الأربعاء، 5 مارس 2014

عن الفرح والحزن في حياة المصريين



غسان الإمام  الشرق الأوسط

المصريون أكثر العرب والمسلمين مبالغة في الفرح والحزن. المصريون مجتمع ضاحك. الدعابة المصرية قد تلقيك على قفاك من شدة الضحك. خفة الظل تخفف من خفة الحال، من وطأة الفقر والبؤس. لكن المصريين أيضاً مجتمع يحزن، ويحزن بعمق، وللحزن تقاليد من نواح وعياط وسرادق ومزارات واحتفالات بذكريات.
«الأهرام» تقرأ أولاً من صفحة الوفيات. «كليشيهات» تمجيد الموتى لا تتغير عند المسلمين والأقباط. المشاركة في المواساة تصل إلى التعزية بوفاة «حماة» البيه المدير، أو ابن شقيقته، أو شقيقة السيدة والدته.
نعم، المواساة تخفف من ألم المصاب. المصريون شعب متعاطف في الفرح والحزن. إذا كان الفرح حالة مزاجية في مجتمع متماسك شديد التعاطف والتواصل وخفة الظل، فالحزن عنده موروث من قديم ما قبل الإسلام. تمجيد الموتى تجسد في بناء الأهرامات. تخليد الميت انتظارا لحياته الأخرى أدى إلى حفظ قدماء المصريين على شكل مومياوات مغلفة برقائق البردي.

ليست هناك تعليقات: