الخميس، 20 مارس 2014

أربعة نصائح لجني الأرباح من المحتوى العربي الرقمي

OLN TV
هذا الموضوع هو الجزء الأول من سلسلة مواضيع تعرض نصائح يوجهها خبراء الى رواد الأعمال في المنطقة، كلٌ بحسب اختصاصه.
يعمل رودلف جبر وزويا صقر في مجال خلق ونشر المحتوى العربي الالكتروني منذ أكثر من عامين، وهما يستثمران جهودهما في ايجاد حلول للعوائق التي تواجهها هذه الصناعة. ومن خلال تأسيهما لشركة النشر الالكترونية "تو بيور" أو 2Pure بنى الفريق حتى اليوم أربع منصات تتوجه لجماهير مختلفة.
بدأت رحلة الثنائي اللبناني الأصل عام 2011 في دبي مع اطلاقهما لـ"نواعم" Nawa3em، منصة تقدم المحتوى المختص بالنساء، وقد جذبت أكثر من مليون زائر وزائرة في أقل من عام واحد. ثم أطلقت "تو بيور" المنصة الثانية "رائد" ra2ed المختصة بأمور الرجال وتسلّط الضوء على نمط الحياة وادارة الأعمال، ثم "غير" Gheir النسائية أيضاً، فـ"شبابز" Chababs التي تتناول عالم الألعاب الالكترونية والموسيقى والتكنولوجيا، متوجهة الى جمهور الشباب العربي. وتتشابه المنصات الأربع من حيث بناء شعبية كبيرة وبسرعة على الانترنت.
أما المنتج الخامس الذي أطلقته شركة "تو بيور" في أوائل هذا العام جاء مختلفاً من حيث نوع المحتوى الذي ركز بالأخص على الفيديوهات العربية. تلفزيون "أو أل أن" أو Online Lifestyle Network (OLN TV) هو شبكة فيديوهات تجمع أولاً كل الفيديوهات التي نُشرت على المنصات الأربعة حتى الان تقريباً 1500 فيديو، كما ويعمل حوالي الـ25 محرر على انتاج 150 فيديو شهرياً بنوعية HD عالية الجودة. 
هذه المرة أيضاً نجح فريق "تو بيور" بتحقيق شعبية كبيرة سريعاً. فقد سجلت "أو أل أن" ثلاثة ملايين زائر في شهر آذار/مارس ويتوقع رودلف جبر ان يصل عدد الزوار الى أربع ملايين الشهر المقبل. ومن غير المفاجئ أن يكون 90% من الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي GCC. "هدفنا ان نستفيد من الاقبال الكبير الذي يشهده عالم الفيديوهات. ومع ظهور السعودية كأول دولة عالمياً من حيث نسبة المشاهدة من المؤكد اننا سنحرز بعض الأرقام القياسية من خلال انتاج محتوى عال جودة،" يقول جبر.
وفي حين تزداد المنافسة في مجال خلق المحتوى الاكتروني العربي في المنطقة، أصبح التركيز على الفيديو الآن علامة فارقة هامة تميّز "تو بيور" عن غيرها. معظم منصات المحتوى العربي خصصت قسماً للفيديو، ولكنها لم تكرّس منصة مستقلة لهذا النوع من المحتوى.
وعلى سبيل المثال، "سوبرماما" Supermama، المنصة العربية التي تتوجه للأمهات أطلقت قسم الفيديو السنة الماضية، الذي سجّل 56 ألف مشاهدة في الأسابيع الثلاث الأولى. كما أن Yasmina.com التابعة لشركة "ديواني" Diwanee أيضاً خصصت قسماً للفيديوهات التعليمية التي تساعد النساء على وضع الماكياج مثلاً وأمور أخرى.
اليوم "تو بيور" تنتج بالاضافة الى المواضيع المكتوبة، تطبيقات وفيديوهات في محاولة لتلبية كل حاجات المستخدم العربي المتطلّب. "50 ٪ من القراء يفضلون المحتوى المصور،" يقول جبر. وللاستفادة أكثر من هذا التوجه، أقامت "تو بيور" شراكة مع الوكالة الاعلامية Digital Media Services (DMS) لمساعدتها في درّ الأرباح من المحتوى.
وخلال مقابلة مع رودلف جبر عبر "سكايب"، شارك مجموعة من النصائح وبعضاً من خلطة "تو بيور" السرّية في درّ الأرباح من خلال صناعة المحتوى العربي، وقد لخّصناها في النقاط الأربع التالية:
  1. فكّر بمنطق الكتروني. من المهم ان يكون المحتوى جديد واستثنائي وان يلبي حاجات القراء لكي يصل الى أكبر عدد ممكن. "نصف أفكار المحتوى الذي نصنعه تأتي من فريق التسويق الالكتروني لدينا، والنصف الثاني من نتائج درس لعقلية وحاجات وتوقعات المستخدم من خلال تصرفاته على المواقع، اين يضغط وما يقرأ أكثر، وباقي الأفكار تأتي من المواضيع الرائجة،" يقول جبر.
     
  2. تناول العلامات التجارية. تتركز جهود "تو بيور" في جني الأرباح من خلال المحتوى الذي يتناول العلامات التجارية، ولكن الشركة لم تعد تتطبق العادات القديمة. بدل نشر البيان الصحفي كما هو على شكل موضوع، يعتمد الفريق استراتيجية ادخال وتوزيع أخبار ومنتجات وفعاليات العلامات التجارية على المواضيع التي تُنشر بشكل عام. "لم تعد العلامات التجارية اليوم تبحث فقط عن اعلان ما على الموقع، بل هي تتطلع الى التأثير من خلال مشاركة شعبية ونبرة الموقع الالكتروني، لذلك نحن نصنع محتوى جديد، مفيد وندخل فيه منتجات العلامات التجارية،" يقول جبر.

    وبطبيعة الحال، تتطلب هذه الاستراتيجية المزيد من الجهد من أجل فهم مبادئ هذه العلامات التجارية وتلبتيتها من خلال الموضوع. "من المهم جدا البقاء على تواصل مع العلامات التجارية والمشاركة في الفعاليات لفهم قيمها وادخالها في الأنواع المختلفة من مواضيع وفيديوهات وتطبيقات تفاعلية،" يشرح جبر.
     
  3. الامتثال لمحركات البحث. ما زال العديد من الناشرين الالكترونيين في المنطقة يولون أهمية متواضعة لعملية الامتثال لمحركات البحث أو ما يُعرف بالـSEO. فمن المهم جداً ان يكون المحرر على اطلاع دقيق بالكلمات المفتاح الأكثر شعبية على "جوجل" في اللغة العربية بالاضافة الى الوسمات الأكثر استخداماً، وذلك للاعتماد عليها في كتابة المواضيع. وبحسب جبر، على المحررين خلق المجموعات الخاصة بكل بلد والتأكد من الوسمات الأكثر استخداماً.

    بالاضافة الى تحفيز الزوار الجدد على الانتساب الى الرسالة الالكترونية الشهرية، ودراسة عن قرب كيفية تفاعلهم مع المحتوى وابتكار طرق جديدة لاعادتهم الى الموقع بشكل منتظم. "لقد شهدنا ظهور اكثر من عشرين منافس جديد في العام المنصرم ولكن معظمهم لم يتمكنوا من المنافسة وذلك ليس بسبب ضعف نوعية المحتوى، بل بسبب عدم معرفتهم بعادات القرّاء،" يقول جبر.
     
  4. حافظ على نوعية عالية. انتاج المحتوى العالي الجودة من أكبر تحديات فريق العمل. وتعاني منصات المحتوى عادة من صعوبة توظيف الكتاب الجيدين. "الحلّ الذي نعتمده حالياً هو تعيين أفض كتابنا لتدريب الآخرين،" يقول جبر. وبالاضافة الى التدريبات يعتمد فريق "تو بيور" على دورة يقوم بها المحتوى تساعد على الحد من مخاطر نشر المحتوى الركيك. فبعد خلق المحتوى من قبل المحرّر، يقوم مدير القسم بمراجعته ثم مدير الموقع فالمدقق اللغوي.

    اليوم، يعمل لدى "تو بيور"  60 محرّر ينتجون المحتوى المتعدد الوسائط للمنصات الخمس، وينشرون موضوعاً كل ساعة، خلال الـ24 ساعة، وتتوسّع المنصات وتتطور بشكل سريع. 
"الأمر لا يتعلّق بالنوعية الجيدة فقط، أو بالامتثال لمحركات البحث، بل النجاح يرتبط بالخلطة كلها،" يختم جبر.
---

ليست هناك تعليقات: