الاثنين، 24 مارس 2014

تامر ابو عرب : باسم يوسف يحاصر الجيش #مقال #مسموع #المصري_اليوم المقال بصوت د صديق الحكيم



رابط المقال بصوت د صديق الحكيم



تامر ابو عرب : باسم يوسف يحاصر الجيش 

لم يكن دراويش السيسي وأرامل مبارك يدركون أنهم وهم يضغطون لمنع باسم يوسف من الكتابة بعد أزمة مقاله الأخير، يضعون الجيش في ورطة كبيرة حال ثبوت فشل جهاز علاج فيروس سي والإيدز المعروف شعبيًا بـ«جهاز الكفتة»!

عندما يأتي يوم 30 يونيو سيكون الجيش أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يثبت الجهاز كفاءته وعندها سنكون جميعا مدينين بشكر عميق لمخترع الجهاز وللهيئة الهندسية واعتذار أعمق لهما بعد التشكيك في الاختراع لبعض الوقت، وإما أن يفشل الجهاز وحينها لن يكون الاعتذار كافيًا، وسنكون في انتظار مواقف أكثر قوة يتخذها عدد كبير من قيادات الجيش المسؤولين عن بيع هذا الوهم أسوة بباسم يوسف.

خطأ باسم يبدو تافها مقارنة بالجريمة التي ستُرتكب إذا ما فشل اختراعه ولم يجد المرضى الدواء في الموعد المحدد، ففي النهاية لم يقرأ مقال باسم يوسف إلا عدة آلاف، ولم يقرأ المقال الأجنبي سوى عدة مئات، أما اختراع الجيش فينتظره 15 مليونًا مرضى بفيروس سي، فضلا عن ملايين أخرى من أصدقائهم وأقاربهم.

باسم يوسف شخص واحد، إذا خسر مصداقيته لن يضار أحد غيره، أما الجيش فهو مؤسسة وطنية مهمة تكتسب هيبتها من ثقة الناس فيها فإذا خسر تلك الثقة سيعاني كثيرا حتى يستردها، باسم يوسف لا يخطط لأن يكون رئيسًا لكن من يخطط لذلك يجب أن يكون حاسما مع من نصبوا له هذا الفخ.

إن كان باسم يوسف قد اعتذر وامتنع عن الكتابة بسبب "سرقة" مقال، ففكروا من الآن في الطريقة التي يمكن أن تكفروا بها عن سرقة أحلام ملايين المرضى في الشفاء.

***

سننتظر حتى يأتي 30 يونيو رغم أن كل الشواهد تؤكد أن جهاز الكفتة محكوم عليه بالفشل، حيث انتقده المستشار العلمي للرئيس واعتبره "فضيحة علمية"، كما يتشكك الجراح العالمي مجدي يعقوب فيه لعدم اتباع مخترعيه المسارات العلمية المتعارف عليها، وأخيرًا كشف خيري رمضان أن الجهاز "وهمي" وأن اللجنة التي شكلها المشير لدراسته اكتشفت به أخطاء جسيمة.

"بنخترع جهاز، ونعلن عنه في مؤتمر حاضره الرئيس ووزير الدفاع، وندي أمل لملايين المرضى، وبعدين نبقى نشكل لجنة بقى علشان نشوف الجهاز هينفع وللا لأ، وده قمة الإنجاز العلمي".

الطريقة التي تم بها الإعلان عن جهاز الكفتة والتصريحات التي تلته تقضي على أسطورة أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة المنضبطة في مصر.

اتضح أن اللواء دكتور إبراهيم عبد العاطي الذي اخترع الجهاز ليس لواء ولا دكتور، بل فني معامل صدرت ضده أحكام قضائية، ليتضح أن أي شخص لا ينتمي للمؤسسة العسكرية يمكنه أن يرتدي البدلة العسكرية ويحمل على كتفيه أعلى رتبة فيها بقرار من شخص أو جهة ما.

اتضح أن المشير السيسي، بحسب قولهم، فوجئ بالإعلان عن الجهاز في المؤتمر ولم يتم إخباره بالموضوع قبلها، وبعد أن لاحظ حجم الهجوم عن الجهاز أمر بتشكيل لجنة لدراسته، ليتضح أننا كنا كرماء للغاية عندما استثنينا الجيش من آفة الارتباك والتخبط التي تحكم كل شيء في مصر.

اتضح أن المجلس العسكري يريد تحقيق مكاسب إعلامية تسهل مهمة رئيسه في الوصول إلى الحكم، لكنه لم يكن يدري أن هذا المكسب الإعلامي سيتحول إلى شوكة في حلقه تجعله يتمنى ألا يأتي 30 يونيو أصلا.

يبدو أن الجيش سيكون أمام اختبار كبير يوم 30 يونيو للدفاع عن هيبته وصورته في عيون المصريين، وربما يكون مضطرا للتضحية لبعض قياداته العليا مقابل ذلك، لأن الحفاظ عليهم حينها سيكون تفريطا في المؤسسة ذاتها.

ليست هناك تعليقات: