الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

رواية اسكندرية 2014


مقطع من رواتي الجديدة 
بقلم صديق الحكيم

وبعد قليل رن جرس تليفون غرفة معاون المباحث 
فهرول الشاويش ليلتقط السماعة بسرعة
فجاءه أمر الضابط وائل باشا :نزل العيال كلهم الحجز وسيب اللي اسمه حسين فوق وفك كلابشاته أنا جاي علي طول
-كان الوقت يمر بطيئا وقرآن الفجر انتهي وبدأت الابتهالات التي تسبق الآذان 
فأخرج محمود كيس العيش وصنع بعض السندوشات وأعطي حسين والمحامي وعزم علي الشاويش فأخذ بعض السندويتشات وزجاجة مياه معدنية وكمان علبتين سجاير 
وتسحر الثلاثة زملاء الدراسة وضحك ماجد وضحك بعده محمود ثم تبعهم حسين 
وقال ماجد : مين كان نتوقع أن نجتمع بعد كل هذه السنوات وهنا في القسم ونتسحر عيش وحلاوة  دي بركاتك يا عم حسين 
فيرد محمود : وإيه كمان في أول يوم أجي فيه من السعودية 
وارتفع صوت الحق مؤذنا بصلاة فجر جديد 
ذهب محمود للشاويش وفي يده علبة سجاير وسأله عن مكان الحمام حتي يتوضأ هو وحسين 
فرد الشاويش وكمان حسين فأعطاه محمود علبة السجاير الرابعة 
فرد الشاويش :طب وزميلكم التالت 
ضحك محمود وقال للشاويش دا الأستاذ ماجد عباس بطرس 
فرد الشاويش يعني مفيش سجاير تاني طب يلا بسرعة 
وأثناء الصلاة 
حضر ضابط برتبة مقدم ومعه وائل باشا  ودخلا غرفة المأمور
فهرول الشاويش وأغلق الباب خلفهم ووقف أمامه
وفجاء ماجد المحامي وأخرج بزنس كارد وأعطاه للشاويش ليدخل به للباشا
فدخل الشاويش وبعدها بدقيقة  
نادي الضابط وائل :اتفضل يا أستاذ
فدخل المحامي ماجد في همة ونشاط قائلاً: مساء الخير يا فندم
المقدم :قول صباح الخير
ماجد: صباح الفل يا فندم
وائل باشا: محمد باشا مسعود من الأمن الوطني 
وجاي مخصوص علشان موكلك 
ماجد :خير ياباشا هو في مشاكل لا سمح الله
المقدم : لأ هو جاء هنا بالصدفة وإنت قومت الدنيا باتصالك بسعادة اللواء رئيس الجهاز في الأسكندرية 
فدورت علي ملفه عندنا فوجدت له ملف قديم 
فوقع قلب ماجد في رجليه وقال في نفسه أمن دولة يا حسين وقعت ولا حد سمي عليك
وأردف المقدم قائلا :لا تخف هو لا غبار عليه فهو بدون تصنيف يعني لأ إخوان ولا شيوعي ولا شيعي ولا 6 أبريل هو تحت بند مثقف درجة تالتة 
وتوجه المقدم للضابط وائل باشا : وسأله وهو يبتسم :تعرف واحد اسمه هيرمان جورينج ؟
فتلعثم الضابط  ورد علي المقدم:منكم نستفيد يا فندم 
هيرمان جورينج ده هو أحد أبرز قيادات ألمانيا النازية أيام هتلر،والأب الروحى لجهاز البوليس السرى «جيستابو لكنه نهايته كانت مأساوية  فقد انتحر بالسم قبل يوم واحد من إعدامه 
الضابط : إيه اللي فكرك بيه يا باشا دلوقتي 
المقدم : ما هو دا اللي قال "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي»، 
ابتسم ماجد ابتسامة ميتة مجاملة لثقافة المقدم 
وسأل محمد باشا : طيب يا فندم هو حسين عليه أي ملاحظات في الوقت الحالي 
المقدم - لقيت في ملفه صورة من مقال منشور في صحيفة معارضة صفرا من إياهم 

ليست هناك تعليقات: