأسود يمكنك توقع نهايته من بعد المشهد الثالث.
البطل قاتل، والضحية لا حول لها ولا قوة، والشرير له مشروع شيطانى يهدف إلى تدمير الكون تحت شعار شمشون الشهير وهو يحطم المعبد «علىّ وعلى أعدائى»!
النهاية تراجيدية، والمشهد الأخير كما هو مكتوب فى السيناريو المعد سلفاً يقول:
- نهار «صباحى»
- المكان ميدان التحرير.
- صورة علوية للميدان وهو خال تماماً من المارة ولا ترى فيه سوى سيدات متشحات بالسواد يبكين فلذات أكبادهن.
- لقطة قريبة لوجه امرأة باكية تهتف: «حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يا شعب مصر»!
ثم تظهر كلمة النهاية، وينتهى الفيلم ويستمر الألم!
(3)ومن مشهد عماد الدين أديب التراجيدي إلي خلاصة فهمي هويدي في الشروق في مقاله لنشعل شمعة فى الظلام حيث يختم مقاله قائلا (أدرى أن هناك من يصمُّون آذانهم عن أى تفكير فى محاولات تقصى جذور الأزمة وتحديد أصل الداء بما يفتح الأبواب وحل الإشكال دون الاكتفاء بالحلول الأمنية والأساليب القمعية. وهؤلاء تزعجهم وتثير
أعصابهم مصطلحات الوئام المدنى والمصالحة الوطنية والسلم الأهلى. إلا أننا بعد خبرة الأشهر الثمانية التى خلت صرنا أشد حاجة إلى أن نفتح الأبواب ونمد الجسور مع الذين يسعون إلى إطفاء الحرائق ودفع مسيرة الوطن إلى الأمام خصوصا بعدما أدركنا أن رقعة الحرائق تتسع يوما بعد يوم، وأن الضحية فى هذه الحالة ليست «الجماعة» وحدها، ولكنها أمن الوطن واستقراره وأحلام ناسه الذين هم أكبر وأبقى من المتصارعين.
(4)
خروجا من السياسة الضيقة الكئيبة إلي سعة الأدب وعالم الكتب واحتفالا بالذكري الخمسين لوفاة عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد اسمحوا لي أن أذكر فقط وفي اختصار نبذة عن فكر العقاد : كان العقاد ذا ثقافة واسعة، إذ عرف عنه انه موسوعي المعرفة. فكان يقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، بدأ حياته الكتابية بالشعر والنقد، ثم زاد على ذلك الفلسفه والدين. دافع في كتبه عن الإسلام وعن الإيمان فلسفيا وعلميا ككتاب الله وكتاب حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، ودافع عن الحرية ضد الشيوعية والوجودية والفوضوية(مذهب سياسي).
يقول العقاد ان الجمال هو الحرية، فالإنسان عندما ينظر الى شيء قبيح تنقبض نفسه وينكبح خاطره ولكنه اذا رأى شيئا جميلا تنشرح نفسه ويطرد خاطره، اذن فالجمال هو الحرية، والصوت الجميل هو الذي يخرج بسلاسه من الحنجره ولا ينحاش فيها، والماء يكون آسنا لكنه اذا جرى وتحرك يصبح صافيا عذبا. والجسم الجميل هو الجسم الذي يتحرك حرا فلا تشعر ان عضوا منه قد نما على الآخر، وكأن أعضاءه قائمة بذاتها في هذا الجسد. وللعقاد إسهامات في اللغة العربيه إذ كان عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة واصدر كتبا يدافع فيها عن اللغه العربيه ككتابه الفريد من نوعه اللغة الشاعره.
 (5) وبمناسبة ذكري العقاد واليوم العالمي للمرأة وعيد الأم (لا أحد يذكرني باسم الأم المثالية لعام 2014 لأني لدي نظرية أن المخرجات من نوع المدخلات ) إذنا خلينا مع العقاد فهذا أفضل كتب العقاد عن المرأة كتابا عميقا فلسفيا اسمه (هذه الشجرة)، يعرض فيه المرأة من حيث الغريزة والطبيعة وعرض فيه نظريته في الجمال وقد قرأت هذا الكتاب أول مرة وأنا في الفرقة الخامسة في كلية الطب بناء علي ترشيح زميلي د الحصافي عبد الوهاب (طبيب العيون حاليا) ولا أخفيكم سرا أننا لم أستوعب منه إلا قليلا ربما شدني للكتاب التشابه بين عنوانه وفيلم (أبي فوق الشجرة )
وخلاصة القول : مصر في هذه الأيام بين ملل عماد الدين أديب ومحاولات فهمي هويدي للآذان في مالطة واختيار راقصة شهيرة أم مثالية هذه الشجرة وأبي فوق الشجرة
مصر تحتاج إلي العقاد والحكيم وطه حسين ومحمد عبده والغزالي والباقوري مثلما تحتاج  إلي قيادة سياسية حكيمة تلم الشمل وتصفي الخلافات والمشاحنات قبل فوات الأوان

 وغدا صفحة جديدة من كشكول الحكيم

ليست هناك تعليقات: