الأربعاء، 19 فبراير 2014

كيف صار الإخوان عنيفين؟

عماد الدين حسين

عماد الدين حسين -الشروق

كيف صار الإخوان عنيفين إلى هذا الحد؟! كيف انقلبت شخصية الإخوانى الهادئة المسالمة لتصبح بهذه العدوانية؟!.
هل كانت صفات السلمية والمسالمة مجرد شعارات تخفى تحتها هذا الكم الرهيب من العنف، أم أن ما حدث هو مجرد رد فعل على عنف أجهزة الأمن، أم أن الأمر يعود إلى أن الشخصية المصرية بأكملها اختلفت وصارت أكثر عدوانية بغض النظر عن انتمائها السياسى والفكرى؟!.
شخصيا صدقت كلام المرشد محمد بديع حينما وقف على منصة رابعة العدوية ليصرخ بأعلى صوته قائلا: «ثورتنا سلمية.. وستظل سلمية»، لكن المشكلة ان التطبيق على الأرض اختلف مع هتاف الميكروفون وتطابق مع تهديد ووعيد آخرين مثل طارق الزمر ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى وآخرين.
السؤال الجوهرى هو: هل تلك هى الطبيعة الأصلية للإخوان أم أن أجهزة الأمن أوقعتهم فى المصيدة ودفعتهم دفعا إلى العنف لترد عليهم بعنف أشد وتجعلهم مكروهين شعبيا؟.
خصوم الإخوان يقولون ان العنف صفة لصيقة بالإخوان منذ نشأتهم عام 1928، وكل كلامهم عن السلمية مجرد شعارات، وكل حركات العنف التى نشأت فى مصر والمنطقة هى روافد للتنظيم الأم، فى رأى هذا الطرف فان الرهان على سلمية الإخوان هى رهان على سراب.
لكن فريقا آخر يعتقد ان عنف الإخوان ناتج عن عنف أجهزة الأمن وقبل ذلك وبعده راجع إلى منظومة متكاملة من التحريض الذى مارسته قيادات الجماعة قبل فض اعتصام رابعة وحتى البيانات الأخيرة التى دعت إلى ابتكار حلول للتصدى لقوات الأمن وبعدها نشأت حركات مثل «ولع» و«مولوتوف».
فى ظنى أن هناك متغيرين رئيسيين: الأول هى التغييرات التى طالت الشخصية المصرية واتجاهها إلى العنف المبالغ فيه، ثم ان الجيل الجديد من شباب الإخوان لم يعد مثل الجيل القديم. جيل الآباء كان يعرف الحدود والمواءمات والخطوط الحمراء، لكن الجيل الجديد انكسر لديه حاجز الخوف منذ ثورة 25 يناير ولم يعد يخشى شيئا، ثم ان ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام الاجتماعى مثل فيس بوك وتويتر جعلت التحكم فى البشر وحركتهم أمرا غاية فى الصعوبة. التغيرات الاجتماعية وثورة الاتصالات والإعلام جعلت كثيرا مما كنا نعتقد انه بديهيات يتغير.
وبغض النظر عن سبب هذه التغيرات، فقد صار لدينا واقع ينذر بالمزيد من الدماء.
لم تعد قوات الأمن فقط ترتكب العنف، صار لدينا الآن جماعات أو عصابات منظمة ومسلحة تقتل كل يوم رجال الشرطة وتفجر المنشآت الأمنية والحكومية وتروع المواطنين فى الشوارع.
السؤال: من الذى يستفيد من عمليات الإرهاب سواء التى تتم فى سيناء أو فى القاهرة والمحافظات؟!.
نظريا يعتقد الإسلاميون انهم هم الكاسبون، لكن هؤلاء لا يدركون ان أى رجل شرطة يسقط شهيدا يعطى الشرطة الموافقة الشعبية على التنكيل بالإخوان واستحداث وإصدار المزيد من القوانين كى تواجه الإرهابيين خصوصا إذا طالبها المواطنون بفرض الأمن والنظام والقانون فى الشارع.
أتمنى ان يراجع اعضاء جماعة الإخوان موقفهم وان يسألوا أنفسهم سؤالا بسيطا وهو: ما هى المكاسب والخسائر من جراء مشاركتهم فى عمليات التظاهر العنيف ضد الحكومة وتأييدهم المستتر حينا والسافر احيانا للارهاب الذى يستهدف الحكومة ومعها كل المجتمع؟.

ليست هناك تعليقات: